رواية للعشق قيوده الخاصه بقلم دينا جمال الفصل السبعون 70

رواية للعشق قيوده الخاصه بقلم دينا جمال الفصل السبعون 70



رواية للعشق قيوده الخاصه الفصل السبعون 70  هى رواية الكترونية من دينا جمال سنعرض لكم الجزء او البارت او الفصل السبعون 70 من رواية للعشق قيوده الخاصه


رواية للعشق قيوده الخاصه بقلم دينا جمال الفصل السبعون 70








رواية 
للعشق قيوده الخاصه الفصل السبعون 70




 هقتلك يا سارة ... أنا هموتك ... هقتلك ... هقتلك 
حسام حسام أنت يا ياض رد عليا
شهق بعنف وكأنه كان يغرق في بحر من الافكار السوداء كاد يموت غرقا فيها لولا أن انقذه أحدهم قبل لحظة النهاية ابتلع لعاه الجاف ارتجف جسده لينظر لشاشة التلفاز أمامه ... كان يشاهد احدي الافلام العربية القديمة ... مشهد زفاف وقتل العروس لأنها آثمة كما ظنوا بها الظنون .... لا يعرف ماذا حدث بعدها هل نام وما رآه كان حلم لا يتذكر أنه غفي ربما هي هلاوس احلام يقظة تأثر فيها بلقطات ذلك الفيلم الغريب .... تسارعت أنفاسه يلهث بعنف وضع يده علي صدره يشعر بدقات قلبه تتضارب داخل قفصه الصدري ... حلم كان يحلم او ربما يهذي ... تنفس بعمق يحاول أن يهدئ التفت برأسه جواره حين سمع جدته تهمس له قلقة :
- مالك يا حسام أنت كويس يا ابني ... اكلم أبوك 
ابتسم لها في شحوب يحرك رأسه بالنفي سريعا ... امسك كف يدها يقبله يهمس لها في هدوء زائف :
- لا ما فيش داعي أنا بخير الحمد لله ... هطلع اخد دش حاسس اني غرقان في عرقي
قبل رأسها ... قبل ان يتحرك لأعلي حيث غرفته ...مر في طريقة علي الجناح الشرقي والاصوات المزعجة القادمة منه نتيجة هدم الحوائط الفاصلة بين غرفه ابتلع لعابه مرتبكا حين تذكر أن كاد يخنقها بيديه .... ليتوجه إلي غرفته سريعا يبحث عن هاتفه ... طلب رقم زيدان مرة واخري واخري دون رد .... القي الهاتف علي الفراش بعنف يتحرك في الغرفة بغير هدي يشد بيديه علي خصلات شعره وقف فجاءة في منتصف الغرفة يتنفس بعنف يحادث نفسه حانقا :
- ما تهدي كدة يا حسام في ايه دا حلم هلاوس من الفيلم المتخلف اللي كنت بشوفه .. ايوة صح بعد فيلم سوبر مان حلمت أن أنا بطير بالفانلة الحمالات .... حلم هلاوس حلم مالهوش معني ... أنا هروح لزيدان ... 
