رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول بقلم اية احمد

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول  بقلم اية احمد



رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول هى رواية الكترونية من تأليف سارة على واليوم سنعرض لكم جميع الفصول كاملة من رواية قناع العروس



رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول  بقلم اية احمد




رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الاول 1 )



في ذلك المجلس الذي كان يجمع أكبر  العائلات  في الصعيد لكي يتم حل تلك الكارثة التي توشك على الحدوث وسوف يذهب ضحيتها العديد من شباب تلك العائلات 
كان يجلس ذلك الرجل الذي يظهر عليه الوقار والاحترام والذكاء الشديد ينظر إلى وجوه الموجودين أمامه بعيون مثل الصقر....تلك الوجوه التي يعرفها حق المعرفة وخاصة ذلك الذي يجلس مقابله لا يختلف عنه في اي شيء سوء نظرة الخبث التي تشبه نظره الذئب الماكر الذي يحوط فريسته لكي ينهي امرها.... رمقه ذلك الرجل نظرة عرفها جيدا فقد كانت نفس النظرة التي رمقها بها منذ كثر من اربعين عام.... 
كسر ذلك الهدوء صوت ذلك الرجل المدعو "همام" 
(همام، هو رجل في الخامس والثمانين من عمره، يمتاز بحكمته الشديدة لذلك هو من يترأس المجلس لكي يجد حل او يكون مصلح بين كبار عائلتين،  العراب والهوري.) 
ـــ وبعدين عاد،  مش هتجيبها لبر عاوزين الي قفلنها من عشرين سنه يرجع تاني،  لحد امتى ها تموتوا في بعض وكل اللي بيروح الشباب. 
هتف أحد الرجال والذي كان من عائلة  الهوري والذي كانت تظهر علي ملامح وجهه الكره والحقد علي العائلة الأخرى  ،  كيف لا يفعل قلبه وفؤاده احترق  علي ابنه الأكبر الذي ذهب ضحية ذلك الطار. 
_ لا مش هنجبها يا شيخنا.  
هتف بها إبراهيم بحرقة شديدة، وهو يوجه نظرة الي "جلال" 
(جلال العراب،  كبير عائلة العراب رجل يتميز بملامحه الحادة وتلك العينين الثاقبتين التي تزيد من حدة نظرته، في الخامس و السبعين من عمره،  وعلى الرغم من تقدم سنه إلا انه لا يزل يحتفظ بوسامته وشموخ وقفته،  كان رجل صارم حاد الطباع قوي كلمته سيف علي الكبير قبل الصغير،  ومع ذلك يمتلك ذلك الحنان الذي يخفيه خلف قناع الجدية والصرامة. 
  ضرب جلال بعكازه على الأرض بقوة ورفع عينه إلى إبراهيم وقال بقوة وصلابة لا تليق الي بكبير عائلة العراب تلك العائلة العريقة التي حكمت الصعيد منذ اجيال عديدة،  وإلى الآن لا تزال شامخة في قلب الصعيد لترأس ذلك المكان الذي لم يتخلى عن ابناء العائلة،  ابناء عائلة العراب،  الملقبون ب " جبابرة الصعيد ". 
_ ولو انت مش هتجيبها لبر يا إبراهيم استحمل اللي هيحصل، احنا الجبابرة مش اي حد، و اللي يرشنا مية نرش دم. 
  قالها بقوة وهو ينظر إلى ذلك الرجل الجالس أمامه بهيبته التي لم تتغير على الرغم من مرور تلك السنين، كانا من قبل اصدقاء، كانوا يعيشون طفولتهم معنا الى ان اتى ذلك الطار الذي قصم العائلتين لتندلع تلك الحرب لم تنتهي، وذهب اثرها الكثير من الضحايا.  
في الجهة  المقابلة كان ذلك الرجل، الرجل؟!، هل قلت رجل لا هو ذئب،  ذئب متجسد في هيئة رجل،  تلك اللمعة الماكرة الخبيثة التي تخرج من عينيه تجعل المرء  يقشعر خوفا منه ، فهو الرجل الذي حكم عائلة الهورى،  تلك العائلة التي تتنافس في المكانة مع عائلة العراب،  تلك العائلة التي لا تقل مكانتها عن مكانة عائلة العراب،  فها هو ذلك الطار الذي  قام بين العائلتين قبل عشرين عام، وها هم الآن يجتمعون ليتم إيقاف سلسلة الدم قبل أن تبدأ فقبل عشرين عاما، عندما اندلع ذلك الطار تم تصفية العائلتين فيه كانت البلاد مقلوبة في تلك الفترة، حتى ان قوات الشرطة وقفت عاجزة عن التدخل بينهم. 
_ وذي ما انتو عيلة العراب، احنا عيلة الهوري، ورينا تقدروا تعملوا اية. 
  هتف بها "سليم الهوري" بصوت صارم مفعم بل كره والحقد. 
(سليم الهوري ، رجل أقل ما يقال عنه انه جبروت وطاغية من شدة قسوته،  في الخامس والسبعين من عمره،  حكم عائلة الهوري بيد من حديد ليخرج ابنائه مثلة تماما،  ومع ذلك لدية جانب لا يعرفه  احد سوء "جلال العراب" لديه ذكاء يجعل الجميع يهاب منة. 
ـــ كفاية  يا سليم وانت يا جلال، عايزين تعيدوا الي حصل من عشرين سنة تأني، اسمعوني كويس يا رجالة انا خلاص كبرت، ومش هعيش قد اللي عشتو، عاوز قبل ما اقابل ربنا اكون وقفت سلسلة دم ها تحرق الأخضر واليابس، ربنا نهي عن قتل نفس بدون حق، حرام تحرقوا قلب أم على ولدها او مرة على جوزها وعيالها يتيتموا من بعد ابوهم  ، الطار مش هيريح قلب حد فيكم لو ابنه  مات وهو في عز شبابه ، ربنا ما مرش بكدة يا جلال انت و سليم، كفاية  كفاية كده تفتكروا  انكم في يوم من الايام كان فيه عشرة بيناتكم ذي الاخوات، الشيطان الي دخل بينكم من عشرين سنة وخلكم تكرهوا وبعض رجع تاني . 
نظر له رجال المجلس باهتمام، هم لا ينكرون ما يقوله فقبل عشرين سنة كانت عائلة الهوري وعائلة العراب كل عائلة الوحدة، إلى أن دخل بينهم تلك اليد التي تسببت في اندلاع حرب الطار بينهم. 
_والعمل يا شيخ همام، انت عارف ان محمد (ابن إبراهيم)  الله يرحمه  اتقتل  . 
_  و متنسوش  صلاح الي  اتقتل  على يد محمد، كدة واحد قصاد واحد. 
ابني ما قتلش حد انتو سمعين،  ابني مكنش فيه اطيب من قلبو،  عمره ما عمل مشاكل مع حد،  واختوه مني من غير ذنب، تحرقو قلب امو ومرتو و ولادة علية. 
هتف بها بقلب محروق ووجع علي ولدة الاكبر سنده،  بحزن علي اولاد ابنه الذي لم تجف الدموع من عيونهم علي والدهم،  على زوجة ابنه التي ترقد في الفرش من فاجعة موت زوجها، اااخ ما  اصعب فقدان الابن، لا يعرف شعوره الي من حرق قلبة،  نظر له رجال المجلس ومنهم جلال الذي كان يضغط على يده يعلم انه شعور يصحبه  بل تتمنى الموت على ان تعيش تلك التجربة التي مر بها في موت والده الأصغر (فؤاد جلال العراب) الذي قتل في عز  شبابة ترك  خلفه طفلين صغيرين يعيشون  بدون اب او ام.  
_ يمكن انا اكتر واحد عارف اللي انت حاسس بيه يا أبراهيم، انا  كمان خسرت ابني وهو في عز شبابه، ساب وراه  طفلين من غير لا اب ولا ام، حرقة قلبي  عليه كانت اصعب عندي من اي حاجة في الدنيا، كان عندي استعداد اموت قبل ما يموت قدام عيني، شيخ همام انا مع القرار الي هتاخده أي كان. 
  نظر الجميع الي جلال بصدمه من ما قالة لم يتخيلوا أن كبير عائلة العراب هو من سوف يتنازل عن طار عائلته.. 
_واية الي خلاك تاخد القرار ده يا جلال خايف ولا ايه. 
   قاله سليم وهو ينظر الي جلال بنظرات حاده، ربما ليس مطمئن لكلامه، مع انه اكثر من يعلم بأخلاق جلال العراب، ومع ذلك أراد أن يعلم سبب تراجعه عن قرار الطار، نظر جلال الي سليم ثم هتف بشي جعل الشيخ همام يبتسم بفخر. 
_انت عارف ان قراري ابعد ما يكون عن الخوف يا ابن الهوري، انا هنا عشان مستقبل اولادي  وولاد ولادي، مش مستعد اخسر حد فيهم مهما حصل، لو كنت انت بتبيع عيالك وعيال غيرك فانا لا يا سليم، انت منتش عارف احساس حد فينا يا سليم، كل واحد هنا قلبوا  اتحرق علي ابنه او اخوه او ابن عمو،  يمكن انت متحسش بده لانك مخسرتش حد من ولادك  يا سليم.... 
  سرح بخياله الى تلك الأيام ، تلك الذكريات الجميلة التي تسكن عاقلة تذكرها ،تذكر ابتسامتها وكلامها ، يوم زفافها عندما سلمها  لجلال العراب وهو مرتاح البال والقلب عليها بين يد ذلك الرجل الذي كان يستحقها بكل جداره ، عم الهدوء القاعة مرة أخرى ، كان كل ما هو مسموع انفاسه  المتأججة ، لهؤلاء الرجال ، كان أولهم "إبراهيم" الذي لم يستطع أن يتقبل كلام جلال ، الي الان قلبه يشتعل من الحزن على فلذة كبده ، لكنه أثار الصمت ولكن من سابع المستحيلات ان يترك حق ابنة . 
_"النسب" تفوه بها همام وهو يلقي نظره على وجه كل من جلال و سليم ، كانوا يعلمون ان هذا هو الحل الوحيد أمامهم لكي يحلو الخلاف ، وكأنهم بمثابة وضع قلب كل وحد فيهم في كف الآخر ، فكل واحد سوف يتخلى  عن واحدة من حفيداته  للعائلة الثانية  .
  ابتسم إبراهيم بخبث ولكنه اخفها بسرعة لكي لا يشك أحد به بعد ما سوف يفعله ، فقد اقسم علي ان ينهي تلك العائلة ، مهما كلفة الامر ، اما جلال الذي أغمض عينيه لتظهر صورة حفيدته الصغيرة تلك الزهرة المتفتحة التي ترسم الابتسامة على وجهه في أشد  المواقف صعوبة، أما سليم الذي رواده ذلك الشعور الذي انتابه قبل عشرين عام ، الاطمئنان ،والراحة ، ربما لأنه اكثر من يعلم ما معنى  الزوجة بالنسبة لرجال عائلة العراب ، فهم علي عكس كل العائلات الصعيد ،فقد عرف رجال الصعيد  انهم  لا يعترفون بل المرآه  بل هي بالنسبة لهم مجرد  اداه لانجاب  ، لتأتي تلك العائلة وتقلب كل مفاهيم الصعيد عن النساء ، فهم يتعاملون معهم  علي انهم كنز بل تاج فوق الراس يفتخر به . 
_ها يا رجالة عاوز قراركم حالا ، لان ده الحل الوحيد عشان نحل الطار ، ولازم تعرفوا ان في اتفاقات وشروط للنسب ده ، وكل واحد يمضي عليها . 
_انا موفق ....تفوه بها سليم الهوري ليصدم الكل بموافقته على ذلك القرار بتلك السهولة ، تبادل النظرات مع جلال الذي بدورة علم ما يفكر به ذلك الثعلب ، و لكنه من المستحيل أن يسلم. حفيدته الي تلك العائلة الي عندما يتأكد انها سوف تكون بأمان بين مجموعة الذئب تلك . 
وانا لازم اعرف مين الي هياخد حفيدتي وده حقي طبعا يا شيخ همام .... 
  قالها جلال ولا يزال عينه مثبته علي سليم الذي قال بكل ثقة وقوة لا تليق إلا به 
_ "أحمد خالد سليم الهورى "....هذا الاسم الذي جعل جلال يغمض عينة بقليل من الاطمئنان  ، أحمد ذلك الرجل الذي كان يراه  وهو صغير يلعب مع حفيدة بالسر لكي لا يعلم احد انهما اصدقاء ، كان يعلم بكل شيء علاقة حفيده وحفيد سليم الهوري ولكن مع ذلك ، لا يشعر بل اطمئنان فتلك العائلة تشبه الغابة القوي فقط هو من يبقي علي قيد الحياه وفى حاله حفيدته سوف تكون وجبه سهله المنال للكل واولهم تلك الحرباء المدعوة "بسمة الهواري "تلك المرأة التي تسببت في اشعال النار بينهم قبل عشرين عام ووثق انها هي من تشعله الان. .....
_ ايه يا حج جلال هتعمل اية ؟؟!! .
ـــ  موفق يا شيخ همام . 
  تنهد الشيخ جلال براحة تام وهو يعيد ظهره إلى الخلف ، قال وهو يبتسم براحة لأنه على وشك حل ذلك الطار .
_ تمام كتب الكتاب والفرح بعد اسبوع ، ...نهض وضرب بعكازه علي الارض وقال ، مبروك يا رجالة الصعيد .......
………..
في مكان مختلف تماما عن الصعيد وعن ذلك المجلس الذي انتهى بتلك الزيجة ، التي سوف تكون سبب في جمع قلوب ، وتحطيم اخرى .... 
في تلك الشركة العملاقة ، شركة (الهوري ) للمقاولات ، في مكتب رئيس مجلس الإدارة  ، كان ذلك الشاب الذي في ريعان شبابة يترأس تلك الطاولة وهو يطرق بالقلم علي المكتب ويوجه نظرته الحاده المهلكة للأعصاب ، رفع احد حاجبيه الكثيف وقال بصوته الذي يرسل قشعريرة في اجساد اقوى الرجال . 
ـــ  عاوز سبب واحد ميخلنيش اقلب الشركة فوق روسكم يا شوية ***** انتو  بتاخدوا  فلوس علي اية ، يعنى اية الشركة تتسرب منها الملفات ، وازاي  شركه زى   شركه الحديدي تاخد مني انا "احمد خالد سليم الهوري " مناقصة زى   دي؟؟! .....  
_ أحمد خالد سليم الهوري "شاب في أواخر  العشرين من عمره ، في التاسع والعشرين ، رجل بمعني الكلمة طويل القامة عريض المنكبين يمتلك جسد قوي ذلك الجسد الذي يمتاز به رجال الصعيد ، ذو شعر بني به بعض الخصلات الذهبية ، وتلك العيون الرمادية الممزوجة بلون الازرق ، وذلك الأنف الشامخ مثل صاحبة ،   ورث عن جده شخصيته الصارمة وذكائه الحاد في التعامل مع الآخرين ، ولكنه يختلف عن جدة فهو يمتلك قلب طيب لا يظهره لأحد ، الرئيس مجلس الإدارة لمجموعة شركات الهواري كبير احفاد الهوري وأقربهم له ، استطاع في وقت قياسي أن يصبح من اهم واقوى  رجال الأعمال في مجال المعمارية .....
_يا احمد بيه في حاجة غلط اكيد في جاسوس فينا ، انا متأكد ان مفيش حد يعرف عن الملف ده حاجه غيرنا وانت يا فندم . 
هتف بها أحد المسؤولين بخوف من ذلك الوحش الجالس أمامه فمن لا يخاف منه وهو من مجرد سماع صوته يجعل اعصابهم تتلف  من شدة الخوف ، نظر احمد الي المسؤول   ، أطلق ضحكة صاخبة وهو يعود بظهره الى الخلف مما يجعل الجالسين أمامه يرتجفون مثل الدجاج ، وكأنهم ليسوا  برجال من الأساس .
_لا حلو النكتة دي يا ظريف  ، ومين  بقي فيكم الخائن يا أستاذ منك لية ..... 
   نظر كل واحد الى الاخر برعب منه ، ابتسم احمد وعلم انه اوشك علي الحصول علي الاجابة ، أخذ هاتفه وأمر أحد رجاله أن يأتي ، دخل رجل طويل القامة عريض المنكبين يمتلك وجه اجرامي على الرغم من أنه ضابط أمن الى ان شكله لا يوحي بذلك 
ـــ  سفيان خدهم علي المخزن وواجب معاهم  لحد ما اشوف مين الي عمل كدة ....
انتفض الأربعة برعب عندما اقترب سفيان وامسك اثنين منهم من ملابسهم من الخلف مثل المجرمين ، والاثنين الاخرين قد أخذوا من قبل حارس اخر ، أراح ظهره على المقعد وقال 
_ بـ تلعب بالنار  يا ابن الحديدي ، بس انا هحرقك بيها .
  هتف بها بقوة واخرج سيجارته ذات النوع الفاخر وبدا يدخن ، الي ان اتي  صوت هاتفه الخاص ، نظر الي اسم جدة الذي يظهر على الشاشة. 
_ احمد بكره تكون موجود عندي ...
_ في حاجة يا جدي ولا ايه ؟؟....  
  هتف بها بلهجة صعيدية اصيلة وكأنه ليس ذلك الشخص الذي كان يتحدث بطلاقة أمام رجالة ...
_ اما ترجع هجولك ....
  تنهد مغلق الهاتف بعدها وهو ينهض من مكانه متجها إلى فيلته التي يسكن بها في مصر لكي يكون قريب من الشركة ،  في المسافة بين قنا ومقر الشركة في القاهرة بعيد جدا، ترجي من السيارة متجه الى داخل الفيلا بهدوئه المعتاد ، امر احد الخدمات أن تحضر له حقيبته لأنه سوف يعود إلى الصعيد ، نزع  جاكيت بدلته وربطة عنقه ثم رمى نفسه على السرير بتعب واغمض عينه لكي يستريح فهو يعلم أنه على أمر كبير وكبير جدا ، اتصال جدة به في هذا الوقت يدل علي ان الامر لا يبشر بالخير خصوصا ذلك الطار اللعين الذي  لا يكف  عن الانفتاح ، اطلق تنهيده  قويه عندما رفع الهاتف أمام عنه ليجدها الخامسة مساءاً ، نهض مرة اخرى واخذ حمام يريح أعصابه ثم ارتدي ملابسه وتوجه الي الاسفل لكي يرجع  الي قنا . 
………
في مكان اكثر برودة ليس من برود الجو بل من تلك الذبذبات التي تحيط بذلك الجالس ببرود ولا مبالاة  تثير القشعريرة في الروح ، مرر عينه علي تلك الحديدة وهو يسند بيده علي حافة المقعد في احد الحدائق العامة العادية ، كان يمرر عينيه في جميع الاتجاهات الى ان توقفت على تلك الفراشة الصغيرة ، كانت تركض خلف طفلين صغيرين ، وحجابها الذي يطير خلفها بتناغم مع حركتها ، دقق نظره علي ملامح وجهها وهي تضحك بعد ان امسكت احد الطفلين وهي ترفعه إلى السماء وتعود به ، تسللت  ابتسامة علي شفتيه بدون وعي منه ، لم يهتم بشي سواء انظر لها وتمتيع عينة بذلك المشهد الفريد من نوعه ، لا يعلم ما المميز بها ما الذي يدفع عينة لنظر لها بذلك الانتباه ، ليس جسدها فهي بل كاد تظهر من ذلك الفستان الوسع الذي ترتديه وذلك الحجاب الذي يحتضن راسها وصولا الي اسفل صدرها ، لحظ اقترب احد الطفلين منه بدون  ان تنتبه له ، نظر إلى الطفل الذي كان يقف أمامه وهو يضع يده علي فمه الصغير ويفتحه بدهشة واستغراب ، مال الي الاسفل  ليقرب من الطفل . 
_ اسمك اية يا قمر ...... 
    تفوه بها الرجل بصوت الصلب الذي يرتجف له أكبر  الرجال ولكنه لم يتأثر بذلك الكائن البريء  الذي يقف امامة بعفوية و  طفولة ، ارتسمت ابتسامه على وجه الطفل ورفع يده الصغيرة نحو وجه الرجل وهو يمسك وجنته ، اغمض عينه مستشعر لمسته الرقيقة ، بيده الصغيرة الناعمة  علي وجنته الملتحية بعض الشي ، مد يده نحو الطفل وحملة بسهولة بسبب حجمة الصغير ، وضع الطفل في حضنة ومرر يده على شعره  الاشقر الناعم ، راقب  حركته  البريئة  وهو يعبث بجاكيت بدلته الفاخرة ، اندمج مع الطفل غفلا تماما عن تلك التي جن جنونها عندما لم تجد الصغير حولها . 
     ظلت تلاعب الطفلة وقد غفلت عن الصغير ، التفتت لتجد مكانة فارغ ، دب الفزع في قلبها الصغير وهي تحمل الطفلة الاخرة وتبحث عنه  ، تهللت  أساريرها بعد أن رأت الصغير يجلس في حضن رجل ما ، اتجهت له بسرعة غير منتبه  لهؤلاء الحراس الملتفون حول الرجل ، وقبل أن تقترب وجدت حائط بشري يقف امامها منعا ايها من التقدم ، ضمت الطفلة برعب من شكل الحارس وقالت 
_ لو سمحت عاوز اخد الطفل ابعد عن طريقي  .
    آفاق الآخر على صوتها العذب الذي تسلل الى مسمعة ، كم كانت رقيقه  في حديثها صوتها الخافت الملفت للانتباه ، وجه نظره إلى الحرس وأشار له ان يبتعد ، ترجع الحارس الي مكانه بهدوء مما  اذهل تلك المسكينة التي تكاد تموت في جلدها من ذلك الوحش كما تخيل لها ، تقدمت بخوف وسحبت الطفل من حضنه وهي تتراجع  إلى مكانها مرة اخرى ، ظلت تنظر له بخوف وهو لا يقوم بشيء سوى التحديق بها ببرود الذي يكسي ملامح وجه ، تراجعت  بسرعة عندما نهض فجأة وهو لا يزال  ينظر لها ، لا تعلم لما خافت منة بتلك الطريقة ، اخذت الطفلين وهربت من امامه بسرعة ، ظل وقف في مكانه  وهو ينظر الي أثرها بشرود ، ارتسمت تلك الابتسامة مرة  اخرى   ولكنه اخفها بسرعه ثم اتجه إلى سيارته وخلفه حراسته الشخصية . 
_ وصلتو ..... 
    تفوه بها ذلك الشاب وهو يضع هاتفه على اذنه مستمع الى الطرف الاخر .... 
_انا في الطريق على العموم جلال العراب مش هيعمل حاجة غير وهو حاسب حسبها كويس اوي متقلقش ، انتبه لنفسك وتعاله بسرعه لان جدك مش هعديهالك. 
ـــ  يعني انا اعمل ايه انت عارف ظروف شغلي كويس بس  ها حاول  اكون موجود بكره اخر النهار سلام دلوقتي . 

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الثانى 2 )


 اغلق الهاتف ونظر من النافذة وهو يتذكر آخر لقاء بينه وبين جده الذي ينتهي  بكارثة ، هو لا ينكر أن جده محق في كل ما قاله ولكن من المستحيل أن يفعل ما قد يقوله ، هو ليس غبي لكي لا يعرف ما سوف ينتهي  به في ذلك المجلس البغيض ، ففي كل مره يقومون بحل مسألة الطار بزواج بين العائلتين ، غير مهتمين بمصير الفتيات الذين  يرسلونهم  إلى الموت بيدهم ، قد لا تتجوز  الفتاة السادس عشر  من عمرها وتجبر علي تلك الفاجعة  بكل قسوة  وجبروت من كلا الطرفين ، مع انهم الحلقة الضعيفة او التي  لا معنى لها ولكن عندما يتم اتخاذ القرار يكونوا هم في وجه المدفع  ، لتقوم بدور يضاهي رجال العائلة ، تذكر شقيقته الصغيرة ، لا يتخيل انه من الممكن أن يسلمها بتلك الطريقة في يوم من الايام . 
……… 
في سرايه  عائلة العراب في احد الغرف في الطابق الثاني كانت تجلس فتاة في بداية السابع عشر من عمرها ، كانت تمسك حاسوبها المحمول و تتصفح موقع الفيسبوك الخاص بها 
(رتاج حسن جلال العراب "الابنة الصغيرة لحسن جلال العراب وهو الابن الاكبر لجلال عراب ، فتاه تتميز ببشرتها البيضاء الناصعة مع قليل من الاحمرار الذي يزين وجنتها وعينها التي ورثتها عن والدها بلون السماء الصافية وشعرها الأسود الذي يشبه الليل الحالك يصل الى اسفل ظهرها ، طيبة جدا تعشق شقيقها وجدها فهما اقرب اثنين لها ، ترتعد من مجرد ذكر اسم والدها ، فهو كان قاسي جدا عليها ، ومع ذلك كانت تحبه وتحترمه في كل قراراته التي اتخذها في حقها من تلك القرارات التي كانت منعها من إكمال تعليمها على الرغم من اعترض شقيقها لذلك القرار ولكن هي وفقت لكي ترضي والدها علي امل ان يشعر بها في يوم من الايام . ) 
_ رتاج .... 
    التفتت رتاج إلى ابنة عمها التي كانت تقف علي باب وهي تمسك في يدها بعض الملابس ، وضعت الحاسوب من يدها ونظر لها وقالت بصوتها الخافت الرقيق .
_ايوه يا ورده في حاجة ولا ايه .... 
  ابتسمت لها ورده بحب ثم اتجهت لها  واغلقت الباب خلفها ، جلست على الفراش وهي تضع الملابس علي السرير وقالت 
_ مفيش يا حبيبتي دول هدومك جو عندي بالغلط  ، بتعملي ايه . 
_مش بعمل حاجه يا رورو كنت بفتح فيس بس ،انتي عمل ايه في الجامعة ... 
قلتها رتاج وهي تنظر الي ورده بابتسامة حزينة فقد تمنت  أن تكون مثل ولد عمها فالجميع قد أكمل تعليمه الا هي الوحيدة  التي لم تكمل بعد ما اخذت الثانوية العامة ، ابتسمت لها ورده ومررت يدها على وجنتها فوردة كانت في الواحد والعشرين من عمرها ... 
(ورده امين حلال العراب " الابنة الأصغر أمين العراب وهو الابن الاوسط لجلال العراب ، أكثر ما يميزها هو رقتها وطيبة قلبها وبراءتها في التعامل مع الآخرين ، فهي كل ام بنسبه ل رتاج ورقية ، تتميز بعيونها الخضراء التي تميل الى اللون الازرق وبشرتها البيضاء ، ذات جيد صغير جدا على الرغم من أنها في الواحد والعشرين  من عمرها الى ان من يراها يظن انها في السادس أو السابع عشر من عمرها ،تدرس في طب فقد كان حلم والدتها أن تصبح طبيبة مثل والدتها الراحل) 
_ لية الزعل ده يا جوجو مش انا قولت مش عاوز اشوف الدموع دي تاني ، تابعت بمرح لكي تخفف عنها ..بعدين انتي قلبك على الغلب والله لو قالولي اقعدي في البيت وسيبي الكلية اكون شاكره ليهم . 
_ بس كنت عاوز اجرب الاحساس ده اني ادخل الجامعة ويكون ليه اصحاب واشوف الدنيا بعيد عن السراية الي انا محبوسه فيها دي ، انا من يوم ما وعيت علي الدنيا وهو حبسني هنا مش عارفه خايف من ايه ، حتى لما أبيه بيحاول ياخدني معاه  مش بيوافق  ويرفض  . 
  اخذتها ورده الي حضنها وهي تمرر يدها على شعرها بعد أن انسابت دموع رتاج من عينيها ، كان كل ما في مقدورها فعله هو التهوين عليها ، تعلم ان عمها صعب الطباع جدا فلول ان والدها لا يسمح له في التدخل لمنعها هي الاخرى من اكمال تعليمها ونفس الوضع مع رقية ابنة عمها الراحل ، فلول جدها الذي رفض تدخل عامها حسن في شؤون  اولد ابنه المرحوم ،لكن منع رقية من إكمال تعليمها ، انتفضت الفتاتين عندما فتح الباب بقوه لتدخل تلك السنفوره كما يطلقون عليها . 
( رقية فؤاد جلال العراب "ابنه فؤاد جلال الابن الأصغر لجلال العراب توفي عندما كان عمر رقية سنة واحدة أما والدتها فقد توفيت اثناء والدتها لتفتح عينيها على الدنيا وهي يتيمه الوالدين ، في الثامن عشر من عمرها، تدرس تربية طفولة ، تتميز بعينها التي لا مثيل لها فهي بلون رمادي غامق جدا غريب به بعض الخطوط الزرقاء وذلك النمش الذي يزين وجنتها برقة وشعرها البني الذي يصل الى اسفل ظهرها بكثير فقد ورثت جمالها من والدتها التي كانت تتميز بجمالها الأخاذ ، شقية فهي تمتلك شخصية مشاغبة ومشاكسة ومع ذلك حساسة جدا ،تعشق اخيها مستعدة للتضحية بحياتها من اجله . ) 
_ خيانة في قلب قصر العراب تعاليه يا حج جلال شوف احفادك بيعملو ايه من وراك ..... 
_ جيتي امتي يا سنفوره ... 
   قالتها ورده باستفزاز ل رقية التي ضربت الارض بقدمها وقالت بغيظ 
_ مش ليكي دعوة انا سنفوره براحتي . 
خلاص يا رورو تعالي .... 
  اتجهت رقية إلى رتاج التي كانت تمسح دموعها بيدها ، اقتربت منها وقالت بقلق 
_ مالك يا قلبي مين الي مزعلك . 
_ مفيش حاجه انا بس وحشني أبيه اوي عشان كده باعيط  .... 
اه أبيه جي النهارده يا جوجو .... 
_ اختفت ملامح الحزن من علي وجه رتاج ليحل محلها ابتسامه واسعه وقالت بفرحة 
_بجد امتي جي انتي هو مش قالي ... 
  تفوهت بها رتاج بفرحه وهي تنظر إلى رقية التي ابتسمت بحب لها وقالت 
_ كنت بكلم ادهم وقالي ان جدي اتصل بيهم كلهم وطلب حضورهم هنا . 
سمع الجميع صوت سيارة لتدرك رتاج إن شقيقها العزيز قد وصل اخيرا ، نهضت بسرعة البرق و وضعت حجابها على شعرها واتجهت الى الأسفل  ، دخل من باب السراية ببرود ولكن سرعان ما سمع صوت ركض يصاحبه  صوت ينادي عليه بفرح فعلم أنها ابنته الصغيرة ، نظر إلي السلالم ليجدها تركض بسرعه متجه لها اتسعت الابتسامة علي وجه ،فتح لها ذراعيه   لتلقي نفسها في حضنه بقوه وهي تتعلق بعنقه ، رفعها من على الأرض وهو يدور بها فلم يرها منذ شهر تقريبا ، كم اشتاق لها شقيقته الصغيرة التي كانت ابنته قبل إن تكون شقيقته ، ابتعدت عنه وهي لا تزال تنظر إلى وجه ، قبلت وجنته بقوه وقالت 
ــــ وحشتني اوي يا ابيه كده مش شفتك من شهر . 
  طبع على جبينها قبله عميقة وقال بحنان يصحبه ابتسامه لا تخرج الي لها وحدها روح قلبه كما يقول لها 
_ وانتي كمان ياروح ابيه وعمرو  وحشتيني اوي بس هعمل ايه الشغل . 
انزلها بلطف عندما سمع صوت والده اتى من خلف ظهره ، شعر بارتجاف يد شقيقته،  لف يده حول كتفيها وضمها له وقال 
ــــ  عامل ايه يا بوي . 
قلها بلهجه صعيدية اصيلة التي لم يتخلى عنها على الرغم من أنه درس في أحد الدول الأوربية وعاد ليتابع عمله في القاهرة ، ومع ذلك احتفظ بلهجته الصعيدية ، نظر له والده بفخر وقال 
ــ  مرحبا يا والدي رجعت امتى . 
_ دلوقتي امل فين جدي . 
_ انا هنا يا "رحيم " 
(رحيم حسن جلال العراب: الحفيد الاكبر لعائلة العراب والوريث لمنصب جده بعده ، في التاسع والعشرين من عمره يتميز بملامه الرجوليه التي كانت تحمل معني الصرامة والحده  يتميز بشخصيه صارمة غامضة قوية وهادئة ليس من السهل اغضبها  ، عينه التي تشبه عين الصقر شعره الأسود ، ذو بشرة برونزية طويل القامة يمتلك جسد عضلي قوي ، يدير شركات العراب أشرف على أعمال العائلة بعد أن تخرج ) 
"ابتعد رحيم عن شقيقته ثم اتجه الى جده واخذ يده وقبلها باحترام ثم قبل جبينه وقال 
_ مرحبة يا جدي عامل اية ..... 
_ بخير يا ولدي ، عمل ايه يا بنتي . 
تقدمت رتاج من جدها تحت نظر والدها الثاقبة  ثم قبلت يده ثم خده برقه وهي تحتضنه ، شهقت بفزع عندما صاح والدها بها بقسوة 
_ اتحشمي عاد ايه مش ماليين عينك اياك ... 
  انتفضت رتاج بقوة وقالت بصوت باكي من معاملته القاسية 
_ اسفة مش قصدي .... 
_انا مش قولت تتكلمي كيفنا ذي ما احنا  بنتحدت. 
_ خلاص يا بوي تتكلم ذي ما هي عاوزه  وبعدين هيا عملت ايه ده جدها . 
هتف بها رحيم بعد ان سحب شقيقته الصغيرة التي تبكي الي  حضنه ، نظر جلال الي ابنة بيأس منه فهو مثله مثل أي رجل صعيدي  متمسك بالعادات  والتقاليد حتى علي ابنته الصغيرة التي لم تتلقى الحنان من والدها وولدتها. 
_ رتاج يا بنتي اطلعي علي اودتك وانت يا رحيم تعالى معايا . 
  أومي له رحيم ثم نظر الي شقيقته الصغيرة ومسح دموعها وقال بحنان 
_ يلا يا قلبي روحي اوضتك وانا هاجي وجبلك حجات حلوه اوي . 
  ابتسمت له رتاج ثم قبلت وجنته وصعدت الي غرفتها وهي تبتسم بفرحه وكأنها لم تكن تبكي قبل قليل ، اما رحيم الذي نظر إلى  والده  ثم التفت واتجه الى غرفة المكتب الخاصة بجده ، نظر والده إلى ابنه صحيح انه يفتخر به ولكنة لا يحب تعامله مع شقيقته . 
(حسن جلال العراب :الابن الأكبر لجلال العراب ، في السبع والخمسين من عمره  ، يتميز بشدته وقسوته على الجميع حتى على اولده صعيدي بكل معنى الكلمة ، ينفذ العادات والتقاليد حتى لو كانت على حساب نفسة، كل همه هو ان تكون عائلة العراب العائلة الاقوى والمتحكمة في الصعيد،وأن يصبح ابنه رحيم هو الوريث للعائلة ) 
جلسوا الاربعة بعد ان انضم لهم  أمين الذي كان ينظر الي والده منتظر قراره .
في سراية عائلة الهوري  
كان سليم كبير العائلة يجلس ومعه أولاده وأحفاده ، في هذا الوقت وصل اخيرا الى السراية ، اتجه الى الداخل ليجد جميع أفراد العائلة موجودين ، أتجه إلى جدة وقبل يده باحترام ثم القي السلام على الآخرين وجلس مكانه ، نظر إلى وجوه الجميع ليجد تلك الابتسامة التي كان يرسمها ابن عمه ، رفع احد حاجبيه وقال 
_ في اية مجتمعين يعني !!!.... 
  أشار جده له بجلوس فامتثل لأمر جده بهدوء وهو يعلم أن هناك كارثة على وشك  الحدوث وبلا شك هو من سوف يكون أول من يتلقاها ، لعن في سره لأنه أتى من الأصل . 
_ انت عارف الطار الي بينا وبين عيلة العراب ، ومن حوالي شهر اتقتل محمد ابن إبراهيم بعد ما اتهموه انه هو الي قتل صلاح ، وقام مجلس وخدنا قرار . 
  ابتلع ريقة بصعوبة وهو ينظر الي جده ، يعلم ما ذلك القرار ويتمنى ان لا يكون هو من سوف ينفذ ذلك الأمر ، رفع جدة عينيه نحوه فعلم أن كل شيء انتهى ..... 
قررنا أن يكون في نسب بين العائلتين ، احمد فرحك بعد اسبوع على بنت العراب .... 
   ضغط على يده بقوه وهو ينظر الي جدة والغضب يتطاير من بين عينة ولكنه لا يستطيع ان يكسر كلمة جده ، وفي نفس الوقت لا يمكنه أن يتزوج فتاة اخرى غير حبيبته تلك الملاك التي أحبها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها ،رفع عينه بسرعة إلى جدة وهناك قطرة عرق على جبينه وقال بقليل من القلق . 
_ معني كده انهم هياخدو بنت منينا يا جدي .... 
_ أيون يا والدي ، شهد 
توسعت عيون كل من أحمد وكمال الذي اختفت الابتسامة من على وجه وحل محلها الغضب والخوف . 
_ اذي يا جدي تقبل بحاجة زي دي شهد لساتها صغيرة مش هاتستحمل جواز ولا حتى تدخل في الحاجات دي ، ممكن اي بنت من العيلة بس شهد لساتها صغيرة.  
_ايوه يا جدي احنا مش هنديهم بنتنا عاد عشان يكسرونا بيها . 
_ اتخشم منك ليه انت فكرين انكم تعرفوا  اكتر مني ، انا اديت  كلمة للرجالة ، وانت يا احمد ها تتجوز  بنت حسن العراب اسمها رتاج ، وشهد هتكون  لـ رحيم حسن العراب . 
  ما ان تفوه جده باسم تلك الملاك الذي أحبها منذ أن كان عمرها خمس سنوات كان يراها وهي تلحق بشقيقها  في كل مكان ، كم كانت جميله كل شيء بها منذ أن كانت طفلة صغيرة تعلق بها وبشده ، تنهد براحة محاولا ان يمنع ابتسامته من الظهور للآخرين فهو الان مطمئن على شقيقته هو أكثر من يعلم من هو رحيم ، فهو صديق عمره على الرغم من العداوة التي بين العائلتين الي أنهما كانا صديقين وفيين لبعض . 
_ لو مش موفق يا احمد انا موجود . 
قلها كمال وهو يعتصر يده بقوه دليل علي رغبته في أن يخرج ما في دخلة ولكنة لا يقد فوجود جده يمنعه من ذلك 
(كمال فتحي سليم الهورى "الابن الأكبر لـ فتحي الهوري ،في السادس والعشرين من عمره ، ورث جشع وخبث والده ، لا يكره في حياته أكثر من ابن عمه أحمد فا من وجه نظره هو الاحق بان يمسك اعمال العائلة ويكون وريث مكان جده ، كان هدفه أن يتزوج بشهد لكي يكون قريب من ابن عمه ويستطيع أن يأخذ مكانة ، تخرج من كلية تجارة ويعمل في الشركة . ) 
_ ومين قالك اني مش موفق يا كمال ريح نفسك انت وانا كبير احفاد  الهوري وده واجب عليا ، جدي شوف الوقت المناسب وانا جاهز عن اذنكم عشان اطلع استريح شوي. 
اومي له جده لينهض احمد بهدوء ثم اتجه الى غرفته غير منتبه إلى والده الذي كان يرمقه بنظرات غامضة ، دخل الي غرفته  وألقى نفسه على السرير مغمض عينه بتعب وارهاق ، ولكن  تسللت ابتسامة واسعة حلما تذكر أن تلك الحورية سوف تصبح من نصيبه ، اه كم أحلم بذلك اليوم ، فقد كان بنسبه له حلم مستحيل المنال مجرد التفكير أنه قد يتزوجها في ظروف طبيعية كان شبه مستحيل لأنه وثق ان لا احد من العائلتين سوف يوافق علي ذلك ، أتت في باله شقيقته الصغيرة  ،اغمض عينيه بتعب سوف يكون الأمر صعبا عليها صعبا جدا هو واثق من رحيم ولكن شقيقته صغيرة فهي إلى الآن لا تزال في السابع عشر من عمرها كيف سوف تتزوج وهي في هذا السن الصغير ، سخر من نفسه على تفكيره فهو سوف يتزوج من  في نفس سنها فريتاج أيضا في السابع عشر من عمرها ، دعا الله أن يكون كل شيء على مايرام ..

