رواية متيمة بحب القاسى الفصل السادس بقلم اميرة انور
رواية متيمة بحب القاسى الفصل السادس
جهزت ترنيم حيثُ ارتدت فستان واسع حتى لا يغضب عليها، خرجت من المرحاض وهي غير سعيدة، تفكر في رحلتها مع حمزة، ما الشيء الذي ينويه لها، قاطع أحبال أفكارها حمزة الذي قال:-
_يالا...!!
تشعر بأنها تزوجت من شيء لا يتكلم ولا يتحرك، تمنت قبل زواجها أن يكون زوجها رومانسي، يخبرها عن مدى أعجابه بمظهرها ولكن زوجها غير ذلك هو لا يحبها ولكن ظل شيء واحد يتعلق في مخيلتها ولا تستطيع أن تمنع حالها من التفكير به... لما تزوجها ومن مات... لينتج عن ذلك وجود الثأر
نظرت له ثم سألته في غيظ:-
_هو إنت متجوزني ليه؟ بجد إنت مش عاجبني ولا حباك وإنت برضه أنا ولا عجابك ولا حاببني وإيه حوار التار دا ومين مات
نظر لها بضيق، لم تشعر بنيران قلبه التي تتعذب من آجل موت والده، يعلم بأنها حتى الآن لا تعلم شيء ولكن يجب أن تتحدث على المتوفي الذي يحمل اسم السيوفي بطريقة أفضل من ذلك...
رد عليها بغضب:-
_أنا قولت يالا مش بحب أكرر وأعيد في كلامي كتير فاهمة ولا لاء
ارتعدت من صوته العالي، شعرت بأن دموعها سـ تنزل أمامه ولكن حاولت منعها، من هو حتى تظهر ضعفها أمامه
تقدمت تسبقه ولكن أوقفها بشموخه:-
_أنا الأول وإنتي ورايا يا هانم لأزم تتعلمي الأصول
جذت على نواجذها بغضب هي لا تستطيع أن تتحمل أكثر من الحد المسموح لقد نفذ صبرها ولكن حاولت أن تتجاهل الأمر
ردت بلا مبالاه:-
_اتفضل يا زوجي العزيز
هز رأسه ثم فتح الباب وأمسك يدها حتى يذهب معها
ولكن وقبل أن يتحركا وقفت نسمة بطريقهم قائلة بغضب:-
_سبتني عشان دي ما حبتنيش ليه يا ولد خالي دا أنا حبيتك حتى
نظر لها بتعجب بينما "ترنيم" فـ شعرت بالغيرة وبرغم من معاملة زوجها معها إلا أنها تتذكر أعجابها به ومن الممكن أن يصل هذا الأعجاب للحب...
أمسكت يد حمزة ثم همست له بغيظ:-
_أنا أصلا شاكة فيها من أمبارح هي بتقول إيه دي؟! شكلي هضربها بحاجة
رغم انزعاجه الشديد من نسمة إلا أنه سعيد لغيظ زوجته، هذا يجعله ينعم بالراحة...
ولكن يجب أن يلوم تلك التي تقف أمامه بلا خجل
اقترب منها وقال بحنق:-
_روحي أوضتك يا نسمة ولما أرجع هنحل الموضوع دا
ثم أمسك ترنيم مرة ثانيا وأخذها ونزل السلم
..............................
حين علمت ما فعلته ابنتها في نصف المنزل، غليت عروقها، باتت تلعن اليوم التي ولدتها به، عزمت أمرها على تربيتها من جديد، نعم يجب أن تفعل ذلك
اتجهت نحو غرفة نسمة ولكن أوقفها أبيها بغضب:-
_ينفع اللي بنتك عملته دا يا صفاء
ارتعدت أوصلها نعم هو محق ولكن يجب أن تمنعه من الدخول لها، سـ تموت بيده، ابتسمت بهدوء ثم قالت:-
_معلش يا أبوي أنا هكلمها ومش هتعمل كدا تاني
صرخ بها بانفعال:-
_البنت لأزم ينكسر لها 24 وعشرين ضلع يا بنتي
هزت رأسها في خجل توافقه على حديثه ثم ردت عليه:-
_حاضر يا بوي هكلمها وهكسر لها مية ضلع كمان
مد يده بصندوق يبدو عليه بأنه يخص فقط أفراد عائلة السيوفي، أخبرها بجدية:-
_خدي يا بنتي دهب على لبتك
غمرتها الفرحة وأخيرا أول أجراء لزيجة ابنتها يتم، ابتسمت بحب، أردفت بشكر:-
_دايما يا حاچ هتفضل الإنسان الوحيد اللي بيحل لي ولبنتي مشاكلي شكراً إنك لحد دلوقتي واقف جنبي وخصوصا بعد موت چوزي
هز رأسه بحبٍ ثم وبنبرة حنونة قال:-
_إنتي بنتي وبنتك غالية عندي لإنها من ريحتك
حضنت أبيها ثم اتجهت نحو الغرفة القابعة فيها ابنتها
.............................