توجه سريعا الي المرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه متوجها إلي منزل صديقه 
_________________
- لينا استني يا لينا يا لينا
همس بها زيدان حانقا يحاول اللحاق بزوجته التي يكاد يقسم أنها لو اشتركت في مسابقة العدو لفازتها فقط وهي تمشي ... منظره أمام الجميع بائس وهو يحاول اللحاق بزوجته المصون التي اندفعت لخارج المكتب ما أن رأت اسم انجيلكا علي سطح الشاشة ... أسرع في خطاه ليمسك برسغ يدها حاولت نزع يدها من يده كادت أن تصيح فيه أن يتركها لولا تلك الأعين التي تنظر لهم في استنكار لذلك شدت علي أسنانها تهمس له بصوت خفيض غاضب :
- سيبني احسنلك بدل ما اعملك فضحية في القسم 
اقترب منها أكثر حتي سحق تلك المسافة الضئيلة التي ينتفس منها الهواء ... نظر حوله سريعا ليعاود النظر إليها يهمس لها حانقا :
- يا لينا ما ينفعش اللي بتعمليه دا ... مجرياني وراكي في القسم ... هفهمك كل حاجة والله بس تعالي معايا المكتب 
ضيقت حدقتيها ترميه بنظرات حادة غاضبة تنهش الغيرة حدقتيها الحية لازالت تسعي خلفه ستريهما معا من هي ابنة عائلة السويسي .... نزعت يدها من يده بعنف ترفع رأسها لأعلي في إباء تحركت عائدة إلي غرفة مكتبه .... ليتنهد تعبا يهمس في نفسه :
- مجنونة قسما بالله
تحرك عائدا لغرفة مكتبه دخل إليها ليراها تقف في منتصف الغرفة تحرك ساقها اليسري بسرعة تعبر عن غضبها تكتف ذراعيها أمام صدرها تنظر له وكأنه وغد دنئ حاول سرقة حقيبتها الجديدة ... ابتسم ساخرا ليتحرك إليها أمسك ذراعيها بين كفيه بهدوء يحادثها :
- يا لينا يا حبيبتي مش أنا اللي مسجل اسمها علي الموبايل ومخدتش بالي خالص من حكاية القلب دي صدقيني 
فكت عقدة ذراعيها تبعد يديه عنها اقتربت منه تضيق عينيها شرزا قبضت علي تلابيب ملابسه تهمس له حانقة :
- دي حاطة قلب أحمر وعلامة لا نهاية ... حب للأبد يا زيدان باشا
رفع حاجبه الأيسر ينظر لكف يدها الذي يقبض علي تلابيب ملابسه مستهجنا ما تفعل ارتفع جانب فمه بابتسامة خبيثة ليتحرك للامام وهي تقبض علي تلابيب قميصه توترت حدقتيها للحظات مما فعل قبل أن تحمحم بعنف تحاول إستعادة ثباتها الغاضب نظرت لحدقتيه الماكرة حين مال برأسه يهمس لها جوار اذنها متوعدا :
- سيبي القميص بدل ما نتمسك فعل فاضح جوا القسم 
احمرت عينيها غضبا هل هذا وقت وقاحته لا ابدا هي غاضبة وستظل كذلك تركت قميصه بعنف تحركت لتغادر المكان تتمتم حانقة :
- أنا غلطانة اني سمعت كلامك وجيت معاك المكتب ... 
تحرك سريعا يلحق بها قبل أن تغادر امسك برسغ يدها يجذبها إليه التفتت له تنظر لحدقتيه في غيظ في حين صاح هو حانقا :
- لينا بطلي شغل العيال دا واسمعيني المفروض يبقي في بينا ثقة اكتر من كدة ... أنا حلفتلك أن مش أنا اللي سجلت اسمها وماخدتش بالي اصلا من موضوع العلامة والقلب ... اعمل ايه تاني عشان تصدقي
صمت ينتفس بعنف ... نظرت لوجهه تعلم أنه صادق ولما سيكذب من الأساس ولكن ما يغضبها حقا أن تلك الحية لازالت علي اتصال به إلي الآن ... لما ... ألم ينتهي كل شئ ... وتبدد خلافهما للأبد لما لا تزال الحية تتواصل معه ... توجهت ناحية مكتبه تمسك بهاتفه اشهرته أمام وجهه علي اسم انجيلكا تصيح في غيظ :
- ماشي أنا مصدقاك مش أنت اللي مسجل الاسم .... ممكن أعرف بقي ليه ست انجليكا هانم لسه بتتصل بيك لحد دلوقتي .. أنا مراتك ومن حقي اعرف جوزي بيكلم الهانم دي ليييه 
زفر أنفاسه حانقا من عنادها اقترب منها يقف أمامها من جديد رفع سبابته امام وجهه عقد ما بين حاجبيه يتمتم محتدا :
- وطي صوتك يا لينا احنا بتناقش مش بنتخانق ... 