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الثالث 3 )


في سرايا عائلة العراب،  صاح صوت رحيم الغاضب من ما قاله جده ، هو لن يفعل ذلك لن يشارك في تلك المهزلة لا هو ولا شقيقته الصغيرة . 
_ مش هيحصل يا جدي انا مش هتجوز بنت ماكملتش الثامن عشر لسه ، ولا ريتاج ينفع تتجوز وهى فى السن دا ، عاوزني ارمي اختي في النار . 
_ رحيم اتخشم انت بتتكلم مع جدك والي قال عليه هاتنفذو ورجلك فوق رقبتك انت فاهم . 
_مش رحيم العراب الي يتجبر علي حاجه يا بوي وأنا مش هتجوز طفله ،ولا هتجوز اختي ، الي عمل المشكلة هو الي يحلها، انا واختي مالناش صالح  بل موضوع . 
_ رحيم اهدي يا ولدي اكيد هتلاقي حل بس مش كده ، اقعد يا ولدي ، اقعد واستهدي بالله. 
  قالها عمه أمين الذي كان يجلس أمامه وهو يعلم ما يشعر به رحيم جيدا فهو لو في مكانه لما تخلى عن ابنته بتلك الطريقة فمعروف منذ زمن أن الزواج في تلك الحالات يكون الشخص وكأنه يلقي بابنته في النار ويقف يشهدها وهي تحترق ببطء . 
(امين جلال العراب "الابن الاوسط لجلال العراب في الخامس والخمسون من عمره ، يختلف كل الاختلاف  عن شقيقه الكبير ، فقد ورث طيبه وحنان والدته لم يرث أي شئ من شخصية والده الصارمة فمن يراه لا يصدق انه رجل صعيدي ، فهو متفهم جدا ليس متشدد كباقي أفراد العائلة ، توفيت زوجته بعد إنجاب ابنته ورده بعامين ، ليعيش هو بعدها وحيدا لم يفكر في الزواج مرة اخرى وكرس حياته لتربية أولاده .) 
_ رحيم انت عارف من الي هياخد شهد . 
_لا يا جدي بس اختي لساتها صغيرة و مش هدخلها في طار ذي ده . 
_ احمد خالد سليم الهوري،  انت عارفو كويس يا رحيم انا مستحيل اعمل حاجه من غير ما افكر فيها كويس ، اما انت هتاخد  شهد اخت احمد الصغيره وهي قد اخترك رتاج . 
_ جدي انت عارف زين مين هما عيلة الهوري دول في غابه فهام الأقوى هو الي بيعيش. 
_ انا متاكد من اختياري يا والدي متقلقش ، والفرح الاسبوع الجاي . 
نهض رحيم وخرج من المكتب ثم اتجه الى غرفته  ، نزع قميصه بعنق والقي به  وهو يمرر يده على شعرها  بقوه ، يعلم من هو احمد ليس قلق منه ولكنه قلق من منٍ حوله تلك العائلة مثل الوحوش ، جلس على الفراش لتأتي في ذاكرته تلك الفراشة التي رآها صباح اليوم كم كانت جملة بعينها الصافية وضحكتها التي تظهر تلك الغمزتين في وجنتيها الممتلئة بأغراء ، عاد بظهره إلى أن تسطح على الفراش وهو ينظر الى سقف الغرفة ، يبدو أنه سوف ينهي ذلك الحلم قبل أن يبدأ ، التفت إلى الباب ليجد شقيقته تقف وعينها تزرف الدموع  بقوة ، نهض بسرعه واشر لها أن تأتي له ، اغلقت الباب خلفها واتجهت له فسحبها الي حضنه وقال بحنان 
_ مالك يا روحي بتعيطي ليه ، اية ده يا رتاج ؟؟!! 
  قالها وهو ينظر الي خدها الذي طبع عليه اصبع احد ما ، رفعت عينها التي تنهمر منها الدموع بقوه ، وقالت له ما حدث 
فلاش باك 
كانت تجلس في غرفتها وتنتظر مجيئ اخيها كما قال لها لتتفاجئ بل باب يفتح بقوه كبيره فرفعت عينيها ونظرت الي والدها الذي كان يقف أمام الباب وينظر لها بحده وبجوره والدتها التي كانت تعقد حاجبيها بانزعاج واضح ، نهضت بسرعه من مكانها ونظرت الى  والديها بارتجاف . 
_في حاجة يا بوي ... 
_ايوه جهزي نفسك فرحك الاسبوع الجاي علي ابن الهوري فاهمه مش عايزك تبني ضعيفة والدموع دي ايك تنزل قدم ولد المركوب دول فاهمه  
نظرت الى والدها بصدمه هل سوف يزوجها وهي لا تزل في هذا السن هل انتهت كل احلامها هنا سوف تتزوج من ابن تلك العائلة التي كانت سبب في موت عمها ، تسللت الدموع من عينيها وقالت بصوت مرتجف. 
_ بس ..بس انا لسه صغيره يا بوي و..وكمان انا مش عاوز اتجوز من العيلة دي . 
  التف وجهها بقوه من تلك الصفعة التي تلقتها من والدها ، وضعت يدها علي وجنتها وهي تسمع كلام والدها الجارح . 
_ ومن امتا البنات ليهم رأي انتي هتتجوزي ابن الكلب ده ورجلك فوق رقبتك فهما ولا لاه ، وايك ايك يا زفته انتي اسمع انك عملتي حاجه غلط هناك ، تعملي كل الي بيقولو عليه فهما ولا له  . 
باك 
_ وانتي بقي يا قلبي فاكراني  لو عارف ان ده هيحصل كنت خليت الجوازه دي تكمل او جدي كمان ، رتاج انتي روحي فهمه ، انا لو اني متاكد من احمد مستحيل اوفق انك تتجوزيه ، مش عايزك تخافي من حاجة يا حبيبتي انا معاكي اوعي تعملي ذي ابوي ما قال ، انتي ست البنات كلها ، وخليكي واثقة اني في ضهرك . 
  اومئت له رتاج ودفنت وجهها في حضن شقيقها الكبير وهي تتمسك به وكأنه طوق نجاة بنسبة لها ، صحيح انها تشعر بالخوف بل برعب من فكره زوجها من رجل لا تعرفه ولم تره من قبل والاسواء انه رجل صعيدي ، وكنت كلام شقيقها زرع بها بعض الاطمئنان . 
_ رحيم ممكن انام معاك . 
  قالتها بهدوء وهي لا تزل في حضنه فابتسم وقبل جبينها بقوه ، استلقي علي السرير وهي في حضنه ووضع عليها الغطاء . 
نامي يا عمري انا معاكي . 
_ ربنا يخليك ليه يا ابية ،وميحرمنيش منك ابدا . 
  قلتها وهي تشد من عناق شقيقها بقوه ، اما رحيم الذي كان يفكر في تلك الفتاة التي استحوذت على عقله بقوة ، تنهد بتعب وانزل نظره الي شقيقتة الصغيرة ليجدها ذهبت في نوم عميق ، مرر يده برقه علي وجنتها التي كانت بلون الاحمر بسبب صفع والدهما لها ، قبل وجنتها ثم ضمها بقوه اكبر . 
نذهب الى مكان مختلف عن قنا وامورها ، في تلك الشقق الفاخرة دخلت فتاة تحمل طفلين صغيرين  ، نظرت لها تلك المرأة الكبير في العمر وابتسمت بحنان وهي تقول 
_ جيتي يا بنتي اكيد تعبوكي ... 
_لا يا ماما دول قلبي بس هيا ساره لسه ما جتش اتأخرت.
_انتي عارفه شغل الحكومة بياخد وقت ، تعالو بقي عملتو ايه ... 
تقدم منها الطفلين بسرعه وبداو في سرد عليها كل ما حدث 
_يا تيتا انا قبلت رجل كبير وكان لبس بده ذي الي بيطلعو في التلفزيون ، وزي بابا . 
_ ومين بقى ده يا حبيبي . 
_مش عارف يا تيتا بس بقي صاحبي ... 
_ ههههه صاحبك كده طيب يلا روحوا على اودعكم ، وغيروا تمام . 
  نفذ الطولين الأمر واتجهوا الى غرفتها ، جلست تلك الفتاة بجوار والدتها وهي تتنهد بتعب ، اتي  في بالها صورة ذلك الرجل ، كم كان وسيم ، نهرت نفسها واستغفرت ربها بسرعة من ما تفوهت به كيف تقول ذلك ولله أمرها بغض النظر. 
_مين الي فارس كان بيتكلم عليه يا " عائشة" 
_مش عارفه يا ماما انا غفلت عنه شوي لقيتو قاعد مع واحد بس كان شكله حاجه مهمه عشان كان في حراس حولية ... 
_ حاجة غريبه اذي وحد زي ده يكون موجود في حديقة عامة الناس دي ليها مكانها . 
_مش عارفه يا ماما المهم عملتي ايه اكل عشان انا هموت  من الجوع . 
_ عملت الاكل بس استني شوي لما ساره تيجى  . 
  اومأت لها عائشة ثم اتجهت الى غرفتها وبدلت ملابسها  الي ملابس بيت ، سمعت صوت شقيقتها اتيي من الخارج ، 
_ ماما عائشة انا جيت يا والاد . 
_ اتاخرتي ليه كده يا ساره. . 
_ والله يا عائشة لسه مخلصاه دلوقتى هسافر يوم و الثلاث. 
_ بس ده بعد بكره ... 
_ عارفه هعمل ايه عشان الولد والمدرسه ، فين ماما . 
_انا هنا يا حببتي تعالي 
_ ماما ساره هتسافر الثلاث ده . 
_مش كان الاسبوع الجاي يا بنتي ... 
_ لا يا ماما عمر  حجز بدري ،  هسافر عشان المدرس بتاع فارس ورنا . 
_ تمام يا حبيبتي ربنا معاكي . 
_ اياد كلامك ... 
_ لا لسه هو قالي انو ممكن يقعد اسبوع او اثنين مكملناش عشان المهمه بتعتو . 
_ ماشي يا ماما ربنا معاه علي العموم ابقي سلميلي علية  كتير واول ما يفتح الفون بتاعه ابقي قوليلي  تمام . 
_ماشي يلا عشان ناكل ساره روحي شوفي فارس ورنا ، وانتي يا عائشة تعالي ساعديني احط الاكل . 
_ حاضر يا ست الكل يلا . 
********* 
في مركز شرطة العاصمة ، في مكتب المقدم حازم حسن جلال العراب، دخل احد الضابط وطلب منه ان يتوجه الى مكتب اللواء عصام  ، تأفف بانزعاج ونهض من مكانه متجها الى مكتب رئيسه  في العمل ، طرق الباب ودخل بهدوء ليجد ثلاثة من زملائه في العمل يقفون في أنحاء متفرقة من المكتب منتظرون قدوم اللواء عصام . 
_ اية ده انتي كلهم هنا كده انا عرفت في ايه .... 
_ هههه كارثة يا كبير بس غريبه مش المفروض تكون في اجازة يا حازم . 
هتف بها أحد زملاء حازم الذي كان يجلس بأريحية على المقعد ، نظر له حازم ببرود وقال 
_ مليش مزاج انزل ، المهم حد عندو اي معلومات احنا هنا ليه . 
_ مهمه جنائية .... 
_ م  جنائية ... 
دخل اللواء لينهضوا جميعا ويقفون بجوار بعضهم البعض، نظر لهم اللواء عصام  وقال 
_ السلام عليكم  يا رجالة ... 
_  وعليكم السلام يا فندم . 
هتفوا بها في صوت واحد أشار لهم  عصام بالجلوس بعد أن جلس هو الآخر ، وزع نظرته بينهم  فمن امامة  هم اقوى الضابط في المركز بلا منازع . 
1.(حازم  خالد سليم الهوري  :الابن الاوسط لخالد سليم الهوري،  في الخامس والعشرين من عمره ، تخرج من كلية شرطة ، يتميز بشجاعته وقوته الجسدية العالية ، وهذا ما جعله يحصل علي رتبة مقدم في وقت قصير جدا ) 
2.مازن مصطفي البكري 
3.زياد احمد مكاوي 
4. علي فريد الشرقاوي 
_ اظن انكم عارفين رجل الأعمال فهد الحازمي.  
_ رجال الاعمال اللي اتقتل هو وعيلته .... 
_ ايوه يا مازن فهد اتقتل وكان في شاهد على الجريمه التي حصلت بس اتقتل قبل ما يوصل للمحكمه عشان يقول اقوال و ، طبعا المتهم في القضية دي هو أخو فهد سعد الدين الحازمي ، وهو حاليا موجود هنا بتهمة القتل وتجارة الممنوعات والمخدرات ، المعلومات الي بعتها فهد الحازمي قبل ما يتقتل كانت ان اخوه بيتاجر في الحجات دي بس المعلومات كانت ناقصه كتير اوي ، وبعد موت فهد رح اي امل اننا نخلي المجرم ده هنا . 
_ معني كده انو مات لانو بعت المعلومات دي عن اخوه صح . 
_ ايوه يا حازم ، و حلا انا جمعتكم لانهم  الوحيدين الي بثق فيهم ومتأكد انكم هتخلصو المهمة ، في شاهد تاني محدش يعرف عنه حاجه ومعاه معلومات الي تودي سعد الدين الحازمي والي معاه بس ، بس الشاهد ده اول ظهور ليه النهارده  يا رجاله ، انا فهد كان عزيز عليه وموتو وجعني ولازم اخد حقو ، الشاهد ده لو حصلو حاجه هتكون نهيتكم انتو الاربعة . 
  قلها عصام بحدة وقوه جعلت الاربعه يبتلعون ريقهم ، يعلمون من هو اللواء عصام  انه كل وحش على هيئة إنسان عندما يغضب يتحول المكان إلى جحيم . 
في الخارج توقفت تلك السيارة  أمام المركز للترجي منها فتاة ترتدي فستان طويل يصل الي نهاية قدمها وسع يخفي معالم جسدها جيدا ، كانت ترتدي حجاب طويل جدا ونقاب يخفي وجهها لا تظهر ثو عينها التي كانت بلون العسل الصافي ، أخرجت تلك العصي وقدرتها وبدأت في وضعها على الارض امامها لكي تتأكد ان لا يوجد يعيقها في السير فهي كفيفة سمعت شخص ينادي عليها ، التفتت وهي تبحث عن مصدر الصوت ،الي ان شعرت بأحد ما يقف أمامها . 
_يا انسة انتي جيه لمين هنا خليني اسعدك . 
   ابتسمت بأدب من اسفل نقيها وقالت بصوت رقيق جدا جعل ذلك الرجل يسرح بها . 
عاوزه مكتب اللواء عصام لو سمحت 
_ تمام يا انسه اتفضلي معايا . 
  كانت تسير خلفه وهي تحرك العصا امامها الى ان اوصلها الى المكتب ، طرق الباب وبعد قليل خرج وقال لها بأدب . 
_ اتفضلي ... 
  اومأت لها ثم دخلت الى المكتب وهي تنظر أمامها دون حركه ، اما الاخرين فقد نظر لها بصدمه شديده فقد علموا أنها عمياء من طريقة  امسكها للعصي وتحريكها أمامها ،نظر لها حازم بدقه وهو ينظر إلى تلك العين التي بلونها الصافي أول ما جذب انتباهه اتجاهها . 
_ السلام عليكم ... 
(سراب فهد الحازمي: الابنة الوحيدة لرجل الأعمال فهد الحازمي،  في الثالث والعشرين من عمرها ، لم تكمل تعليمها الثانوي بسبب حدث قد تعرضت له عندما كانت في الصف الثالث الاعدادي ، حاول معها ولدها كثيرا ولكنها لم ترد أن تخرج خوفا من كونها عمياء ، تم قتل والديها في حريق القصر الخاص بهم .) 
_ وعليكم السلام . 
_ عمو عصام مين هنا . 
_ متقلقيش يا حبيبتي دول الي قولتلك عليهم  امبارح اللي هيمسكو مهمة متقلقيش ، هنا أهل الثقة . 
_ والي قبلهم كانو كده برضو يا عمو . 
_ سراب انا قولتلك يا بنتي مش انا الي كنت ماسك القضيه وقتها أم دول فهما بمقام ولدي يا سراب متقلقيش . 
_ تمام يا عمو انا وثقه في اختيارك ، عاوز اشوفو . 
  قلتها ليبتسم مازن بسخرية ورد بهمس وصل إلى مسمعها . 
_  تشوفيه الذي يا اذكيه . 
_ تمام يا سراب انا جهزت كل حاجه وهكون معاكي انا والفريق . 
_ماشي يا عمو. 
  نهض عصام وامسك يدها وساعدها علي السير وخلفه حازم وزياد ومازن وعلي ، وصلو الي غرفه مغلقه بل كامل بها طاوله وكرسي ، جلست سراب على احد الكرسيين وهي تضع حقيبتها على قدمها وتنظر امامها بشرود . 
_ سراب مش عاوز تهور ماشي خليكي فكره اللي قولتلك عليه . 
_ متقلقش يا عمو هكون هدية جدا جدا . 
_ وللهي ما مخوفني غير الهدوء ده... مال علي علي حازم وقال 
_علي هو انا بيتهيألي ولا البت دي في حاجه غلط . 
_ أنا كمان حاسس بكده وبعدين اذا شاهده وهي عامية اصلا . 
  فتح الباب ودخل ليدخل منه سعد وهو مقيد ويمسك به رجلين ، نظر الي عصام وابتسم بخبث ثم جلس علي الكرسي ونظر الي الفتاه التي تجلس أمامه وقال 
ايه يا  عصام مين دي كمان . 
_ هههه شاهد مممم 
  ابتسمت تحت نقابها واشارت الي علي الرجلين فأمرهم  عصام بالخروج ، فور أغلق الباب تحولت نظرتها تماما بل عادت بظهرها إلى الخلف وقالت بصوتها الهادئ 
_مش عارف بنت اخوك يا عمي . 
   توسعت عين سعد ثم انفجر في الضحك وهو يشير لها بيده ، وقال 
_دي شاهد دي عامية مش بتشوف ، مش مصدق بس ايه النكته دي . 
  رفعت سراب نقبها بهدوء و نزلت نظرها إلى وجه سعد وقالت بهدوء 
ايه رايك يا عمي ، تفتك انا عميه دلوقتي . 
   قلتها ببعض من البرود وهي لا تزال تنظر له ، كانت الصدمه على وجه الجميع واولهم حازم الذي ركز نظره على تلك الفتاة يا الله ما اجملها ، اما سعد الذي  كانت اعصابة تكاد تفلت بسبب ما تفوهت به أنها تبصر ، لقد عاد نظرها لا يصدق هل حقا رأت ما حدث ، كان سعد ينظر لها ويحاول أن يستوعب تلك الكارثة التي نزلت على رأسه . 
_ مالك يا عمي مستغرب مش كده ، ده حقق انا كمان استغربت لما قمت من النوم لقيت نفسي بشوف بعد ما وقعت من علي السلالم بسبب مراتك ، شفت ارده ربنا ، خلاني ارجع اشوف تاني عشان اكون شاهده علي جريمتك في حق عائلتي يا عمي . 
_ مستحيل ، انتي اذى قدرتي تخرجي من الفيلا وهي بتولع كلها . 
_ ربنا ارد اني اعيش يا عمي عشان تكون نهايتك على ايدي ، ورحمه ابيه الغالي لنهي حياتك في المكان ده حياتك وحياة كل اللي كان ليه يد في اللي حصل ، خليك مستعد عشان ابنك هيشرف قريب اوي هو كمان 
_ رمز ابني ، لو قربتي منو هقتلك فاهمه . 
قلها ونهض وهو ينوي أن يهجم عليها ولكن علي كان اسرع منه وأمسك به بقوة ألقاه على الأرض  وضع يديه خلف ظهره ،وثبته جيدا لكي لا يتحرك ، نهضت من مكانها وقالت . 
_ رمز ده هيكون ليه حساب خاص بيه خاص اوي يا عمي ، وخلي في علمك انت قتلت اخوك عشان الفلوس وشوف الحظ يا عمي اخوك كتب كل املاكه باسمي . 
_ مش هسيبك يا سراب تنهي حياتك انتي كمان . ابتسمت بألم ووجع وهي تضع يدها على قلبها وقالت بألم حقيقي ظهر في عينها قبل أن تتسلل  منها الدموع . 
ــــ  ياريتك كنت عملت كده صدقني كنت هكون مرتاحة بس لاسف ربنا لسه كتبلي عمر عشان أخد حقهم . ...اخذت حقيبتها ثم عادت نقبها علي وجهها وامسكت بعصها وتجهت الى الخارج ، لحق بها  عصام وخلفه حازم مازن وزياد أما علي الذي أخذ سعد علي الحبس ، جلست علي الكرسي في مكتب اللواء عصام وهي تنظر لهم بهدوء . 
_ حضرتك ايه هيا المهمة بتحديد ، نحميها ولا نثبت ان سعد الدين الحازمي هو الذي قتل اخوة . 
قالها حازم وهو يوجه نظره إلى اللواء عصام الذي تنهد وقال . 
_ مهمتكم يا حازم تحموها هيا اما بنسبة لموضوع سعد الدين ، احنا معانا اوراق تثبت كل حاجة عليه ، ومش هو بس لا وكل الي شارك معاه كمان . 
_ طب اية الي انت خايف منو حضرتك هو هنا تحت ايدنا مستحيل يوصلها . 
_ مين قال ان الخوف من سعد ، سعد الدين خلاص انتهى ، بمجرد انو يوصل المعلومات اني خت الورق واني شهت علية ها يتقتل ، ذي ما عملو مع المحامي الخاص بسعد وبابا . 
_ ومين المحامي ولية اتقتل . 
ــــ  المحامي ناصر كان المحامي الخاص بسعد ولما جمع كل المعلومات عن الناس الي سعد بيشتغل معاهم ، بعت الورق لبابا ومات في اليوم التالي ، سعد خلاص انتهي كده مش فاضل غير رمز على الرغم من اني اشك انه يقدر يعمل حاجة بس الاحتياط واجب . 
_ ورمز ده يبقى ابن عمك ، هو فين حاليا …. قالها حازم وهو ينظر إلى سراب التي كانت تجلس أمامه ، رفعت عينها لـ تتقابل مع عينة اول مرة ، كان الوضع غريب بنسبة لحازم الذي شعر بانجذاب غريب تجاه تلك الفتاة ، أما سراب التي نزلت نظرها وهي تنظر الى يدها وقالت . 
_ رمز حاليا بره مصر بس هينزل قريب جدا . 
_ تمام يا فندم دلوقتي المطلوب مننا ايه بضبط . قالها مازن وهو ينظر الي اللواء وهو يشعر انه سوف يفجر قنبلة في وجههم الان . 


رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الرابع 4 )


_ طبعا مهمة انكوا تحموا سراب ، لحد ما يتم إصدار الحكم علي سعد وباقي الي معاه ، وطبعا اول ما رمز ينزل مصر هيكون خطر عليها ، عشان كدة لازم تكونوا معها في كل مكان . 
  هنا رفع حازم احد حاجبيه على ما قاله اللواء عصام ، ليس صعب ان يحميها فقد تكلف بمثل هذه المهمات من قبل ، ولكن المشكلة الآن أنها فتاة ، وليست أي فتاة بل يشعر بالانجذاب نحوها وهذا وحده يكفيه أن يظل بعيد عنها قدر المستطاع ،   وياتي الان  وهو يقول له ان يظل ملتصقا بها ما هذه الورطة التي حلت علية . 
_ عفوا يا فندم اعذرني يعني اية نكون موجودين معها في كل مكان هو حضرتك مش واخد بالك انها بنت وكمان محجبة ، واحنا احنا اربع رجالة عايزنا نكون معها ازاي ده ميصحش ل ليها ولا احنا هـ نقبل  بكده اظن انك فاهم قصدي . 
_ فاهم قصدك كويس يا حازم وكنت متاكده انك هتقول كده ، مهو العرق الصعيدي مش هيسمح صح . 
_ ههههه لا هو مش عرك انا كلي صعيدي متنساش انا ابن مين يا فندم . 
_ وحد يقدر ينسي سليم الهوري ، انا اخذ احتياطاتي ، انت الي هتفضل معها يا حازم . 
_ نعم هو اية الي انا فضل معها انا بقولك انا مش هينفع اعمل كده انت تقولي انت الي هتفضل معها ..... قالها  بنرفزة وهو ينظر الي عصام الذي كان يعلم ان هذا ما سوف يحدث ، نظرت لة سراب بطرف عينها وهي تعلم الآن سبب لفتة لنظرها ذلك الشاب ليس كغيره هذا ما كان يقصده اللواء عصام عندما قال لها انها سوف تقابل رجل لن تقابل مثلة ابدا ، فلو كان شخص اخر لـ وفق ولم يكن يهتم بكونها محجبة او كونها فتاة شابة  . 
_ عمو انت مقولتليش علي نظام الحماية ده بعدين انا ممكن اقعد معاك مش هيحصلي حاجة . 
_ لاسف الشديد انتي عارفه اني مسافر الاسبوع ده وقبل ما أسفر لزم أملك  الحماية كويس اوي ، اما بنسبالك يا حازم فا انت هيكون ليك الحق انك تقعد معها في بيت واحد . 
_ وده اللي هو اذي يا فندم .... 
_ عشان هتكون مراتك يا حازم . 
_ نعم!!!!!!!!!. 
هكذا كانت رد فعل كل من سراب وحازم على ما قاله عصام الذي ابتسم في داخله على هذين الاثنين ، لا ينكر أن هناك حلول اخرى ولكنه أراد أن يقرب بينهما فربما ما يفكر به يحدث ، هو لن يجد أبدا شخصا أفضل من حازم لها ، انها امانة صديقة ويجب أن يطمئن عليها ، أما حازم الذي كان ينظر الي عصام بصدمة من ما يقوله مستحيل ان يفعل ذلك لين يتزوج هكذا ، ثم جدة لن يقدر علي فعلها دون علم حده  او اخيه . 
خفضت رأسها الي الاسفل وهي تغمض عينيها محاولة منها أن تمنع نفسها من البكاء ، الموقف صعب صعب جدا عليها ، لو لم تكن يتيمة الان لكان هناك من تحتمي به واما جبرت ان تضع نفسها. شخص آخر في مثل هذا الموقف الصعب . 
_ سراب اخرجي انتي والشباب عاوز اتكلم مع حازم لوحدنا . 
  نظرت له سراب ثم وضعت ذلك النقاب لكي لا يتعرف عليها احد ثم خرجت وخلفها مازن وزياد الذين يحاولون ان يستوعبوا ما طلبوا اللواء من حازم . 
مر الوقت ليخرج حازن وعلامات الاقتضاب مرسومة على وجه ، نظر إلى سراب التي تجلس على احد الكراسي وقال 
_اللواء عاوزك جوه يا انسة سراب . 
  نهضت بهدوء من مكانها ولم تنظر له بل اتجهت الي مكتب عصام اما حازم الذي زفر بضيق وهو يمرر يده على شعره بإرهاق من هذا الموقف الذي وضعه اللواء عصام فيه . 
_ مالك يا سراب . 
قالها عصام عندنا وجد سراب تنظر إلى الأرض ، فجأة انفجرت في البكاء وهي تضع يدها على وجهها ، نهض عصام من مكانه وجلس بجوارها ، شدها الي حضنه وقال بصوت حنون . 
_ عارف يا بنتي عارف ان ده صعب عليكي بس صدقيني ده الحل المناسب يا سراب انا لو مش واثق في حازم مستحيل اعمل كده ، انتي بنت فهد يا سراب ، ابوكي وصاني عليكي قبل ما يموت ، يمكن تكوني خايفه  من الي بيحصل لكن خليكي وثقه ان الشخص الوحيد الي مفروض متخافيش منه هو حازم يا سراب حازم راجل ، رجل صعب تلقي ذيو في الزمن ده . 
_ مش عاوز كده يا عمي مش عاوز اكون عاله على حد ، هو مش عاوزني انا عارفه بلاش تجبرو يعمل كده ، ارجوك . 
_ هههه انتي فاكراني بمركزي ده اقدر اجبر حازم خالد سليم الهوري  ، انتي متعرفيش مين هو سليم الهوري  ده بإشارة منه ممكن يؤدي القسم كله وراء الشمس ، وانا منهم ، حازم لو ما اقتنعش بالحاجة مستحيل يعملها ، وانا لو مش متاكد من حازم وفي اخلقوا مستحيل اخليكي  تتجوزيه . 
_ طب يا عمو انا هعمل اية انا مش فاهم حاجة. 
_ بصي يا حببتي انا كلمت الحج سليم  جد حازم وقولتله علي كل حاجة ، انتي وحازم هتكتبو الكتاب النهارده وهو ها يخدك ويسافر الصعيد تفضلي هناك في حماية جدو وطبعا الشباب بيتبعو المهمة من هنا تمام . 
_ عمو انا خايفه اوي . 
_ متقلقيش يا حبيبتي انتي اسمعي كلام حازم تمام يا سراب ، اليوم الي هتدخلي بيت سليم الهوري  اعرفي انك مينفعش تتكلمي  والرجاله موجودين  ، وخدي بالك ما تعليش  صوتك علي حازم هو صح متعلم وضابط بس في الاخر هو رجل صعيدي . 
_ طيب وبعدين يا عمو الجوز ده هيفضل لحد امتي . 
_ لحد ما نتاكد انك تكوني بأمان . 
_ ماشي يا عمو . 
   في مكتب حازم الذي كان يضع يده أسفل ذقنه وهو ينظر امامه بشرود ، لا يصدق ان جده وافق على ذلك وفق علي زوجه من تلك السراب ، والغريب في الامر انه لا يشعر بضيق ، بل وكأنة سوف يتزوج الفتاة التي يحبها . 
_ مالك يا حازم  ده انت حتي هتتجوز وتدخل العش ههههههه .قالها مازن بسخرية من حازم ليتابع زياد . 
_ اه والله مش متخيل حازم يتجوز دانا كنت فاكرك هتعنس ، وقعت وقف يا بختك . 
_  بس البت جامده . 
_ علي احترم نفسك اية جمد دي متنساش انها هتكون مراتي . 
_ خلاص يا عم انت هتضربني وبعدين مالك دخلت في المود يعني انت موفق ولي اية . 
_ يعني سليم الهوري  وفق انا الي هرفض . 
_ بجد جدك وفق غريبة . 
   دخل اللواء عصام الي المكتب لينهضوا جميعا . 
_ حازم علي مازن  وانت يا زياد يلا عشان المأذون وصل . 
_ مأذون ايه يا فندم . 
_ هتكتبو الكتاب النهارده لانك هتسافر الصعيد عشان فرح اخوك يا حازم . 
_ احمد مستحيل  
………..
كانت تتحرك في الغرفة ذهابا وايابا ،كل ما تفكر فيه هو كيف سوف تخرج ابنتها من تلك الورطة ، من المستحيل أن تسمح لابنتها ان تتزوج رجل من تلك العائلة فكم كرهتهم جميعهم ، ومن المستحيل ان تسلم لهم ابنتها الصغيرة ، التفتت إلى زوجها الذي يريح ظهره علي السرير ويدخن بشراهة ، لم تتحمل برود زوجها . 
_ انت كيف ساكت أكده ، هتجوزو بنتي يا خالد ، هتديها لعيله العراب . 
_ عاوزني اعمل ايه يا حميدة مش ابوي عطي كلمة خلاص . 
_ لا يا خالد مش هرمي بنتي في النار مش هعمل كده لو انطبقت السماء على الأرض ، لقيتها يا خالد . 
_ لقيتي ايه يا حميدة . 
_ بنت البندر . 
_ يوه يا حميدة عن عيادة تاني ما كفياكي بجي . 
_ لاه يا حميد انت مش قولت ان بنت البندر خلفت بت ايتها ، روح هتها وجوزها لابن المحروق ده وبكده بنتي متتجوزش.  
_ وبوي يا حميدة لو عرف هنروح كليتنا في دهيه . 
_ متخفش هيعرفوا منين ، وبعدين عيلة العراب محدش فيهم شاف شهد قبل سابق يعني مش هيعرفوا انها مش شهد ، وبنسبة لعمي فهنمشي الموضوع معاه متنساش انها بنتك بردك . 
_ بنتى بجت بنتي دلوقتي يا حميدة مش انتي الي خليتيني ارميها هيا وامها . 
_ وتستاهل الحرق كمان مش هي الي لفت عليك كيف الحية وخدتك مني . 
_ ماشي يا حميدة بس عاوزك تعرفى ان فيروز ملفتش  عليه زي ما فهمتك انتي بوي ، انا اللى لفيت عليها وتجاوزها وهي فاكرني مش متجوز قبل سابق ، فخلي ده في بالك يا بنت عمي . 
  القي خالد تلك القنبلة في وجه حميدة وخرج من الغرفة ثم من القصر لكي يذهب ويبحث عن ابنتة  ، اما حميدة فقد كانت النار تكلها من الحقد والغيظ ، فقبل عشرين عام ، علمت بزوج زوجها من فتاة في مصر عندما كان يعمل هناك في الشركة ، وعندما واجهته بالأمر برر انها هي من أغوته وجعلته يتزوجها ، كان حكم والدها ووالد زوجها أن يطلق تلك الفتاة ولا يعود الي مصر مرة أخرى ، بعدها بأشهر قد اتت تلك الفتاة وقد اخبرتهم بحملها ولكنها فتاه فتردها الحاج سليم من القصر دون ان يتأكد ان تلك الطفلة هي حفيدته او لاء . 
في غرفه احمد. الذي استيقظ من النوم على صوت الباب ، علم أنها شقيقته الصغيرة من طريقة طرقها علي الباب ، فهي الوحيده التي تطرق الباب بتلك الرقة ، سمح لها بدخول فوجدها تفتح الباب ثم تتجه له بسرعه البرق وتلقي نفسها في حضنه ، التقطها هو بدوره وهو يشد من ضمها إلى حضنه. 
_ وحشتني اوي اوي اوي . 
_ ههههه وانتي كمان اوي اوي اوي . 
   ابتسمت له شهد وهي تعود الى حضنه مرة اخرى ، اما احمد الذي اغمض عينيه فيبدو انها الى الان لم تعلم بما حدث ، وها هو الان يوضع في ذلك الموقف . 
_ شهد انتي ماما قلتلك حاجة . 
_ تو تو لا يا احمد في حاجة ، هههه لو ماما سمعتني وانا بتكلم معاك كده ممكن تعلقني فيها . 
_ مش وقتو يا حببتي انا عاوز اقولك علي حاجة ، انتي عارفة الطار الي بينا وبين عيله العراب صح . 
_ ايوه  يا احمد انا سمعت ان جدي رح عشان يلقي حل لطار . 
_ ولقو حل يا قلبي . 
_ بجد طب الحمد لله كويس كنت خايفه لحسن حد يعملك حاجة. 
_ شهد الحل ان يكون في نسب بين العائلتين . ابتلعت ريقها بخوف فقد بدات تدرك ما يقصده شقيقها بكلامة لتنظر له بعينها التي قد امتلئت بالدموع من الخوف . 
_ ي..يعني ..قصدك اني ...هت..جوز..م.مش..كده..ي.يا..احم..د......قلتها بصوت متقطع من الخوف ، ضمها احمد له وقال بحنان 
احمد _ ششش بس يا قلبي عارف ان الموضوع صعب عليكي بس صدقيني كل حاجة هتكون تمام ، انا واثق في رحيم يا شهد رحيم مفيش اطيب من قلبه صح هو بيبان شديد اوي بس هو طيب ، وبعدين انا كمان هتجوز اخت رحيم وهيا قدك اسمها ريتاج ، انتي متخيلة اني ممكن يأذيها او اعملها حاجة . 
شهد ــــ

