رواية سيلينا و الشيطان الفصل الاول بقلم رولا هانى
رواية سيلينا و الشيطان هى رواية الكترونية من تأليف رولا هانى واليوم سنعرض لكم الجزء او الفصل الاول من رواية سيلينا و الشيطان
رواية سيلينا و الشيطان الفصل الاول
وضعت الهاتف علي أذنها تحاول التواصل مع شقيقها لكي يخرجها من تلك المنطقة المهجورة و لكن كما توقعت لم يرد عليها، زفرت بضيقٍ هامسة بنبرة خافتة و شعور التوتر يسيطر عليها بسبب وجودها بذلك المكان المرعب:
-كان لازم يعني أروح الحفلة دي!؟...أديني توهت!
سارت بخطواتها البطيئة تحاول البحث عن أي أحد، ثم نظرت لهاتفها بترددٍ لتنوي وقتها مهاتفة والدتها فهي لا تملك أية حلول أخري، كادت أن تضغط علي الهاتف عدة ضغطات و لكنها توقفت تلقائيًا ليقع من بين يديها الهاتف عندما جاء رجل ما ليكمم فمها من الخلف، ليهمس بنبرة مقززة و هو يطوق خصرها النحيف:
-كدة بردو تتعبيني كل دة، بس من حظي إنك جيتي هنا.
حاولت ضرب ذراعه الذي يكمم فمها بشراسة فلم يتأثر بما تفعله، حاولت هي و بكل صعوبة الوقوف بمكانها لتصرخ حتي لو بنبرة مكتومة و لكنها لم تستطع بسبب سحبه العنيف لها للخلف، فتراجعت هي معه رغمًا عنها و هي تحاول الفرار من بين يديه بكل الطرق، و فجأة وجدته يسحبها ناحية ذلك البيت المظلم فعلمت وقتها مدي خطورة الأمر، لذا غرزت أظافرها الطويلة بكفه و هي تحرك جسدها بعشوائية، و بحركاتٍ عصبية ثنت ساقها لتضربه بركبته و لكنه لم يتركها و ظل ملتصق بها و هو يسحبها للداخل هامسًا بنفس النبرة التي تصيب المرء بالإشمئزاز:
-متحاوليش يا "سيليا".
و بالرغم من صعوبة الموقف إلا إن قوتها في رفض ما يحدث لم تقل، ظلت تضرب ذراعيه بعنفٍ و مع الأسف سحبها لداخل البيت، ثم إبتعد عنها قليلًا و هو يتجه ناحية الباب ليغلقه فإستغلت هي الأمر لتصرخ بنبرة عالية مزعجة و هي تسبه بسباب لاذع:
-إنتَ عايز مني إية يا إبن ال ***.
إستطاع إغلاق باب ذلك البيت المهجور ليستدير لها و علي وجهه تلك الإبتسامة الخبيثة، فتراجعت هي بخطواتها للخلف هامسة بنبرة شبه مهتزة:
-إنتَ عايز مني إية!؟
إقترب منها بعدة خطوات و هو يخلع سترته ليلقيها بإهمالٍ علي الأرض، ثم رد عليها بمكرٍ و إبتسامته المخيفة تتسع:
-عايزك يا "سيليا"، بقالي فترة كبيرة أوي عايزك.
تلاحقت أنفاسها لترد عليه صارخة بذعرٍ و هي تسبه مجددًا بسبابها اللاذع:
-هو إنتَ تعرفني أساسًا يا ***.
أومأ لها عدة مرات و لم يرد عليها بتلك المرة، فقط رمق ملامح وجهها بروية ليتأمل رماديتيها التي أصابته بالجنون، و شفتيها التي تمني تذوقها، و خصلاتها البنية الفاتحة كالقهوة، ثم إنتقلت نظراته تجاه جسدها النحيف الرائع، و خاصة خصرها الممشوق!
إزدردت ريقها بصعوبة و ظنته شارد فكادت أن تركض تجاه تلك النافذة بالجهة اليمني و لكنه ركض نحوها بسرعة لا توصف ليقبض علي خصلاتها الكثيفة قائلًا بنبرة خافتة تأملتها هي لتتأكد من شكوكها فقد كان ثمل:
-مش هتمشي من هنا يا "سيليا" غير لما أخد اللي أنا عايزه.