 صمت يتنهد بعمق قبل أن يردف في هدوء :
- أنا وانجليكا بقالنا فعلا شهور ما بنتكلمش من ساعة ما رجعت روسيا وأنا ما حاولتش اتواصل بيها بأي شكل من الأشكال وما اعرفش حتي هي متصلة بيا دلوقتي ليه ... 
اولاها ظهره يدس يديه في جيبي سرواله يغمغم في سخرية :
- المفروض يبقي في ما بينا ثقة عن كدة يا لينا ... مش معاملة الزوج الخاين اللي اتقفش 
بالجرم المشهود
زفرت أنفاسها في غيظ ماذا تقول له كدت أن اتميز غظيا فقط من رؤية اسمها صوتها المائع وهي تصيح باسمك يشعل دماء الغيرة في عروقي يدفعني لتمزيق عنقها ونزع لسانها من مكانها لتتوقف عن نطق اسمك ... تنهدت قبل أن تتحرك ناحيته التفت حول مكتبه لتصل إليه وقفت أمامه مباشرة تنظر إليه فحين تحاشي هو النظر إليها ... ابتسمت في خبث لتضع رأسها علي صدره تهمس له في هدوء ناعم :
- أنا بغير عليك يا زيدان ومن حقي اغير علي جوزي
رفع حاجبيه في سخرية ابتسم في خواء يحادثها :
- دي مش غيرة يا لينا دي قلة ثقة ... في فرق كبير اوي بينهم
تنهدت حانقة من عناده رفعت رأسها له تنظر لقسمات وجهه الغاضبة عينيه التي ترفض النظر إليها أنفاسه الحادة المتسارعة كانت علي وشك قول شئ حين انفتح الباب فجاءة ودخل حسام !! منه توسعت عيني حسام ما أن رآهم ليصيح غاضبا :
- يا نهار ابوكوا أسود دا التار ولا العار بقي ... قولت تيجوا القسم وتتمسكوا فيه ... بدل ما تتقفشوا برة ومشوار وعطلة 
ابتسم زيدان ساخرا في حين انتفضت لينا بعيدا عن زيدان تنظر لاخيها حانقة اقتربت منه ابتسمت تردف في استفزاز ساخر :
- مالكش دعوة يا حقود وبعدين إنت ازاي تدخل من غير ما تخبط علي الباب وفين العسكري اللي واقف برة
اغتاظ حسام منها ليخطو تجاهها امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف يحركها للأمام وللخلف يتمتم في غيظ :
- يا بجحة يا شبر ونص ... لو انتي مرات الواد دا بقالك سنة بالكتير فأنا صاحبه من خمس سنين كل اللي في القسم هنا يعرفوني ... يعني أنا ارميكي برة لو عايز 
اطاحها ناحية زيدان ليمسك بها الأخير سريعا قبل أن تسقط التقت أعينهم للحظات اسبلت جفنيها تنظر له برقة قبل ان يشيح بوجهه عنها ينظر لحسام يحادثه حانقا :
- حسام بطل هزار البوابين بتاعك دا 
اشار حسام بسبابته ناحية لينا باشمئزاز يتمتم بترفع :
- طلع السحلية دي برة عشان عاوزك في كلمتين لوحدنا 
توسعت عيني لينا في غيظ احمرت حدقتيها غضبا كادت أن تخلع حذائها ذو الكعب الرفيع وتدق رأسه به ...الا انها تذكرت انها ترتدي اليوم حذاء أرضي دون كعب مناسب للذهاب للجامعة فمن سترتدي حذاء طو كعب رفيع وهي في طريقها للجامعة .... كورت قبضتها في غيظ تتوعد له فئ نفسها ... سمعت في تلك اللحظة صوت زيدان يحادثه :