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الخامس 5 )


_ لا انت مش هتعمل كده عشان انت اخوية . 
_ تمام ونفس الوضع مع رحيم ، انا ورحيم أصدقاء على الرغم من أن العيلتين كان بينهم طار الي اننا مهتمناش ، انا ورحيم وشين لعمله وحده يا شهد تقدري تقولي توأم الفرق ان رحيم مش بيبين حنيتو  ده ولو بين بيبقي حاجة تانية خالص ، فعشان كده عاوزك تكوني مطمنه . 
     اومأت له شهد وهي تعود الى حضنه مرة اخرى،  اغمض عينه وتنهد بتعب ، نظر الي شقيقتة بشرود ، اتت في باله فكره لينهض وطلب من شقيقته أن تذهب إلى غرفتها ، بعد ان خرجت شهد من الغرفة اخرج هو هاتفه واتصل بأحد ما . 
(شهد خالد سليم الهواري: في السابع عشرة من عمرها فتاة تتميز بطيبتها ونقاء روحها وملامحها الطفولية ، تمتلك عينين بلون الازرق الصافي ، وجهها المستدير الابيض وذلك الفم الصغير ، قصر قامتها ،لديها شعر يصل الي بعد عنقها بقليل بلون البني وبه بعض الخصلات الذهبية ، تدرس  بمساعدة شقيقها الذي قدم لها علي احد المدرس  دون علم والدها وكان يأخذها معه من الحين الى الآخر لكي تتابع دراستها .)
في هذا الوقت في طريق قنا كانت تجلس بجوار حازم وهي تنظر من النافذة بشرود ، شريط حياتها يمر أمام عينها ، ضغطت على يدها عندما تذكرت كيف حاول رمز التحرش بها لتدفعه عندها محاوله ان تحمي نفسها ولم تشعر بأنها على حافة الدرج ، لتسقط من أعلى السلالم الي الاسف ، تذكرت تلك اللحظة التي فتحت فيها عينها بعد ان استيقظت ووجدت نفسها في غرفتها ، كم كانت سعيدة عندما أدركت أنها قادرة على الابصار ، ولكن لم تدم سعادتها عندما رأت عمها يخرج من القصر ويمل في يده بعض الملفات ثم بدأ القصر في الاشتعال ، كم آلمها قلبها عندما رأت غرفة والديها تحترق ، عندما طلب منها والدها أن تأخذ الملفات من الخزينة الخاصة به وتقدمها للواء  عصام  ، كانت غارقة في تفكيرها غير منتبه إلى ذلك الذي ينظر لها من الحين الى الاخر ويحاول ان يعرف سر ذلك الشرود بل سر تلك النظره التي تي في عينها . 
_ سراب لازم تعرفي إن الوضع في العيله عندنا مختلف عن عندكم تمام . 
_ عارفة يا استاذ حازم متقلقش . 
_ بلاش استاذ دي انتي مراتي مش هينفع تقوليلي قدمهم يا استاذ. 
_ اما اقولك ايه . 
_ حازم يا سراب حازم بس ، حتى لو جوزني مواقت ده ميمنعش انك مرتي وانا جوزك يعني انتي علي اسمي ، فخلي ده في بالك تمام . 
_ تمام . 
_ جعانه اجبلك حاجة  لحد ما نوصل  . اومأت له بنعم وهي تبتسم له ،فبدلا الابتسامه واوقف السياره امام تلك الاستراحة  لـ يترجى من السيارة ، نظرت له سراب وهي شارده ، تذكرت كلام  عصام عن حازم وقررت أن تفعل  ما قاله لها فحقا يبدو أن حازم هذا سوف يكون شي كبير في حياتها ، ان لم يكن كل شي من الاساس ، بعد قليل من الوقت عاد وهو يحمل حقيبة بها انواع عديدة من المقبلات والعصائر  ، اعطها الحقيبة ثم عاد الي القياده. 
_ الو . هتف بها حازم بعد  عن رد علي هاتفه الذي اصدر صوتا . 
_ انت فين يا استاذ ،ليه مقولتش ان أحمد هيتجوز . 
_ انا لسه عارف النهارده وجي في الطريق . 
_ وانا كمان في الطريق ، عمر هو انت  تعرف حاجة عن رحيم العراب . 
_زين الرجال يا ابن عمي متقلقش علي شهد منو . 
_يارب يا عمر يارب ، جواد فين دلوقتي مش هييجي هو كمان . 
_ مش عارف يا حازم بس جواد مش مريحني حاسس انو بيعمل حاجة من وراية . 
_ هيكون بيعمل ايه يعني يا عمر متقلقش انت عارف ان جواد كده من وهو صغير مش بيحب يختلط بحد وكتوم، علي العموم نتقابل هناك ، في مفاجئة معاية هتصدم الكل . 
_ عملت ايه ابهرني . 
_ عملت كل خير ، يلا سلام . 
اغلق الهاتف مع عمر ابن عمته بسمة ثم تابع نظرة إلى الطريق وكل تفكيرة تدور حول والده ووالدته ، ليس خائف من شقيقة فهو أكثر من يعلم كيف يفكر أحمد ولكن والدته لن تترك تلك المسكينه في حاله بل سوف تكون صعبه صعبه جدا عليها ، ولكنة وعد اللواء ان يكون سندها وسوف يفعل حتى لو اضطر للوقوف أمام والدته . 
(عمر دياب النجار : الابن الأصغر لـ سمية سليم الهوري ،في السادس والعشرين من عمره ، يختلف عن والدته تماما فهو يمتلك قلب طيب جدا ورثه عن والده الرحل ومع ذلك عندما يغضب يصبح مثل الوحش ، يعمل دكتور في جامعه هندسة ، يعشق ابنة خاله الصغيرة ، ويتمنى أن يتزوج بها . ) 
في مكان اخر في احد شركات العراب في مكتب المدير العام لقسم حسابات الشركه كان حسام . 
(حسام أمين جلال العراب : الابن الأكبر لأمين العراب ، شاب في السابع والعشرين من عمره خريج تجاره تولى منصب مدير قسم حسابات الشركه ، طيب جدا مثل والده تماما ولكن لديه شخصية لا تختلف عن شخصية ابن عمه رحيم فهما صديقين مقربين والوحيد الذي يعرف كل اسرار رحيم .) 
_ مستر حسام حضرتك الاميل ده وصل دلوقتي يا فندم . 
ــــ  تمام يا تقي تقدري تخرجي . بعد ان اعطته الأوراق خرجت بهدوء تام ، اما حسام الذي كان ينظر لها بشرود ، تعمل معه منذ ثمنيه اشهر لم يصدر منها اي تصرف خطأ وهذا ما يعجبه بها ، ملابسها المحتشمه وحجبها الطويل التي دائما تحاول ان ترتبة بسبب خروج تلك الخصلات من اسفل حجبها فيبدو أنها تمتلك شعر متمرد  ، ابتسم على تفكيره الساذج الذي يشبه تفكير المراهقين ، أخرجه من شروده صوت هاتفه . 
_ ايوه يا رحيم باشا . 
_ انزل يا حسام . 
_ خير في ايه ، حصل حاجة . 
_ لا عشان تحضر فرحي . 
_ اه ف...نعممممم؟!!!!!! . 
_ انزل الاول من غير اسألة ، لما توصل هقولك . 
_ تمام انا نزل مسافة الطريق،  انت قوات ادهم . 
_ لا لسة معرفش عرفوا انت . 
_ تمان سلام. بعد ان اغلق الهاتف التفت واخذ جاكيت بدلته ثم جمع اغراضه . 
"تقي تعالي " دق الباب ليسمح لها بدخول . 
_ ايوه يا فندم . 
_ تقي انا هسافر وتقريبا كده هقعد اسبوع تمام انتي هتمسكي كل الشغل في غيابي تمام . 
_ حاضر يا فندم ربنا معاك . 
_ يارب سلام انتبهي لنفسك وتاخريش في الشغل ولو اتاخرت انا هخلي سواق هنا في الشركه هيوصلك تمام . 
_  شكرا يا فندم . 
_ يلا سلام . غادر المكتب وهي لا تزل تنظر له وتلك الابتسامه علي وجهها ، بعد ان غادر التفتت الي المكتب وهي تنظر له بشرود ثم خرجت منه مغلقة الباب خلفها بهدوء . 
في هذا الوقت كان حسام في طريقه إلى  مكان عمل ابن عمة ، بعد مرور ساعة كاملة وصل اخيرا الي مشفى العراب الدولية ، اتجه الي مكتب المدير المشفي ليجد ابن عمه يجلس ويرتدي تلك النظرات التي يكرهها . 
_ يا ابني مش قولتلك تخلع البتاعه دي . 
_ طب قول السلام عليكم الاول يا حيوان بعدين في حد يدخل كده من غير حتي ما يخبط . 
_ يا  إنبي بلاش مواعظ دلوقتي ويلا عشان هنسافر الصعيد.  
_ ليه انت عارف اني في الوقت ده مشغول اوي . 
_ الاستاذ رحيم هيتجوز يا دكتر . 
_ نعم مين رحيم ؟!!!. 
_ نفس رد فعلي بس مش وقت التعجب والاستغراب يلا لازم نوصل النهارده . 
_ تمام لحظه . اخذ سماعة الهاتف واتصل بأحد ما . 
_ الو ايه يا مروان تعالى على مكتبي . بعد ان اغلق الهاتف ، لم يمر كثير من الوقت يدق الباب . 
_ ايوه يا ادهم ، اية ده الاستاذ حسام هنا . 
(أدهم فؤاد جلال العراب : الابن الوحيد لفؤاد العراب ، في السادس والعشرين من عمره يدير مشفى العراب ، طيب جدا لم يكن يحمل صفات جده واولاد عمه فهو متفهم جدا حنون ، يحب شقيقته كثير ويعتبرها ابنته فقد كان لها الأب الأم ، فقد توفيت والدته اثناء والدتها لشقيقة رقيه ، وتوفي والده عندما كان عمر شقيقته عام. ) 
( مروان احمد الشافعي : شاب في السادس  والعشرين من ، طبيب مخ واعصاب ،يعمل في مستشفى العراب ، يتميز بعينيه التي بلون العشبي ، يعيش مع والديه ، صديق ادهم منذ ان كانوا في الثانوية ) 
_ ازيك يا مروان اخبارك  . 
_ تمام الحمد لله انتي عامل ايه مجتش هنا من زمان . 
_ الي يشتغل مع رحيم العراب يستحمل، ادهم هتروح معايا ولا لاء. 
_ لا معاك، مروان خد بالك من الشغل لحد ما ارجع تمام. 
_ حاضر بس في حاجة ولا اية. 
_ اه الاستاذ رحيم هيتجوز. 
_بجد رحيم  ، الف مبروك. 
_ الله يبارك فيك، عقبالك. 
_ عقبالنا كلنا بقي. 
_ هههههه فعلا. 
   خرج كل حسام وادهم متجهين إلى قنا لكي يعلموا أن هذا الزفاف المفاجئ. 
في مصر في تلك الشقه المكونه من طابقين، في احد الغرف الطابق الثاني كانت عائشة بطلة قصتنا تؤدي صلاتها بخشوع تام، بعد أن انتهت نهضت وأخذت معها سجادة الصلاة ووضعتها علي الكرسي ثم تسطحت على سريرها، التقطت هاتفها ورفعته امام وجهها، كانت تظهر فية ومعها شاب اخر يضع يدة علي راسها ويضحك، ابتسمت بحب واخرجت قائمة الاسماء،الي ان وجدت اسم اياد  حاولت الاتصال به مرة واثنين ولكن لا فائدة، تنهدت بحزن فهي لم تتحدث معه منذ اسبوع بسبب عملة الصعب، سمعت صوت باب الشقة يدق بقوة، انتفضت فوجدتها نائمة وشقيقتها قد سافرت هي واولادها. 
اتجهت الى الاسفل وهي تضع الحجاب على رأسها وتدعو الله ان يكون كل شيء علي ما يرام، وجدت والدتها تقف وهي تنظر الي الباب بخوف. 
_ مين يا ماما. 
_ مش عارفة يا حبيبتى، استنى هروح اشوف مين. 
_ ماما بلاش تفتحي. عاد طرق الباب مرة اخرى فاتجهت والدتها الي الباب وقالت. 
_ مين، مين. لم تتلقى رد لتفتح الباب بطء، تجمدت مكانها من هول ما رأت أمامها. 
في قنا وصل كل من حسام وادهم إلى قصر عائلة العراب، استقبلتهم ورده ورقية بسعادة، عوضا ان الاخرين فقد كان رحيم خارج القصر،  أما حسن فلم يعلم احد اين هو الي الان  .  
_امل رحيم فين 
_ مش عارفين هو خرج.  
   اومي لهم حسام ثم اتجه الى غرفته لكي ينال قسط من الراحة،  كما فعل ادهم الذي. 
في مكان آخر مختلف تماما، كان احمد يجلس في تلك الغرفة التي اعتاد أن يلتقي بها رحيم لكي يلعبو معا عندما كانو صغار، افاق علي صوت خطوات اتي من  خالفه. 
_ وصلت بدري. 
_ مش لازم التزم بالمواعيد ولا ايه… 
قالها رحيم وهو يقف امام احمد الذي ابتسم ثم نهض هو الأخر ليتقبلو وجها لوجه بعد تلك السنين، فعلى الرغم من العداء بين العائلتين لم يفرق بينهم سواء سفر رحيم لكمال تعليمه في الخارج كما حدث مع، تقدم.أحمد من رحيم وقام باحتضانه وقال 
_ تصدق وحشتني، كنت فاكر انى هرتاح منك، بس شوف القدر نبقي نسايب يا ابو النسب. 
_ ابو النسب تخيل لو الحاج سليم الهوري يسمعك وانت بتتكلم ذي المصراوية هتكون نهيتك.  
_ متفكرنيش، اقعد خلينا نتكلم.  
_ اتفضل، بخصوص الجوازه. 
_ ايوه.يا رحيم بخصوص الجوازه... أخذ نفس عميق وقال، عارف ان الموضوع مش مناسب ليك لاني عارف مبداك كويس يا رحيم، وعارف انك كنت هترفض لول ان جدك عطي كلمة في المجلس، وانا هكون العريس، عاوزك تكون وثق ان اختك فايد امينه وانا مستحيل اخلي احد يقرب منها طول ما انا عليش، اظن انك عارف انا قصدي ايه. 
' لا مش عارف يا احمد وضح اكتر. 
_ لا انت عارف اني بحب رتاج من زمان، وانا طلبتها منك بس انت رفضت بحكم اللي حصل بين العلتين بس شوف النصيب، وانا مش جيت هنا عشان كده، انا واثق من نفسي، زي ما وثق انك مطمن على أمتك، بس انا مش كده مش مطمن علي اختي يا رحيم. 
_ انت عاوز توصل لايه  بكلامك يا ابن الهوري اظن اني مش غريب عليك ولو كنت هحاول اخد حقي او حتي الطار فمش هخدو من عيله مكملتش الثامنة عشر. 
_ عارف يا رحيم عارفه، بس انت هتكون جوزها، واظن انك عارف القوانين  هنا، هيا هتبقى مرتك، الوضع بينا مختلف يا رحيم، انا بحب رتاج وبعترف بكده ووثق اني اخليها تحبني و هتكمل معايا وتكون مبسوط، بس انت انت مش بتحب شهد ولا عمرك اصلا شفتها، انا عاوز اطلب منك طلب. 
_ اتفضل يا احمد. 
_لو مش هتحب اختي في يوم من الايام او تعتبرها مرتك بلاش تتمم جوزك بيها، انا شهد حساسه اوي يا رحيم وممكن تتعلق بيك، وقت  إنت مش هتتعلق بيها، انا مش عارف في حد في حياتك ولا لاء بس، ارجوك بلاش تظلم اختي. 

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل السادس 6 )


_ احمد انا مستحيل اعمل كده ده مش من مبداء ولا التزاماتي، انا لما اختك هتكون مراتي هتكون كده قولا وفعلا، مش معني اني مش بحبها او اني مشفتهاش قبل كده اني اكرهها او هييجي يوم واتجوز عليها، ده مش هيحصل متقلقش،  زي ما انا مطمن علي اختي انت كمان اطمن على اختك. 
_ شكرا يا رحيم. 
_ بتمنا ان كلامك يتنفذ وتقدر تحمي اختي في غابة الهوري، واعرف ان الرجل هو الي  يعزز مراتو ويرفعها وهو الي بينزلها الارض ويخلي الكل يلعب بيها. 
_ عارف يا رحيم مستحيل ده يحصل ولو علي جثتي. 
_ تمام يا رحيم وانا ده اللي مستنيه منك، اشوف وشك بخير   
…….
عاد احمد الى القصر ليجد شقيقة الصغير يتوقف بسيارته امام القصر،  اقترب من السيارة ولكنه عقد حاجبيه باستغراب عندما رأى تلك الفتاة تنزل هي الاخرة من جواره،  اقترب منهم وهو يدقق النظر في وجه تلك الفتاة ولكنه لم يتعرف علها.  
_ حازم... التفت حازم عندما سمع صوت أحمد،  نظر إلى اخيه الكبير ثم اتجه له وحضنه ٠ 
_ ازيك يا احمد.  
_ الحمد لله تمام، مين دي.  
التفت حازم إلى سراب التي كانت تقف بعيدا عنهم قليلا وهي تنظر لهم بترقب،  تنهد حازم ثم عاد بنظره إلى احمد وقال. 
_ سراب مراتي يا احمد.. 
ــــ  نعم مراتك مرات مين،  اذي وامتي اصلا،  انت اتجننت بتجوز من غير ما تقول لحد. 
كان يتحدث بصوت عالي غاضب جدا جعل تلك المسكينة ترتجف من الخوف،  حازم لاشي بالمقارنه بشقيقه الأكبر على الرغم من أنه يمتلك تلك الوسامة التي تجعله محط اعجاب الكثير من الفتيات ومع ذلك،  لديه تلك الهالة التي تجعل المرء يخاف منه بل يرتعد منه،  ترجع إلى الخلف بذعر عندما نظر احمد لها،  التفت حازم إلى تلك المسكينة التي كاد ان يغمي عليها من شده خوفها،  تقدم منها لكي يشعرها بالأمان فهو خاف من نبرة صوت أخيه فما بالك بها هي،  ما ان وصل لها حتى تمسكت به بقوة وهي تنظر بحذر نحو احمد. 
_ متقلقش يا احمد انا مش هتجوز من غير علم الحاج سليم،  هشرحلك كل حاجه،  مع اني المفروض اسال مين اللي هتتجوزها الاسبوع الجاي.  
_ انا مش فاهم حاجه بس لو كنت عملت حاجه غلط مش هدفع عنك يا حازم وخليك جاهز للي هيحصل،  وهي كمان.  
_ محدش هيقرب منها على جثتي،  متقلقش انا هتصرف يلا.  
حاول أن يتحرك ولكنه توقف عندما شعر بشيء يمنعه،  كانت سراب تتمسك فيه بقوه ولا تتحرك من مكانها دليل علي عدم رغبتها في الدخول الى ذلك المنزل،  وأشار حازم إلى احمد ان يسبقه ثم التفت إلى سراب التي كانت تمنع نفسها من البكاء بصعوبة بالغة، رق قبلة على حالها فأمسك يدها وقال 
ــــ  سراب متخافيش محدش يقدر يقرب منك تماما،  في الحظه الي بقيتي فيها مراتي انتي في حميتي وطول ما احنا هنا يا سراب امي ومرات عمي فتحي فاطمه  وعمتي بسمه   التلاته دول طول ما احنا هناك ايك تقربي منهم. أو تسمعي اي حاجة يقولوها،  تمام.  
لا تنكر أنها شعرت بل امان من حديثه ولكن في نفس الوقت شعرت بالخوف من كلامه فيبدو أن والدته سيدة شديده الطبع،  اومأت له بنعم ثم امسك يدها وتحرك في اتجاه القصر،  في الداخل القصر كانت حميدة وفاطمه وبسمه الهواري.  
( حميدة؛:  زوجة خالد الهواري في الثامن والأربعين من عمرها،  امرأة صعيدية بكل ما تعنيه الكلمة،  شديدة جدا في التعامل،  تمتلك ذكاء حاد، وعلى الرغم من ذلك تعرف الخطأ من الصواب وتستطيع أن تميز شخصيات من أمامها)  
(فاطمة:  زوجة فتحي الهوري:  امرأة في السادس والأربعين من عمرها،  تختلف كل الاختلاف عن حميدة فهي تمتلك قلب طيب حنون محب،  علي الرغم من طمع زوجها الي انها لك تتاثر ابدا به،  وهذا ما يجعلها محط تنمر الاخرين عليها)  
(سمية سليم الهوري: في الواحد والخمسين من عمرها الحية التي تلتف حول الجميع،  قتل زوجها في طار بين العائلتين من عشرين عام،  زرع الكره في قلب ابنها الأكبر اتجاه الجميع وخاصة اختها وعائلة العراب.  ) 
_
في وقت آخر…
تراجعت سراب بذعر هي وخديجة التي نظرت إلى الرجال الذين أمامها، كانو ثلاث رجال طول القامة  يرتدون ملابس صعيدية وعلي وجوههم  معالم الإجرام، وقفت بجوار ولدتها متمسكة بها بخوف ما ما يحدث.
ـــ انتو مين وعاوزين ايه….
صاحت خديجة بهم  بينما تحتضن سراب خلقها خوفا عليها من هؤلاء المجرمين فمن الواضح علي معالم وجههم، تنحي اثنين منهم ليدخل رجل ما أن رأته خديجة  حتى توقف الدم عن السرين في عروقها من شده الخوف..
ـــ خالد  .
ـــ ايوه خالد، اطلعو بره واقفلوا الباب وراكم….. امتثل الرجال لكلام خالد، اما هو فقد تحرك متجه الى  الاريكة وجلس علها بأريحية، نظرت له خديجة بكره شديد وقالت 
ــــ عاوز ايه جلينا تاني ليه يا خالد…
ــــ عاوز بنتي يا خديجة….. ضحكت بسخريه وقالت بينما تزداد في احتضان سراب..
ــــ بنتك وده من امتى مش دي اللي رميتها هي وامها عشان ترضي مراتك المصونه يا واطي….
ــــ لو انك ست كنت عرفتك مكانك كويس مش خالد الهوري الي يتقلو واطي فهمه يا خديجة…
نظر الي سرب التي كانت تختبئ خلف خديجة بذعر، كانت نسخه من والدتها، تذكر والدتها فيروز التي أسرته برقتها وطيبة قلبها وحنانها الذي كان لا يجده في ابنة عمه، كانت تعمل لديه عامله في المطعم الخاص بل شركه، كانت حالتها المادية سي جدا ومع ذلك لم تحاول يوما أن تتقرب منه على الرغم من محاولته الكثيرة للتقرب منها مرارا وتكرارا  الى انها كانت تصده في كل مرة يزداد اعجاباً بها إلى أن قرر أن يخدعها ويوهمها انه لم يتزوج من قبل هو فعلا كان يحبها وتزوجا الي ان علم والده وزوجته بل امر وامره ولدها ان يطلقها.
تذكر رد فعلها في ذلك اليوم عندما اخبرها بالحقيقة كما المه قلبه عليها وقتها، ولكن لم يكن باليد حيله فمن المستحيل أن يخلف كلام والده.
ــــ اطلع بره بيتي ملكش بنات عندي دي بنتي انا انا اللي ربيتها وتعبت فيها، انت رميت اختي وهي لسه حامل بيها يا عديم الشرف.
ــــ بنتي ها خدها يا خديجة وانتي مش هتقدري تمنعيني عن بنتي، يلا البسي خلينا نمشي…
ــــ انا مش هروح معاك في حتة انت مش ابويا انا ابويه مات هو وأمي ملكش دعوه بيه واطلع برة…. شعر لأول مرة بوخذه في قلبه جراء كلامها ولكنه لم يعطي الأمر بال فهو اتت لي خذها وسوف يفعل  
ــــ مش حابب استخدم معاكي اسلوب العنف يا بنت فيروز ولما انا اقول يلا يبقي يلا….ببكاء شديد قالت 
ــــ مش عاوز اروح معاك انا هفضل مع ماما ارجوك سيبني في حالي. 
ــــ انتي الي اخترتي، علام…..دخل احد الرجلين المدعو علام   كان ضخم الجثة طويل القامة يمتلك ملامح مرعبه، أشار علي خديجة وسراب وقال.
ــــ ابعدها…. تقدم من خديجة التي صرخات استغاثة  لكي يسمعها أحد ولكنها لم تستمر كثيرا عندما امسكها علام ورش عليها مخدر لنسقط فاقدة للوعي نظرت عائشة إلى والدتها بخوف وحزن،وقبل أن تقترب منها سحبها خالد خلفه إلى الخارج وقال.
ــــ هاتوها معاكو يلا…. 
(خديجة: خاله عائشة من تولت تربيتها بعد موت والدتها امراء تمتاز بـ شخصيتها الطيبه والحنونه،تمتلك جمال خاص لديها من الابناء ساره متزوجه ومعها طفلين تسافر مع زوجها الى احد دول الخليج، وابنها الأكبر اياد والذي يعمل ضابط خاص في قوات مكافحة الإرهاب، توفي زوجها منذ ست سنوات.)
(فيروز:ولده عائشه وزوجة خالد الثانيه كانت تتميز بطيبتها وجمالها الاخاذ، من عائلة فقيرة عملت في شركة الهوري لكي تعيل ولديها لينتهي بها الأمر بين براثن وحش الهوري أنجبت عائشة وماتت بعد ان ولدتها.)
…….
في قصر عائلة الهوري وقف حازم ومعه سراب أمام والدته التي كانت تنظر له وهناك حمم تخرج من عينها…
ــــ  ايه المسخره اللي بتقولها دي كيف اتجوزت يعني، انت اتجننت يا حازم.
ــــ  لا متجننتش يا امي انا قلت  دي سراب مراتي واتجوزنا النهاردة.
ــــ حازم….. هتف بها جده ليلتفت له حازم سريعا، اقترب من جده واخذ يده وقبلها باحترام، اما سراب التي كانت ملتصقة به برعب وهي تكاد تفقد وعيها، اشار لها خالد ان ترحب بجدة لـ تفعل كما فعل هو، ابتسم برضى عنها وقال…
ــــ خلي البت فايزة تاخد مراتك على اوضتك  ترتح من المشور  .
ــــ انت بتقول ايه يا عمي انت عارف بل بيحصل ده.
ــــ  جري ايه يا حميدة انتي بتعلي صوت عليه ولا ايه…...اخفضت حميدة وجهها امام سليم الهوري وقالت بصوت مهزوز.
ــــ لا يا عمي مقدرش اني بس اتصدمت من ولدي.
ـــ  مفيش حد وصل يقدر يعمل حاجة من وري يا حميدة وحازم انا عندي خبر بجوزو ملكيش صالح بيه او بي مرتو، بحذرك يا حميدة لو فكرتي تقربي منيها هتشوفى حاجة مش هتعجبك وصل. 
ــــ حاضر يا عمي.
ــــ  حازم أحمد تعالو وريه علي المكتب،  فوزيه خدي ستك سراب وصلها علي جناح حازم بيه يلا.  
غادر سليم واحمد اما حازم الذي التفت إلى سراب المتمسك به وقال برفق. 
ــــ  روحي معها هاجي وركي علي طول متقلقيش….  نظرت له وعينها مليئة بل قلق من القادم ولكنها سارت خلف الخادمة تجنبا لإحداث أي مشاكل اخري  ،  اما حازم الذي جلس أمام جده ومعه أحمد. 
ــــ  جدي انت عارف ان حازم اتجوز مينين. 
ــــ  حازم اتجوز بامر مني،  خلي ده بعدين عاوز كل حاجه تمشي كويس انتو فهمين. 
ــــ  متقلقش يا جدي كله هيكون تمام…..  قاطع كلامه دخول عمر إلى المكتب،  رحب بجده مقبل يده ثم جلس بجوار حازم الذي نظر له قائلا. 
ــــ  فين جواد يا عمر مجاش ليه لحد دلوقتي…. 
ــــ  مش عارف يا جدي حولت كتير اكلمو بس مش بيرد علي تلفونو. 
ــــ  يمكن مشغول بحاجه.
ــــ  ورح انت يا حازم وانت يا عمر ارتاحو….. خرج الاثنين لينظر سليم إلى أحمد وقال بصرامة.
ــــ انا اخترتك انت منهم كلهم عشان انت اللي هتمسك عيله الهوري من بعدي، عايزك تاخد بالك كويس اوى من كمال وسميه، الاتنين دول في حاجة ورهم انا مش مرتاح يا احمد.
ــــ عارف يا جدي وانا كمان حسيت بكده، بس متقلقش انا وقفلهم  اهم حاجة دلوقتى ان كل حاجه تكون كويسه.
ــــ بكره هنروح نطلب ايد بنت  العراب جهز نفسك.
………..
في قصر العراب كان يرقب حديقة القصر من على شرفته ،  بعد أن غادر أحمد ظل هو مكانه يتذكر كلامه، يعلم أن من حقه ان يخشي علي شقيقته وهو كذلك ولول انه يقين ان احمد سوف يكون خير زوج شقيقته لما وافق على تلك الحيازة ولو انطبقت السماء على الأرض ولكن ليس هذا هو المهم الآن فا المهم هو كيف سوف يتعامل مع تلك الفتاة  التي  إلى الآن يجهل كل شي عنها لا يعلم سوى أن اسمها هو شهد، والكارثة انها طفله في السابع عشر من عمرها، كيف سوف يتعامل معها. 
كاد ان يدخل ولكنه توقف عندما رأى  سيارة حسام داخل فناء القصر، اتجه الى الأسفل يجد أدهم وحسام معا.
ــــ  او العريس نزل بنفسو يستقبلنا لا كده كتير اوى الصراحه. 
هتف بها ادهم بمرح وهو يتجه الي رحيم فابتسم الآخر واحتضنه، وكذلك الأمر مع حسام الذي قال بمرح.
ــــ مش مصدق انك هتتجوز.
ـــ علشان طار..
ــــ مش مشكله المهم انك تتجوز وخلاص.
ــــ هو انت ليه محسسني انك متجوز ومخلف ولا كان الفرق بيننا ميت  سنه  .
ــــ يا ابني انت بس اللي معطلني انت اتجوز وهتلاقيني  لحقك  علي طول.
ــــ ههههههه اه اصل انت يا رحيم الكبير وحسام عنده قناعه ان الكبير الاورل.
ــــ ادهم….. قلتها رقية  وهي تتجه الي شقيقها بسعاده  ، ضمها الآخر له بقوه.
ــــ روح ادهم، وحشتيني اوي يا حببتي…
ــــ وانت كمان اخرت لهي كده.
ــــ كان عندي شغل كتير اوي يا روحي حقك علية. 
ـــــ اذيك يا ابيه حسام.
ــــ الحمد لله  يا رقيه.
ــــ اطلعو ارتاحو بكره ورانا كتير اوي… توجه ادهم برفقة رقية الي الاعلي بينما توجه حسام الى غرفة شقيقته. 
طرق باب الغرفه فسمع صوتها تسمح لطارق بدخول، نظر لها ليجدها تجلس على فراشها وتحمل احد كتبها بيد وفي اليد الأخرى قلم، رفعت راسها وما ان رأت شقيقها امامها حتى هرولت له بفرحه كطفله صغيره.
ــــ  حسام.
ــــ  رورو وحشتيني. ضمها له بحنان ابوي وكنها ليست اخته الصغيرة.
ــــ  وانت كمان رجعت امتى.
ــ لسه وصلت انا وادهم… جلس علي الفراش وهي بجورة.
ــــ  عرفت اللي حصل رتاج هتتجوز.
ــــ مم عارف متقلقيش يا حبيبتى ريتاج هتكون كويسه احمد انسان كويس 
ــــ مين احمد ده اللى هتتجوز و ريتاج.
ــــ ايوه هو…
ــــ كنت خايفة عليها اوي يا حسام، بس هي برضه خايفه منه اوي. 
ــــ طبيعي يا روحي حتى لو اتجوزوا في ظروف عادية احساس الخوف شي طبيعي عند اي بنت يعني انتي لما تتجوزي مش هتبقي خايفه وقلقانه.
ــــ لا انا مش هتجوز…. قلتها باعتراض وهي تكتف يديها أمام صدرها.
ــــ ههههه ايه هنخليك في البيت يا بت انتي اول عريس هيخبط هرميكي ليه انا نقص…. 
شهقت بغضب مصطنع ونهضت من مكانها ملقية نفسها عليه وهي تسحبه من شعره بمرح…
ــــ عاوز تخلص مني مش هسيبك هفضل وراك وراك…
ــــ هههههههه بس يا بت انزلي من عليه…
ــــ قول الاول مش هتجوزنى. 
ـــــ لا هجوزك، وبعدين انتي فكره كده اني مش هقدر عليكي طيب…. نهض وهي فوقه و تصرخ بذعر متمسكة به بقوه كي لا تقع، وقف في منتصف الغرفه وقال بخبث…"ايه رايك….
ــــ احسام نزاني يا حسام هقع….
ــــ ههههههه طيب ما كان من الاول تعالي يل قردتي…. أنزلها ببطء وقبل جبينها بحب "اروح  ارتاح شوي تمام.
ــــ خلاص ماشي تصبح على خير.
ــــ وانتي من اهل الخير.
……..
في طريق قنا كانت تجلس وجسدها ينتفض برعب وصوت بكائها أم يتوقف طول الطريق، نظرت الي خالد الذي يجلس بجوارها هالته المرعبة…
ـــ  ارجوك خليني ارجع مش عاوز اروح معاك عاوز ماما….
ــــ دي مش امك دي خالتك وبعدين انا ابوكي وانتي  مكانك جنبي وبطلى عياط…..ببكاء أعلى من السابق.
ــــ انت مش ابويه انا عاوز ارجع سبني…. بدأت في محاولتها لكي تفتح باب السيارة ولكنها لم تستطع، امسك بها خالد بقوه لا يتحملها جسدها الضعيف، حاولت ان تحرر يدها عدة مرات ولكن لا جدوي..
ــــ ابعد سبني في حالي ليه رجعت كنت مرتاحه افتكرت ان ليك بنتي دلوقتي ابعد عني سيبني…. لم تشعر الي بوجهها يلتفت الى الجهه الاخرى بقوه اثر صفعها له، انتشر الظلام من حولها لتفقد الوعي بعدها مباشرتا، نظر لها بشرون تذكر والدتها حقنا نسخه منها، تنهد بحزن وشرود علي تلك الايام التي عاشها بل قرب منها كانت من اجمل ايام حياتة….
……
في اليوم التالي في قصر العرب بدأت التجهيزات لاستقبال عائله الهوري لقدمين لطلب حفيده جلال العراب، بينما خالد في هذا الوقت قد وصل الى القصر ودخل من الباب الخلفي دون ان يشعر احد،…
حميدة...هتعمل ايه يا خالد في ولدك…
خالد… مش وقتو يا حميدة دلوقتي حازم اتجوز بأمر من ابوي و دلوقتي خلينا في شهد.
ــــ هتبعتها النهارده…
ــــ لا  قبل ما يكتبو الكتاب يوم الفرح عشان محدش يحس بحاجه وصل.
ــــ ماشي انت جبت بت البندر…
ــــ مسمهاش بت البندر اسمها عائشه يا حميده….  غادر خالد الغرفه بينما نظرت هي لي ظهره بكره وضحا. 
ــــ  هحصلك عليها زي ما حضرتك. علي امها يا ابن الهوري. 


رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل السابع 7 )


توقفت ثلاث سيارات أمام قصر العراب وترجي منها احمد بطلته الخاطفة لانفاس، وخلفه حازم ثم سليم الهوري الذي نظر إلى قصر العراب بشرود  ، أفاق على صوت حفيده يحثه على السير، فتح باب قصر العراب ليظهر منه جلال الذي كان يأحلامها الباب وخلفه رحيم وحسن وحسام.
ــــ اهلا بيك منتاني يا سليم….. قلها جلال بينما عينه ترسل نظرات صاقبه الي سليم الذي ابتسم بدوره وقال 
ــــ اهلا بك يا جلال، هنفضل وقفين كده كتير ولا ايه…
ــــ اتفضلو…. تحرك الرجال الي دخل احد الغرف، المجلس الذي جمع اقوى رجال الصعيد  والد اعداء يجلسون الآن ليتناسب في ما بينهم من يصدق بعد اكثر من اربعين عام من الطار الذي لا ينتهي ها هم الآن يجتمعون لينهو ذلك الطار الآن.
ــــ احنا هنا النهارده عشان نطلب ايد حفيدك لـ ابن ابني احمد علي سنه الله ورسوله.
ــــ واحنا وافقنا على طلبك يا حج سليم.
ــــ يبقي نقراء الفاتحه…. قالها خالد الذي نظر لهم  بخبث ، انتهوا من تلاوة الفاتحة ليبتسم أحمد والفرحة تطير من يعنه فاخيرا سوف تكون له هل عليه الآن أن يشكر من اشغل نار الطار بينهم من جديد اما ماذا فحقا لولا هذا لما حلم أن يتزوجها.
ــــ مستنينكم بكره يا جلال انت و ابنك وحفيدك.
ــــ  ماشي، الفرح هيكون الاسبوع الي جاي.
ــــ  خلاص يا سليم احنا اتفقنا علي كل حاجه بكره هاجي نطلب ايد حفيدتك ل حفيدي.
ــــ وانا مستنيك يا جلال تنور. 
ــــ بنورك يلا يا احمد….. نهضوا مغادرين القصر، كان يتلفت خوله يود لو يلمحها قبل أن يغادر ولكن يا للأسف لم يستطع، أما في الاعلى  في غرفة ريتاج كانت تبكي في حضن وردة التي تحتضنها بقوة وتبكي لبكائها هي و رقيه التي تنظر إلى ابنة عمها بحزن شديد عليها فهي لم تحقق اي شي من أحلامها حتى عندما تزوجت لم يكن خيرها.
ــــ خلاص يا حبيبتى كفايه عياط ارجوكي مش ابيه رحيم قالك انو كويس وطيب.
ـــ اه.. بس.س…. م مش عاوز اتجوز.يا.وردة… ضمتها وردة بقوة وطبطبت علي راسها بحنان، نظرت لهم رقيه بحزن وتخيلت لو هي مكانها.
ــــ ريتاج…. التفتت ورده على صوت رحيم الذي كان يقف على عتبة باب غرفتها، أشار إلى وردة ورقية بل مغادرة،  نهضت ورده من جزرها واتجهوا إلى الخارج مغلقين الباب خلفهم، نظر إلى شقيقته التي كانت  تحتضن نفسها دفنه وجهها بين ركبتيها، جلس بجزرها ومرر يده برفق على رأسها برفق…
ــــ تعالي….. سحبها الي حضنه وضمها بقوه المه قلبه كثيرا عليها دموعها توجع قلبه… "ليه الدموع دي يا ريتاج مش انا كلمتك في الموضوع ده قبل كده ايه الي حصل…
ــــ مش عايز مش عاوز اتجوز يا رحيم…..
ــــ يا روحي انتي كده كده هتتجوزي دي سنه الحياه بعيد عن فكرة الثأر وكل ده، انتي مثيرك تتجوزي مش هتفضلي عايشه هنا، احمد كويس بكره تشوفي وتعرفي اني علي حق.
ــــ ها يأذوني يا رحيم…
ــــ مين يا حببتي.
ــــ هنا كلهم يكرهونك يا رحيم مش بيحبوني عشان انا من عيله العراب.
ــــ معاش ولا كان الي ياذيكي، انتي هتتجوزي أحمد الهواري كبير احفاد الهوري يا ريتاج مستحيل حد يقدر يقرب منك او يهينك بكلمه انتي مش اي حد انتي حفيدة جلال العراب واخت رحيم حسن جلال العراب اوعي تخافي من حد فهمه.
ــــ فاهمة…
ــــ يلا امسحي دموعك دي والبسي هنروح مشوار انا وانتي يلا… ابتسمت بفرحه ونهضت سريعا، نظرت إلى شقيقته بحنان وحزن علها ودعي من الله ان يسعدها ومرر امورها علي ما يرام.
……..
كنت متكوره حول نفسها في تلك الغرفه النظلمه، تذكرت كلامه القاسي لها لا تصدق انه ولدها أن ذلك الوحش ولدها، رمي والدتها ولم يسأل بها طول تلك المده ويعود الان لكي يزوجها لرجل لا تعلم من هو فقط لكي لا تتجاوز ابنته والتي هي شقيقتها الصغيرة…
فلاش باك..
دفعها إلى الدخل ببطي لكي لا يسمعها أحد، نظرت  له بذعر وتراجعت الى الخلف خوفا منه.
ــــ هتفضلي هنا وايك اسمع صوتك، فرحك الاسبوع الي جاي علي ابن العراب،هتتجوزيه وتعملي كل اللي يقول علية  ولو حد عرف انك مش شهد هتكون خلتك التمن.
ــــ انت بتعمل كده ليه انا بنتك انت مش كنت رميني.
ــ انا اعمل الي انا عاوزو و انتي هتتجوزي ابن العراب علي انك بنتي شهد فهمه، مش علي اخر الزمن هبعت بنتي  لهناك… قالها بقسوه شديده .
ــــ انت بتجابني   مكان بنتك ليه، ما انا كمان بنتك….التفتت وغادر الغرفة…
ــــ ايك اسمع صوتك اوي تقولي حاجه،صدقيني وقتها ترحمي علي خالتك…..
عودة..
ـــ يارب يارب خليك معايا نجيني من الي انا فيك يا رب متورنيش حاجه وحشه فيها واحميها يارب انا مليش غيرها هي اللي فضيلة، اياد انت فين.
في قصر الهوري كان يجلس في غرفته وفي يده صوره لها كانت الصورة الوحيدة التي تحتفظ بها لها، نظر الى ابتسامتها السعيدة وهي تمسك بيده التقت تلك الصوره لهما في جديه جوزهم كم كانت ايام جميله ورائعه.
ــــ  بنتك طالعه نسخه منك يا فيروز، سامحيني على اللي عملته فيكي، عارف انك زعلانه مني دلوقتي بس متقلقيش عليها انا هتجوزها لزين الرجال، هعوضها بيه.
ــــ بتعمل اية يا خالد بتكلم نفسك.
ــــ ملكيش صالح يا حميدة خليكي بعيده عني السعادي…..وضع صورتها في جيبه وخرج من الغرفه تحت نظرات حميدة الحارقه له.
ــــ هنشوف هنعمل اية….. اخذت هاتفها وبدأت في العبث به الي ان وجدت رقم احدا ما، ابتسمت بشر وضغطت علي زر الاتصال فاتها صوت بعده عده لحظات.
………
دخلت الى غرفة شقيقها بعد أن علمت انهم عادوا لتجده قد بدل ملابسه ويجلس على فراشه يتابع  أعماله التي لا تنتهي.
ــــ احمد انت فاضي…. رفع عينه لها وابتسم برفق مشيرا لها أن تأتي له، تقدمت له وجلست بجواره بينما وضع هو حاسوبه على الفراش وقال.
ــــ نعم يا شوشو عاوز ايه……
ــــ مش عاوز حاجه، كنت عايز اسالك عملتو ايه هناك…. ابتسم ولف يده حول كتفها مما أيها له وهتف..
ــــ كل حاجه مشت كويس وهما جيين بكره عشان يطلبوكي يا شوشو.
ــــ يطلبوني انا، احمد هما ممكن يكونو بيكرهوني او ميعملنيش حلو.
ــــ لا طبعا بصي هو ممكن ده يحصل من بعض الناس هناك بس انتي برضو هتتجوزي رحيم محدش يقدر يقرب منك زي ما انا كمان مش هخلي حد يقرب من ريتاج تمام.
ــــ نفسي اشوف ريتاج دي اوي يا احمد عمل اذي
ــ صدقيني مش عارف، اخر مره شفتها كان عندها ست سنين كانت صغيره اوي وجميله، كانت زيك كده وانتي صغيره شبه العروسه اللعبه.
ــــ هههههه انا يا احمد اخس عليك…
ــــ هه اه حلا عروسه، عارفه متشوق اشوفها عمل اذي دلوقتي….. بخجل شديد وتردد قالت..
ــــ احمد هو انت معاك صوره لرحيم ده….. نظر الي شقيقته بدهشه من طلبها ولكنه فهم انها تريد ان تراه صحيح أن هذا ليس من عادتهم ولكن سنها الصغير لا يستوعب كل ذلك لم تنضج بعد وردته الصغيرة فلو كان شخص آخر مكانه طاح بها فهنا يمنع على الفتاة أن ترى زوجها قبل الزفاف، فاأومي لها برفق وقال لكي يرضي فضولها.
ــــ طيب مع اني مينفعش اعمل كده بس هورهولك عشان ترضي فضولي بس محدش يعرف كده تمام….. بفرحه شديده اومأت له بنعم وهي تهتف بحماس
ــــ حاضر مش هقول لحد متقلقش….. اخرج هاتفه ثم بحث عن صفحة  رحيم ثم فتح ملفه الشخصي وأعطاه لها، نظرت الى الصورة لتجد رجال في طول شقيقها بجسد ضخم عضلي، نظرت الي ملامحه القاسيه ونظرة عينه التي ترجف الجسد، أعادت الهاتف الى شقيقها سريعا وقالت بزعر.
ــــ ايه ده مش شبهك خالص ده يخوف.
ــــ ههههه مش شبهي اذي يا حببيتي بعين فين اللي يخوف ده حتي رحيم وسيم وحلو.
ــــ لا بص عينه عمل اذي انا كنت فاكر زيك كده عينه ملونه وابيض.
ــــ عينه ملونه ايه بس يا شهد.
ــــ انت مش فاهم قصدي انت على الرغم من أنك شديد وخوف بس اللي ميعرفش ميفكرش انك صعيدي خالص وكمان شكلك حلو عشان كده انا متاكده ان ريتاج دي مش هتخاف منك.
ــــ مممم ده رايك يعني مش هخوفها…
ــــ توتو متقلقش مش هتخاف وانا واثقه انها هـ حبك على طول.
ــــ طيب يا لمضي روحي يلا نامي…. ابتسمت وقبلت وجنته بقوه ثم غادرت الغرفه، اما هو فقد شرد بكلام شقيقته حقا هل من الممكن ان تحبه بهذه السرعة.
………..
في غرفه كمال الذي كانت النار تشتعل في دخله تكاد تحرق جسده كل ما خطط له ذهب في مهب الريح، دفع الكرسي  يقدمون بقوة.
ــــ كل حاجه رحت حتى شهد رحت يلعن كدة في الارض، بس مش هسيبلك هاخد كل حاجه منك….. نظر إلى باب غرفته ليجد والده يدخل وعلي وجهه معالم السخرية.
ــ ايه يا سبع خد منك كل حاجه تاني.
ــــ مخدش حاجة يا بوي، اساني عليه بس وانا هنسفو.
ــ خلينا نشوف هتعمل ايه….. خرج مرة أخرى من الغرفه ولكن لم ينتبه  إلى فرح الواقفة في زاوية بل قرب من  غرفة شقيقتها وعينيها تذرف الدموع، لا تصدق أنهم بهذا الحقد والكره، عادت الي غرفتها منكسره، نظر الي فرشها بشرود تتذكر كيف يعامل احمد شهد تمنت ان يكون شقيقها مثلة، احتضنت نفسها علي السرير وتنظر إلى تلك العلامة التي على يده، تذكرها دائما بما حدث لها على يد شقيقها.
ــــ انا هقول لأبيه أحمد علي اللي حصل ده، بس بس ممكن كمال يعرف ويضربني تاني….. اغلقت عينها بحزن ولكنها فتحتها عندما سمعت صوت والدتها، نهضت وفتحت لها باب الغرفه لتجد والدتها تحمل بعض الطعام وقالت….
ــــ يلا عشان تكلي  انتي جيتي مكلتش  ، مالك بتعيطي ليه.
ــــ انا كنت ريحه ل لكمال عشان اسلام عليه وسمعته بيقول انو هياخد كل حاجه من ابيه احمد وان شهد ضاعت منه وبابا كانت بقولو انو ابيه احمد خد كل حاجه منو.
ــــ وسمعتي ايه كمان….. انتفضت بزعر عند سماع صوت شقيقها الأكبر الذي كان يقف على باب الغرفة  وعينه تقدح شرار، اقتربت من ولدتها واختبات خلفها…
ــــ خلاص يا كمال هي مكنش قصدها دي كانت ريحه تسلم عليك بس….. 
ــــ اطلعي بره… سحب ولدته من يدها واخرجها من الغرفه ثم التفت الي شقيقته التي ضمت نفسها بزعر وهي تنظر له برجاء لكي  لا يعيد ما فعله مرة أخرى…
ــــ و ولله مش هقول لحد خالص بس متضربنيش ونبي…. تقدم لها ببطء  اهلك اعصابها، صرخت بذعر عندما رفعها من شعرها بقسوه وهو على وجنتها بقوه ملقي بجسدها الصغير علي الارض بقوه.
ــــ بتراقبيني يا فرح شكل آخر علقه ختيها مجبتش معاكي فيده….. نزع حزامه ولفه على يده يقترب منها….
………..
في هذا الوقت كان عمر في طريقه إلى ولدته ليجد زوجة عمه تقف امام غرفه من ملكت قلبه تصرخ بذعر ليندب الهلع في قلبه توجة  سريعا لها لكي  ليعلم ماذا يحدث.
ــــ في ايه يا مرات عمي….. قطعه صوت صرخ قوي اتي من الدخل ابعد زوجه عمه وبدء بطرق على الباب بقوه وقلبه يخفق خوفا والاماً.
ــــ افتح الباب يا ابني ونبي هيموتها جوه…… 
ــــ كمال كمال افتح الباب، كمال…. دفع الباب بكتفه عدة مرات مصدر صوت عالي جعل جميع من في القصر يسمعه، دخل الى الغرفة سريعا ليجدها بذلك المظهر المزري كانت متكوره على الأرض وتحتضن نفسها بينما جسدها الذي لا يظهر من ملابسها المحتشمة يرتجف بقوه، شعر ان الدماء تغلي في عروقه بقوة ولم يشعر إلا وهو يندفع نحو كمال  مسدد له عدة لكمات متتالية بقوة، أصدرت فاطمه صرخه عاليه لكي  يأت أحد ويفصل بين الاثنين.
في هذا الوقت سمع أحمد وخالد صوت فاطمه ليهرولو الي الاعلي وخلفهم سليم الذي وجد الجميع مجتمع امام غرفه حفيدته، دخل فوجد احمد يمسك بعمر ويبعده عن كمال  الملقي علي الارض والدماء تخرج من كل وجه.
ــــ بتستقوى عليها يا كلب ملقتش غير هي وتعمل عليها راجل، ورحمة ابوه لخليك تندم علي كل اللي عملته. 
ــــ عمر ايه الي بيحصل هنا…. نظر سليم الي فاطمة التي كانت تحتضن ابنتها الفاقدة  للوعي  ،ثم وجه نظره إلى كمال الذي نهض ويمسح وجهه.
ــــ  هتندم علي اللي عملته ده.
ــــ وريني هتندم  الذي…… كاد أن يهجم مرة أخرى عليه ولكن منعه عن ذلك أحمد الذي أمسك به بقوة وقال 
ــــ بس يا عمر اهدي فهمنا ايه الي بيحصل…
ــــ الكلب ده كان هيموتها بيضربها بل حزام عملتلك ايه عشان تعمل كده.
ــــ انت مالك انا واختي ايه حشرك انت…
ــــ بس منك ليه ايه مش عملني اي اعتبار أنه وقف وصديقك كمال علي مكتبي انت وعمر احمد كلم الدكتوره تجي تشوف بت عمك وخليك معها يلا….
غادر سليم وكمال وعمر الغرفة بينما ساعدت فاطمة فرح علي النهوض وهي تبكي بحزن عليها….
ــــ الدكتورة هتوصل دلوقتي يا مرات عمي متقلقيش…. 
ــــ في ايه يا احمد…. قالها حازم الذي أتى على صوتهم العالي فبعد ان عاد الى الغرفه وجد سراب غرقت مكانها فلم يرد أن يوقظها.
ــــ خليك هنا مع مرات عمك لحد ما الدكتوره تيجي…
…….
في المكتب كان يجلس عمر امام كمال وعلي وجهه معالم الغضب والخوف في نفس الوقت علها علي محبوبته…
ــــ عاوز اعرف ايه اللي حصل فوق ده دلوقتي خلاص يا ولاد الهواري مباش لكم كبير….
ــــ اسف يا جدي بس انا عاوز اطلب ايد فرح….

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل الثامن 8 )


نظر الجميع الي عمر بصدمه ومنهم كمال الذي اشتعل النار في دخله، اما سليم الذي نظر إلى عمر باستغراب من طلبة المفاجئ...
ــــ ايه الهبل اللي بتقوله ده انا مش هتجوزك حتى لو انطبقت السماء على الأرض..... لم يعره عمر أي اهتمام بل وجه حديثه إلى جده.
ــــ جدي ارجوك دي اول مره في حياتي اطلب منك طلب وفق علي جوزي منها ارجوك...... 
ــــ احمد خد كمال واخرجو بره....
ــــ بس يا جدي....هدف سليم بصرمه موجه نظره حاده الي كمال.
ــــ قلت اطلعوا بره..... نهض كمال وخرج من المكتب بعنف وخلفه احمد الي نظر الي جدة قليلا ثم خرج، اما سليم الذي اشار الي عمر أن يأتي ويجلس على الكرسي المقابل له.
ــــ عاوز تجوز فرح ليه يا عمر.... بشجاعة كبيرة نظر إلى جده وقال 
ــــ بحبها وعايزها...... ابتسم سليم وقال.
ــــ بتقولها عادي كده م خايف مني ايك....
ــــ واخف ليه انا معملتش حاجه غلط انا حبيتها و يعلم ربنا انى عمر ما رفع عيني عليها ابدا، رجوك وفق ده اخر طلب هطلبه منك.
ــــ قول الصراحه يا عمر هتتجوزها عشان ريدها ولا عشان الي بيعملو كمال وابوها فيها....
ــــ الاتنين يا جدي الاتنين، انا بحبها وفي نفس الوقت مش قادر اشوف اللي بيحصل فيها واقف معملش حاجه بس لما تبقي مراتي محدش يقدر يهوب نحيتها.
ــــ موفق يا ولدي خليك جاهز كتب كتابك مع أحمد الاسبوع الي جاي...... ما ان قال لك حتى تهلل وجه عمر بفرحه شديده واسرع الي جده مقبل راسه ويده بقوة..
ــــ مش مصدق ربنا يخليك ليا يا جدي ميحرمنيش منك ابدا...
ــــ بس يا بكش اطل بره يلا ونادي كمال وفتحي....
ــــ حاض....
......
عاد حازم الى غرفته بعد ان خرجت الطييبه من غرفة ابنه عمه واطمئن عليها ، وجدها تجلس على الفراش وعلامات النعاس بادية على وجهه، توجه لها قائلا.
ــــ نمتي كويس... 
ـــ اه هي الساعه كام دلوقتي.
ــــ أربعة العصر، شكلك كنتي تعبانه.....اومأت بينما نهضت من على الفراش.
ــــ ده الحمام خدي شور لحد ما اخليهم يجبولك الاكل...
ــــ بس فين هدوني.... 
ــــ مم مش عارف الصراحه ممكن لسه في العربيه خدي بجامه من عندي لحد ما اجيب الشنطه.... اومأت له بينما اتجه هو الي خذيته واخذ منها بيجامه منزليه واعطها لها ثم غادر الغرفة، نظرت سراب الي ملابسة وقربته من انفها مستنشفه عبيره بشرود وافاقت من ما تفعله لـ تتحرك سريعا الي المرحاض تنهر نفسها على تفكيرها به.
......
في نفس الوقت كانت تسير بجوار شقيقها بسعاده كبيره تشتري ما تريده من ملابس من اجل زفافها بينما شقيقها ينظر لها بسعاده علي فرحتها وكانها تغلطه تحصل تلي ملابس العيد، دخلوا معا الي احد المحلات للملابس المنزليه الانيقه، كانت تتلفت وتختار ما تريده بعنايه شديده بينما أشار يرحم الي رجاله أن يحملوا الاغراد ويتجهون بها الى السيارة..
ــــ رحيم انا خلصت كده...
ــــ هاتي كل حاجة انت عاوزها، مش عاوز حاجه تكون نقصاكي...
ــــ لا جبت كل حاجه مش فاضل غ غير حاجات تانيه.... لحظ احمرار وجهها فعله انها تقصد ملابسها الداخلية فأومي لها ثم اتجه بها الى احد المحلات وأشار لها بدخول.
ــــ ادخلي خدي الي انتي عاوزه وبعد ما تخلصي تعالي خدي مني الفلوس يلا...
ــــ حاضر....غابت بعض الوقت وخرجت وهي تحمل حقائب كثيره اعطها ما تحتاجه من مال ثم اتجه الى احد المطاعم لكي يتناولوا الغداء، نظرت حولها باستغراب ودهشة كل من حولها يرتدين ملابس فاضحة سواء المحجبات وغيرهم.
ــــ رحيم هما لابسين كده ليه مش عيب يلبس لباس ضيق كده لزمه آية الحجاب ده لما هما عملين في نفسهم كده.
ــ حبيبتي دول مسلمين بالاسم بس الوحده تلبس الحجاب عشان مجبوره بس لو علها هتخلع عادي متشغلش انتي بالك بيهم، عاوز تقول ايه بقي دلوقتي.
ــــ بيتزا بالفراخ....
ــــ ماشي..... اعطي لنادر طلبهم ثم أخرج هاتفه يتابع بعض الرسائل التي أرسلت له.
............
في أحد فروع شركة العراب كانت تجلس تقي تتبع عملها بتركيز شديد.وتعب في نفس الوقت فبعد أن ترك حسام مكانه ليصبح العبئ علها كبير، منذ الصباح وهي تعمل دون توقف، ؤات هاتفها يصدر صوتا فالتقطته مجيبه علي الهاتف.
ــــ الو...
ــــ ايوه يا تقي 
ــــ مين معايا..
ــــ انا حسام يا تقي...
ــــ مستر حسام اهلا يا فندم بس حضرتك معاك رقمي منين...
ــــ مش مهم دلوقتى اخبارك ايه والشغل...
ــــ متعب اوي يا بش مهندس،الشغل كتير اوي.... قلتها بتزمر طفولي غير مقصود منها بينما في الجهة الاخرى ابتسم على صوتها المعترض وقال.
ــــ عرفتي انا بتعب قد ايه بقي عشان بعد كدة تهتمي بيه..... ضحكت بعفويه 
ــــ انت ارجع وانا هعملك الي انت عاوزو ...... توقفت عن الحديث فجأة عندما أدركت ما تفوهت به من حماقة لتضع يدها علي فمها بينما احمر وجهها بقوة، الحظ هو سكوته المفاجئ فأدرك ما تفكر به تلك الجنية الصغيرة ضحك بعد أن سمع صوتها المتلعثم.
ــــ طيب بعد اذنك يا حسام بيه مطره اقفل.... اغلقت الهاتف سريعا وصفعت وجنتها برقه نهره نفسها بداخلها على تفويتها الخرقاء معه، اما حسام الذي وضع الهاتف جنبنا ولا تزل الابتسامه مرسومه على وجهه تلك الفتاة حقا تستحوذ عليه إن لم تكن قد فعلت يل فعل، التفت عندما وجد شقيقته تدخل الى الغرفة وهي وجهها معالم الحزن...
ــــ خير مالك مبوزه كده ليه...جلست بجوره وقالت بحزن...
ــــ زعلانه اوي علي ريتاج يا حسام وخايفه اوي عليها لسه صغيره علي كل ده، افرد عملولها حاجة أو كان جوزها ده مش حلو هنعمل ايه هيا مش هتستحمل...
ــــ حبيبتي متقلقيش هتكون كويسه واحمد شخص كويس جدا انتي بس متزعليش.نفسك.
ــــ يا رب يا حسام يكون كويس....
.....
في هذا الوقت عن برفقة شقيقها في وقت متأخر من الليل، كانت تسير بجوار شقيقها والقلق ينهش صدرها من ولدها تنتفض من مكانها فور ان سمعت صوت ولدها الغاضب.
ــــ كنتو فين لحد دلوقتي اذي تخرجو من غير ما تقولولي.... التفت رحيم تلي ولده وقال بقوه ورثها عن جده.
ــــ وانا من امتى استاذن منك يا بوي يظهر انك نسيت اني رجال ومش ملزوم اقولك انا رايح فين وجاي منين ولا ايه....
ــــ ده لما تبقي لوحدك مش معاك مقصوفة الرقبة دي.... ضم رحيم شقيقته وقال.. 
ــــ اللي انت بتهينها دي هي اللي بتفادي بحر دم انو يبدأ، اللي هتعمل حاجه معملهاش رجالة العيلة.... صح حسن بعصبيه بعد أن خرج عن شعوره...
ــــ انت اتجننت ايك احترم نفسك متنساش انك بتكلم ابوك...
ــــ انتي الي نسيت انت بتكلم مين انا رحيم العراب مش اي حد يقولي اعمل ايه ومعملش ايه....
ــــ خبر ايه يا حسن انت رحيم في ايه...هتف بها جلال بصيح عنيف هز جدران القصر، خرج حسام وادهم علي صوت جده ليجدوا رحيم يقف في مقابلة ولده وكان على وشك الهجوم عليه.
ـــــ ريتاج روحي علي فوق يلا وانتو تعالو وريه.... صعدت سريعا هاربه الي غرفتها من ولدها الي غرفة ورده تحتمي بها من بضش ولدها فلول وقوف رحيم امام ولده لكان الان يبرحها ضربا، في الاسفل جلس حسن امام والده وهناك نار تخرج من بين عينيه اتجه ابنه.
ــــ انت لازم تشوف حل ل قليل الرباية ده ايه فاكر نفسك كبرت عليه انا ابوك ولازم تسمع كلامي...
ــــ ولو انك ابوي انا كنت عرفتك كلامك ده دلوقتي بس عشان انت ابوي عشان انا مش قليل الرباية،مش هرد عليك، انا اخت اختي عشان اجبلها لبس جهزها الي محدش فيكم فكر يعمل كده وانتو عاملين تحددو معاك الفرح.
ــــ وأمين قال يا ولدي اني مفكرتش جهاز ريتاج جاهز اني موصى عليه زين، وانت يا حسن خلاص رحيم بقي رجال والي هيشيل اسم عيله العراب من بعدي.
ــــ وانا مقلتش حاجه غلط كان لازم يقولي انو وخد اختو وخرج....
ــــ خلاص يا عمي هو ما قصدش بعدين دة اخوها محدش هيخاف عليها قدو ويلا ودو الله..... قال حسام وهو ينظر إلى عمله وابن عمه الذين ينظرون إلى بعضهم بغضب ونفور...
ــــ انا طالع ارتاح تصبحون على خير...
...........
في قصر الهوري عاد الى الغرفة وهو يحمل في يده الطعام ليجدها قد خرجت امعن النظر في ملابسها ليجد تيشيرته يصل إلى أعلى ركبتها بانشات قليله وبنطاله الذي كانت نهايته مطوية عدة مرات لكي يصبح على مقاس قمتها القصر، أما شعرها الذي انسدل بحره ليغطي ظهرها.
ــــ انا جبت الاكل..... التفتت له سريعا وهي تنظر إلى الطعام، شعرت بجوع كبير لتتجه له سريعا وقالت بحماس عفوي...
ــــ الله شكل الاكل حلو اوي انا جعانه يلا بسرعه..... قهقه عليها وقال وهو يضع الطعام على الطاولة وقال 
ــــ يلا يا ستي معلش جوعتك..... احمرت وجنتاها بخجل منه بعد أن أدركت ما قالته وقالت بحياء أثره...
ــــ مش قصدي انا بس ريحه الاكل حلوه..... اومي لها ولم يعلق لكي لا يحرجها اكثر، جلست امامه وبدأت في تناول الطعام بينما هو كان ينظر لها فقط تلك السراب تمتلك جاذبية غريبة حقا انها تسحبه نحولها بدون اي مجهود يذكر نظر إلى طريقة اكلها بدهشة فقد كانت تمسك الطعام بطرف اصبعها السبابه والابهام فقط، كانت طريقتها راقيقه جدا وحركتها مغريه، ابعد تلك الافكار عن راسه وقال 
ــــ سراب انتي عندك اي معلومات عن رمز.
ــــ مممم اوه كتير..... 
ــــ علي حسب كلامك مع عمك انك بتكرهيه هو كمان ممكن اعرف السبب.... رفعت عيونها بتوتر وهي تنظر الي اصبعها والي الطعام فقال 
ــــ كملي اكلك برحتك واحكيلي.... ابتلعت ما في فمها واخذت كوب من الماء وارتشفت منه سريعا...
ــــ ينفع منتكلمش في ده دلوقتي....بشك نظر لها وكأنه يدرك ما سبب ذلك التوتر ليقول دون أن يعير لكلمها أي اهتمام...
ــــ كان بيضايقك.... نظرت له قليلا ثم اومئت بنعم دون صوت، ضغط علي يده بقوه وقال...."اذي.." همست بصوت خافت لم يصل له 
ــــ ك.كان بحاول يقرب مني....
ــــ مش سمعك علي صوتك.... رفعت عينها له لتجده مصر على معرفة ما حدث لها، استغربت من إصراره هذا فعلي الرغم من أنها زوجته إلى أنه ليس مجبر على معرفة ذلك لماذا كل هذا الاهتمام.
ــــ كان..كان بيحاول يقرب مني ويستغل ا اني مش بشوف....توسعت عين الآخر وتحول وجه ١٨٠درجه وهو يكاد ينفجر الآن، ارتعدت منه فهي لي الان لم تتعرف على كل جوانب شخصيته وهذه أول مرة ترى بها غاضب وليس أي غضب بل يكاد ينفجر، تراجعت قليلا بعيد عنه.
ــــ قدر يقرب منك عملك حاجه انطقي.... علي صوته دون أن ينتبه لتنفي الاخرى والدموع قد غرقت عينها.
ــ لاء داده علي طول كانت بتنقذني منو.
ـــ ليه مكنتيش بتقولي لباباكي. 
ــــ ع عشان رامز كان درع بابا وكان يساعدون في كل حاجه لو قلت لبابا وقتها كان هتحصل مشكله وبابا كبير مش هيقدر علي الشغل لوحده، بس بس انا علي طول كنت مع داده مكنتش بفضل لوحدي عشان ميقربش مني وهو اصلا كان بيفضل مسافر كتير...... رفع حاجبيه بانزعاج من كلامها ولكن لا يستطيع أن يلومها في الأمر كونها عمياء وانها فتاة وحيدة والدها لا يملك من يساعده حقا يجبرها على ذلك ولكن لو اعطت خبر لولدها او حتي ولدتها لما تجرأ عليها.
ــــ ح حازم انت مضايق انا مش عاوز اكذب عليك وقلت لك علي كل حاجه انا مكنش في ايدي حاجه اعملها.
ــــ مش زعلان يا سراب وانا مبسوط انك قولتيلي كل حاجه، انا سالتك عشان عاوز اعرف منك مش من حد تاني فهمه، واوعدك اني هجبلك الكلب ده لحد عندك يركع تحت رجليكي...... ابتسمت له بسعاده كبيره فلاول مره تشعر بأن لها سند وظهر بعد موت والدها 
ــــ شكرا اوى يا حازم مش عارفه اقولك ايه...مرر يده على راسها وقال بلطف. ...
ــــ مش عايزك تقولي اي حاجه عاوزك بس تخلصي علي الاكل ده كلو تمام....اومأت بخجل شديد بعد أن رأت انها أوشكت على إنهاء الطعام بكامله لتضع يدها على فمها بصدمه وقالت 
ــــ انا اكلت كل ده مش مصدقه...
ــــ بل هناء والشفاء يلا بقي كملي.... وضعت يدها علي فمها وهي تنفي براسها.
ــــ لا مش قادره انا اكلت كتير.... تنهد وابعد خصلات شعرها المبللة عن وجنتيها وجبينها.
ــــ احنا هنفضل هنا مده مش عايزك تقرب من عمي فتحي ولا كمال ابنو ولا امي ولا عمتي انتي فاهمه.
ــــ طيب ليه هما وحشين اوي كده.... نفي براسها ثم اقترب منها واحاط كتفها بحركه تلقائيه لم تمانع هي فحقا قربه منها لا يزعجها ابدا بل تشعر بالامان اكثر بالقرب منه ، ابتسم دخله عندما لم تبعده ظن أن رد فعلها سوف تكون اعنف، ذد من ضمها وقال.
ــــ ايوه اوي يا سراب وخاصتا كمال وعمتي سميه ابعدي عنهم تماما لو لقيتهم سيبي المكان الي هما فيه فهمه.
ــــ حاضر مش هقعد معاهم خالص اصلا انا خفت اوي منهم لما شفتهم وجدا واخوك وكلهم.... كانت تتحدث برقه وهي توضح له مدى خوفها من عائلته، ماذا يقول حقا معها حق في ما تقوله وعائلته مخيفة بحق..
ــــ متخافيش انا معاكي....
ــــ حازم عاوز اسالك سؤال.
ــــ مم اتفضلي 
ــــ هو بعد ما القضية تخلص هنعمل ايه..... شرد في كلامها حقا ماذا سوف يحدث بتأكيد هو لن يتركها، لم يتعرف عليها الي منذ يومين وها هي تستحوذ على تلك الصغيره.
ــــ لما ييجي وقتها نبقي نتكلم يلا قومي ارتاحي شوي...
.........
في غرفة فرحه التي كانت غافية في حضن والدتها بعد ان اخذت دوائها، نظرت لها والدتها بحزن شديد عليها، فتح فتحي باب الغرفه وأشار لها أن تتبعه لتنهض ببطء وتسير خلفه.
ــــ ايه الي حصل ده كمال ضربها ليه عملت ايه تاني....بحرقه شديده قالت وهي تنظر له بكرة وضحا
ـــ علشان سمعتك انت وابنك تتفق علي احمد.... اقترب منها سريعا وامسك بساعدها وسحبها بقوه له قائلا بحدة.
ــــ اخرسي يا مره انتي اتجننتي ولا ايه...
ــــ لا متجننتش انتو الي خلاص الطمع عمي قلبك انت وابنك اللي خليتو زيك كل همك توصل الفلوس ونسي ان هييجي يوم و تروح وتسيب الفلوس دي مش هيفضل غير عملك يا فتحي عملك اللي هتتحاسب عليه ليوم الساعه.
ــــ انتي هتتعدل عليه يا فاطمه حصل لعقلك حاجه ولا ايه...
ــــ لا محصلش انا دلوقتي فقت فقت لنفسي وعرفت اني هضيع بنتي بيدي، فرح هتتجوز عمر وهو الذي يرحمها منكم....أنهت حديثها وخرجت من الغرفة بينما ظل ينظر الي مكان زوجته...
.......
في غرفة القبو كانت تجلس مكانها ودموعها تبي التوقف عن النزول منذ ان احضرها الى هنا فقط تتناول ثلاث وجبات في اليوم ولا ترى احد فقت الخادمة، وضعت يدها على قلبها بعين مغلقة لتأتي في ذكرياتها ذلك الرجل الذي رأته.
ـــ يارب خليك معايا يارب تحمينا منهم......
دخل الى الغرفة وقال بحده.
ــــ امضي علي الورق ده يلا.
ــــ ورق ايه ده.