أوقف سيارته أمام مزرعة السيوفي، انكمش حاجبي ترنيم باندهاش، بهذه الطريقة يرفه عنها، في أرض زراعية يحتلها الجاموس والمواشي والدجاج والبط، تشعر براحة نوعٍ ما لوجود الزرع ولكن لما جاء بها إلى هذا المكان, نظرت له وسألته بفضول:-
_هو إنت جايبني هنا ليه؟!
ابتسم بغموض، رد عليها بخبث:-
_إيه يا مراتي يا حبيبتي مش بتحبي جو المزارع
لا تستطيع أن تمنع خوفها ما الشيء الذي يخفيه حتى الآن، دلفت معه وقدم تتقدم والأخرى تتراجع..
وصل بها إلى المكان الخاص بالجاموس ثم صرخ باسم أحدهم:-
_عم محمد؟
ليأتي إليه في ثوانٍ معدودة، ناظراً للأرض باحترام لرب عمله سأله بصوتً منخفض:-
_أيوا يا باشا تأمرني بإيه
_فين مراتك عشان عاوزها تعلم الهانم إزاي تحلب البقر وتزرع إنت عارف أي حد بيدخل على بيت السيوفي لأزم يتعلم كل حاجه
صرخت ترنيم بهلع، هي تخاف من تلك الحيوانات وتشعر بالقرف حين تقترب منهم، لا لن تفعل ما يقوله:-
_استحالة إنت أكيد اتجننت يا حمزة وأنا مش موافقة على جنانك دا
حدق العم محمد بها بصدمة لما تحدث زوجها بتلك الطريقة، يعلم أن حمزة صارم ولكن هل مع زوجته غير ذلك أوقف تفكيره صراخ حمزة الحاد:-
_وعشان قلة أدبك دي لكمان هتنضفي الزريبة
فتحت فاهها، نظرت لأصابها الرقيقة ثم تحدث برجاء:-
_بالله عليك يا حمزة ما تعمليش كدا أنا جسمي بيتحسس من الحاجات دي
رفع حاجبه بتفكير ثم وباستفزاز رد عليها:-
_لا هتعمليها برضه يالا أبدئي
لم يكن بيدها أي حل إلا أن تقوم بهذا العمل البطولي بالنسبة لها بينما هو فـ جلس براحة يفطر..
.............................
أطمئن على ابنته من زوجته فـ قرر أن يسافر إلى القاهرة مرة أخرى، وفي نهاية كل أسبوع يأتي ويرأها هو لا يستطيع أن يعود إلى المكان الذي تخلى عنه بسبب شقيقه...
استأجر سيارة خاصة ليسافر بها، نظرت له زوجته بقلق على ابنتها وسألته بهدوء:-
_طب كنا قولنا لـ ترنيم حتى بدل ما تتفاجئ
باقتضاب شديد قال:-
_ما تقلقيش عليها هي هتكون كويسة بس لأزم تكون قوية ووجودنا مش هيفرق معاها طول ما إحنا مش في إيدنا حاجة
تقتنع بحديثه ولكن شعور الأمومة الذي ينتابها أكبر من أي حديث آخر، لا تتحمل فكرة الفراق ولكن ما يطمن قلبها أنها رأت حمزة يعاملها بحسن ولطف... داعية الله أن يهديه ويستمر بتلك المعاملة... وأن يزرع بقلبه الحب لها ويزيل عنه الحقد والغضب
ركبت السيارة بجوار زوجها والدموع في عيناها، حدقت بعامر فـ وجدته يجلس والحزن فقط رفيقه
عادت كما كانت من قبل تدعمه هو ينتظر هذا الدعم دائماً
منها.... وضعت يدها على كتفه ثم قالت بحنو:-
_إن شاء الله يا حبيبي هتكون بخير
هز رأسه متمني هذا الشيء التي تقوله زوجته، أشار للسواق حتى يغادر من الصعيد في التو
.......................................
انهت العمل مع زوجة العم محمد، لقد كان شاق جداً عليها، تشعر بالارهاك وغير ذلك أن معدتها تولمها من المنظر، وغير ذلك أقدامها مازالت ملتهبة بسببه
جاء حمزة بتلك اللحظة متحدثٍ ببرود:-
_لو خلصتي تعالي عشان تاكلي
بعينان يملأهما الغضب ردت عليه:-
_ومين قالك إني هأكل بعد ما اتقرفت خلي الآكل ليك
ثم نظرت إلى زوجة العم محمد وأمرتها بـ:-
_بعد إذنك يا طنط وريني فين الحمام عشان أخد شاور قبل ما روح البيت
تقدمت للأمام حتى تدلها على المرحاض بينما حمزة فـ شعر بالضيق لأنها لن تأكل ولكن ما يفعله من آجل والده