- خد اختك واستنوني في العربية هودي الملف دا لخالي محمد واجي
تحرك هو أولا يجذب سترته وهاتقه ظلت للحظات تقف تنظر في اثره غاضبة منه ومن نفسها ... تحرك حسام ناحيتها يحادثها :
- يلا يا لينا 
التفتت له تبتسم في خبث حركت يدها علي رقبتها وكأنها تتوعده بالقتل توجست نظراته مما فعلت خاصة حين تحركت تمشي أمامه في هدوء تام وكأنها لم تفعل شيئا توجه حسام لسيارته في حين انتظرت هي زوجها العزيز الغاضب في سيارته ... لحظات ورأته يتوجه إلي السيارة ... استقل المقعد المجاور لها ادار محرك السيارة ليتمتم بجملة واحدة قبل أن يغادرا :
- علي فكرة خالي خد اجازة وخد ماما وسافروا الساحل
توسعت عيني لينا في دهشة تبتسم رغما عنها والدها لن يتغير ابدااا
______________________
بعد طريق طويل وصلت سيارتهم أخيرا إلي منزل الساحل ... ذلك المنزل الصغير الذي جمع خيوط عشقهم منذ عودتها إليه من جديد أوقف السيارة ينظر لوجهها وهي نائمة يبتسم ... قلبه يخفق بعنف ... سنوات مرت بسرعة البرق لما يجب أن يركض العمر بتلك السرعة ... تنهد يمسح بكفه علي حجابها ... نزل من السيارة ينزل الحقائب يدخلهم إلي البيت ... أضاء المنزل المظلم ليعود إليها من جديد يمسح علي وجهها برفق يحادثها هامسا :
- لينا .. اصحي يا حبيبتي ...لينا 
اطلت عليه بينوبع مياة عشقه تبتسم له ناعسة تثأبت تسأله بصوت متحشرج ناعس :
- وصلنا ؟
حرك رأسه بالإيجاب يبتسم لها ... لتقبل وجنته فتحت الباب المجاور لها تنزل من السيارة كادت ان تدخل الي  المنزل حين جذب عينيها مشهد غروب الشمس وهي تسقط علي موج البحر عادت إدراجها وقفت علي رمال الشط خلعت حذائها تستشعر موج البحر يداعب قدميها .... نظرت حولها لا أحد من الجيد أن المكان فارغ الآن مدت يدها تنزع حجاب رأسها تسدل خصلات شعرها لتبتسم تنظر لضوء الشمس عند غروبها لتمسك بخصلة حمراء من شعرها تشبه شمس الغروب ... اجفلت حين شعرت به يلف ذراعه حول كتفيها اسندت رأسها الي صدره ينظران معا لغروب الشمس ... تنهدت تهمس له :
- شكرا أنك موجود في حياتي يا خالد 
ابتسم لها يشدد من احتضانها لصدره هي تنظر لها تنهد بحرارة يهمس لها :
- شكرا انك كل حياتي يا لينا 
التفتت له ليصبح وجهها مقابلا له ينظر لعينيها وتغوص في مقلتيه تسبح معه بين أمواج العشق وشمس الغروب تلون امواجهم بلهب القلب النابض عشقا حتي النهاية .... ابتعدت عنه تتحرك ناحية المياة التي لامست ركبتيها انحنت قليلا تنظر له تبتسم في براءة لتقذفه فجاءة بالماء صدحت ضحكاته العالية ليتحرك إليها يحملها بين ذراعيه فجاءة يردف من بين ضحكاته المتشفية :