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل التاسع 9 )


عادت الى الخلف فور دخول خالد الي الغرفه وفي يده ملف، نظرت له بترقب تخاف منه بشدة، نظر لها ببرود وجلس علي المقعد الذي امامها او الوحيد في الغرفة اساسا.
ــــ امضي… وزعت نظرها بينه وبين الورقه التي في يده ونفت سريعا…
ــــ خرجني من هنا ارجوك…. 
ــــ هتمضي على الورقة دي من غير اعترض ولا اقري الفاتحه علي روح خالتك…… بكت عينيها بقوه، نهضت سريعا من مكانها واتجهت له بكره وضح.
ــــ انت ايه مش سبتني ليه رجع دلوقتي خلي عندك كرامه وسبني في حال مش هتجوز حد انت فاهم، اااه….. ارتمت على الارض عندما صفعها بقوة، وضعت يدها على وجنتها ويدها الاخرى مستنده بها على الأرض، مال باتجاهها وامسك خصلات شعرها بقوه  وهدف.
ــــ هتمضي علي الورق ده ولا وديني هدفن خلتك قدم عينك عشان تتحصري عليها يلا…. صاح بها لتنتفض بزعر واخذت منه القلم بيد مرتجفه وكتبت اسمها على تلك الأوراق واعطها (البصمة) واشار لها علي الاماكن المطلوبه.
ــــ هاجي اخدك يوم الفرح من هنا وتعملي كل الي يطلبو منك ابن العراب لو حصل وعرف انك مش شهد قبل ما يخلص الفرح اترحمي على خالتك.
ـــ  ارجوك متعملهاش حاجه….
ــــ طول ما انتي بتسمعي الكلام مش هقرب منها…. خرج مغلقا الباب خلفه بإحكام بينما نهضت الاخر بارهاق وجلست علي الفرش الذي كان بل كد يكفيها ونامت عليه بينما دموعها لا تتوقف عن الخروج من مقلتيها.
………
في سيناء بأحد القرى بينما الظلام قد خيم على المكان، كان هناك رجل يقف يرتدي ملابس عسكرية سوداء ويقف بالقرب من باب أحد المنازل وفي يده سلاح ينظر بترقب حوله، اشار بيده إلى زميله الذي كان يقف امامي  وظهره إلى الحائط، تقدم أحدهم ببطء ووضع علي الباب قنبلة صغيرة انفجرت لتحطم الباب فوق رؤوس اوغاد بثو الرعب في نفوس الابرياء، تقدم رجال الفرقة ٤٠٤ إلى الدخل وبدأوا في اصطياد الارهابيين بكل بقعه، كان يسير بحذر الى ان دخل احد الغرف وجهه سلاحه ليجد رجال يمسك بطفل وامراء تبكي بينما تحتضن صغيرها بزعر.
ــــ ارجع ولا هموتهم….أشار له الآخر بسلاحه فقال بصوت قوي.
ـــــ سيبهم حلا وارمي سلاك لو خرجت من  الاوضه مش هتخرج من بره البيت،  قلت سيبهم حلا ارمي سلاحك. 
لم ينفذ الاخر كلامه بل زاد من إمساك المرأة،  نظر خلف ذلك الإرهابي بعينه فانتبه الآخر له ليلتفت ظنا منه ان هناك احد ما خلفه فلم يجد احد في هذا الاستثناء قام الآخر وأطلق عليه ليسقط علي الارض. 
ــــ  انت خدهم خرجهم بأمان من هنا….  أخذ أحد الجنود المرأة والطفل وخرجوا بينما تابع هو  تقدمه،  كان صوت اطلاق النار يملي المكان بينما في الأسفل تدور معركة طاحنة بين عناصر القوات الخاصة  ورجال الخلية الإرهابية،  انتهت اخيرا مهمة أخرى من تطهير أحد البؤر الإرهابية في سيناء،  نظر الي اعضاء فرقته ليجد اثنين قد أصيبوا ولكن ليست خطيرة اتي رفقة وقال. 
ــــ  كلو تمام في اثنين مصابين من عندنا بس إصابات خفيفة وقبضنا على عشرة منهم والباقي ماتو يا فندم. 
ــــ  تمام اجمع البقي وفي حد يتاكد ان كل الي  هنا ماتو وابعت حد ياخد جثثهم يدفنها،  ولول أنهم ميستهلوش بس اكرام الميت دفنه يلا. 
ــــ  اياد….  تلتفت له ليجد مؤيد صديقه يتجه له… 
(اياد….  ابن خديجه الاصغر واخو ريتاج بل رضاعه شاب في الخامس والعشرين من عمره طويل القامة بجسد ضخم عضلي لا يناسب سنه الصغير،  يعمل ضابط في القوات الخاصة لمكافحة الارهاب،  يتميز بشخصية هادئة ذكية لا يتسرع في اتخاذ القرارات، يعشق شقيقته  ) 
ــــ  ايوه يا مؤيد  …… 
ــــ يلا خلينا نرجع المقر عشان انا هاموت وانام سيب الباقي للشباب.
ــــ تمام يلا عشان انا كمان عاوز اكلم ماما وعائشة حاسس ان في حاجه…
ــــ خير ان شاء الله يلا….
…………..
فى صباح اليوم التالي كانت التحضيرات تجري في كلتا العائلتين فقد حان أخيرا موعد زفاف احفاد عائلتين العراب والهوري.
في قصر عائلة العراب، كانت ورده برفقه رتاج ومعها رقيه والدتها يقومون لها بتحضيرات الزفاف.
ــــ بس بقي يا رتاج بطل حركه عشان المسك ما يبوظش….
ــــ انا بقالي ساعه قعد كده كفايه…
ــــ بطلي انتي بقالك ربع ساعه بس ايه الاوفر ده….
ــــ  يا بنات يلا روحو علي اوضتك  عشان عاوز افضل مع ريتاج لوحدها…
ــــ حاضر يا مرات عمي…..خرجت كل من وردة ورقية من الغرفه، جلست  أمام ابنتها وقالت بجديه….
ــــ  انتي عارفه انك هتتجوز في عائلة الشر يجري في عروق معظمهم، يمكن انا شديده شوي بس انتي بنتي انا مكنش هاين عليه اجوزك هناك بس مش بايدي، عاوزاكي ترفعي اسم عايله العراب هناك، وافتكري انك بنت حسن واخت رحيم وحفيده جلال العراب، اوعى رسك ينزل او تخافي في يوم من الايام…. ارتمت في حضن والدتها، نادرا ما يحدث ذلك ولكنها حقا تريد أن تتمتع بحضن والدتها قبل أن تغادر المنزل.
ــــ  متقلقيش يا ماما انا عارفه كل ده متقلقيش عليه.
ــــ طيب يلا عشان نبداء.
………..
في أحد مراكز الاسكندريه، امام مدرسة الثانوية، بنات اثناء خروج الفتيات من المدرسة، كانت من بين تلك الفتيات فتاة كل ملاك في جملها، تسير بذيها المدرسي وشعرها المنسدل على طول ظهرها على شكل جديلة كبيرة، كانت تبتسم وهي تحمل بعض الكتب في يدها وتنظر من الحين الى الاخر الي الطريق.
كان طريقها إلى المنزل ليس طول وليس قصير، نظرت الي احد محلات بيع مستحضرات التجميل والاكسسورات واتجهت له، كانت تمرر عينها علي الاغراض التي امامها باعجاب وحماس طفولي، كانت تتمنى ان تحصل على مثلها فأكثر ما يعجبها هو تلك المستحضرات تعشق استخداما على  الرغم من عدم وجود لديها اي من تلك الادوات ولكنها لا تتوقف عن مشاهدة فيديوهات لتعليم استخدمها، مررت يده علي زجاج المحل بحلميه….
لم تنتبه إلى تلك العينين التي تراقب كل حركتها وتفصيلها، كان يقف بالقرب منها في مكان لا يظهر لها به، يرقبها منذ اكثر من اسبوع اصبح يعرف كل تحركاتها موعد خروجها من منزلها وخروجها من مدرستها .
كان كل ثعلب ينتظر الوقت المناسب للانقضاض على فريسته، ابتسم بغموض وأخرج هاتفه  والتقط لها صورة ثم تحرك مغادر مكانه.
ــــ خلاص قرب الوقت….
………
ــــ فرح يا بنتي قومي عاوز اتكلم معاكي… نظرت الي ولدتها وعينها الزباله تغرق في الدموع، بعد استيقاظها أتى خبر طلب عمر لها وموفقه جدها ووالدها على ذلك.
ـــ ليه بتعملوا كده ليه حرام عليكم انا عملت ايه لده كله.
ــــ يا بتي متقطعيش قلبي عليكي  بقي،  صدقيني عمر رجال زين  هيصونك ويحميكي…
ــــ كلهم زي بعض كلهم وحشين هو زيو زي كمال..
ــــ فرح صدقيني يا ضنايا مش هتلاقي ذي عمر وصل بكره تعرفي ده.
ــــ سيبني لوحدي…. خرجت بتعب من حال ابنتها الصغيره فمنذ معرفتها بخبر زوجها هي وعمر وهي تحبس نفسها  في غرفتها لا تخرج منها.
أثناء سيرها وجدت عمر يحمل بعض الملفات ويتجه الى الأسفل، لحقت به سريعا لكي تتحدث معه، اما الاخر فقد توقف عندما سمع صوت زوجة عمه تنادي عليه، توقف وهو ينظر لها بستغراب.
ــــ عاوز اتكلم معاك يا ولدي…. اومئ لها وسار إلى أن توقفوا وفي احد جوانب الحديقة، نظرت له بحزن وقالت.
ــــــ مش هاين عليه اللي هقوله ده يا عمر بس مش قدمي غيرك، انا عارفك زين انت طيب و هتساعدني….
ــــ في ايه يا مرات عمي قولي فرح فيها حاجه….. هتف بها بزعر وهو ينظر الي فاطمه منتظر اجبتها، ابتسمت على خوفه الشديد علي ابنتها..
ــــ فرح كويسه انا عاوز اكلمك علي كمال وعمك فتحي، عمك ملي قلب كمال بكره يا عمر خله نسخة منو بقي كل همو ياخد الفلوس وكل حاجه، اليوم الي ضرب فيه كمال فرح  كان بسبب انها سمعتو هو وفتحي بيتكلم وعلي احمد…
ـــ أحمد ويتكلمو علي أحمد له…
ــــ كمال كان عاوز يتجوز شهد عشان يكون قريب من احمد وبعد كده يقدر ياخد  مكانه هو شايف انو المناسب لانو يكون مكان و ويكون كبير العيله، بس دلوقتي خلاص شهد هتتجوز واحمد كمان بياخد حفيده العراب وده بيزيد مكنتو اكتر في نظر الكل، انا عاوزك لما تتجوز فرح تخدها معاك وتسافر مش عايزها تفضل هنا.
ــــ  انتي قصدك ايه قصدك ان كمال ممكن  يأذيها.
ــــ ده اللي هيحصل يا ولدي كمال عارف كويس لو جدك شم خبر بلي حصل ده هتكون نهايته عشان كده عايزك تبعد فرح عن السرايه هنا وبكده هتكون مطمن انها مش هتقول لحدها او علي الاقل مش هتكون معاه في نفس البيت.
ــــ طيب انتي ليه مقولتيش لاحمد، لازم يعرف ممكن يكونوا بيخططو لحاجه تانيه.
ــــ  لا يا ولدي عشان خطري متقولش لحد يا عمر لو حد عرف هتقوم حريق في البيت احمد مش سهل وكمال مستحيل يقدر عليه، بس الهم دلوقتي فرح، فرح لو فضلت هنا هتروح مني عشان خاطر اغلي حاجه عندك خدها معاك انا مش هطمن عليها غير وهي جنبك.
ــــ متقلقيش يا مرات عمي فرح دي في عنيا وهعمل اللى انت عاوزه متقلقيش عليها…. امسكت يده وربطت علها بحنان وقالت 
ــــ تسالم يا ابني الحمد لله ان ربنا بعتك ليها عشان تطلعها من الي هيا فيه.
ــــ ولله  انا الي محظوظ انها هتكون مراتي متقلقيش عاوزك تكوني مرتاحه، بس هيا فرح مخرجتش من اوضتها من ساعة  اللي حصل هيا كويسه.
ــــ كويسه يا ابني بس انت عارف اللي حصل مش سهل وكمان عرفت ان  فرحها خلاص فاضل عليه يوم.
ــــ خلاص يا مرات عمي روحي انتي وخليكي معاها.
ــ ربنا يخليك يا ولدي…. غادرت بينما تنهد الآخر بثقل من ما يحدث، تابع سيره إلى الخارج وهو عاوز علي تنفيذ ما قالته فاطمة لن يسمح لأحد أن يؤذيها.
………
يقف في مكتبه يجوب الغرفة ذهابا وايابا بتوتر بينما هاتفه لا يتوقف عن الرنين، صوت الجرس ولكن الا احد يجيب عليه…
ــــ هتجنن هما فين ايه الي حصل دي كانت بتستنى مني مكالمة بفارغ الصبر.
ــــ في ايه يا اياد حصل حاجه ولا ايه….
ــــ ماما وعائشه محدش بيرد منهم انا لازم انزل مصر مش هقدر استنى اكتر من كده قلبي بيقولي ان في حاجه حصلت…
ــــ اهدي طيب الاول يمكن مش معاهم التلفونات….
ــــ لا يا مؤيد عائشة مستحيل متردش عليه…. جمع اغراضه سريعا لكي يعود الى عائلته.
ــــ كلم  منتصر بيه قلو اني مطر انزل ضروري.
ــــ روح انت متقلقش… غادر المقر سريعا بينما يدعو في دخلة أن يكونوا علي ما يرام إن حدث اهم شي لن يسامح نفسه ابدا.
……
دخلت ثلاث سيدات بأجساد كبيره وملابس سوداء الي الغرفه وفي يدهم  حقائب بلاستيك، نظرت لهم سراب بذعر  وهي تحتضن نفسها في احد زوايا الغرفه..
ــــ انتو مين عايزين مني ايه….. دخلت حميدة  وهي تنظر الي عائشه بغل وضح  وقالت 
ــــ اني مرات ابوكي يا بنت البندر، ودول هيجه ذكي  لولد المحروق من  عيله العراب يلا مش عاوز وش كتير اسمعي كلامهم. 
ــ لا لا ابعدو محدش يقرب مني ابعدو عني بابا، بابا الحقني  عاااا….. صفعتها خميده بقوة لتسقط على الأرض تزامن مع دخول خالد الي الغرفه ليجد ذلك المشهد أمامه، تقدما سريعا من حميدة وابعدها من ثم اقترب من عائشه رفعها من على الأرض برفق.
ــــ  اطلعو بره يلا…. خرجوا لتبقي حميدة تنظر له وهو يساعد ابنته علي الوقوف…
ــــ سيب الحريم تدخل يا خالد لازم نجهزها قبل الفرح….انتفضت وهي تتمسك في ملابس خالد لاول مره وكانها تحتمي به على الرغم من كل ما فعله بها الي انه لا يزل ولدها 
ــــ  حميدة انا حذرتك خليكي  بعيده عنها…
ــــ لازم نجهزها عشان الفرح متنساش انها هتروح مكان شهد، خالد روح انت شوف شغلك لحد ما نخلص ميصحش تتجوز كده  … نظر لها قليلا ثم اوي بنعم وابعدها عنه، تمسكت به اكثر وهي تبكي مما جعل قلبه ينبض ألم على شكلها.
ــــ ونبي خليك معايا متخلهمش يقربو مني….. 
ــــ متقلقيش مش هياذوكي دول بس هيجهزوكي لعريسك يلا اسمعي كلامهم…ببكاء شديد قالت وهي تنفي براسها 
ــــ لا خليك وحياه اغلي حاجه عندك خليك معايا…. خرج خالد من الغرفه سريعا لكي لا يستمع الي كلمها اكثر، عادت نظرها الي حميده التي ابتسمت بشر وأشارت الى النسوة ان يقترب منها مغلقين الباب خلفهم…
ــــ يلا يا بنت البندر نجهزوكي……
………..
ــــ رهف رهف يلا الاكل اتعمل يا حببتي..
ــــ جيه يا ماما استني بس….. 
ــــ استني ايه انا بنادم علكي من ربع ساعه يلا ابوكي مستنيكي…. خرجت من الغرفه وهي تجفف وجها وقبلت وجنتها ثم اتجهت الى  المائدة، نظرت الى والدها الذي كان يجلس على رأس المائده….
ــــ أبو الاماجد حبيبي انتي مستنيني صح…..
ــــ اقعدي يلا بلاش بكش….. عبست بحاجبها الناعمتين…
ــــ اخس عليك يا ابابي كده انا بكش طب زعلان منك اهو….
ــــ يا شيخه بقي زعلانه عشان بقول بكشه اقعدي بس امك عملك بشمل…. نظرت بلهفة الى الطاوله وقالت بسعاده..
ــــ اشطا عليكي يا مامي يا عسل…
ــــ ههههه ولله انتي  مصيبه اقعدي لا عشان تزكري….
ــــ ليه بقي السيره الي تغم النفس دي بس ما كنا حلوين..
ــــ بت كلي وانتي سكته بدل ما اخد طبقك…
ــــ ايه حاطت عينك علي طبقي يا جوجو هي مراتك مش متوصيه بيك ولا ايه…
ــــ جوجو ومرتك هو انا بوديكي مدرسه ولا غرزه ولا ايه بضبط…
ــــ احسن من الغرزه بكتير….
ــــ هههههه طيب كلي كلي كفايكي…
ــــ انت تأمر يا غالي.
…………
في صباح اليوم المنتظر….
كانت كل الأمور على ما يرام والجميع يستعد الى الحفل، في غرفه فرح كانت معها والدتها وخالتها تقومان بتجهيزها، كانت ترتدي فستان أبيض من الدانتيل البسيط جدا وميك اب بسيط لا يتعدى احمر الشفاه ومصحح حواجب وكحل سوداء لابرز عينها…
(فستان فرح)
اما شهد التي كانت تجلس بتوتر شديد ومعها والدتها التي تنتظر الوقت المناسب لكي تبدأ في تنفيذ الخطة.
ــــ بت يا فوزيه سيدك خالد  رحو ولا لسه…
ـــ لسه طالعين يا ست حميده ومعاهم الحج…. 
ــــ طيب اطلعي انتي بره يلا…. نظرت إلى ابنتها التي قد تجهزت بفستان بسيط ابيض  ، اعطتها  كأسا به عصير وقالت…"خذي اشربي ده… اخذته من يدها وبدأت في شربه 

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل العاشر 10 )


في قصر العراب كان صوت الاغاني يملأ القصر بفرحه بينما الرجال في الخارج يجلسون معا بـ صيوان كبير، دخل رجال عائلة الهوري بترأس كبيرهم سليم الهوري  إلى ساحة القصر بكل ثقه وقوه، نهض جلال ومعه رحيم الذي وجه نظره إلى احمد وابتسم…
ــــ مبروك يا جلال..
ــــ الله يربك فيك عقبال ما نفرح باحفادك ….
ــــ هنفرح ان شاء الله…
ــــ رحيم روح هات الماذون خليه يجهز وخلي حضسن ييجي.
ــــ حاضر يا جدي..
ــــ اتفضلو…. اتجه الجميع الى مكانه لتبدأ مراسم عقد قران حفيد الهوري الاكبر علي حفيده جلال العراب.
ــــ بارك الله لكما وبارك عليكما  وجمع بينكم في خير…. فور ان انتهى حتى على صوت الزغاريد في أرجاء القصر، تبدل الرجال المبركات   بينما بدأت تلك الفرقة في عزف الحنها بينما يرقص الرجال بالعصي تلك العادة التي يجب أن تقام في كل زفاف.
ـــــ يلا يا جلال لسه في كتب كتاب تاني مستنينا…. أومي برزانة  واشار الي حسن ان يتجه الى الدخل ويحضر معه رتاج.
أما في الداخل فما إن أتاها خبر ان والدها ينتظرها لكي يذهب حتي شعرت بانقباض حاد في قلبها، نظرت إلى الفتيات بزعر وضح في عينيها.
ــــ مش عاوز اروح، ورده ونبي مش عاوز اروح معاهم…. بكت عليها ورده وهي تضمها بحنان الي حضنها وكانها تودعها.
ــــ حبيبتي لازم تنزل دلوقتي مينفعش ترجعي بعد كده ارجوكي يلا متخفيش باذن الله كله هيكون تمام … وضعت على وجهها قناع من الستان الأبيض يخفي بها وجهها وصارت بجوار ورده الى الاسفل.
ــــ يلا يا رتاج…. نظرت له بحزن من معاملته القاسيه معها فقد كان من الواجب أن يأخذها في حضنه ولو لمرة وحده، سارت بالقرب من ولدها لترى شقيقها وجدها ينتظرونهم امام باب القصر، سرع لها رحيم وضمها بقوه يحتوي خوفها الذي يدرك أنه يملكها لأن، ما اصعب موقفه الآن وهو يرسل شقيقته ووردته الصغيرة الي مكان اخر الى حضن رجل غيره، تقدم جلال وضمها هو الآخر.
كان يقف بالقرب من جده يراها وهي تودع شقيقها وجدها بشوق كبير اخيرا سوف تكون ملك  له يحترق شوقا ليأخذها في حضنه، راء رحيم وهو يتجه له وفي يده شقيقته، نظر لها قليلا وعينه تجاوبها بتفحص.
(فستان رتاج)
ــــ اختي امانه في رقبتك يا ابن الهوري….
ــــ مش محتاج توصيني علي حته مني يا رحيم…. امسك يدها وسحبها ببطء ورفق مقبل جبينها فشعر بارتجاف جسدها الشديد…
ــــ يلا يا جماعه….  صعدت السيارة بجوار المدعو زوجها والذي الي الان لم تاتي لها الجرأة على النظر الي وجهه بينما رحيم و حسن وجلال وأمين في سيارة أخوة متجهين إلى قصر الهورى لكي يتم عقد قران الآخرين.
…..
توقفت سيارة جواد أمام باب القصر وخرج منها متجه الى الدخل، قبل ولادته التي كانت تنظر له بازدراء وضح..
ــــ كنت فين لغيت دلوقتي  …
ــــ كانت في مشوار مهم فين عمر..
ــــ فوق الحق اطلع البس قبل ما يوصلو يلا…
ــــ هو مش المفروض احمد الي يتجوز ايه الي دبس عمر هو كمان…
ــــ ما خبرش عاد يلا روح جهز نفسك زمنهم على وصول.
صعد الى الاعلى، بدل ملابسه الي جلباب صعيدي ثم اتجه الى غرفة شقيقه، ابتسم وقال 
ــــ هاتدخل  القفص الذهبي يا عمور… التفت عمر فور  سماع صوت شقيقه ليجده يقف امام باب غرفته، امتعض وجهه وقال بحدة.
ــــ كنت فين لحد دلوقتي أخرت ليه…
ــــ والله كان عندي مشور، مبروك يا عمر ربنا يسعدك…. احتضن أخيه بقوه وقال بفرحه.
ــــ عقبالك يا جواد، مش مصدق انها هتكون لية  اخيرا…
ــــ ايه ده ده الحب ولع في الضري..
ــــ اسكت يا زفت يلا تعالي ساعدني مش عارف اظبط شعري….. 
ــــ ههههه انت تامر بس خد بالك عاوزك ترفع راسنا النهارده….
ــــ جواد اخراس…
ــــ هههه الله شكلك هتعك كل حاجه يا دكتر….
ــــ عيب عليك هاخليك عم بعد تسع شهور متقلقش…
ــــ هههههه شد حيلك بس….. ظلو يضحكون معا وقد نسي  كل شي حوله وكل ما يفكر فيه هو فرحه شقيقه الأكبر..
….
في وقت آخر، خرجت حميده ومعها امرأتين يحملون شهد ببطء وخرجوا بها من القصر من الخلف بينما دخلت عائشة برفقة امرأة ترتدي ملابس سوداء، جلست على الفراش بفستانها الابيض من الستان وذلك الغطاء من الدنتيل يغطي وجهها، كانت تبكي بذعر وهي تنظر حولها تتمنا من  الله ان ينجيها ولا يصيبها بمكرة.
علي صوت الاغاني في القصر فور وصول رجال العائلتين إلى القصر، ترجي من السيارة ومد يده لها لكي يساعدها على النزول، مسكت يده بخوف بعد ان نظر لها وكأنه يطلب منها ان تفعل ذلك، سرت بالقرب منه تنظر حولها بخوف، امسك يدها عندما شعر بخوفها من التجمع الذي انام القصر، نظر جلال الي القصر بشرود مر زمن منذ آخر مرة  كان بها هنا.
دخلو الى غرفة الجلوس كبيرة جدا بينما جلس جلال في مقابل سليم وبينهم يجلس المأذون.
ــــ تعالى يا حسن عشان نبدء… بدء مراسم عقد القران، تحت انتظار الجميع ان ينتهي كل شيء على مايرام.
ــــ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينهم في خير…. 
ــــ مبروك يا سليم…
ــــ الله يبارك فيك…
ــــ يلا يا مولانا ابتدي فتحي تعالي عمر….. جلس عمر في مقابلة خاله وبدأ المأذون في عقد قران عمر وفرح…
كان جود ينظر إلى شقيقه ويبتسم علي فرحته فقد ظهر هذا واضحا من ابتسامته التي لم تختفي من علي وجهه طول الوقت.
ــــ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير…. احتضن فتحي عمر وكذلك جده وقبل يده…
ــــ روح يا احمد هات شهد عشان تروح مع جوزها…
ــــ اني هروح اجيبها يا بوي وانت يا احمد روح لمراتك عشان الرجاله اللي مستنية بره دي….. انقبض جبينه  بحده فور أدرك  ما يقصده والده ولكنه لم يرد أن يجادلة  و انتظر حتى تغادر عائلة العراب.
صعد الى غرفته بينما اتجه خالد إلى غرفة ابنته ليجد عائشه جاله على الفرش بجوارها امرأة ضخم  الجثة.
ــــ يلا عشان تروحي مع جوزك….. بكت بصوت مسموع وهي ترتجف، نظر لها بقلق فلو رأوها في الاسفل هكذا لن يمر الأمر علي خير…
ــــ  بطلي عياط و هتنزلي  بهدوء وتروحي مع جوزك فهمه….اخذها من يدها وخرج من الغرفه، كانت تسير بجوره والخوف ينهش قلبها، نهض رحيم ما ان دخل خالد الى الغرفه، نظر إلى ذات الجسم الناعم التي تقف بجواره بفستانها الابيض وذلك الحجاب الذي يغطي وجهها.
(فستان عائشه)
تقدم ببطء ثم وقف أمامها وقبل جبينها، شعر برعشة سيطرت على جسده فور اقتربه منها ذلك الشعور الذي انتابه عندما رأى فتاة الحديقة كما أطلق عليها،  بعد انتهاء كل شي ومغادرة عائله صعد عمر الي غرفته بينما  عاد احمد الى الأسفل…
ــــ نزلت ليه يا ولدي….
ــــ الرجاله اللي بره دي تمشي الي في دماغك مش هيحصل….
ــــ دي عدتنا متنساش انك وخد بنت العراب لازم ده يحصل  ولا سيرتنا هتبقي علي كل لسان…...قالتها سميه بخبث مما جعل احمد يستشيط  غضبا.
ــــ الي يجيب سيره مرتي علي لسانه ادفنو مكانو…
ــــ أحمد يا ولدي  أرجع لمرات وعمل اللازم متنساش ان الكل مستني اي غلطه لازم كلو يكون تمام والي كل اللي عملناه ده هيروح هدر.
ــــ بس ده شي يخصني انا ومراتى…
ــــ لا ده يخص شرف العالتين  وكمان في دايه هتيجي تكشف عليها عشان نتاكدو لو كلو زين ولا لاء…. توسعت عيناه وهو ينظر إلى عمته التي تنظر له بخبث واضح،  ضغط علي يده بقوه وقبل أن يجيب عليها..
ــــ أحمد تعالي ورايا على المكتب… دخل خلف جده وهناك نار تشتعل به…
ــــ اللي بتقول عليه ده مش هيحصل مش هعمل فيها كده…
ــــ أحمد يا ولدي عمتك انا  عارف قصدها كويس اعمامك وخوالك وكبرت البلد بره مستنين ولو حصل مشكله الكل  ها يبدأ يتكلم وتحصل مشكله وده  اللي هيا عاوزه، اطع يا ولدي رضي مراتك هيا اكيد فاهم مش هترفض.
ــــ افهمها  ايه يا جدي دي عندها ١٧سنه….
ــــ معلش  يا ولدي روح…..
……..
في الأعلى كانت تنظر الي اثاث الغرفه بزعر  وهي ترجف فها قد دخلت إلى ذلك المنزل لا تعرف فيه احد كل شي جديد بنسبه لها، احتضنت نفسها بخوف وهي تنظر الي الفراش المزين بشرشف ابيض اللون.
سمعت صوت باب الغرفة يفتح فعلمت أنه قد عاد، رفعت عينيها ببطي وهي تنظر له من اسفل الوشاح وتحاول أن تمنع  ارتجف جسدها الوضح، اغلق الباب خلفه واتجه لها.
تراجعت الى الخلف سريعا فور ان اقترب منها، تنهد وقال برفق…
ــــ متخفيش يا رتاج تعالي عاوز اتكلم معاكي….تذكرت كلمات والدتها ان تكون هادئ وتستمع له، نهضت ببطي وهي تقف امامه، اقترب منها ورفع ذلك الوشاح ليظهر وجهها المنير كل بدر وتلك العينين التي بلون السماء يا الله ما اجملها،سرح في جمالها الأخاذ بينما يدة  قد ابعدت وشاحها فانسدل شعرها  الي الاسفل بدلل، اغمضت عينها سريعا وهي ترتجف بخوف، قبل جبينها بحنان وحب لم تستوعبه هي الي الان.
ــــ رتاج افتحي عينك….اطاعت كلامه وهي تنظر له بخوف شديد، ولكن سرعان ما تحول ذلك الخوف الي دهشه من شكله ظنت أنها سوف تجد رجل قبيح  ولكنها صدمت من شكله، ابتسم عندما رأى شرودها الطفولي به فقال بمرح.
ــــ شكلي ذي ما توقعتي…. نفت سريعا براسها فازدادت تلك الابتسامه على وجهه.
ــــ انت احمد…. 
ــــ هههه لا اخوه اكيد انا امل وقف معاكي في اوضه النوم اذي…. توسعت عينها بخجل ونزلت راسها فانسدل معه شعرها ليغطي ملامحها البريئه، تنهد وها قد  بدأ في العمل كيف يخرج من هذا الموقف الآن، حقا مظهرها  لا ساعده على فعل شيء، فقد كانت تشبه الأطفال في وقفتها امانه..
التفت سريعا عندما سمع صوت باب الغرفة يطرق، اتجه له ليجدها عمته تقول بخبث وبصوت عالي متعمده لكي توصله لتلك المسكينة.
ــــ خلص يا ولدي عاوزين دليل شرفها عشان الناس يروح بيتهم…. أغلق الباب في وجهها بقوة غير مهتم بكونها عمته ولعنها في سره ، التفت عندما سمع صوت شهقاتها ليجدها قد تراجعت في نهاية الغرفة منكمشة في احد الزوايا.
ــــ ريناج اهدي مش عاوزك تخافي… قاتهته بصوت بكاء متقطع 
ــــ متقربش.. مني  ، ااا نا عاوز.. اروح لرجيم، رجعني البيت مش.. عاو.. ز… افضل هنا….
ــــ طيب اهدي براحه وكل الي انتي عايزاه هعمله بس بطلي عياط، تعالي خلينا نتكلم بصراحه كله هيكون تمام…
ــــ لا انت هتعمل ذي ما هي قالت…
ــــ  لا مش هعمل مش رحيم حكالك عني مش كده…. اومأت له بسرعه فتابع.
ــــ طيب مش قالك اني كويس ومش هاذيك صح… أومأت مرة أخرى له..
ــــ تعالي يا ريتاج متخافيش…. اقتربت منه ببطء بينما لا تزال تبكي فكلمات تلك المراء قد ذرعت في قلبها الرعب منهم مرة اخرى، ما ان وصلت له حتى احتواها بين ذراعيه وضمها بقوه…
ــــ  ريتاج عارف ان اللي هيحصل ده غلط مش بطريقه دي بس انتي عارفه ان ده الحل الوحيد دلوقتي اي غلط هيدمر كل حاجه ونرجع نار الطار الي احنا بنحاول دلوقتي نطفيها، انا بس عاوز منك تستحملي معايا انهارده بس بس النهارده واوعدك مش هقرب منك تاني بس ده لازم يحصل عشان محدش يتكلم عليكى نص كلمه…. اتاه صوت بكائها جوب علي كلامه فتنهد بإرهاق 
ــــ انا خايفه اوى مش عاوز وانبي….. المه قلبه بقوه من  نبرتها المتوسلة  ولكن لم يكن الأمر في يده ابدا، ابعدها برفق عن حضنه ومسح دموعها التي اغرقت وجهها، قبل جبينها بدفئ ثم قال بعد أن عزم على فعل ما خطر في باله.
ــــ حقك عليه، اسف على اللي هيحصل ده بس غصب عني دي اخر مره….. نظرت له بستغراب من حديث الذي لم تفهم منه شي، شعرت ليده التي اقتربت من عنقها وسرعان ما اغلقت عينها فاقده للوعي، التقطها بين يديه برفق ثم حملها واتجه الي الفراش وسطحها عليه برقه، نظر لها بحزن شديد فما اصعب ما ينوي فعله الآن…
ــــ اسف يا تاجي اوعدك هعوضك عن الليلة دي…..مد يده نحولها وبدء في نزع عنها فستانها برق…..
……..
في الأسفل كانت تنظر لهم بصدمه وذهول مما يحدث حولها لا تصدق أن مثل تلك الجرائم إلى الآن لا تزل تتم، نظرت إلى حازم الذي كان يقف ويستند على الحائط وينظر الى الجميع ببرود شديد  وكأن ما حدث أمر عادي، هل لو تزوجوا هنا كانو سوف يفعلون بها هذا…. 
مر نصف ساعه ليفتح احمد باب غرفته وفي يده شي ما ما ان رات ذلك حتى توسعت عينها بذعر كبير ولم تشعر بنفسها الا وهي تختبئ خلف حازم الذي نظر إلى شقيقه بهدوء…
ــــ هو ده اللي انتو عاوزينه يلا كلو واحد على بيتو…. 
ــــ لسة الدايه ما كشفتش عليها الاول…. نظر الي عمته نظره جعلتها ترتعش في مكانها وقال 
ــــ محدش هيقرب  من مراتي فاهمين…
ــــ أحمد يا ولدي خلي كلو يمشي عاد خلي الليله دي   تعدي يلا يا ام زكريا ادخلي وخدي معاكي فاطمه….. نظر لهم بحرقة شديدة وهم يتجهون إلى زوجته وهو لا يستطيع فعل شيء، ضغط على يده بقوه و يتمنى الآن أن يقوم بخنق عمته..
ــــ ايه اللي انتو بتعملوه ده حرام عليكم البت لسه صغيره الي بيحصل ده  انتو مش طبيعيين…. نظر لها الجميع بصدمه من ما قالته لأول مره يعلو صوت امراء في وجود رجال العائله.
ــــ سراب ملكيش دعوه…. ابتعدت عنه بغضب وقالت بنفعل….
ــــ انتو اذي كده اذي لسه بتفكر بل عقليه دي لما انتو شكين فيها بتجوزها ابنكم ليه ذنبها ايه تعيش ده كله المفروض النهارده اسعد يوم  في حياته انت ويدمر حياتهم كده، لو فيها حاجه ابنكم  مش هيسكت يبقي ليه ده حرام عليكم ده غلط….
ــــ سراب بس اسكتي قولتلك اطلعي حالا  علي الاوضه…
ــــ  مش هطل مش هفضل هنا اصلا انتو معندكمش ضمير، حد فيكم مرتاح وانتم عارفين ان بنتكم بيتعمل فيها نفس الي بتعملوه في بنتهم ده….. امسك ذراعها بقوه وقال بصوت عالي جعلها ترتجف
ــــ قولت اخرسي حالا صوت ميعلاش هنا فهمه اطلعي حالا علي اوضتك مسمعش نفسك … بصوت باكي 
ــــ انا اساسا همشي من هنا….. ركضت إلى الأعلى بينما نظر حازم إلى جده وقال باعتذار..
ــــ انا اسف على اللي حصل ده يا جدي…
ــــ اطلع لمراتك  يا حازم وفهمها ان  الي حصل ده ميتكررش تاني وصل….. 
خرجت ام زكريا  ومعها فاطمة  من غرفه احمد لينظر لهم بكره وضح وازدراء من كل شي.
ــــ كله تمام يا سيدنا مبروك…. أطلقت فاطمة زغرودة عاليه هي والخدم معا…...
ــــ اللي حصل ده انا مش هعدي ومن بكره هاخد  مراتي ومسافر…
ــــ أحمد يا ولدي ك….
ــــ مش عايز اسمع اى حاجه…. اتجه الى غرفته تحت نظر الجميع، بينما كان كمال يبتسم بخبث وهو  يستمتع  برايه شكل أحمد ما يحدث له الآن.
ــــ تقدري  تمشي يا ام زكريا…
ــــ لا لسه في فرح مرات ابني…. نظرت لها فاطمه بصدمه من ما قالته وهتفت 
ــــ ايه الحديت الماسخ ده  يا سميه عاوز ام زكريا  تشوف بنتي.
ــــ سميه كفياكي كفياكي حديت ماسخ واطلعي علي اوضتك انا لو وفقت علي الي حصل مع مرات احمد فده عشان ظروف جوزها لكن مش هيحصل تاني يلا..
ــــ بس يا بوي…
ــــ قلت اخرسي يالا…..
…….
عاد الى غرفته ليجد تلك الملاك الركضة  في سريره، نظر لها بألم شديد ثم اتجه الي خذانه واخذ منها بجامه منزليه وعاد لها وبدأ في البسها لها برفق، تسطح بجورها وخذها بين يديه بقوه..
ــــ  يا ترى هيكون رد فعلك ايه….

