رواية متيمة بحب القاسى بقلم اميرة انور الفصل الخامس
رواية متيمة بحب القاسى الفصل الخامس
جحظت بعيناها بشدة، ما الذي يريده منها، هل يريد حقوقه الزوجية كما قالت عمته والنساء بالأسفل، لا لن يطلب منها هذا الشيء، هي أجبرت على تلك الزيجة ولا تعلم شخصية زوجها حتى الآن، فقط تعلم أنه متعحرف ويشفع لغروره وعجرفته وسامته، عصبي ولكن طيبته ودفاعه عنها جعله ملاك في نظرها ولكن لو فرض نفسه عليها سـ تترك له البيت
أردفت باندهاش:-
_أنا تعبانة مش عاوزني أنام ليه؟!
قام من مكانه وبدأ في إزالة حزام بنطاله، لينكمش حاجبها وتضع يدها على أعيونها وتصرخ بهلع:-
_أوعى تعملها بالله عليك أوعى تقلع بنطالونك أنا عمري ماشوفت ولد بيقلع قدامي ولا عاوزة أشوف
بدأت تبكي من الخوف مما جعله يستغرب، صاح باسمها بغضب:-
_افتحي عينك يا هانم أنا مش من النوع اللي هفرض نفسي عليكي أنا هربيكي بس لأن مرات حمزة السيوفي ناقصها شوية تربية...
صُدمت من حديثه، هو لا يعرفها أبداً، ولكن المنزل الذي دخله لخطبتها منزل أبيها الذي علمها الكثير من القيم
جذت على نواجذها ثم رفعت سبابتها وقالت:-
_مسمح لكش إنك تقول لي كدا إنت بتوجه لأبويا إنه معرفش يربيني ودا في حد ذاته قلة أدب منك
صرخ بها بقوة:-
_قومي من على السرير وتعالى هنا
تجاهلته تماماً، هو لا يحق له أن يأمرها هكذا، عادت لوضع النوم ووضعت وسادتها فوق رأسها ونامت ولكن الوحش الثائر كان له ردًا آخر حيثُ اقترب منها ثم قبض على يدها بشدة وسحبها خلفه بعنف لتصرخ ترنيم بشدة:-
_ارحمني بقى وبعدين أنا عاوزة أنام
لف الحزام حول يده ثم أشار بعينه نحو الحائط وقال:-
_روحي أقفي هناك
وضعت يدها بخصرها ثم ردت بتذمر:-
_ليه هو الباشا فاكرنا في مدرسة ولا إيه؟!
رفع يده وظل يعد بأصابعه:-
_واحد اتنين لو قولت تلاتة مش هيحصلك أي خير
مازالت تعانده ولا تفعل ما يأمرها به، وهذا كان كفيل ليرفع يده لأعلى ثم ينزل بقوة على يدها التي تضعها على خصرها ويلقي حديثه بعصبيه:-
_أولاً البنت المؤدبة الشاطرة ما بتحطش إيدها على وسطها عيب
صرخت بقوة:-
_آااااه إنت همجي والله
أشار إلى الحائط لتعرف ما يريد وبدون مجادلة ذهبت ووقفت كما أمرها
جلس على الأريكة وقال:-
_أولاً غيرتي الفستان وأنا أكني مش راجل غلطة نبرة وان ثانيا عمالة تردي عليا ثالثا بتقولي على جوزك قليل الأدب
نظرت له بكره ثم تجاهلته ليرفع حمزة حاجبه باندهاش ويردف بهدوء:-
_اقفي على رجل واحدة يا ترنيم يالا
طفح الكيل، تشعر بأنها بالروضة، صرخت به بانفعال وأرهاك:-
_حمزة بجد أنا تعبانة ومش قادرة وأعصابي سايبة بالله عليك شغل الأطفال دا خليه بكرا
هز رأسه ببرود:-
_لا هتعملي اللي أنا قولته
رفعت أقدامها حتى ترأ إلى أي حد سـ ينتهي جنان زوجها
ليبتسم هو ويجلس يأكل تحت أنظارها الغاضبة منه
..............................
كسرت كل شيء في غرفتها، يبدو أن حمزة يحب تلك الأفعة التي دخلت حياتهم، كيف له أن يفعل بها ذلك
_بيدافع عنها وزمانه حضنها دلوقتي!!
أخرجت الحديث من فمها بغلٍ شديد، نظرت لصورتها المعكوسة بالمرآة ثم وبنظرات مليئة بالشرار توعدت بـ:-
_ماشي والله لهخليك تحزن عليها العمر كله أو أخليها هي اللي تحزن عليك
بتلك اللحظة دلفت صفاء الغرفة وبيدها عصاه كبيرة، نظرت لها بذعر وقالت بضيق:-
_هو إيه دا يا ماما مالك
بصوتٍ خافض تحدثت صفاء:-
_چايبة خالة فطيما عشان تطلع العفريت اللي عليها على ترنيم ها يا ختي اتوكسي عاوزة أهل البلد يتكلموا عليكي ليه يا بنت بطني خلاص فوقي حمزة مش ليكي
حتى أمها لا تحبها هذا كان تفكيرها، صرخت بقوة:-
_ماما بعد إذنك بلاش تدخلي في حياتي أنا هوريكي أنه بيحبني
كان يجب على صفاء أن تفوق ابنتها من تلك الأوهام التي تتعلق بجمجمته
رفعت العصاه ونزلت علي جسدها ببعض الضربات وهي تصيح بها بشدة:-
_انسى يا نسمة عشان ما موتكش أنا قولت لك إنهم محجوزين لبعض من زمان جوي جوي وعاوزكي تچهزي نفسك عشان يأخدك علي اللي بيحبك
لا تسطيع أن تتحمل سماع اسمه لذلك قالت من وسط شهقاتها:-
_متجبليش سيرة الإنسان البارد دا أنا بكره
.......................