- بترمي عليا ماية دا أنا هعملك طعم اصطاد بيه السمك 
ضحكت عاليا تتعلق بعنقه هنا بين امواج ضحكاتهم لا نهاية لها
__________________
حين وقفت السيارة في حديقة منزل زيدان نزل منها دون كلمة واحدة ... استشاطت غضبا من تجاهله .... نزلت تلحق بهم لتجد شقيقها يقترب منه همس له ببضع كلمات لم تسمعها في حين حرك زيدان رأسه بالإيجاب نظر ناحية لينا يحادثها في هدوء جاف :
- حضرلينا العشا علي ما اتكلم مع حسام
رفعت حاجبها الأيسر مستهجنة ما يقول كتفت ذراعيها أمام صدرها تتمتم ساخرة:
- امرك يا سي السيد
التفت ترحل غاضبة في حين ابتسم زيدان يأسا .... امسك بيد حسام دخل معه إلي حجرة مكتبه ... تهاوي حسام علي اول أريكة قابلته يخفي وجهه بين كفيه نظر زيدان له قلقا جلس جواره يربت علي ساقه يسأله :
- مالك يا ابني فيك ... احكيلي
رفع حسام وجهه ينظر لصديقه بأعين شاردة خائفة متوترة تنهد بعنف يزفر أنفاسه الجاثمة علي قلبه تتغلغل فيه كالنيران حين تأكل اللحم الحي ... عاد يزفر مرة واخري واخري وكأنه يحاول أن يهدئ ... ابتلع لعابه يغمغم فجاءة :
- هحكيلك بس ما تقاطعنيش
حرك زيدان رأسه ليبدأ حسام يسرد عليه ما رآه في حلمه او في هلوسته ... هو حقا لا يعرف ماذا حل به .... انهي كلامه ينظر لصديقه متوترا في حين ضحك زيدان رغما عنه يردف بذهول من بين ضحكاته :
- حسام أنت بتهزر صح كل اللي أنت فيه دا ... بسبب تخاريف حلم من فيلم عربي قديم 
هنا هب حسام واقفا يفرك يديه تارة يجذب بها خصلات شعره تارة بتحرك بلا هدي في انحاء الغرفة تارة وقف فجاءة ينظر ناحية زيدان لينفجر صائحا يخرج ما يجيش بقلبه من قلق :
- يا زيدان افهمني وبطل ضحك ... أنا خايف ... خايف علي سارة مني ...  أنت عارف اني بعاني من النوبات اللي بتجيلي ... مش عارف ليه أنا حلمت الحلم دا ولا افتكرت الموقف دا أنا كنت نسيته تماما ... أنا واثق أن سارة ما تغلطش ... مش كدة يا زيدان سارة ما تغلطش الغلطة دي صح 
تفهم زيدان خوف صديقه في تلك اللحظة كم شعر بالندم لأنه استعان به هو تحديدا لو كان فقط يعلم بأنه سيكون هو زوجها لما استعان به أبدا ... هو من ادخل الشك لقلب صديقه دون قصد منه ابداا ... وقف اقترب من حسام وضع يده علي كتفه يحادثه برفق :
- اهدا يا حسام ... الموضوع مش اكتر من حلم هلاوس بيحاول الشيطان يزرعها في عقلك ... عشان ينكد عليك فرحتك ... أنت واثق قبلي أن سارة شخصية حساسة وبريئة وبيور ما تعملش غلطة زي دي أبدا ... ما تخليش الشيطان يلعب بعقلك يا صاحبي ... 