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل 11 )


في قصر العراب، كان يقف امام باب جناحه ينظر الى الباب بغضب شديد من ما يحدث، أو مما سوف يحدث بعد أن يدخل تلك الغرفة، كلام جده لا يزال يرن في اذنه يريد أن يأخذ دليل برئتها ولكن من الصعب عليه فعل ذلك طفله صغيره كيف له أن يقوم  بهذا.
دخل وعيونه تبحث عنها ليجدها تجلس على الفراش بفستانها الابيض البسيط وذلك الوشاح الذي يغطي عنه وجهها، اغلق خلفه الباب واتجه لها ببطء، شعرت بجسدها يتصلب فور ان جلس بجوارها بهدوء وقال.
ــــ عاوز اتكلم معاكي بس الاول قومي غيري الفستان عشان تاكلي حاجه اكيد جعانه…. لم يتلقى منها اي استجابة، ظن في بداية الأمر أنها ربما تكون خائفه منه لذلك قرر أن سوف يتركها  وحدها لكي تكون على رحتها، توقف مكانه عندما سمع صوت أنين يخرج منها، التفت ببطء فوجد جسدها الصغير يرتجف بسبب بكائها الذي تحاول أن تكتمه، عاد ادراجه وامسك وشاحها ورفعه ببطء فتجمد مكانه فور أن رأى وجهها، كانت هي نفسها فتاة الحديقة تلك الفراشة التي رآها والتي الى الان تزور أحلامه، ترجع سريعا وهو ينظر  لها بصدمة كبيرة….
بينما هي كانت تنظر لها بذعر من وجوده هنا هل هو زوجها هل هو من اخذت مكان شقيقتها لكي تتزوجه، تراجعت سريعا وكل ما أتى في بالها ان امرها سوف يكشف وسوف يعرف انها ليست شهد.
ضغط على يده بعد  ان استعاد وعيه وقال بحده.
ــــ انتي مين، مستحيل تكوني شهد…. ظلت ترجع الي الخلف دون ان تجيب على أسئلته المتكررة.
ــــ قولت انتي مين ردي عليه بتعملي هنا ايه…. 
ــــ ا.انا. ش.شهد….اقترب منها وقد ادرك انها تكذب من نبرتها المتوترة والمزعوره….
ــــ متكدبيش مستحيل تكوني شهد انا وثق انطقي… قالها بصوت عالي افزع اكثر لتنفجر في البكاء بصوت مسموع مخفيه وجهها بين يديها، رق قلبه القاسي لاول مرة اتجاه احد غير عائلته، رايتة لها تبكي بتلك الطريقة المت قلبه بقوه عليها، توجه لها بعد أن لاحظ انخراطها أكثر في البكاء.
ــــ خلاص اهدي، قولي اي حاجه طيب انتي مين وبتعمل ايه هنا….  أجبتها هو البكاء مرة اخرى، مد يده وسحبها برفق له، بذعر شديد حاولت أن تبعده عنها ولكنها لم تستطع.
ــــ اهدي متخفيش مش هعملك حاجه، اهدي ايوه كده خدي نفس وحد وحده…. مرر يده على ظهرها لتبدأ تدريجيا في الهدوء الى ان وانتظم تنفسها، أبعدها قليلا عنه وقال بتفحص…. احسن…. اومأت له بضعف شديد بينما راسها المستند علي مقدمه صدره بارهاق، ظل علي وضعها لكي ترتاح من موجة البكاء التي استمرت بها بتلك الطريقة المتواصلة   المتعبه، نظر لها وقال بهدوء.
ــــ عاوز اعرف انتي مين جاوبيني….. 
ــــ ه..هتساعدني…. نظر لها باستغراب وامئ بدون تردد.
ــــ هساعدك بس احكيلي انتي مش اخت احمد صح….
ــــ ا.انا عائشه انا اخت شهد الي المفروض تكون مكاني دلوقتي، ماما كانت بتشتغل في شركه الهوري في مصر وقبلت بابا هناك وهو ضحك عليها اقنعها انه بـ يحبها وانو مش متجوز، وبعد ما اتجوزها باربع شهور مراتو الاول عرفت فقام طلق ماما ورمها مسالش عنها ولا عني خالص، ل لحد ما جه من تلات ايام وخذي من عند خالتي وقالي انو هيجوزني عشان طار، عشان بنته ما تتجوزش هنا…… كان يستمع الي كلمتها وعينه تتسع من كلامها هذا يعني انها ابنه خالد الهوري، هل خدعهم ذلك الخبيث.
ــــ انتي قصدك انك اخت احمد، طيب اذي وشهد فين ومين اللي مضى على قسيمه الجواز انتي ولا هيا ولا مين…
ــــ انا الي مضيت، ارجوك متقولش لحد هو قالي لو حد عرف هايموت ماما خديجه انا مليش غيرها….
ــــ مامتك فين…
ــــ م ماتت من لما كان عندي سنة…. انخرطت في البكاء مرة أخرى  ، ضمها بقوه وهو يمرر يده علي طول ظهرها برفق، مشاعر كثير دخله بدايه من فرحته الشديدة أن تلك الفراشة هي زوجته الي وجودها الان في حضنه، غضبه من خداع ذلك الوغد لهم بتلك الطريقة ولكن لا باس المهم ان من شغلت باله طول تلك المده اصبحت زوجته…
ــــ  اهدي كده عشان عايزك نفهمى  اللي هقولو دلوقتي تمام….. ابعدها برفق وقال بصوت حاول به أن يبث الاطمئنان به لكي لا تخاف، قبل أن يتحدث سمع صوت الباب ليلتفت ويتجه له، نظر إلى زوجة خاله التي تنظر له بفضول شديد…
ــــ خلص يا ولدي اتاخرت ليه لازم تسرع شوي الناس مستنية بره….  
ــــ روحي انتي يا مرات خالي وانا هتصرف….عاد إلى الدخل ليجدها تنظر، له باستغراب، ابتسم والتفت الى الباب، يدرك أنها لا تزل تقف خلف الباب وتسترق السمع عليهم، اقترب منها وقال بصوت خافت…
ــــ صوتي….. نظرت له بصدمه و باستغراب فتابع…. صوتي وعلى  صوت شوي تمام…. نفت برأسها وهي لا تستوعب ما يقوله، تنهد بملل واتجه لها سريعا واقترب منها لـ تصرخ بفزع من تلك الخطوه ولكن سرعان ما ابتعد عنها بعد ان وصل الى ما يريده، أخذ ذلك المنديل ثم اتجه إلى سكين الفواكه وقام بجرح يده جرح صغير لمسحه به كل ذلك تحت نظر عائشه المستغربه من ما يقوم به، وضعت يدها على فمها بصدمه  سحب سلاح آلي كبير واتجه الي الشرفه وأطلق في الهواء لينتبه له كل من يجلس في الاسفل، رفع ذلك المنديل وعاد أطلق عدة طلقات مصدر  صوت مفزع جعلها تصرخ بذعر، علي صوت الفرحة والزغاريد المكان ….
نظرت الى ما يحدث أمامها بصدمة شديدة وسرعان ما أدركت ما المقصود بما يفعله، وضعت يدها على فمها بصدمه من الموقف الذي هي به الآن هل كان سوف يجبرها على إتمام زواجهم لكي يفعل ذلك، وهل اساسا يوجد مثل تلك العادات لا تزال موجه الى الان.
اغلق النافذه ثم وضع سلاحه بعناية علي الاريكه وذلك المنديل ايضا، التفت لها وقال…
ــــ يلا قوي غيري هدومك دي وتعالي عشان نتكلم مع بعض…. تحركت من مكانها ولكن لم تستطع الوقوف، نظرت لي  قدمها التي كانت ترتجف غير قادرة علي حملها ربما من ما حدث لها فقد مر عليها اسبوع كل الجحيم… 
اتجه لها عندما وجده قد اكتفت بانزل قدمها من علي الفرش ولم تنهض، اتجه لها ليجدها قدمها ترتجف  بينما هي تكتفي بالبكاء بصمت…
ــــ م..مش..قادره..مش
قادره..اقف خالص…. مال باتجاهها  وأحاط كلت كتفها بيده ورفعها برفق، ثم حملها و اتجه بها الى الحمام، نظرت له بخجل شديد مما يحدث فهذا اول مره حقا  تصبح قريبة الى هذا الحد من احد ما وخاصه الرجال، توقف امام المرحاض ودفعه بيده ودخل،  نظرت حولها كان بلون الازرق مع الابيض وسع جدا ومريح، وضعها على حافة حوض الاستحمام…
ــــ  استني اجيبلك لبسك… غادر وعاد لها باحد منامت النوم ووضعها جنبا ثم خرج وتركها وحدها، نظرت الي مكانه بشرود، وضعت يدها اخيرا علي قلبها وهي تنظر حولها بصدمه كبيره لا تصدق انها تزوجت من الرجل الذي شغل تفكيرها، شعرت بقلبها الذي رقص فرحا دون ارادتها، بدأت في نزع ملابسها وهي تنظر الي فستانها الابيض لأول مره تمعن النظر به كان رقيق جدا يناسبها رفعت الفستان امامها وهي تتأمله.
بعد أن انتهت من الاستحمام، ارتدت ما أحضره لها كانت بجامه عباره عن بنطال طويل وسع بعض الشي بلون الابيض وعليه قميص بنصف قم بفتحة صدر كبيرة بعض الشيء باللون الزهري وعليه ورده كبيره من المنتصف باللون الابيض، جففت شعرها ببطء لكي لا تخرج من المرحاض.
……….
 في قصر الهوري، في غرفة حازم دخل حازم بعنف الى الغرفة ليجدها تجمع اغراضها، توجه لها سريعا وامسك يدها و دارها  له.
ــــ انتي اذي تتجراء وتتكلمي كده، اذي تعلي صوتك وكلنا واقفين…. تململت بين يديه وهي تحاول ابعاده عنها بقوه لا تصدق انها انخدعت به هو الآخر، دفعته في صدره وقالت بضعف.
ــــ ابعد سبني، انا مش هقعد هنا ولو دقيقة وحدة  سيب إيدي…. شدها اكثر له وقال بصوت هامس كفحيح افي…
ــــ ايه فكرني هيسيبك تمشي ده بعدك  ، انتي مراتي وطول مانتي علي اسمي مكانك جنبي غصب عنك فهمه، والي حصل تحت ده لو اتكرر تاني هوريكي وشي التاني وصدقيني مش هتحبيه خالص…. نظرت له ببكاء من قسوته الشديدة والتي تراها لأول مرة منه.
ــــ مش هفضل هنا انا مش ذيكم سبني انا هرجع مصر…. ابتسم حتى ظهرت أنيابه وقال 
ــــ هتفضلي وغصب عنك هاتفضلي هنا وتروحي دلوقتى اقعدي مكانك زى الشاطره كده مش عاوز اسمع صوت النهارده خالص، فاهمه….
ــــ ه..هقول.لعمو.عص.عصام.انك بتعمل.كده معايا… كانت تبكي وهي تتحدث كل الاطفال الصغار تمام، رق قلبه لها فقد كانت في حاله مزريه جدا، صحيح هيا معها حق في ما قلته في الاسفل فهو الان يحترق وهو يتخيل ان شقيقته الان يقومون بهذا معها، ابتعد عنها بشرود، اتجهت الى السرير و تسطحت عليه سريعا بينما دموعها لا تتوقف عن الانهمار وصوت شهقاتها يخترق إذنه، خرج إلى شرفة الغرفة وأخرج سيجارة وبداء في التدخين بشراهة…
……
أما عند عمر وفرح 
فقد كانت تختبئ في الحمام منذ دخولها إلى الغرفة، بينما هو كان ينتظرها، ظن في البداية أنها تبدل ملابسها ولكن طال غيابها لينهض متجه لها، طرق الباب برفق حتى لا تفزع.
ــــ فرح، فرح انتي كويسه….. انتفضت بذعر وهي تستمع الى صوته خلف الباب، تراجعت الي نهايه الحمام  بفستانها الابيض وهي تبكي، شعر الاخر بل خوف عليها من أن يكون قد اصبها مكروه، حاول فتح باب الحمام ولكنه وجده موصد من الداخل..
ــــ فرح، فرح حبيبتي انتي سمعاني افتحي، فرح افتحي الباب طب ردي عليه قولي اي حاجه فرح…. تنهد براحه فور ان سمع صوتها الباكي وهي تجيبه بأنها بخير ليستند علي باب الحمام وقال…." اطعي طيب متخفيش مش هعملك حاجه ولا هقرب منك بس متفضليش في الحمام كتير يلا اخرجي…. 
ابتلعت ريقها واتجهت الى الباب وفتحته ببطي لتظهر من خلفه بحالتها المزرية، نظر لها مطولا ثم امسك يدها وسحبها الي حضنه بعد أن رأى عيونها المحمره من البكاء….
حاولت في بداية الامر ان تبعده ولكنها لم تستطع لتستسلم الي دفي حضنه وهي ترخي راسها عليه بينما رحب الاخر بها بكل حب ف حضنه هذا خلق لها هي وحده فرحته التي يعشقها اكثر من روحه…
ــــ كل ده في الحمام خفت عليكي يكون حصلك حاجه جوه، يلا تعالي غيري هدومك عشان تاكلي حاجه شكلك تعبان اوي…. قالها وهو يحيط بوجهها بين يديه  ويمرر يده على وجنتها المحمره، بينما الأخرى كانت تنظر له باستغراب ودهشه من ماعملته الغريبه عليها لم يسبق أن عاملها أحد بحنان هكذا من قبل فقد اعتادت التعنيف والضرب من والدها وشقيقها الأكبر هي ظنت ان هو أيضا سوف يفعل ذلك ولكن ها هو الآن يصدمها بتلك الطيبة والرقة، أفاقت من شرودها على صوت عمر وهو يضغط على كلت وجنتها لكي يعيد تركيذها  له…
ــــ فرح مالك…. نظرت له فقط ولم يتكلم وهذا ما زاد من استغرابه، سحبها الى ان اتجه الي الفراش وجعلها تجلس عليه وجلس امامها وتابع….." حبيبتي ردي عليه مالك في ايه، انتي خايفه مني عشان كده مش بتتكلمي صح…..  أومأت بتردد وهي تضغط على يدها ل يتنهد وسب في سره كمال الذي  كان سبب في كل ذلك..
ــــ  انت ليه اتجوزتني…. توسعت عيونه وهو يستمع إلى سؤالها الغريب في وقت اغرب، عقد حاجبيه وقال 
ــــ يعني مش عارفه انا اتجوزت ليه يا فرح ولي عامله نفسك مش عارفه….
ــــ عارفه عشان صعبانه عليك، البت الي محدش بيحبها هنا الكل بيكرهها حتى اخوها وابوها فقلت اكسب فيها ثواب واتجوزها صح….. رمش عدة مرات وهو ينظر لها بذهول ثم انفجر في الضحك وهو يضع رأسه على قدميها  بينما جسده يهتز من نوبة الضحك التي انتبته بسببها….
ـــ ولله مش عارف اقولك ايه جبتي الكلام ده منين يا هبله هو الو انتى صعبانه عليه اقوم  اتجوزك ، فرح انا اتجوزتك عشان ده… واشار الي قالبه وتابع…..“ بيدق لكي انتي، عشان بحبك بحبك من وانتي عيله بضفاير بحبك من وانتي بتجري عليه وتستخبي فيه،  مش بس بحبك انا بعشقك، لازم تعرفي ان ده السبب الوحيد الي خالني اتجوزك اني عاوزك جنبي قريبه مني فهمه….  
ــــ  انت بتقول كده عشان مزعلش صح  ،  انت بجد بتحبني….  قلتها بتسأل وكأنها تتمنى أن يرد بنعم بينما الدموع تنهمر من عينيها بقوة لا تتوقف،  نهض من مهامها وجلس بجوارها ثم سحبها إلى حضنه بقوة وقال 
ــــ  ولله بحبك بعشقك  خليكي واثقه في ده،  انا مش مستني منك حاجه كل الي عاوزو منك انك تفتحي قلبك ليه،  احنا هنقعد هنا اسبوع بعد كده هسافر انا وانتي القاهرة و هقدملك على الجامعه هناك…. 
كانت تنظر له بذهول من ما يقوله لا تصدق انه يفعل هذا الان  ظنت في البداية انه سوف يعنفها او سوف يصر على اتمام زواجهم اليوم كما هي التقليد هنا، نظرت له والدموع عادت واغرقت عينها.
ــــ بجد هتعمل كل ده عشاني….. مسح دموعها بيده ووضع قبله علي جبينها بحنان.
ــــ واكتر من كده، انتي بس بطلي تنزلي الدموع اللي مش عايز تقف دي غرقتي الاوضه ياشيخه…. ضحكت برقه وهي تنظر له فابتسم علي ذلك وحمد الله انه استطاع احتواء الامر…"قومي يلا عشان تغيري…. اومأت له واخذت ملابسها واتجهت الي المرحاض، بينما هو اخذ ملابسه واتجه الى حمام اخر…
………….
نظر لها وهي  نائمة بعمق علي سريره وضع عليها الغطاء وظل ينظر لها بشرود تذكر كل ما قلته له…
ــــ شبعتي… نظرت له بعد أن انتهت من تناول الطعام فقد أثر على ذلك وقد كانت حقا جائعة، اومأت له بنعم وهي تبعد الطاولة  عنها، قبل جبيناه وتابع بحنان..
ــــ روحي اغسلي ايدك وتعالى .. 
ــــ حاضر، مش هتاكل انت… نفى برأسه لتتجه  الى الحمام وبعد ان انتهت  وجدته يجلس على الفراش ويسند ظهره إلى  أعلى جدار الفراش. 
ــــ تعالي هنا يا عائشة… توجهت له بخجل وتردد الي ان وفقت امام الفراش، أشار بجوره برفق وتابع… اقعدي هنا جنبي متخفيش…. لم تشعر بنفسها إلا وهي تنفذ ما يطلبه منها دون أي نقاش، لف يده حول كتفها وقربها منه قليل وقال 
ــــ انتي بقي فكرني صح…. اومأت بخجل شديد وهي تنظر له بتردد…" انا كمان لسة  فاكرك ما غبتيش عن بالي لحظه وحده عارفه كده…. حركت راسها بلا لا تفهم ما معنى كلامة  أو المغذي من ما يقوله.
ــــ الاول خليني اعرف نفسي، انا رحيم العراب الحفيد الاكبر لجلال العرب، عندي شركه في القاهر وفيلا برضو جنب الشركه عندي تسعه وعشرين سنه خريج ادراره اعمال اختها من ألمانيا في حاجة  تانية  عايز تعرفيها….. نظرت له بدهشة وذهول من ما قاله وقتلت بفضول طفولي…
ــــ بجد انا كنت فاكره انك مش هتكون كده خالص …
ــــ مم وكنتي فكرني هكون اذي….. بحياء شديد ردت وهي تلعب باصبع يدها.
ــــ بصراحه توقعت انك تكون رجل بكرش ووحش اوى وكمان تكون مش متعلم وبتروح الغيط مع البهايم كل يوم وكده…. توسعت عينه من تخيلها له بتلك الطريقة ولم يدرك نفسه سوي وهو ينفجر في الضحك…
ــــ ههههه طيب وايه رايك دلوقتي بقي….. 
ــــ  مختلف خالص انا اتصدمت فيك اما شفتك انك نفس الشخص الي قبلتو في الجنينة  في  مصر، وكمان بتتكلم ذيي مش صعيدي… ضمها اكثر وقال بحنان غريب عليه..
ــــ انا بتكلم كده عشان اقدر اتفاهم معاكي لكن انا بتكلم صعيدي برضو، دلوقتي عايز اعرف كل حاجه عنك وعن الي حصل معاكي… دمعت عينها مرة اخرى فأسرع في مسحها وقال… "مش عاوز دموع فهمه انتي دموعك غاليه ومرات رحيم العراب متبكيش علي حاجه…. اومأت له ومسحت عينيها بعشوائية وقالت 
ــــ انا فتحت عيني لقيت خالتي خديجة هيا امي هي اللي ربطني وعمو محمد جوز خالتو كان أطيب رحال في الدنيا كانت بحبو اوي، لما كان عندي ١٠سنه سالت ماما اول مره ليه اسمي واسم سارة مختلفين  وانا بابا ليه اسمه خالد مش محمد، وقتها شرحت لي كل حاجه بعد ما بابا سبنا ماما كانت حامل فيه وولدتني وماتت لما كان عندي اقل من سنه، خدتني خالتي وربطني ومن وقتها عمرو ما سال عني طلعت بين ولد خالتي اني اختهم ، بس  من اسبوع في الليل لقينا الباب بيخبط جامد اوي ولما فتحت لقيته  عارف انا معرفتوش معرفتش ان الي قدامي ده ابويه غير لما ماما قالت اسمه،  قال انه جاي عشان عايز  وخدني غصب عني وخلتو معايه بس معرفش عنها حاجه خالص، قالي لو عملت اي حاجه غلط هيا ذيها  
ــــ طيب مش فاكره اى حاجه خالص يعني مش ممكن يكون خدها معه القصر وهي هنا في البلد..
ــــ مش عارفه انا محستش بنفسي غير وانا في اوضة  ضلمة  وبعد كده قالي هفضل هنا لما ميعاد الفرح يجي.
ــــ وخلتك دي ملهاش اي اولد….
ــــ  لا لها ساره متجوزه  ومعها الطفلين الي شفتهم معايا في الجنينه واياد ضابط في قوات مكافحة الإرهاب ا…. عقد حاجبيه  بانزعاج واضح جدا من فكرة عيشها مع شاب في نفس المنزل وهو محلل لها…
ــــ طيب هو فين 
ــــ اياد في مهمة من حوالي شهر ونص و بيقفل تلفونه عشان الشغل  . 
ــــ طب يا عائشه اللي هيحصل كل اتي بصي  احنا هنستنى مده كده احد ما اقدر اتواصل مع احمد  وقتها هنلاقي خلتك لكن في الوقت الحالي منقدرش نفتح اي موضوع يخص الي حصل  الآن كده ممكن نفتح بحى دم تاني.
ــــ يعني هتساعدني عشان ابقي ماما…. ذاد من لف يده حاول كتفها ورفع وجهها له بيده الاخره.
ــــ متقلقيش هجبلك مامتك لحد عندك بس المهم انتي اللي حصل ده ميتقلش لحد هنا خالص  فهمه….. 
ــــ فهمه…..
ــــ نامي بقي اكيد تعبانه…. 
ـــــ ه هنام هنا يعني احنا الاتنين….. ابتسم لها وقبل جبينها قبل ان يساعدها علي التسطح على السرير ووضع عليها الغطاء جيدا..
ــــ صح احنا جوزنا غريب شوي بس ده ميمنعش انك مراتي وان مكانك جنبي تمام نامي متقلقش مش هعملك حاجه…
ــــ مش قصدي ا… وضع يده على فمها وقال 
ــــ فهمك يا عائشه نامي…. اغمضت عينها واستسلم لسلطان النوم الذي سحبها الى  عالم أحلامها، بينما ظل هو ينظر لها بشرود، يالا هذا القدر لا يصدق انها زوجته فتاه ظهرت فيجي امامه لتصبح بعد مرور اسبوع زوجته، ما ان تاكد انها قد غرقت سحبها له وطوق خصرها وسحبها له بينما يده الأخرى مررها خلف رأسها ليدفنه في عنقه وسرعان ما ذهب في نوم عميق …
………
كان يجلس على سريره وفي يده أحد الصور لها وهي تبتسم ببراء شديدة ازعجته، ليس هذا فقت بل انجذابه لها بتلك الطريقة قلبه الذي يخفق فور رؤيته لها ولكن لن يحدث ذلك لن توقعه ابدا سوف يأخذ انتقامه منها رغما عن كل شي، سمع صوت الباب..
ــــ ادخل….دخلت والدته وعلى وجهها ابتسامه متقضبه …
ــــ بتعمل ايه يا ولدي….
ــــ مش بعمل حاجه…. أغلقت الباب واتجهت له قائله بخبث..
ــــ وصلت لحد فين عرفت طريقها….
ــــ ايوه وخلاص هاجبلك حقك وحقي منهم متقلقيش يا امي….  احتضنته بسعادة وغل..
ــــ ربنا يخليك ليا يا ولدي كنت واثقه انك اللي هيجبلي حقي منهم…
ــــ ويخليكي ليه يا ست الكل…. خرجت من الغرفه وهي سعيدة فاخر سوف تشفي نار قلبها اتجهه تلك العائلة …
ــــ قرب وقتك، رهف…..
…………..
دخل الي  العمارة  سريعا وهو يدعو ان يكونو بخير، توقف في امام باب الشقه و بدا في الطرق بقوة ولكن لا فائدة  لم يجبه احد اعاد الكره بقوه اكبر نظر الي ساعة يده ليجدها الواحد بعد منتصف الليل…
ــــ ماما  عائشة…. 
ــــ اياد بيه حمد لله علي السلامه….
ــــ هما فين انا بخبط بقالي مده….
ــــ مش عارف يا بيه بس مش باينين من اسبوع كده…. امسك به من ملابسه وقال بصراخ 
ــــ يعني ايه مش موجودين من اسبوع وانت كنت فين يا حيوان بتعمل ايه هنا رحو فين دانا هخرب بيتك يا كلب… خرج السكان علي صوت اياد العالي…
ــــ خير يا اياد باشا ملك موسكو كده ليه… لم يعيرهم  اي اهتمام 
ــــ رد عليه ايه الي حصل رحو فين مفيش حد جلهم…
ــــ والله يا سعادة البيه ما اعرف حتى انا مشفتهمش وهما خارجين اما طلعت عشان اقولهم علي الزباله بس ما حدش رد فا فكرت انهم راحو عند حد قريبها حتى حاولت اتصل بيك بس مردتش عليه…..
ــــ  اهدو يا جماعه انا من اسبوع  قالتي رنا بنتي انها شفت تلات رجالة واقفين قدام الباب شقه حضرتك بس للاسف  كانت قالت كده تاني يوم الصبح، وبعد كده محصلش اي حاجه حتي الباب كان مقفول عادي…
ــــ طيب ما قالتش كانو لبسين اي او عملين اذي…..
ــــ استنا يا اياد  رنا يا رنا تعالي يا حبيبتي 
ــــ نعم يا بابي..
ــــ فكره يا حببتي الناس الي شفتيهم قدم باب شقة طنط عائشه…
ــــ اه يا بابي كانو طول اوي ولبسين غريب وليهم شنب طويل كده…. قالتها وهي تمرر يدها حول فكها الصغير..
ــــ لابسين غريب اذي…
ــــ مش عارفه بص ذي عمو كده بس في حاجه كده علي رأسهم ولبسين جكت طويل… اشارت الى البواب الذي  كان يرتدي جلباب فاعلم على الفور انها تقصد ذي التقليدي للصعيد، توسعت عينه بذعر والتفت الى باب الشقه وفتحها سريعا بعد ان اخذ المفتاح من البواب ليجد كل شي بها كما هو ولكنه لحظ احد الزهريت المكسوره علي الارض…. 
ــــ الو ايه يا مؤيد تعاله بسرعه خد اجازه وانذل عائشة وماما اتخطفو….