عضت علي شفتيها بألمٍ بسبب قبضته التي شددها علي خصلاتها، فتأوهت وقتها بنبرة عالية تدل علي عدم تحملها لما يحدث، و فجأة إقترب هو منها ليقبل عنقها قسرًا و هو يفك أزرار قميصه الأبيض، حاولت هي إبعاده عنها بكل الطرق فلم تستطع، لذا ثنت ركبتها لتضربه ببطنه بصورة عنيفة جعلته يتأوه بصراخٍ يصيب المرء بالإنزعاج، و بتلك اللحظة ركضت هي تجاه تلك النافذة لتخرج منها بسهولة و من فرط توترها تعثرت قدماها لتقع علي وجهها بالإضافة إلي ركبتها التي جُرحت مما جعل أيضًا بنطالها القماشي يتمزق بتلك المنطقة، جزت علي أسنانها بعصبية و هي تنهض ببطئ لتحاول الركض تجاه الشارع و لكنها لم تستطع بسبب قبضة ذلك الأحمق التي أمسكت بذراعها بقوة كادت أن تحطم عظامه، ثم أخذ يقبل عنقها بلا وعي و هو يمرر كفه الغليظ علي ظهرها غافلًا عن نفورها منه، حاولت إبعاده عنها مجددًا و عينيها تتوسله حتي يتركها، كادت أن تهبط عبراتها من فرط الهلع و لكنها توقفت عندما رأت تلك العصا الغليظة مرمية بجانبها، فإنحنت قليلًا للأسفل تحاول الإبتعاد عنه لتلتقط تلك العصا و بالفعل نجحت لتبعده عنها بصورة عنيفة و مفاجأة و هي تضرب رأسه بها فوقع هو علي الأرض و الدماء تسيل علي جبينه بصورة مفزعة جعلت العصا تقع من بين يديها لترمقه بصدمة و عدم تصديق، إنحنت بجذعها للأمام لتنظر له بتمعن خشية من أن يكون أصابه شئ ما و فجأة إنتفضت بخوفٍ عندما إستمعت لنباح ذلك الكلب فأخذت تركض بلا وعي لتخرج من الباب الخلفي لذلك البيت فقد كان لها الأقرب، و فجأة رأت أمامها سيارة أجرة فأخذت تشير لها و الدموع تترقرق بعينيها من فرط الرعب الذي سيطر عليها ليلاحقها كظلها، وقفت السيارة أمامها فصعدتها و هي تملي علي السائق عنوان بيتها لتنهمر عبراتها وقتها بإنهيارٍ لتدعو وقتها بإرتعادٍ أن لا يصيب ذلك الرجل شئ ما، و طوال الطريق حاولت إقناع نفسها إن ما فعلته فقط كان للدفاع عن نفسها!
__________________________________________
-الساعة بقت حداشر بليل و الهانم لسة مجاتش!
قالتها "سندس" بغضبٍ و هي تحاول مهاتفة إبنتها "سيليا"، و لكن لم تستطع بسبب هاتفها المغلق، و بتلك اللحظة رد عليها إبنها "يحيي" و هو ينهض من علي فراشه بعدما إستيقظ:
-هتلاقي الدنيا زحمة.
جزت "سندس" علي أسنانها ببعض من العصبية قبل أن ترد عليه بقلقٍ ملحوظٍ علي تعابير وجهها التي إنكمشت بوجلٍ:
-يا بني دي قالتلي الحفلة هتخلص الساعة تسعة!
نظر لهاتفه قبل أن يرد عليها بذهولٍ:
-دي شكلها حاولت تكلمني من يجي ساعة!
تنفست "سندس" بعمقٍ لتضع كفها علي موضع قلبها قائلة بتوجسٍ:
-أنا قلبي مش مطمن.
هدأها هو بنبرته اللطيفة بعدما وضع هاتفه علي تلك الطاولة:
-يا ماما يعني هيكون حصلها إية بس!؟
هزت رأسها نافية لترد عليه بخوفٍ بدأ يزداد ليحتل قلبها:
-بيت صاحبتها دة هي أول مرة تروحه، و إنتَ عارف أختك بتوه كتير خصوصًا لو رايحة مكان لأول مرة.