تنهد حسام بعنف يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه بالإيجاب دون توقف يؤكد علي كل كلمة قالها صديقه يطرد بها وساوس شيطان اقتحم عقله ليؤرق نومه ويزرع الشك في قلبه ... في اللحظة التالية كانت تفتح لينا باب غرفة المكتب بعنف نظرت لهما معا تضيق عينيها تحاول أن تعرف فيما كانا يتحدثان رسمت ابتسامة صفراء علي شفتيها تغمغم ساخرة :
- العشا يا سي زيدان
ضحك حسام رغما عنه في حين ابتسم زيدان ساخرا ... ربت علي ظهر حسام الواقف جواره يحثه علي التحرك معه لغرفة الطعام اخفض صوته يهمس له ساخرا :
- خد بالك هتلاقيها حاطلنا سم في الأكل
توسعت عيني حسام في توجس لا يستبعد أن تفعل شقيقته المجنونة ذلك توجهوا جميعا إلي غرفة الطعام قبل أن يصل زيدان اتاه اتصال من محمد وقف في صالة المنزل يجيبه ... تقدم حسام لصالة الطعام لمح لينا تضع شيئا علي المعكرونة التي في طبقه هو !!! .... عض شفتيه متوعدا لها .... دخل إلي الغرفة في هدوء كأنه لم يري شيئا ... ابتسمت لينا له ببراءة خبيثة جلس في مقعده كادت أن تجلس حين شهقت فجاءة تتمتم :
- نسيت السلطة
هرولت لخارج الغرفة ابتسم حسام في خبث لا يقل عنها مثقال ذرة أبدل طبقها بطبقه ... لحظات والتف الجميع حول المائدة ابتسمت لينا في انتصار تغمغم بخيلاء :
- باستا بالوايت صوص واستيك بالمشروم صوص وسيزر سلاد 
ابتسم حسام ساخرا يعدل ما تقول بطريقته :
- مكرونة ناية ببشاميل خفيف ما يبتلعبش ولحمة نص سوا عليعا مشروم محروق ... وطبق سلطة عليه صدر فرخة بايتة 
ختم كلامه بابتسامة كبيرة صفراء مستفزة لتطحن لينا أسنانها في غيظ تنظر له بتشفي الآن فقط ستنتقم من شقيقها الاحمق علي إهانته وسخريته منها ... جلست تأكل من طبقها باستمتاع تختلس النظرات إليه بين لحظة واخري تنتظر إلي أن تظهر علامات الألم علي وجهه ... لكن بدلا من ذلك بدأت تشعر هي بألم غريب غير مبرر يطحن امعائها نظرت ناحية شقيقها لتري ابتسامته المتشفية غمزها بطرف عينيه يهمس لها ساخرا :
- تعيشي وتاخدي غيرها 
سبته لينا بغيظ لتهرول إلي خارج الغرفة إلي المرحاض قطب زيدان جبينه قلقا نظر لحسام يسأله :
- هو في ايه ... ايه اللي حصل 
تحرك حسام من مكانه يمسك بطبق الطعام الموضوع أمام لينا توجه به إلي سلة المهملات في يلقي ما فيه داخلها نظر لزيدان يتمتم ضاحكا في تشفي :
- لينا هانم كانت حطالي ملين في الأكل فأنا بدلت طبقي بطبقها ... وضع الطبق علي الطاولة من جديد اخرج قلمه من جيب سترته يبحث عن ورقة صغيرة إلي أن وجد واحدة خط عليها اسم نوع دواء معين أعطاه لزيدان يغمغم مبتسما :
- اتصل بأي صيدلية خليهم يجبولك البرشام دا ليها ... أنا ماشي يا صاحبي سلام 
رحل حسام في هدوء تام وكأنه لم يحدث كارثة ... سريعا كان يطلب حسام اقرب صيدلية له يخبرهم باسم الدواء ... صعد لأعلي يبحث عنها دخل الي غرفتهم  ما ان خط داخلها رآها تخرج من باب المرحاض وجهها شاحب تمسك تبسط يدها علي معدتها هرول إليها سريعا لترتمي علي صدره تأن من الألم ... مسح علي رأسها بخفة يهمس لها قلقا :
- دقايق والعلاج هيجي ... حد يعمل الجنان دا بردوا يا لينا 
تأوهت من جديد من ألم امعائها الطاحنة ... شدت علي أسنانها تهمس له في غيظ :