بزغ فجر اليوم التالي ومازالت ترنيم واقفة بمكانها، لم يعفو حمزة عنها حتى الآن، لقد نبها مراراً وتكراراً أن تبعد عن بطش عصبيته ولكنها كانت عنيدة وبشدة
أما عنه فـ ظل يراقبها ولكن وهو جلس على الفراش
انتبه لنومتها وهي واقفة شعر بالشفقة عليها ولكن لن يتنازل عما بدر في فعله....
بذلك الوقت استقام في نومته حيث كان يفرد جسده على الأريكة ثم وبغضب مصطنع قال:-
_ياللي نمتي قومي يالا!!!
شعرت بثقل شديد في أقدامها فـ صرخت بقوة:-
_آااه رجلي!!!؟
_هو إنتي لسه شوفتي وجع؟!
ولكن كانت ملامحها جادة ولا تستطيع التحمل وقعت على الأرض وبدأت تبكي بشدة، ليسرع إليها بذعر ويسألها بخوف:-
_في إيه يا ترنيم
صرخت به بشدة:-
_حاولت أفهمك أمبارح إني عاملة عملية فيها بس إنت كنت أرخم حد في الدنيا
كور يده بغضب وقال بأمر:-
_ما تحاوليش تغلطي فيا
ثم حملها متجهاً بها إلى الفراش ولكن وقبل أن يضعها على السرير، سمع صوت الباب يدق فاتجه بها نحوه وقال لها:-
_افتحي!!!
وبالفعل فتحت الباب فوجدت عمته وابنتها وأمها التي فرحت حين رأت أبنتها بهذا الوضع
شعرت صفاء بالخجل فـ قالت:-
_طب نيچي بوقت تاني
أحمر خدي ترنيم فأشارت بعينها لحمزة حتى ينزلها ولكن ما قاله حمزة جعلها تدفن رأسها بأحضانه:-
_مراتي حلالي وكانت على الكنبة وحست إن رجلها وجعها ما شلهاش
انسحبت نسمة بغضب فـ تابعتها أمها بقلق، بعد أن أختفت عن أنظارها نظرت إلى حمزة وقالت:-
_طب يا ولد الغالي هروح أنا أم مراتك چايبلكم فطور من اللي قلبك يحبه حاچة عسل
هز رأسه وقال بهدوء:-
_طيب حطيه يا أم ترنيم وانزلوا الواحد عريس وعاوز يقعد مع مراته شوية وبعدين.....
توقف عن الحديث تحت أنظارهم المتابعة لحديثه، ليكمل وهو ينظر إلى ترنيم بخبثٍ:-
_أنا هفطر أنا ومراتي برأ البيت
رفعت ترنيم حاجبها باندهاش ما الذي ينوي على فعله، مازالت أقدامها تتعبها
انسحبت صفاء وخلفها منال التي حاولت ألا تزعجهما خصوصاً بعد تأكدها بأنهم بخير
بعد أن خرجا حدقت ترنيم إليه ثم سألته بضيق:-
_هنروح فين يا حمزة...!!
رفع حاجبه ورسمت على وجهه بسمة سعيدة ليقول بخبث:-
_ساعة وتعرفي يا روح قلبي
.....................................
عزمت صفاء أمرها في تعجيل زواج ابنتها حتى لا تفعل لترنيم شيء، وحتى لا تتعب أكثر من ذلك، ترأ الدموع التي تنام معها على وسادتها، تشعر بالوجع عليها لذلك فـ هي لن تتحمل أكثر
دلفت غرفة أبيها بعد أن سمح لها بالدخول، جلست بجانبه ثم أخبرته بقلق:-
_بابا أنا قلقانة على بنتي أوي اللي بيحصل ليها وجعني يا بابا أنا مش عارفة هتفضل فاكرة إنها لحمزة لحد أمتى
تنهد محمد بعمق ثم هتف:-
_علي هينزل الخميس الچاي أسبوع كمان ونعمل فرحهم
شعرت بالسكينة نوعً ما لأنها تعلم بأن علي يحبها وسـ يضعها بداخل أعيونه...
سألها محمد بقلق:-
_حمزة كويس هو ومراته
تعلم بأنه يشعر أن حمزة ينتقم من ترنيم ولكن عكس ذلك حيثُ أن الأمور بينهم على ما يرام
ردت على سؤاله بحب حتى تمنع قلقه:-
_ما تقلقش هما كويسين زي أي عروسين