و بعد عدة دقائق من الصمت تعالي صوت تلك الطرقات علي باب البيت فركضت وقتها تجاهه حتي تفتحه و لكن سبقتها إبنتها عندما فتحت هي الباب بمفتاحها الخاص لتدلف للبيت و علي وجهها علامات الذعر الواضحة، بالإضافة إلي شحوب وجهها الملحوظ و ما إن رأتها والدتها لاحظت جرح ركبتها فصرخت بفزعٍ و هي تقترب منها بخوفٍ:
-"سيليا"!...حصلك إية يا بنتي؟
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة و هي ترمق والدتها و شقيقها الذي خرج من غرفته ليري ما يحدث بحيرة شديدة، أتخبرهما بما حدث!؟...أتخبرهما بقتلها لذلك الرجل!؟...أم إن الصمت هو أفضل حل لذلك الموقف!؟...هربت بعينيها من مواجهتهما فسألها بتلك المرة شقيقها "يحيي" و هو يتأمل حالتها المضطربة بقلقٍ تبين علي تعابير وجهه التي تقلصت بعدم إطمئنان:
-"سيليا" إنتِ كويسة؟
ردت عليه كاذبة و هي تلوح بكفها المرتعش بالهواء:
-العربية اللي كنت راكباها عملت حادثة.
لطمت "سندس" علي صدرها صارخة بإرتعابٍ:
-إنتِ كويسة يا بنتي؟
لاح علي وجه "سيليا" إبتسامة باهتة ثم ردت عليها بنبرة ضعيفة:
-أنا كويسة يا ماما، عايزة بس أدخل أنام شوية في أوضتي و لما أصحي هبقي أحكيلكوا كل حاجة.
نظرت لها والدتها ببعض من الشك فتسائلت وقتها بجدية و هي ترمق إبنتها بتمعن:
-"سيليا" إنتِ بتقولي الحقيقة؟
رمشت بعينيها عدة مرات لتنظر في عيني والدتها مباشرةً و هي ترد بثباتٍ:
-أيوة يا ماما.
ثم همست برجاء و هي ترمق والدتها بتوسلٍ:
-ممكن تسيبيني عشان أنا فعلًا تعبانة.
أومأت لها "سندس" عدة مرات ففرت هي هاربة تجاه غرفة التي ما إن دلفتها أغلقت بابها جيدًا لتجهش بالبكاء و هي تقع علي الأرضية الباردة لتضم ركبتيها لصدرها و عبراتها تتهاوي علي وجنتيها بلا توقف لتغمرهما، تعالت شهقاتها فنهضت لتتجه للفراش حتي تلتقط منه تلك الوسادة التي كتمت بها صوت نحيبها ليتحول لأنين خافتٍ، إهتز جسدها و إرتجف و هي تتذكر ما حدث بالتفصيل و كأن الأحداث تخبرها و بصورة صريحة إنها لن تفارق ذكرياتها أبدًا!
___________________________________________
صباح يوم جديد.
-ما إنتَ لو تبطل سهر كل يوم لوش الصبح كان زمانك صاحي و نازل شغلك زي الناس.
قالتها تلك المرأة بنبرتها الحادة و هي تهز جسد إبنها النائم علي الفراش بصورة عشوائية عجيبة، فنهض هو ببطئ ليعتدل في جلسته قائلًا بصوتٍ أجش:
-صباح الخير يا "بيسان".
نظرت له بغضبٍ طفيفٍ لترد عليه بتأففٍ:
-إمتي هتتعلم تقولي يا ماما!؟
هب واقفًا ليقبل جبينها برقة قائلًا بلطفٍ:
-صباح الخير يا أحسن أم في الدنيا دي كلها.
إبتسمت بخفة لترد عليه بتهكمٍ مصطنعٍ:
-إضحك عليا كويس أوي.
رفع حاجبيه بقلة حيلة ثم رد عليها بنبرة شبه عادية:
-الساعة كام؟
أجابته بضيقٍ و هي تخرج من الغرفة لتجحظ هو عيناه بصدمة:
-تسعة.
زفر بحنقٍ هامسًا بإهتياجٍ و هو يعود مجددًا ليتمدد علي الفراش:
-إتأخرت علي الشغل!
تنهد بعمقٍ قبل أن يهمس بنعاسٍ:
-حيث كدة أكمل نوم.
و لكن صراخ والدته المفزع بشقيقته أصابه بالهلع فجعله يعتدل في جلسته بغيظٍ و هو يتسائل بدهشة حقيقية:
-هو "إياد" مكلمنيش لية!؟
إلتقط هاتفه ليجده يحاول مهاتفته فإبتسم هو بسخرية قائلًا:
-بتيجي علي السيرة.
رد عليه ليجد صوت رجل أخر يهاتفه، و ليس إبن خالته كما توقع:
-حضرتك تعرف صاحب التليفون دة؟
همس بوجلٍ و عينيه تجحظ ببعض من التوتر:
-أيوة!
وجد رد ذلك الرجل ليجعله في صدمة لا توصف من شدتها:
-مع الأسف صاحب التليفون مات، البقاء لله.
للانتقال الى الفصل الثانى اضغط هنا