- كنت عايزة انتقم منه عشان اتريق عليا.في القسم وفضل يمطوح فيا ولا كأني لعبة وكان هيوقعني 
ضحك زيدان يأسا يمسح علي شعرها برفق كاد أن يقول شيئا الا أنها دفعته تسرع للمرحاض من جديد ... في تلك اللحظات دق جرس الباب نزل زيدان سريعا يأخذ الدواء من عامل التوصيل التابع للصيديلة صعد إليها ليراها تخرج من المرحاض مرة أخري ... قدم لها قرصين وبعض الماء ... ارتشفتهم بوهن لتسقط علي صدره من جديد دقائق وشعر بأنفاسها تنتظم ... لينا نامت وهي واقفة تسند رأسها علي صدره ... حملها برفق يتوجه بها الي الفراش وضعها يجذب الغطاء يدثرها به في الصيف !! ... تسطح جوارها يشتم حسام في سره كلما تشنجت قسمات وجهها من الألم 
__________________
لما تمر الأيام السعيدة بسرعة الضوء سرعة فقط تحسبها ولا تشعر بها تلفك بالكامل تغرقك داخل امواجها ... يقال أن العقل البشري يتمتع بقدرة مذهلة علي الاحتفاظ بالذكريات السيئة بكافة تفاصيلها المزعجة وتبقي ذكرياتنا السعيدة ومضة صغيرة تظهر في فلاش كاميرا قديمة لصورة فتاة تضحك .. قناة ذات أعين زرقاء وشعر أشقر يحمل ألوان الشمس من شروقها إلي الغروب ... علي شط البحر الهادئ امامهم جلست لينا تفرد ساقيها امامها في حين يتسطح خالد علي الرمال الرطبة يضع رأسه علي قدميها تخلل خصلات شعره بأصابعها خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيها تهمس له مبتسمة :
- الأيام بتجري بسرعة أوي فاضل أسبوع علي فرح سارة وحسام ... لازم نرجع يا خالد ما ينفعش نرجع ليلة الفرح ... 
ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب يوافقها علي ما تقول ليغمغم مبتسما في هدوء :
- بكرة يا حبيبتي هنرجع
زفرت بارتياح اخيرا وافق علي العودة رغم أن الأيام الماضية كانت حقا لا تنسي تقسم أنها من أسعد أيام حياتها ... ارتسمت ابتسامة حنين علي شفتيها حين مر أمام عينيها ذكري قديمة للغاية خرجت ضحكة مرحة من بين شفتيها فجاءة ليقطب ما بين حاجبيه يتمتم مبتسما :
- ضحكيني معاكي طيب 
حركت رأسها تتمتم مبتسمة :
- فاكر لما كنا بنسافر زمان المصيف وما كنتش بترضي تخليني آكل في الطريق
ارتسمت علي شفتيه هو الآخر ابتسامة حنين حين مرت تلك الذكري أمام عينيه همهم يردف مبتسما :
- ايوة عشان كنتي بترجعي وبتتصفي في الطريق .... كنتي طفلة مقرفة ... بترجعي عليا أنا بس ... دا أنا كنت بسافر بأعفن هدوم عندي بسببك 
انفجرت في الضحك حتي أدمعت عينيها من الضحك ليعتدل هو جالسا جوارها يشاركها في الضحك .... لتردف من جديد من بين ضحكاتها :
- طب فاكر مرة واحنا صغيرين لما خرجت من باب المدرسة وما لقتكش وجت ست غريبة قالتلي انتي بتدوري علي مين ... قولتلها اسمك قالتلي ايوة ايوة دا مستنيكي علي اول الشارع تعالي معايا 
عض علي شفتيها غاضبا حين مرت أمام عينيه تلك الذكري الحمقاء كانت ستذهب ببساطة مع احدي خاطفي الأطفال لولا أنه رآها مصادفة صاح باسمها لتتركها السيدة وتركض قبل أن يلحق بها .... نظر للينا التي تجلس جواره تضحك ليمد يده يمسك بطرف اذنها يتمتم في غيظ :
- قايلك بدل المرة عشرة ما نروحش مع اي حد يقولك تعالي اوديكي لماما ... لو ما كنتش شوفتك ساعتها يا عالم كان هيحصل ايه