رواية قناع العروس كاملة جميع الفصول ( الفصل 12 )



كان يجوب المكتب ذهابا وايابا بتوتر شديد بينما يجلس أمامه مؤيد  واحد العمال وامامه حاسوب محمول يقوم بمراجعة كاميرات المراقبة…
ــــ اياد اهدي شوب هنلاقيهم متقلقش… 
ــــ اياد باشا لقينهم… اتجه سريعا ليدير الشاب الحاسوب لهم ويعيد الشريط ظهر رجل يحمل والدته واخر يسحب عائشه معه، دقق النظر في صورة الرجل الممسك بشقيقته، توسعت عينه عندما تعرف عليه على الفور أنه هو الرجل الذي خدع خالته و استغل حبها وطيبه قلبها ل تموت بحسرتها عليه، ضغط على يده بقوه وضرب المكتب بيده…
ــــ الكلب الكلب خطفهم ولله ما هسيبه….
ــــ ارجوك اهدي شوي يا اياد فهمني مين ده…. 
ــــ ده جوز خالتى أبو عائشه….. 
ــــ نعم ده جوز خلتك ورجع ليه بعد كل الوقت ده مش انت قلت انو ساب خلتك وطلقها…
ــــ مش عارف بس اكيد مش سبب حلو لازم اسافر قنا حالا….
ــــ اهدء شوي عشان نقدر نفكر كويس قبل ما اتصرف، انا ليه معارف في قنا هبعت حد موثوق فيه يجمع المعلومات الاول وبعد كده نتحرك متقلقش كلها اربع وعشرين ساعه وكلو هيكون هنا…..
ــــ هتجنن يا مؤيد بيعمل ايه هنا ليه رجع….. طبطب على كتف صديقه بمواساة 
ــــ متقلقش كله هيكون تمام……
……….
في صباح يوم جديد وانطوي ذلك اليوم الذي مر على الجميع بصعوبة، تسللت الشمس من تلك النافذة التي تتوسط الغرفة لتسقط على وجهها مسبب في انزعاجها، تململت قليلا في نومها بعدما شعرت بقيد يمنع حركتها، ضرب الم حاد في رأسها مما جعلها تان بالم بعض الشي، رفعت عينها اخيرا بعد ان استعادت كامل وعيها لتقع عينيها على النائم امامها ويده تلتف حولها بقوه مقيد حركتها، نظرت له يذعر وضح وهي تلتفت حولها لا تتذكر اي شي من ما حدث ليلة أمس آخر ما تتذكره هو اعتذر منها ثم يختفي كل شي، حاولت النهوض ولكنها  تشعر بشيء غريب بها وكأنها ليست علي طبيعتها، نزلت نظرها الي ملابسها لتجد نفسها ترتدي بجامه منزليه، ابتعدت سريعا عنه وهي تشهق بالبكاء،  اما الاخر الذي استيقظ بفزع منها،  نظر لها سريعا بخوف عندما رأها تبكي. 
ــــ  ملك انتي كويسه في حاجه وجعاكي…. حاول الاقتراب منها ولكنها ابتعدت سريعا، كادت ان تسقط من فوق الفراش ولكنه امسكها سريعا قبل أن تقع، حاول ان يحتويها لكي يهدئ من خوفها ولكنها ظلت تقاوم وتحاول ابتعاد عنه…..
ــــ اهدي متخافيش،  لو بطلتي عياط ها خليكي تكلمي رحيم ….. توقفت عن التحرك فجيء ونظرت له بعينها البلوريه الماعه من الدموع وقالت بلهفه.
ــــ بجد ها تخليني اكلم رحيم…. اومئ لها سريعا وبعد شعرها عن جبينها وبدء في ترتيبه لها.
ــــ  بجد بس انتي لازم  تبطل عياط وقوليلي انتي كويسه خليني اطمن عليكي الاول…. 
ــــ انا كويسه بس  بس مش فاكره حاجه أخرج خالص اخر حاجة   فاكرها صوت وبس ايه اللي حصل ومن غيري….
ــــ احم..انا الي غيرتك بس بأدب صدقيني…. احمر وجهها بقوه ثم خباته بين يديها وهي تصيح به…
ــــ يا قليل الادب….. ضحك حقا من كل قلبه تلك الصغيرة حقا تدهشه هل كل ذلك الخجل من اجل ان اغير لها ملابسها ماذا سوف تفعل ان علمت ما حدث لها أمس،  حمد لله إنها كانت فقده للوعي كل تلك المدة، ضمها فجي له بقوه بينما قلبه بدء يدق بخوف من ان تبتعد عنه او ان تكرهه بعد ما فعله، ولكن الله وحده من يعلم انه اجبر على ذلك…
ــــ يلا جهزي نفسك هنسافر….نظرت له باستغراب ودهشه..
ــــ هنسافر فين……
ــــ القاهرة، البسي يلا مش عاوزك تكلمي حد تحت خالص ماشي…
ــــ حاضر….. نهض سريعا بينما هي لحقته ولكنها توقفت  وهي تشعر بشعور غريب ورودها مرة اخره، نظر لها بسبب توقفها فجي وقال 
ــــ مالك وقفتي ليه كده…. نظرت له بتردد…
ــــ مش عارفه حاسه باحساس غريب م مش عارفه…. ضغط على يده ابتسم بتردد وقال سريعا…
ــــ اكيد لانك غيرتي مكان النوم بس يلا بسرعة خلينا نمشي من هنا قبل ما يصحو.. 
ــــ حاصر خاصر….رفضت من امامه، ابتسم بحب ثم مرر يده علي قبلها وقال بامل..
ــــ هتسمحنى هتسمحنى…..
……. 
كان يجمع اغراضه استعداد للسفر مرة أخرى إلى الإسكندرية، دخلت والدته الى غرفته لأجده قد انتهى من تجهيز نفسه….
ــــ مسافر بدري ليه يا جود….
ــــ كده عايز الحق وقتي بدير…..
ـــــ  معاك ربنا يولدي….. غادرت دون أن تضيف شيء آخر بينما الاخر اسند يده علي حقيبته ونظر أمامه لتظهر صورتها أمام عينه، شعوره بل اشتياق اتجاهها يزعجه جدا نفي تلك الأفكار من رأسه وحمل حقيبته وغادر…..
…………
في قصر العراب في جناح رحيم، استيقظ باكرا  جدا كعادته ليجد تلك الفراشة بين يديه غافية بسلام، مرر عينيه على ملامحها التي تمتاز بل براء والصفاء، شعور غريب براحة  انتبه في وكانه يملك كل شي في يده على الرغم من أنه يمتلك الكثير من المال ولديه كل ما يحلم به الي انه لم يشعر بتلك الفرحة من قبل، اقسم علي ان تظل له الي نهايه عمره لن يسمح لأحد تن يبعدها عنه مهما حدث،  مرر يده علي وجنتها برفق حتي لا تستيقظ ثم طبع قبله عميقه على جبينها و نهض ببطء إلى الحمام…..
مر بعد الوقت لتشعر بذلك الدفي الذي اختفي من حولها لتفتح عينيها بانزعاج، نظرت حولها وسرعان ما أدركت أنها وحدها، التفتت بخضه عندما سمع صوت باب الحمام يفتح،  كان يضع منشفة على رأسه يجفف بها شعره الاسود من الماء، نظر لها ليجدها قد استيقظت.
ــــ صباح الخير…. نزلت نظرها من عليه سريعا وقالت بصوت خافت لا يكاد يسمع 
ـــــ صباح النور…. وضع المنشفة من يده سريعا واتجه لها، اما الاخره فقد كانت تراقب كل حركة يقوم بها، تراجعت قليلا عندما جلس أمامها، ابتسم بعد ان لاحظ حركتها التلقائية تألم وقال 
ــــ بعتي ليه لسه خايفه مني…. ظلت صامته لم تجد ما تقوله فهو على حق هي الي الان لا تزال خائفة منه  ….
ــــ  بصي يا عائشه عاوز تعرفي اني خلاص جوزك ده امر لازم تسلمي بيه ده نصيبنا اننا نتجوز فهمه، انا هنا هكون حميتك وظهرك عشان كده انا اخر شخص لازم تخافي منو، ولدتك انا هلاقيها و هجبهالك بس لازم تعرفي ان حتي لو لقتها وكشفت لعبه ابوكي ده مش  هيغير حاجة من جوزنا انتي هتفضلي مراتي لآخر نفس فيا وفيكي فهمه…. تطلعت له بدهشه كبيره وهي تنظر له بستغراب 
ــــ ليه انت مش مجبر على الجوازة دي مش انت عاوز شهد وهي ه….. قاطعها قائلا..
ــــ لا يا  عائشة أنا مش عاوز شهد مكنتش موافق على الجوازة دي من الاساس والسبب انها عيله عندها 17سنه يعني عيله انا رفضت بس ده مكنش خيار عشان الطار…
ــــ انا مش عارف اقولك ايه كل حاجه جت بسرعه حياتي اتغيرت فجي انا مش قادره اتقبل ده…
ــــ وانا مستنيك لحد ما تقدري تتقبل وجودي في حياتك تمام…
ــــ انت ازاي كده انت متعرفنيش ليه عاوز تخليني معاك.. أحاط وجهها بيده وقال بصدق
ــــ عشان انا من ساعه ما شفتك وانتي مغبتيش عن تفكيري لحظة واحدة، حتي لما شفتك امبارح كنت مصدوم من وجودك قدمي انتي حلم كنت خلاص فقدت الامل انه  يتحقق بس فجي لقيتك قدامي ومستحيل اتخلى عنك،  كل اللي محتاجه منك وقت بس اننا نتعرف علي بعض ماشي …. اومأت له سريعا فليس هو وحده من يمتلك مشاعر نحوها فهي ايضا تشعر بشعور غريب تجاهه فلم يغب  عن باله   منذ ان رأته….
ــــ بصي يا ستي هعرفك على رقيه و ورده دول  بنات عمي  هاتحبيهم اوي….
ــــ بس ممكن يكونو ب يكرهوني عشان انا…
ــــ لا متقلقيش يلا قومي غيري والبسي هتلاقي ابسك هناك….
ــــ حاضر….. قبل جبينها بعمق ونهض من جوارها….
ــــ روحي يلا….. نهضت ببطء  واتجهت إلى الخزانة وأخذت منها احد العبايات الاستقبال الانيقة
(صوره) 
خرجت  بعد أن انتهت من ارتداء ملابسها، نظر لها بنبهار من جملها وخاص شعرها الحريري الذي كان منسدل بنعومه خلفها، اما الاخرى فقد اتجهت إلى المرأة الزينة  (التسريحه) وبدأت في جمع شعرها ثم احضرت حجبها وبدات في لفه بعناية، كان يرقب كل حركه تقوم بها بشغف كبير لا يعلم متى تولد بداخله تجاهها لكنه أصبح لا يستطيع الابتعاد عنها…
ــــ انا خلصت….. توجه لها ومسك يدها التي كانت تفركها  بتوتر..
ــــ اهدي متخفيش من حاجه انا معاكي تعالي يلا والكل هينديكي شهد تمام لحد بس ما اقدر اقول لجدي….
ــــ حاضر…… طبع على وجنتها قبله عميقه اتجهو الاسفل….
……….
في نفس الوقت كان عمر يجلس على الفراش وبجواره فرح التي استيقظت بعده بقليل…
ــــ  هتفضلي سكته كده كتير يا بنتي هو انا غريب عليكي انا ابن عمتك يعني عارفني مش حد غريب عنك…. نظرت له بتوتر وقالت 
ــــ اسفة بس بس لسه مخدتش علي الوضع ده، هو انا هقولهم ايه يعني بخصوص جوزنا لو حد سألني….
ــــ  متقوليش حاجه قولي  كلو تمام بس ماشي حتى لمامتك اكي، ودلوقتي بقي خلينا في المهم عاوزين نخد علي بعض كده عشان تاخدي راحتك، وانا عارف ازاي…. نظرت له بفضول طفولي أعجبه، فاجئها باقتربه منها ليصبح وجهه مقابل لها، وقبل أن تبتعد كان هو اسرع منها لف يده حول خصرها وقربها منه بشدة،   ومال  باتجاهها متناول ثغرها في قبله عميقة ارد فعلها منذ زمن ارد احتوائها في حضنه بشده يروي شوقه من رحيق شفتيها….
ابتعد عنها ببطء لتقع عينه علي وجهها المحمر بخجل أغرقه فيها اكثر، بحياء كبير دفنت وجهها في صدره سريعا  ، رحب بها بقوة فلا يوجد احلي علي قلبه من وجودها بل قرب منه، قبل جبينها بحنان.
ــــ مش هتتخيلي انا مستني اللحظة دي اديلي  قد ايه، من وانتي طفله عندك ست سنين وانتي سكنه قلبي كل يوم بيعدي عليه كان حبك بيزيد جوه لحد ما ملكو كلو، قلبي وعقلي دول اول مره يتفقوا علي حبك، هتفضلي فيهم  لحد اخر نفس فيا…… كانت تستمع إلى كلماته الرقيقة التي جعلتها تحلق عاليا لم اتخيل في حياتها أن تجد من يحبها تصف حبه الان لها، كل ذلك العذاب الذي ذقته علي يد اخيها وولدها ها هو الان الله يعوضها بذلك الرجل الحنون الذي لا مثيل له، لفت يدها حول خصره وتحتضنه بقوه كبيره.
ــــ خليك كده علي طول، اوعدك اني احبك حبك اوي بس محتاجه شوي وقت خليك جنبي لحد ما اقدر اعدي اللي انا شفتو…..
ــــ معاكي، معاكي لحد ما تيجي انتي وتقوليلي بحبك….. أخرجها من حضنه وانظر الى عينها و الدموع التي تهدد بنزول، مسح دموعها بابهم ليعود ويأخذ كرذيتها  مر اخره في قبله اطلها قدر الامكان…
………..
في قصر العرب على مائدة الإفطار، دخل رحيم وبجور عائشة التي كانت تنظر إلى وجوه الجميع بقلق، رحب الجميع بهم بسعادة  بينما نظر جلال لهم وقال بصرمه..
ــــ مبروك يا ولد يلا اقعدو…. اتجه له رحيم وقبل يديه ورأسه لتفعل هي ايضا على الفور كما فعل هو، ابتسم جلال وربت علي يدها بحنان…
ــــ اقعدو يلا….. اجلس رحيم بجوار والده الذي كان مكانه بجوار جده بينما هي أمامه بجوار ورده ومن الجهة الاخرى رقيه…
ــــ شهد هو انتى مكملتيش تعليم صح….
ــــ نفت برأسها بحيرة فهي حتى لا تعلم أي شيء عن شقيقتها، نظرت لها ورده بحيره وقالت 
ــــ مالك انتي خايفه تتكلمي ولا ايه….
ــــ لا مش قصدي ابدا انا بس….
ــــ مستغربة  صح اننا بنتعامل معاكي عادي….قالتها رقيه وهي تبتسم لها لتومي الآخرة بحيرة منهن…." بصي يا ستي احنا مش ذي عندكم خالص اسفه لو هقول كده بس احنا هنا اخوات مع بعض ومن الوقت  الي اتجوزتي فيها انتي وابية  رحيم انتي خلاص كده واحده مننا  عايزينك تكوني ايزي  كده خالص معاينة…. ابتسمت باتساع لتظهر غمازتيها بقوه في وجنتها 
ــــ اشطا صلي علي النبي ايه يا بت الغمزات دي يا بختك يا ابيه….
ــــ انا عارف ان عينك في الجوازة دي….. التفتو الثلاثه علي صوت رحيم الذي عاد ومعه حسام وادهم…
ــــ تعالي  اعرفك يا شهد(عائشه) ده حسام وده ادهم، وردة دي تبقي اخت حسام اما  ام عين صفرة  دي فهي أخت ادهم…
ــــ اخس عليك يا ابيه كده انا عيني صفره…. ضحك عليها بينما اتجه لها ادهم واخذها في حضنه وقال 
ــــ مين اللي يقدر يقول كده دول هما اللي عينهم صفرة يا يركا….
ــــ حبيبي يا دوما انت اللي نصفني بينهم ديما…..
ــــ هههههه ده علي اساس ان حد بيقدر عليكي يا بت انتي مفتريه….
ــــ ننننننن ملكيش دعوه….
ــــ تعالي نطلع يا شهد (عائشه) ….. امسك يدها واتجهوا الى غرفتهم تحت نظرات الجميع…
ــــ بين انها طيبه اوي….
ــــ فعلا حسيت كده من كلامها ربنا يسعدهم….
…………..
استيقظت لتجد نفسها وحيدة في الغرفة، نظرت الي ملابسها المرميه علي الارض باهمال، تذكرت مشاجرتها معه وكيف سخر منها بتلك الطريقه،  بكت بزعل شديد من حديثه معها لم تتخيل ان يكون هكذا، وضعت يدها على عينها في محاولة يائسة لإيقاف الدموع عن النزول،  انخرطت في حزنها  ولم تنتبه إلى وجوده معها في الغرفه، كان يقف امام باب الشرفة ينظر لها بندم على دموعها التي تؤلمه كلما ذادت، تقدم لها واخذها في حضنه رغم شهقتها ومحاولاتها اليائسه في ابعده عنها..  ..
ــــ انا اسف حقك عليا…. هدات قليلا وهي تسند جبينها على صدره  وصوت بكائها الصمت يرتفع، رفع وجهها بعيد عن حضنه وقال…." انا عارف اني زودتها اوي معاكي حقك عليا بس وقوفك تحت قدم الكل وعليتي صوتك قدم جدي ده غلط يا سراب….
ــــ اذي اذي تعملو كده فيها دي طفله حرم عليكم تؤذوها بشكل ده…… "هو لو احنا كنا متجوزين في ظروف عادية كنت ها تخليهم يعملو فيا كده….. 
ــــ سراب جوز احمد مختلف تماما، احمد متجوز عشان طار فاهم يعني ايه يعني بيبقي العلتين متلككين لبعض على الغلطه، اللي حصل النهارده ده صح بيحصل بس احنا وقفن الموضوع ده من زمان، عشان كده بقولك ابعدي عن عمتي سمية، هي كان قصدها تعمل كده لو هي متكلمتش مكنش كل ده حصل، صح كانو هيطلبو بدليل عفاف بنت بس وقتها كان يقدر يتصرف او يعمل اي حاجه لكن موضوع الدايه ده هيا كانت مخطتالو كويس لو وقتها اكتشف انها لسه بنت كانت هتقوم حريقه فهمته ليه احمد عمل كده عشان ميضعش كل الي عملنه.
ــــ حرام عليه ليه بتعمل كده….
ــــ الشر قلبها اسود اوي يا سراب، هي عمتي اه بس عامله ذي التعبانه الي تلف حولين الفريسة صعبه صعبه اوي….
ــــ حازم انا اسفه عشان اللي حصل تحت بس والله كنت مضايقه اوي علي البنت صغيره اوي يا حازم علي اللي حصلها ده….ضمها الي حضنه من جديد وقال بثقه..
ــــ متقلقيش اكيد احمد اتصرف، احمد طيب اوي وحنين فوق ما تتخيلي….
ــــ ذيك كده صح….. ضحك وقبل جبينها 
ــــ انا حنين يا شيخه دانتي امبارح كنت عاوز تطلقي…. عبست بوجهها ونفت برقه سلبت قلبه 
ــــ لا انا بس كنت متعصبه شوي صغيرين، وبعدين انت اساسا خت حقق مني امبارح ….. ضحك على حركتها الطفوليه وقبل وجنتها بقوه هادفا بياس 
ــــ اساسا احنا مطولين مع بعض شكل اللعبه دي هتتحقق….
ــــ لعبه اي انا مش فهمك…
ــــ هفهمك لما افهم انا اللي بيحصلي…..
ــــ حازم انا عاوز اروح اعتذر لجدو ممكن….
ــــ طبعا انزلي هتلاقيه فى اوضه المكتب فكرها…
ــــ اه….نهضت من جوره سريعا وارتدت ملابسها المكونة من عباءة منزليه انيقه وعليها حجاب بعناية ثم اتجهت الى الأسفل…
……….
في هذه الاثناء، دخل أحمد الى المكتب لجد جده يجلس بشمخ لم يؤثر به الزمن…
ــــ صباح الخير يا جدي…
ــــ صباح النور…..
ــــ انا جاي اقولك اني مسافر دلوقتي…. تنهد الجد وقال..
ــــ أحمد يا ولدي انت عارف ان اللي حصل ده كان لازم يحصل  ، مش معنى كده انك تسيب البيت وتمشي يا ولدي، عارف ان كان صعب علي مراتك بس هيا وعايه واكيد فاهمه…..
ــــ وانا قلتلك امبارح اني باخذ مرتي و همشي من هنا اول ما الشمس تطلع، ولازم تعرف اني هدفعها التمن على الي عملتو…
ــــ حقق يا ولدي بس متنساش انها عمتك..
ــــ دي تعبانه مش انسانه مستحيل ائمن علي مراتي معها في بيت واحد بعد اذنك…
ــــ خلاص اعمل الي يريحك يا ولدي بس ابعتي مرتك الأول  عاوز اقولها كلمتين…. 
ــــ حاصر...خرج من الغرفة ليجدها تقف امامها وعلي وجهها معالم القلق، ابتسم وقال بحنان..
ــــ ادخلي يا حببتي جدي عاوز يتكلم معاكي….توسعت عيونها بخوف ونفت براسها بعد ان امسكت بيده بقوه..
ــــ خليك معايا ….اومئ  لها واتجهوا إلى الدخل، وأشار سليم إلى احمد بالخروج،  نظرت له بخوف وتمسكت في ملابسه بقوه…
ــــ متخفيش مستنيكي بره…. خرج لتنظر هي بتوجس إلى سليم، كان يشبه جدها كثير ليث في الشكل بل في الشخصية والهالة التي تحيط به، اشار لها بالجلوس وقال 
ــــ بصي يا بنتي عارف ان اللي حصل امبارح ده غلط كبير في حقق بس انتي واعيه أن الطار ليه ظروف تانيه خالص، عشان كده مش عايزك تشيلي من ليلة امبارح وعايزه تعرفي انتي من دلوقتي في مقام حفيدتي  يعني لو أحمد زعلك  تتصلي بيا انا وانا الي اجبلك حقق….
ــــ حاضر….. 
ــــ خدي بالك من جوزك ومن نفسك زين يلا في امان الله يا بنتي…. توجهت له بحركه  لا اراديه وقبلت يده ثم خرجت بهدوء، نظر لها احمد مد يده لها فأمسكتها دون تردد…
ــــ يلا بينا….. اومأت له وغادروا القصر تحت نظرت سميه الحاقدة والتي تشتعل بغضب…..
……….
  بعد خروج احمد وريتاج من القصر توجهت سراب الي مكتب الجد لتجده على وشك المغادرة,  نظرت له بخجل وقالت 
ــــ جدو ممكن اتكلم معاك شوي لو سمحت…
ــــ قولي سامع  … نظرت له بتوتر وفركت يدها ببعضها…
ــــ انا اسفه على الي حصل امبارح انا غلط لما عليت صوتي عليك بس غصب عني انا كنت خايفه عليها اوعدك مش هتتكرر تاني….
ــــ الي حصل ده غلط كبير قوي يا سراب بس انا عارف انك متعرفيش عاودنا عشان كده انا متكلمتش امبارح ومريت الموضوع، بس ميحصلش تأتي فاهمه  
ــــ فاهمه…. قلتها والدموع تتجمع في عينها  ..
ــــ
د مش عاوزك تبكي وصل وخلي في بالك اللي قولتيه  ده كان صح بس في الوقت الغلط وبطريقه غلط  …. اومأت له ودموعها لا تظل تنهمر ، مرر يده على راسها بحنان غريب لا يظهر، منه الا نادرا 
ــــ روحي لجوزك يا بنتي انا مش زعلان خلاص….. ابتسمت له وحضنته بقوة تحت دهشته من حركتها، نظر لها وهي تحتضنه بزرعها الصغيرة فبدلها ببطي، ابتعدت عنه سريعا ومسحت دموعها ثم خرجت من الغرفه….
ــــ عايز اطمن عليكم يا ولدي قبل ما  ربنا ياخد امنتو….
…………
اما احدى مدارس الثانويه  للبنات، خرجت همس تلك الزهر الصغير من مدرستها بحماس 
(همس امحد … في الخامس عشر من عمرها تتميز بجمالها الأخذ بعين زرقاء وشعر كستنائي يصل الي نهاية ظهرا، طيبه جدا لدرجة السذاجة حيوية  فأينما ذهبت تنشر الحياه، براء بطبعها رقيقة كزهرة وحيده والديها تحبهم كثير وتتعامل معهم علي أنهم اصدقائها وليسوا وولديها، تعشق جمع مسحيق التجميل والاكسسورت علي الرغم من عدم وضعها لها لكنها تحبه كثير وتتمنى ان تحصل عليها) 
كانت عائدة إلى منزلها بحماس لكي ترتمي في حضن والدتها، وابتسامه ولدها الحنونه غافلة عن تلك العينين التي ترقبها بعينين ذئب  متعطش للانتقام دون أن يهتم لفريسته، دخلت الى منزلها لتجد والدتها كل عادي في المطبخ بينما ولدها لا يزل في العمل فهو لا يكون موجود معظم أيام الأسبوع بسبب ظروف عمله، وضعت حقيبتها بإهمال على الأرض وقالت بصوت عالي 
ــــ مامي انا جيت….. 
ــــ همس ميت مره قلت وطي صوتك انتي بتزعقي مش بتتكلمي….. دخلت علي ولدتها المطبخ وقتلت بعبوس 
ــــ وماله صوتي يا ست ماما دانتي ليكي الشرف انك تسمعيه صلا…
ــــ يا شيخ اتلهي روحي غيري وتعالي ساعديني يلا…. 
ــــ حاضر ولما بابا ييجي هقولو…
ــــ ابوكي مش جي الاسبوع ده كلو يلا يختي انا وانتي هنفضل وشنا فى وش بعض لحد ما يرجع……
ــــ يا خصاره، هروح اغير واجيلك عشان انا جعانه اوي اوي…. اتجهت الى غرفتها وبدلت ملابسها الى بيجامة  منزليه باللون الوردي بنصف كم ورفعت شعرها على شكل كعكة، اتجهت الى والدتها في المطبخ وبدأت في مساعدتها….
دخل الى المنزل خلفها ببطء وهو ينظر حوله، كانت الشقة في منطقة هادي ولكنها كانت متوسطه الحاله، توقف أمام باب الشقة وطرق بابها، لم يمر  كثير من الوقت  الى ان فتحت تلك القطة الصغيرة الباب 
تراجعت بذعر  عندما رأت امامها رجل طويل القامة عريض المنكبين يمتلك عينين كصقر حادة ترعب من ينظر لها بلون الفضي النادر وجوده، ظلت نظر الي عينه دون وعي منها انها تقف و تنظر الي رجل غريب عنها، افقت على صوت الرجولي  الحاد…




ترجي من سيارته بعد أن رآها وهي تخرج من مدرستها بحيوية ونشاط، سار خلفها الى ان دخلت منزلها، ظل مكانه بعض الوقت ثم اتجه الى المنزل، توقف اخيرا امام باب شقتها ل يترقة  بهدوء، فتحت له تلك القطة الصغيرة التي كانت تنظر له باستغراب ممزوج بخوف، ظل ينظر لها والي مظهرها البراء بتلك الملابس البيتية الطفوليه، ابتسم لها بحنان مزيف وقال 
ــــ  انتي رهف مش كده….. اومأت بخوف وعادت الي الخلف قائله 
ــــ انت مين…
ـــــ انا جواد،  جواد دياب…
ــــ  مش عارفك.. ….
ــــ متخافيش ماما هنا 
ــــ اه موجوده   ……. 
ــــ طيب ادخلي قوليلها جواد ….. التفتت ودخلت الى الشقه وبعد قليل من الوقت خرجت والدتها لتجد امامها شاب في مقتبل العمر، ابتسمت له بطيبه وقالت 
ــــ نعم يا ابني انت عايز مين….
ــــ انا جواد….. عقدت حاجبيها وقالت بحنان في طبعها.
ــــ سامحني يا ابني بس مش عارفك….
ــــ انا جواد دياب النجار يا مرات عمي …..توسعت عين مني ولده رهف بصدمه وسرعان ما تحولت إلى ابتسامه سعيده واحتضنته بقوه    
ــــ جواد يا حبيبي يا ابني اهلا يا ابن الغالي تعالي ادخل حقك عليه معرفتكش تعال…. أفسحت له المجال لكي يدخل، نظر لها قليلا من رد فعلها، جلست بجواره على الأريكة وقالت…." عامل ايه يا ابني امك واخوك عاملين ايه وجدك…
ــــ كلنا كويسين يا مرات عمي…
ــــ كده كده يا ولدي كل السنين دي ما تسالش علينا انا وعمك….
ــــ معلش الدنيا وخدانا دي حتي امي هي الي طلبت مني اني ادور عليكم…
ــــ فيها الخير والله هيا عمل ايه….
ــــ الحمد لله كويسه…. 
ــــ يوه معلش يا حبيبي نسيت اقولك تشرب ايه، تعالي يا رهف ده جواد ابن عملك  دياب الله يرحمو…. توجهت لها ومدت
يدها مع ابتسامه خجوله منها..
ــــ اذيك…. التقط يدها برفق وقال بابتسامه خبيثه جعلها ترتسم علي وجهه 
ــــ الحمد لله القمر دي عندها كم سنه…
ــــ عندها ١٥سنه بس مطلعه عيني…… عقدت الاخر حاجبيها بنعومة مع تقوس كارزيتها لتخطف قلب الاخر دون ان تدري…
ــــ كده يا ماما ماشي، علي فكره انا مش شقيه انتي الي بتس تقصديني …
ــــ ههههه اه يلا روحي اعملي فنجان قوه لجواد، قهوتك ايه يا ابني…
ــــ قهوتي ساده….غادرت رهف تحت نظر جواد الذي كان يراقبها منذ دخوله، عاد بنظره إلى هاجر التي قالت بتسال 
ــــ قولي اخبركم انا اخر حاجه فاكرها ان سمية كان عندها عمر وأنت كنت حامل فيك 
ــــ اه عمر اخويه الكبير دكتور في الجامعه وانا بدير شركة بابا الله يرحمو 
ــــ مشاء الله عليك يا حبيبي انت هتتعشي معانا النهارده….
ــــ مش عاوز اتعبك….
ــــ عيب ماتقولش كدة عمك امجد هيفرح اوي لما يعرف نك هنا بس هو مش هييجي الاسبوع ده معلش بقي يا ابني عندي دي…
ــــ لا متقوليش كده انا الي جيت من غير معاد،  اهم حاجه انا هاكل ايه عشان جعان ….. قالها بمرح مصطنع لتضحك عليه هاجر بطيبه وقالت 
ــــ متقلقش هعملك حمام وورق عنب ايه رايك…. نهضت بحماس متجها الى المطبخ، بينما الاخر كان يشعر بالانتصار لانه اخيرا سوف يحقق انتقامه فهو الآن في وقت مناسب تماما لكي ينفذ خطته…
………..
في وقت آخر بعد مغادرة احمد القصر ومعه ريتاج، كانت سمية تحترق من الغضب فقد اردت ان تكون رتاج في القصر لكي تنتقم منها هي وعائلتها، ولكن لم تنجح خططها فقد علمت انه اخذ زوجته وغادر، أما عمر الذي كان برفقة فرح في الجناح المخصص لهم ولم يهتم لي شي كل ما كان يهمه هو أن تظل تلك الابتسامه مرسومه على وجه تلك الملاك.
ــــ عمر يلا بسرعه الفيلم بداء..
ــــ حاضر…. كان على وشك الجلوس ليمنعه صوت باب الذي اعلن عن وجود شخص أمامه، اتجه إلى الباب ليجد والدته تقف اماه وعلى وجهها معلم الغضب، قالت باقتضاب…
ــــ صباحيه مباركه يا ولدى..
ــــ.شكرا يا امي اتفضلي… دخلت لتجد فرح تقف امام احد الكرسي وتفرك يدها بقوه وقالت بقسوة….
ــــ مش هايجي تبوسبي ايدي ولا ايه يا مرات ابني… توجهت لها فرح سريعا وأخذت يدها وقبلتها باحترام… سحبت يدها بقوه من بين يدي فرح وجلست بحده على الأريكة وقالت بنزق..
ــــ روحي اعملي كوباية شاي… غادرت فرح سريعا بينما عمر كان يضغط على يده بقوه لكي يهدأ من نفسه لا يريد ان يسبب اي  مشاكل فا في كل الأحوال سوف ياخذها ويسافر….
ــــ  مالك مضايقه ليه كده…
ــــ اخوك سافر فى مديقه شوي….
ــــ سافر ليه…
ــــ قال عنده شغل… عادت فرح ووضعت اما سميه كوب من الشاي وقالت بتوتر 
ــــ اتفضلي يا عمتي…. لوت فمها وقالت بسخريه 
ــــ عمتك طيب، فين المنديل يا عمر هاتو…. هوي قلب الأخرى وهي تنظر الى عمتها بذعر بينما  نهض عمر ووقف بجور فرح وحاط كتفها وقال 
ــــ عاوزها ليه يا امي، ده حاجه خاصه بي انا ومراتي محدش ليه علقه 
ــــ ملكش صالح يا عمر وهات الي قولت عليه….
ــــ قولت دي حاجه خاصه بيا انا وفرح محدش ليه يدخل ولا حتى انتي 
ــــ اه قول كده يا ابن بطني لحقت تقويك عليه بنت فاطمه….. بكت الاخر بخوف وهي تري صياح سميه في وجهها بتلك الطريقة 
ــــ امي ارجوكي بلاش مشاكل وفرح ما اتكلمتش عشان تقولي كده….
ــــ اسكت انت انا عرفه، ولا انت ملامستها اصلا  صح، صح اكيد منعه نفسها عنك بنت فاطمه انا هوريها…. كادت ان تمسك فرح ليا سحبها عمر خلف ظهره بحماية وصاح بغضب قد فاض به….
ــــ قلت بس ايه انتي جايه تباركي لي ولا تعكنني  عليه، قلت ده شي بيني وبين مراتي متدخليش فيه وتفضلي عاوز اقعد مع مراتي….. 
ــــ انت بتطردني يا عمر….
ــــ قولت اتفضلي لو سمحتي يلا… غادرت الغرفه وقد شعرت بالخوف حقا من ولدها، اما الاخر الذي زمجر بغضب وهو يسحب خصلات شعره الى الخلف بقوه وكأنه يريد أن يقتلعها من مكانه...
افق علي صوت شهقت اخترقت اذنه، التفت لها وكما توقع كانت منهمكة في البكاء، تنهد بيأس من ولدته واخذ فرح في حضنه بقوه وجلس علي الاريكه، كان يمرر يده على ظهرها بحنان شديد يعوض به كلمات ولدته السامة التي ألقتها في وجهه تلك المسكينة….
ــــ انا السبب انت المفروض كنت عملت كده امبارح صح هيا معها حق انا اللي غلطانه و وحشه…. أغمض عينيه من كلماتها الخرقاء تلك الساذجة التي بين يديه لا تدرك ان ولدته لا تهتم بأي شيء لا تهتم إن كان حدث بينهم شي او لا كل ما يحرقها انه تزوج دون ارادتها ولم تستطع أن تتحدث لذلك تريد ان تقلب عليهم حياتهم بأي طريقة…
ــــ فرح بطلي تقولي كلام ملوش معنى فهمه انا الي مقربتش منك انا لو كنت عاوز اكمل جوزنا امبارح كانت عملت  وانتى مكنتيش هتقدرى تمنعيني انا اللي رفضت اعمل كده لاني مستحيل اعمل فيكي كده ف متسمعيش كلام حد حياتنا تخصنا احنا الاتنين بس محدش ليه علاقه بينا.
ــــ بس بس دي ممتك يا عمر….. أحاط وجهها بيديه لتصبح عينيها مقابلة لخاصته وقال..
ــــ حتى لو امي ده ميدهاش الحق انها تهينك أو تقلل منك مدام معملتيش،حاجه غلط فاهمه انتي مراتي وكرامتك من كرامتي.
ــــ عمر…..قربها منها اكثر وقال بصوت مملوء بشغف حبه لها.
ــــ عقل عمر، وروح عمر، ودنيه عمر الي مفيش احلي منك فيها….. ابتسمت بخجل من كلماته وقالت بصوت خافت…
ــــ انت طيب اوي، انا موفقه ل..لو حابب نكمل جوزنا انا مش هرفض….. ظل يجوب وجهها بتركيز وهو يحاول الوصول الي معني كلامها ولكن لمح نظرة الخوف في عينيها التي كانت تحاول أن تخفيها….
ــــ تو تو مش موفق مش هقرب منك غير لما احس فعلا انك بداتي تحبيني زي ما انا بحبك….اغمضت عينها براحه عندما اعاد راسها ليستريح علي صدره….
ــــ شكرا اوي يا عمر….. قبل رأسها عدة مرات..
ــــ مفيش شكر بيني وبينك احنا واحد يا فرح اتعود علي كده….
ــــ حاضر 
………….
كانت تنظر الى الطريق بحماس كان نفس الطريق الذي سلكته عندما ذهبت هي ورحيم لكي يشترو لها ما تريده من ملابس ولكن قد طال فقد أخذها رحيم الى احد المولات الشهيرة في قنا اما الان فهي متجه إلى القاهرة، كانت تنظر من النافذه بفضول شديد إلى المباني والسيارات، كان الآخر يتبع كل حركتها بحب وسعاده لفرحتها،  فرحته تكمن في أن يراها هي فرحة، توقف امام احد الاستراحات وقال 
ــــ هروح اجيب حاجه ناكلها تمام خليكي  هنا متخرجيش…. اومأت له لغادر بينما هي كانت تنظر الي السياره بتمعن، بدأت بكل فضول تبحث في الأغراض التي كانت أمامها، رأت هاتفه ملقى بإهمال على الكرسي، اخذته بتوتر وهي تنظر له بتفحص، يشبه إلى حد ما الهاتف  الذي يحمله شقيقها ولكن هذا اذهبي بينما الذي بحوزة شقيقها أسود اللون، ضغطت على ذر التشغيل لتجد كلمه سر،  عقدت حاجبيها بعبوس كونها لا تستطيع أن تفتحه،  لكنها رأت صورته التي تملئ الهاتف،  ابتسمت وهي تنظر لها بدقة فهي لا تجرؤ  علي النظر له هكذا على الطبيعه،  غافلة تماما عن الوقوف بجوارها وينظر لها بابتسامه مستمتعه علي تلك الصغيره التي تجعله يجن  بها، طرق علي الباب برفق لتشهق الآخرة بفزع والتلف له سريعا،  توسعت عيونها وهي تجد امامها احمد يمسك حقيبه كبيره،  فتح باب السيارة ووضعه على قدمه ثم التف وجلس مكانه،  وضعت الهاتف من يدها سريعا وهي تنظر الى الجهة  الاخر  .
ابتسم وقال بينما أخذ هاتفه ويقوم بفتحه…
ــــ خدي شوفيه بس كلي الاول….. نظرت الي الهاتف الذي مده لها لتأخذه سريها وعلى وجهها ابتسامه سعيده، نزلت نظرها الى الحقيبة لتجد العديد من الأطعمة اخذت كيك كبيرة وبدأت في تنزلها بينما تنظر الهاتف تعبث به بفضول  ….
بعد مرور ساعة أخرى توقف امام  فيلا بتصميم عصري جميل وامامها حديقه كبيره نوعا ما، نظر لها ليجدها غافية على كرسيها بينما تمسك في يده قطعة كيك كبيرة، اغمض عينه باستغراب من ما يره فمن يراها الآن لا يصدق انها فتاه في السابع عشر من عمرها، ترجي من مكانه واتجه لها، أخذ من عليها تلك الحقيبة ووضعها باهمال علي الكرسي الخلفي ثم حملها برفق، فتحت عينها عندما توقف أمام باب الفيلا لتنظر حولها باستغراب وسرعان ما أدركت ما يحدث حولها، حاولت أن تنزل ولكنه لم يدعها تفعلي ذلك، نظرت بخجل شديد الي الباب الذي فتح لتظهر من خافه سيدة كبيرة في العمر على وجهها معالم الطيبه…
ــــ  الحمد لله على سلامتكم يا ولاد مبروك…
ــــ الله يبارك فيكي يا دادا قولي لمحمد يجيب الشنط من العربيه….
ــــ حاضر يا ابني، اجهز لكم الغداء لحد ما تستريحوا شوي…
ــــ يريت يا دادا بعد اذنك…. غادر وهو لا يزل يحملها بين يديه في وضع العروس، دخل الغرفه كانت واسعة  جدا اساسها بلون الكريمي بها فراش كبير.
(صورة الاوضه)
افقت من تأملها للغرفه عندما وضعها علي الفراش برفق، قبل جبينها بحنان وقال 
ــــ قومي غيري هدومك دي والبسي حاجه مريحه متقلقيش مفيش حد في البيت كله ستات…
ــــ طيب فين لبسي….
ــــ ممم لسه الخدم مجبهمش من العربيه البسي بجامه من عندي لحد ما ييجي حد يرتبهم في الدولاب….اعطها بجامه مكونة من بنطال قطني اسود وعليه تيشيرت رمادي، اخذته من يده واتجهت إلى الحمام ، أما هو فقد خرج من الغرفه متجه الى الأسفل….
ــــ انا خلاص يا ابني قربت اخلص…. جلس على احد الكرسي في المطبخ وقال 
ــــ عملتلنا ايه بقي…. 
ــــ عملتك ورق عنب وبشمل الي بتحبو، انا من لما قولتلي انك جي في الطريق جهزت كل حاجه وخليتها جاهزه كل الي نقص اني اسويها بس، بس قولي يا ابني هيا مرانك عندها كم سنة يا حبيبي….
ــــ عندها ١٧سنه،  عارف انها صغيره بس بحبها… 
ــــ يا حبيبي يا ابني ربنا يسعدك دايما يارب ويرزقك بذريه الصالحه….
ــــ يارب يا دادا، هروح اشوفها أخرت ليه كده…
ــــ سيبها براحتها بقى تعالي هنا دوق ورق العنب شوفو طيب ولا لاء…..
ــــ ههههههه حاضر هاتي كده…. اخذ منها الحد أصابع ورق العنب وتذوقه بتلذذ…"مممم تحفه تسلم ايدك يا ست الكل… 
ــــ حبيبي بالهناء والشفاء، روح بقي لمراتك قبل ما احط الاكل…
صعد الى الاعلى ليجدها تقف امام باب الغرفة وتنظر له بتردد، وضع يده على فمه يمنع ضحكته بصعوبه عندنا راء شكلها بملابسه، عقدت حاجبيها وقالت بخجل 
ــــ مش عارف انزل كده البس وسع  عليه…. امسك يدها واتجه الى الأسفل 
ــــ لا هو حلو كده تعالي بس، بصي دي اوضتنا الي احنا خرجنا منها والي  قصدها دي اوضه الاطفال اما الاتنين الي في الاخر دول ضيف كل اوضه بحممها، ننزل تحت من هنا هنلاقي الرسبشن الكبير ده ده لاستقبال الناس معاه حمام خاص بيه بردو اما هنا المطبخ وكمان في باب هتلاقي فيه ممر في تلات اوض للخدم، وفي الناحيه التانيه اوضه الجم بتاعتي هبقي اورهولك بعد ما نكل تمام وفي الآخر هناك ده المكتب بتاعي …. اومأت بصمت وهي تنظر إلى كل ما يشير له بدهشه شديده وفرحه لم تتخيل أن يتحقق حلمها في امتلك منزل خاص بها تعيش به هي وزوجها وأطفالها، دخلوا الى المطبخ لو الداده تضع الطعام على طاولة في المطبخ….
ــــ احمد احط الاكل هنا ولا في اوضه السفره….
ــــ ايه ده نسيت اقولك علي اوضه السفره، خالص نكل هنا النهارده وخلاص يا دادا…
ــــ ماشي يا ابني، ايه اللي انتي لبسه ده يا حببتي….احمر وجهها بخجل وهي تختبي خلف احمد…
ــــ هههه خلاص يا داد بقي، لبسها لسه ما حدش رتبوا فأعطتها حاجه من عندي لحد ما ننظم لبسها، تعالي انتي كمان مستخبيه كده ليه…
ــــ،هههههه يا عيني يا بنتي وقعة  في البس كده ليه ذي العصفوره…. ضمها احمد له وقال بضحك
ــــ فعلا عصفوره، بس عصفور قمر….
ــــ بس يا ولد عيب كسفت البت يلا عشان تكلو…. 
ــــ يلا يا دادا انتي رايحه فين…..
ــــ انا مش قادره يا ابني انا هدخل اريح شوي وعلى العصر كده فى بنت هتيجي تروق كلو انتو وسيبو كل حاجه مكانها ماشي…
ــــ خلاص يا حبيبتي روحي ارتاحي…..  ما ان غادرت حتى التفت هو لها وسحبها جعلا ايها تجلس على ساقيه، ابتسم عندما نظرت له بعين متسعة ووجها التورد …
ــــ ب..بتعمل ايه نزلني….
ــــ لا مفيش نزول يلا كلي…. لم تعترض مرة اخري بل بدات في تناول الطعام كما أمرها بهدوء شديد ،ظل ينظر لها وهي تأكل ببطي، ابتسم بسعاده كونه حلم بتلك اللحظة كثيرا…
ــــ انت مش بتاكل ليه…. قالتها وهي تنظر له بستغراب من تحديقه بها وعدم تناوله ولو لقمة  واحدة الى الان…
ــــ بتفرج عليكي وانتي بتاكلي….  سعلت بقوة من كلامه فاخذ كوب ما سريعا واعطاه لها، ارتشفت منه سريعا وهي تنظر له بصدمة من ما يقوله…
ــــ انتي كويسه…. أومأت بنعم وانزلت نظرها بعد ان وضعت الكوب في مكانه….
ــــ هاكل معاكي اهو يلا، عشان نرتاح شوي….
………….
ــــ وصلت لايه….
ــــ بص عاوزك تهدي الاول وتسمعني لاخر…..
ــــ انجز يا مؤيد انا اعصابي مش مستحمله…..
ــــ انا بعت واحد قريبي هناك قال إن كان في طار بين علتين كبار هنا ومن الواضح أنهم قرروا أن ينسب بعض عشان الطار….
ــــ قصدك انو رجع عشان يجوز اختي لحد من عيله دي صح…
ــــ بص هو ايوه بس في خبر كويس، اختك اتجوزت في عائلة العراب ودول معروفين انهم ناس كويسين جدا وعندهم الزوجة تاج على الراس، متقلقش كمان عرفت انهم خدو بنت طمان من عياله العراب….
ــــ انا هطربق الدنيا علي دماغه و هروح اخد اختي منهم….
ــــ ارجوك يا اياد اهدي وافهم لاخر، علي حسب فهمي أنا لي المفروض تتجوز اسمها شهد خالد الهوري بس لما عملت التحريات لقيت قصيمه الجوز متقدمه باسم عائشة، خليت حد يعرف معلومات عن رجال خالد وقدرت اوصل ليهم، هما حاليا موجودين في شقه في قنا ب يحرسو شقه والي اكتشفته لما سألنا بوب قال انهم طلعو مع بت صغيره يعني دي تبقي اخت عائشه شهد الي كانت المفروض تتجوز…. 
ــــ عاوز عنوانها حلا….
ــــ ليه يا اياد….
ــــ هعمل  فيه نفس الي عملو فيا….
ــــ اياد اهد متتهورش ارجوك ده مينفعش، احنا هنرجع اختك كن بل عقل……
ــــ مؤيد متجننيش بقولك اختي خلاص اتجوزت فهم يعني ايه، انا اختي ضعت خلاص وذي ما عمل كده في اختي هعمل في بنتو…
ــــ تعمل ايه في بنتو انت مجنون دي عندها ١٧ سنه هتعمل فيها ايه….
ــــ هتجوزها….
ــــ اذي يا مجنون اذي وهي لسه قاصر….
ــــ ابوها الي هيتجوزها غصب عنو…..
ــــ اياد ابوس ايدك هدي شوي  وخلينا نفكر…
ــــ هات العنوان يا مؤيد…. أكد أن يتحدث لكي يثنيه عن ما يفعله ولكنه لم يكمل كلامه عندما نظر له بتحذير…. هات العنوان من غير كلام…. أعطاه عنوان الشقة التي كانت متواجدة بها شهد….
ــــ هخليك تجرب الي انا جربتو يا خالد يا هوري……
في قنا في احد الشقق في منطقة تمتاز بالهدوء، كانت تجلس في غرفتها التي منذ ان اتت بها وهي حبيستها، تذكرت عندما استيقظت وجدت نفسها بفستان الزفاف في شقه غريبة عنها لا يوجد بها أحد ثوي هي، ذعرت كثيرا في البداية ولكن سرعان ما علمت من اتصال ولدها بها بكل شي، حزنت كثيرا علي ما حدث ولكن ليس هذا ما أحزنها بل وجود لها شقيقة هي لا تعرف عنها شي، بكت عندما تذكرت شقيقها وتمنت لو انها تملك هاتف تستطيع ان تتصل به وتخبره بما حدث معها لعله يستطيع أن ينقذها، اغمضت عينيها وكادت أن تنام ولكنها انتفضت من مكانها عندما سمعت صوت صياح في الخرج فتحت باب غرفتها تصرخ بذعر وفزع عندما دفع احد الباب بقوه تراجعت سريعا الي ان التساقط بالحائط وهي تنظر الى الباب بذعر شديد، دفع الباب للمرة الثانية بقدمه بقوة أكبر، دخل الى الشقة وعينه تمرر في أرجاء المكان الي ان توقف علي ذلك الجسد الضئيل المنكمش على نفسها في زاوية الغرفه، توقفت عينه على تلك العينين التي كانت بلون العسلي  بضياع وانبهار في نفس الوقت.
أما الآخرة فقد كانت تكد تبكي من الخوف وهي ترى ذلك الرجل الذي يقف امامها لم يساعدها جسده على الهدوء ابدا فقد كان يمتلك بنية ضخمة بسبب ظروف عمله التي تتطلب ذلك. 
ــــ…….
………. 
في حديقة قصر عائلة العراب كانت تقف وفي يدها رشاش ماء تسقي به الأزهار، كانت مندمجه في ما تفعله، التفتت فجي لتسمع صوت شهقه عاليه، نظرت الي مدر الصوت لتجده…



في حديقة قصر عائله العراب كانت تقف وفي يدها رشاش ماء تسقي به الازهار، كانت مندمجه في ما تفعله، التفتت فجي لتسمع صوت شهقه رجولية  عالية، نظرت الى مصدر الصوت لتجد ادهم يقف وقد ابتلت كل ملابسه بالكامل، القت الرشاش من يده واتجهت له بسرعه، كان الآخر يقف بصدمه وهو ينظر الى نفسه فقد ابتل بالكامل….
ــــ اسفه يا ادهم ولله مخدتش بالي منك خالص….أخرجت منديل  قطني  صغير وقدمته  له وقالت بخجل شديد من الموقف…." خد نشف وشك طيب…. ابتسم واخذ منها المنديل وبداء في تجفيف وجهه ،التقطت أنفه رائحة الياسمين التي تستعملها داما، نظر لها بدقة لأول مرة صحيح انها ابنة عمه ولكن لم يكن يختلط بها ابدا، أطال نظرة بها لتخجل الاخري وتنزل وجهها أرضا…
ــــ ا.انا همشي بقي….وغادرت سريعا من أمامه هاربة من نظراته الغريبه عليها، نظر الي منديلها الذي كان في يده ووضعه في جيب سترته و دخل خلفها…
ــــ ايه ده يا ادهم منالي عمل فيك كده…. قالتها رقيه التي اتجهت لي شقيقها فور أن دخل ملابسه المبللة….
ــــ مفيش يا حبيبتي هروح اغير بسرعه وجي…. اتجه الى غرفته ل يلمحها وهي تدخل الى غرفة شقيقها.
ــــ في ايه يا ادهم هو اول مره تشوفها يعني ما هي قدمك من لما اتولدت اشمعنا بتفكر فيها دلوقتي…..نفض تلك الأفكار التي تلبسته في واتجه الى الحمام الملحق بغرفة…
ــــ حسام انت ماشي ليه انت لسه مكملتش اسبوع خليك شوي…. أغلق حقيبته والتفت لها مع ابتسامه حنونه..
ــــ حبيبتي انا سايب الشغل بقالي ست يام علي تقي والشغل كتير عليها اوي لازم اروح….
ــــ تقي ممم قولتي عشان كده بقي ماشي يا لئيم…. ضيق عينيه وأمسك بها من ملابسها كل مجرمين وسحبها نحوه…
ــــ شامم ريحه مش حلو في كلامك يا اختي العزيزه…. 
ــــ يقطعني انا اقدر بردو يا سي حسام…..قالتها بدرميه جعلته ينفجر في الضحك عليها، ضمها فيجئ وقال 
ــــ هتوحشيني اوي، بصي انا هفتح ادهم في موضوع الشغل عشان تروحي تدربي معاه ماشي علي ما اظن انتي فاضل سنتين صح …. ابتعدت فجي وقالت بلهفه 
ــــ بجد يا حسام اخلف هتقولو….. 
ــــ مم و تقعدي معايا فى الشقه ايه رايك…. 
ــــ عاااا حبيبي انت والله بحبك اوى…. ضمها الآخر بقوة ثم ابعدها برفق وتابع 
ــــ همشي انا بقي وهبقي اتصل بيكي اعرفك هتيجي امتي ماشي…  اومأت له بنعم وابتعدت عنه، قبل جبينها ثم حمل حقيبته واتجه إلى الخارج….
ــــ حسام استني… التفت فوجد رحيم يتجه له، وضع حقيبته أرضا وقال 
ــــ  ايه يا رحيم….  
ــــ عاوز في موضوع مهم اوي  ….. أومأ له الآخر ثم تحركوا معا الي الخارج، توسعت عين الآخر من هول ما سمع..
ــــ انت قصدك ان الي فوق دي مش شهد وانها اختها واسمها عائشه…
ــــ ايوه  ، لحد دلوقتي مش قادر اصدق ان الواطي ده قدر يخدعني وديني لول ان الموضوع عجبني كنت دفنتو مكانو….
ــــ عجبك اذي يعني مش فاهم….سرد عليه لقائه بعائشة في الحديقة  وكيف شغلت باله منذ ذلك الوقت.. 
ــــ  سبحان الله شوف النصيب مش مصدق ده ولا الافلام يا رحيم، بس انت قولت انك عاوز تعرف مكان خلتها طيب وبعدين…
ـــــ هرجعها ليها وبعد كده هكشفو قصاد الكل بس لحد دلوقتي اللي مش فهمه اذي عمل كده في كتب الكتاب يعني انا مسمعتش اسم عائشه خالص في كلام المأذون… 
ــــ هو تقريبا قال نجله السيد خالد سليم الهوري ….
ــــ اكيد كان متفق مع المأذون عشان يلهي في اموضوع، المهم انا عاوزك لما تسافر تروح علي عنونها وتعرف لو ابن خلاتها ده رجع ولا لاء…..
ــــ حاضر، بس تفتكر رد فعل جدك هتكون ايه على الي حصل.. 
ــــ مش عارف يا حسام بس هو لو في مجلس مش هيغلط لانو نفذ كلمهم عائشه كمان بنتو والاكبر يعني كلو تمام….
ــــ طيب انا همشي دلوقتي وهتصل بيك لو وصلت لحاجه…
ــــ توصل بسلام…. غادر حسام ليعود الاخر الى غرفته بهدوء، اخذ هاتفه من على الفراش ونظر الي الغرفه ولكنه لم يجدها، نظر الى باب الحمام الذي كان يصدر صوتا فعلم أنها في الدخل، أخذ الهاتف لكي يطمئن على أمور  العمل ….
……
اغلق باب الشقه بقوه خلفه ومرر عينه في ارجاء الغرفه لتقع عينه اخيرا علي ذلك الجسد الصغير المنكمش بزعر في أحد زوايا الشقه، توقفت عينه اخيرا ذلك الوجه المزعور وتلك العين التي بلون القهوة  التي كانت تنظر له بذعر كبير،  بصدمه كبيره نظر لها هل هذه هي هل من المفترض أن يأخذ بثأره من فتاة لا يتجاوز طولها صدره، افق من تفكيره على صوت شهقتها الباكيه، عاد الغضب في الاندلع دخله وتخيل شقيقته في نفس خوفها عندما أخذها من شقتها هو وولدته، اتجه لها سريعا لتصرخ الآخر بفزع وتحاول الهرب ولكن لم يمهلها فرصة لذلك، امسك يديها الاثنتين بيد واحدة  والآخر حول لسقيها وحملها على كتفه واتجه الى الأسفل تحت صراخها وطلبها النجدة….
ــــ افتح الباب…. القي بها بقوة داخل السياره واركب بجوارها مشيرا إلى مويد بل تحرك….اسمعي كويس يا،بت انتي مش عاوز اسمع صوتك ده خالص لحد ما نوصل ولا ورحمه ابويا ادفنك مكانك واخلص منك وصدقيني هيكون علي قلبي زي العسل فهمه…. 
ــــ قولت فاهمه ردي…..اومئت سريعا وهي تنكمش في باب السياره بقوه وهي تومي له بذعر سريعا، نظر مؤيد لها بشفقة وقال بهدوء.
ــــ اياد اه….. قاطعه الآخر بنبرة لا تقبل أي نقاش.
ــــ مؤيد لو سمحت مش عايز اسمع اي حاجه دلوقتي وصلنا على شقه المعادي لحد ما اشوف هعمل ايه….
ــــ حاضر يا اياد حاضر….. كانت تنظر إلي ذلك الوحش المتجسد في هي إنسان أمامها، وضعت كلتا يديها على فمها في محاوله منها منع شهقتها من الوصول له، تمنت لو ان شقيقها معها الآن، كان يتابع حركتها بطرف عينه يغلي من الغضب كلما رآها لا يعلم لماذا ربما لانه لا يصدق الي الان ان تلك الطفلة كانت من المفترض ان تتزوج أو أن شقيقته أصبحت بديلة عنها، اقسم علي ان يذيق ولدها ما ذاقه هو ويحق قلبه عليها…..
توقفو اخيرا امام احد البنيات في حي هاداء رقي، صعد  فتح باب السيارة وسحبها بقوه منه وهي تبكي، حاولت كثيرا ان تبعده  ولكن هيهات ف الفرق بينها وبينه كفرق بين السماء والأرض من لا يوجد اي مقارنه بينهم، مل من محاولتها الهرب  ل يسحبها بقوه فلم يشعر بنفسه الا وهو يصفعها بقوه جعلته تسقط ارضع من قوتها، فقدت الاحساس بخدها الأيمن قوه الضربه فلم تشعر بعدها بشي كل ما كانت تراه هو صورة مشوشة ثم اختفى كل شي من حولها، حملها بعد أن تيقن أنها فقدت الوعي، وضعها باهمال على الفراش والتفت إلى الخارج مغلق خلفه الباب جيدا، راء مؤيد وهو ينظر له بغضب….
ــــ روح انت يا مؤيد…. تقدم الاخر منه بقوه وقال بصوت صارم لعله ينجح في افاقه صديقه من غفلته….
ــــ اياد انت هتعمل ايه فى البنت ارجوك فوق بقي، متنساش انها اخت عائشه ولو هي موجوده دلوقتي كنت رفضت الي انت بتعمله حرام عليك البنت واللي بتعملو فيها ده هيا قد الكف الي انت ضربته ولها ده ده اانا مش بستحمل حرم عليك متنساش اللي انت اتعلمتوا في الكليه….
ــــ مؤيد قولتلك ما تتدخلش لو سمحت اتفضل انت دلوقتي…. غادر الشقة بيأس من صديقه الذي فقد عقله تماما…
عاد الى الغرفه مره اخره ونزل قميصو والقه باهمال وابتسم بشر بينما عينه تنظر الي تلك الملقاة بإهمال على الفراش غير وعيه إلى ما يحدث حولها….
……….
كان يجلس في شقته بعد أن عاد من منزل عمه الذي اقسم بكل جوارحه أن ينتقم منه وأن يجعله يذوق الذل والمهانه….. 
اخرج هاتفه واتصل على شقيقه…
ــــ يا هلا بعريس الغفله….
ــــ  عريس اي بقي وامك اللي منكده عليه من يوم الصبحيه دي، انت رحت فين..
ــــ سافرت عشان عميد شغل كتير، بعدين ملها امك عملت ايه….. بدء في سرد كل ما حد مته وما فعلته ولدته….
ــــ طيب انت بجد مكملتش جوزك من فرح يا عمر….
ــــ لا يا جواد معملتش كده، كنت عاوزني اعمل ايه ادخل عليها ذي رجل الكهف وخلاص، بعدين انا مش مستعجل كل همي انها تحبني انما كل ده ييجي بعد كده عادي…
ــــ مستغرب اوي يا عمر مش عارف انت مش شبه حد فينا خالص ليك تفكير خاص بيك، حنيتك بتتحكم فيك في كل تصرفاتك…
ــــ لا مش مختلف انت بس الي بتهيألك كده لكن انا ذي ذي اي رجال بس الفرق اني راجل بحب، بحب بحب طفوله ومراهقه وشباب الي لحد دلوقتي في قلبي، مش هتفهمني غير لما تقع على بوزك وتحب انت كمان وقتها هتحس باحساسي….
ــــ مظنش ان ده هيحصل انا مش هحب يا عمر انا مش انت انا قلبي اسود مينفعش معاه الحب….
ــــ متقولش كده انت طيب انا عارفك يا جواد انت بس الي مغلفه بسواد  سيب نفسك يا جواد بلاش تفكير في حاجه قديمه مالها اي فايده….
ــــ سلام يا عمر…… اغلق الهاتف مع شقيقه ثم نظر الي هاتفه وفتح احد الملفات لتظهر امامه صورة تلك القطة الصغيرة، ابتسم وهو يمرر يده على ملامحها، توقف في عندما تذكر ما ينوي أن يفعله بها، ضغط علي هاتفه بقوه وكانه يحاول ان ينفذ عن غضبه الشديد….
ــــ مش هضعف ابدا ابدا….
………..
في احد الدول الاجنبيه، كان يجلس على فراش وسع وبجواره فتاة ترتدي ملابسها، القي لها رزمة من المال وأشار لها بالمغادرة، اخذت الفتاة  ورحلت دون ان تهتم لأي شيء فقد اعتادت على ذلك أن تلقي بجسدها في احضان الرجال مقابل بعض الورقات النقدية، سحب من سيجارته وهو يخرج كمية كبيرة من الدخان من فمه وهو ينظر أمامه بشرود، أخذ هاتفه وقال بصوت مخيف…
ــــ الي ماذا توصلت هل علمت اين هي الان….
ــــ لا يا سيدي لم نعلم شي عنها ولكنها لم تمت في الحريق لا تقلق امهلني بعض الوقت وسوف احضرها لك اعدك….
ــــ يجب عليك فعل ذلك حياتك مقابل وجودها… اغلق الهاتف و ابتسم بشوق كبير وهو ينظر الي تلك الصورة التي كانت تملأ الجدار…
ــــ هوصلك يا سربي هوصلك وقتها محدش هبعدك عني تاني يا حبيبتي هههههه……
(رمز الحازمي…. الابن الوحيد لسعد الحازمي  في الثالث والثلاثين من عمره مهووس مريض كل ما يريده لا يرتاح الي ويحصل عليه يعمل في تهريب الاموال والاسلحة  والممنوعات،  يمتلك جسد رياضي بملامح شرقيه اصيلا  يعشق سراب الى حد الجنون، كل ما يهمه هو مصلحته فقط) 
كانت في حديقة القصر تتجول في المكان بعد أن سمح لها حازم بذلك،  كان المكان هادئ هواء نقي يرد الروح،  اغمضت عينيها وهي تستنشق كمية كبيرة من الهواء الذي دعب وجهها برقه،  توقفت امام شجره توت كبيرة،  توسعت عيونها بفرحه كبيره وهي ترى ثمرها الحمراء المائلة للسواد،  توجهت لها سريعا وبدات  رفع نفسها لكي تتمكن من أمسك أحدهما ولكنها لم تستطع،  ظلت تحاول الي ان شعرت بذراع كبير تلتف حول خصرها وترفعها الي الاعلي،  التفتت بشهقه لتجد حازم يبتسم، لها واشر لها بعينه علي التوات،  لتبدأ في جمعه سريعا بسعاده،  انزلها بعد أن جمعت ما يكفيها منه،  نظرت الي يدها الممتلئ بالتوت الأحمر وبدأت في تناوله بسعادة كبيرة….
ــــ خد دوق طعمو حلو اوي  …. اخذ منها وخده وتنولها، اعتاد منذ ان كان صغير علي جمع حبات التوت من أجل شقيقته،  نظر لها وهي تتناول التوت بستمتع كبير،  ابتلع ريقه وهو ينظر لتلك الكرزتين التي تتحرك برقه،  مرر عينه في الأنحاء فلم يجد احد،  سحبها له الي ان توقف خلف تلك الشجرة ومال نحوها سريعا يروي نفسه من رحيق شفتيها يطفي تلك النار التي اندلعت دخل بسببها  تلك الحسناء التي تستولي على قلبه بغير اردته،  ابتعد عندما شعر بها تتخبط بين يديه،  نظر إلى وجهها المحمر بخجل وصوت انفسها العالي الذي ملأ المكان،  أسند جبينه علي خصتها ….
ــــ كنت عارف ان ده هيحصل من اول ما شفتك وانا حاسس انك خطر عليه بس متوقعتش انك تخديه بسرعه دي….نظرت له بجهل إلى ما يقوله..
ــــ م مش فاهمه، انا مخدتش حاجه…..  مرر يده على وجنتها المتوردة نزولا الي شفتها ليمرر بهمه عليها ببطء وقال بينما المسافة بينهم منعدمة تقريبا….
ــــ لا اختي اختي قلبي مني من غير ما احس بدا، من اول مره شفتك فيها في المقر وانا حاسس بانجذاب غريب ليكي حاولت ابعد عنك بس القدر حطك في وشي، قولتلك قبل كده ان العبه دي شكلها هتقلب جد، وهي قلبت وحبيتك فعلا….
ــــ حبتني   ….. 
ــــ مممم غريب مش كده، بس مش عارف اذي ولا امتي بس قلبي بيدق جامد لما بشوفك كل حركة منك بتلفتني مش بتبعدي عن تفكيري ولو لحظه، خلاص مبقتش قادر، ابعد عنك….
ــــ حازم انت بتقول ايه انت متاكد انك بتحبني انا، انا….  أحاط وجهها بين كفيه بحنان
ــــ انتي ايه يا سراب… 
ــــ اانا منفعش حد، انت المفروض تاخد وحده تليق بيك مش وحده عمها قال ابوها وامها ويتاجر في السلاح….
ــــ هشش اوعي تقولي كده تاني فاهمه انتي تشرفي اي حد ابومي كان ليه سمعتو وسط الناس رجل طيب وكويس وعمر حد ما سمع حاجه وحشه عنو، وبنسبه لعمك وابنه  ف سمعتكم تخصهم ملكيش دعوه بيها….. بكت بحزن على حالها، شعرت به وهو يحتضنها بقوة لتدفن هي الاخره وجهها في عنقه….
ــــ مش عايزك تنزلي الدموع دي تاني فهمه، دموعك غاليه عندي  ….. نظرت له بسعاده ممزوجه بخوف من ما يحدث دعت الله أن لا يأخذ منها هذه السعادة كما أخذ منها كل شي، افقت على صوت أتى من خلفهم…
ــــ ايه اللي بيحصل ده، بعد  كده يا بن عمي مش فيه لك واوضه ولا ايه…. قالها كامل بسخريه وهو ينظر الي حازم الذي التفت بحده وضعا سرب خلفة ، لا يحبه مطلقا لا يطيق وجوده منذ ان كانوا صغار و كمال هذا لا يتحمله ابدا لا يتقبله…
ــــ انت شايف واحد ومراته واقفين مع بعض لوحدهم جي نحيتهم ليه….
ــــ ولله المكان ملك للكل امشي براحتي وذي ما قلت ليك اوضه تحب فيها….
ــــ كمال احترم نفسك احسن لك وغور من وشي….
ـــــ اتكلم كويس يا حازم انا مش بلعب معاك عشان تقولي غور….
ــــ انا اتكلم ذي ما انا عاوز…. ضغطت سرب على ملابسه من الخلف بخوف من صوتهم العالي….
ــــ ايه المدام خافت ولا ايه…. لم يتحكم الآخر في غضبه ليهجم عليه فور انتهائه من جملته، صرخت سراب بذعر بعد أن رات حازم فوق كمال يسدد له الكمات…. أتى علي صوتهم الغفر الواقفين امام البوابه الرئيسيه، اخيرا نجحوا في ابعد الاثنين عن بعضهم، كان كل منهما ينظر الى الآخر يكره وكانهم ألد أعداء وليسو اولاد عم…
ــــ حازم كمال ايه الي بيحصل هنا….
ــــ جدي انا كانت وقف انا ومراتي في حلانا هو الي جه وبدي يلقح بل كلام…
ــــ وياطر كنت بتعمل ايه انت ومراتك….
ــــ احترم نفسك، بدل ما اجي اكمل عليك فهم….
ــــ تعال وريني هتعمل ايه….  صاح الجد بصومه 
ــــ بس انتو الاتنين، تعلو وريه…. غادر إلى الدخل وخلفه كمال، بينما اخذ حازم سراب واتجه بها الى الدخل…
ــــ اطلعي فوق لحد ما اجيلك...غادرت سريعا بينما هو اتجه الى مكتب…
………
في نفس الوقت في القاهرة 
تململ بانزعاج و بدأ في الاستيقاظ بعد أن نام مدة لا يعلم مدتها، توقفت عيناه على تلك الغافية بين ذراعيه كم أحلم بهذه اللحظة ان يستيقظ يجدها تتوسد صدره، قبل جبينها بحب كبير، نهض ببطء ووضع راسها علي الوسادة ثم اتجه الى خارج الغرفه، في الأسفل كان الهدوء يسود المكان نظر إلى ا الساعة التي كانت تتوسد الحائط، ليجدها تشير الى الثاني عشر بعد منتصف الليل عقد حاجبيه باستغراب من استغرقه كل ذلك الوقت في النوم فهو لم يفعل ذلك من قبل، ايقن ان وجودها بجوره يريحه بطريقة لا يعلم ما هي، فتح حاسوبه المحمول وبدأ  في العمل الذي كان قد تراكم عليه في الفترة التي قضاها في القصر.
ــــ الو ايوه يا عبدالرحمن ابعتلي كل حاجه واعمل اجتماع بكره الساعه تسعي عاوذ الصفقة الجمارك تكون جاهزه عشان نتناقش فيها…
ــــ حاضر الف مبروك….
ــــ الله يبارك فيك يا عبدالرحمن عقبال ما تفرح بابنك…
ــــ يا رب يا بشمهندس…. الغلق الهاتف وعاد تركيزه علي شاشة حاسوبه، اعتاد الهدوء في فيلاته فمعظم الوقت يكون وحيد بها لا يوجد معه أحد فهو يمنع مبيت الخدم في القصر الي في الحالات الطارئة لا يوجد سوى السيدة حكمت، ولكن الآن لديه زوجة تمني لو حصل على طفل بل اثنين أو ثلاثة يملأ عليه الفيلا بأقدمهم الصغيرة هنا وهناك، بقي قليل قليل فقط ويتحقق حلمه في تكوين عائلة خاصة به.
في نفس الوقت قد استيقظت بعد ان شعرت ان هناك شي ما ابتعد عنها، نهضت بنصفها العلوي وهي تمسح وجهها بكف يدها لتجد الغرفه  مظلمه لا يضيئها سوى مصباح صغير بجوار السرير، انتفضت من مكانها سريعا وفتحت باب الغرفة لكي يدخل ضوء الممر الي الغرفة، نظرت حولها بخوف اين هو، فبعد أن تناولوا الطعام صعد بها الى الاعلى ولم تشعر إلا وهي تنام بين ذراعيه كل خرقاء تماما، اتجهت الى الأسفل وتحاول ان تتذكر اين هي غرفه المكتب لعله يكون بها، وصلت إلى الأسفل لتجد نفسها تلقائي تدني باسمه بصوت عالي لعله يأتي لها، كان الآخر على وشك انهاء عمله عندما سمع صوتها لينهض سريعا واتجه الى الخرج، وجدها تقف في منتصف الفيلا،  اقترب منها وقبل ان تتحدث وجدها تهتف بعتاب وخوف ….
ــــ انت ليه سبتني لوحدي في الاوضه وكمان قفل النور عليه مش عارف اني بخاف انام لوحدى فى الضلمه، والبيت كبير اوي كنت خيفه لوحدي…..  قالتها وهي تنظر له بغضب محبب الي قلبه، ابتسم الاخر وكانها لا تعاتبه بل تعترف له بحبها، مجرد التفكير انها تشعر بالاطمئنان بالقرب منه يعطيه امل علي المضي قدما وأنه اقترب خطوة من الحصول على قلبها، امسك يدها التي كانت تضمها امام صدرها  وسحبها لتصبح قريبة جدا منه 
ــــ اسف يا حببتي بس فكرتك هتكملى نوم لصبح، تعالي…. دخل بها الى المكتب بينما هي تسير خلفه كل مغيبه تماما، نظر لها بحب ثم جلس على كرسيه وسحبها لتستقر في حضنه كما فعل سابقا، نظرت له بتوتر ممزوج بخجل من قربه منها ولكن ما أن توقفت عينها على مكتبه حتى اشتعل بها حس الفضول لتبدي في العبث بكل شيء أمامها متناسية   ايه تماما، ابتسم وهو يرى تلك الطفلة التي استحوذت عليها، وجدها تمسك أحد الكتب وقالت بفضول…
ــــ انت بتقرأ روايات ذيي….. اخذها منها وقال بلطف
ــــ يعني من وقت لتاني لو عندي وقت فاضي بقراء شوي…. بخجل وهي تضع احد خصلاتها خلف اذنها وكانها تطلب شي اكبر منه 
ــــ طيب ممكن اخدها اقرها...بستمتاع كبير رد وهو يتبع تعبير وجهها 
ــــ اكيد بس في مقابل يا تاج احمد….
ــــ تاج احمد…. همهم لها وهو يقترب منها  الي ان اصبحت المسافة بينهما منعدمة تقريبا 
ــــ اه انتي تاجي انا وحدي،  المهم دلوقتي هتديني الي انا عاوزو مقبل الرواية ….. 
ــــ ع عاوز ايه طيب انا مش معايا حاجه….
ــــ تو تو معاكي كتير، وده اهم حاجه عندك….. سلط تركيزه،على شفتيها التي كانت تضمها برقه لي فقط اخر ذه تعقل يملكها عندما فتحتها لكى تتحدث ولكنه ابتاع بقي كلامها في قبلة شغوفة اذبتها واخذته هو الي عالم اخر،لم ينجح في ضبط نفسه أمامها  تلك الصغيرة تتعبه حقا، أخيرا قد أطلق  سراح شفتيها لأخذ الآخرة انفسها بصوت عالي وهي تنظر له بصدمة ممزوج بخجل من ما فعله، كد ان يتكلم ولكنه دهش عندما دفنت وجهها في حضنه سريعا، تلك الحمقاء لا تعلم ما فعلته به بحركتها البراء العفوية تلك، قبل رأسها بعد أن مرر أنملة في خصلات شعرها الناعمة، أخذ منها خصلة وقربها من أنفه يستنشق عبيرها بقوة….
ــــ بحبك بعشقك صدقيني مش عارف بيحصل ايه بفقد سيطرتي على نفس من اقل حركه منك، مش قادر يومين يومين بس وانتي معايا هتجنن بسبب مش عارف هعمل ايه بعد كده….. نظرت له الاخري بضياع وعدم استيعاب لحديثه، ربما لسنها الصغير لم تدرك ان من يجلس أمامها غارق في بحر عشقها منذ زمن بعيد….
ــــ  مش عاوز اشوف الحيرة دي في عينك، انا هكون صريح معاكي انا بحبك، بحبك من لما كنتي بتعملي شعرك اللى يجنن ده ضفيرتين وبتجري وري رحيم في كل حته، من وقت ما كنتي بتعيطي عشان مش عارفه توصلى لشجرة التوت وتاخدي منها، يمكن متفتكريش ده بس انا لسه فاكر كل حاجه، انا هستني لما تحبيني زي ما بحبك بس ياريت مطولش لاني مش ضمن نفسي…. احمرت بخجل شديد وعادت اسند راسها على صدره تتذكر كلام شقيقها أنها سوف تتزوج رجال بكل معنى الكلمة…
ــــ عارف انت بتفكرني برحيم اوي هو ذلك ده بضبط…
ــــ طبيعي مش صديق عمري، عارفه رغم العداوة الي بين العلتين، الى اننا فضلنا أصحاب ولحد دلوقتي، انتي كنتي حلم بعيد عني بعيد اوي يا رتاج حلم كان بنسبه لي مستحيل، ودلوقتي اتحقق مستحيل اسيبك هتفضلي معايا لاخر نفس فيا…


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-