ضحكت تبعد اذنها عن يده كانت طفلة صغيرة بلهاء سهل خداعها ... هدأت من سيل ضحكاتها قليلا تحاول التقاط أنفاسها صمتت للحظات قبل أن تصفق بيديها حين تذكرت احدي ذكرياتها من جديد لتتمتم في حماس :
- طب فاكر لما عمو محمود ضربك عشان كنت ساقط في الامتحان وزورت امضته علي الشهادة 
ضيق عينيه ينظر لها شرزا مسح وجهه بكف يده يردف حانقا :
- ما خلاص يا لينا ايه حقيبة الذكريات العرة اللي فتحتيها فجاءة دي
ضحكت علي غيظه لتمد يديها تقرص خديه بأصابعها تبتسم في براءة تردف وكأنها تحادث طفل رضيع :
- حبيبي يا ناس بيتضايق من ذكرياتنا السعيدة 
- سعيدة دي تبقي خالتك
غمغم بها في برود يبتسم في براءة ... لتضيق حدقتيها تنظر له مغتاظة توسعت ابتسامة الخبيثة حان وقته هو ليتولي دفة الذكريات ابعد يدها عن وجهه يتمتم في خبث :
- طب فاكرة لما كانت بتقع سنانك وتحطيها تحت المخدة قال ايه ال جنية الاسنان هتيجي تاخدهم وتديكي فلوس ... وكنتي بتكتبيلها علي ورقة ( خدي سنة الجاموسة وهاتي فلوس اجيب عروسة ) يا جاموسة
ختم كلامه بضحكة عالية صدحت من فمه اهتزت لها احباله الصوتية بالكامل في حين أحمر وجهها هي غيظا تحاول الا تضحك علي ما كانت تفعل وهي صغيرة كورت يدها تصدمه علي ذراعه بعنف تصيح فيه :
- بس يا خااااالد
هدأت ضحكاته يضع يده قرب فمه كأنه يخبرها ها أنا توقفت عن الضحك ... صمت للحظات أخري قبل أن تتسع ابتسامته يردف ساخرا :
- طب فاكرة لما كنا مسافرين كلنا في أسوان وفضلتي واقفة ساعة تعيطي عشان عايزة تلوني جدران المعبد بألوان خشب ... ولا لما كنا بنشتري هدوم وفجاءة اختفيني وقلبنا عليكي الدنيا وفريدة تصوت وامي تعيط وفي الآخر ونلاقيكي قاعدة في محل الكشري اللي قدام محل الهدوم بتضربي كشري عادي ولا بتعزمي عليا كمان 
صااااحت من الغيظ من سيل ذكرياتها المقززة ... اندفعت ناحيته تضع كفيها سويا علي فمه تصيح فيه حانقة :
- بس خلاص بسسس ... ما فيش ذكريات تاني تتقال وبعدين الكشري كان ريحته حلوة وانتوا عمالين تقولولي لما نخلص شرا هدوم نبقي نروح ناكل 
صدحت ضحكات خالد العالية ليسقط علي ظهره أرضا يضحك بعلو صوته حتي بدأ يسعل توقف عن الضحك يحاول تنظيم أنفاسه نظر لها وهي تجلس جوارها تكتف ذراعيها غاضبة خصلات شعرها تتطاير حوله دعاها إلي أحضانه مبتسما جذب يدها برفق لتسقط رأسها علي صدره ابتسمت تغمض عينيها في راحة في حين تنهد هو بعمق يهمس لها :
- كل ذكري من الذكريات دي كانت نفس عيشت عليه في غيابك يا لينا ... ربنا ما يحرمني منك ابداا
دعت بالمثل لتغرق رأسها في صدره يشاهدان الشروق وهو يضئ بنوره علي المكان يشرق بشمس عشق جديدة
_________________________
شهرين اختفي فيهما عن الانظار ... شهرين ترك الجامعة حين عاد صادق من مؤتمره الطبي ... ليصل له في تلك الاثناء دعوة لحضور مؤتمر طبي في لندن ... كان فرصة رائعة ليهرب بها من تلك الوساوس التي تؤرق عقله منذ ذلك الحلم الأخير ... سافر طوال فترة غيابه كان يطمئن عليها بمكالمات قصيرة لا تتعدي بضع دقائق ... اليوم عاد يحمل الكثير والكثير من الهدايا للجميع ولها هي تحديدا ... حين خرج من المطار خلع نظراته السوداء يبحث عن سيارة أجري ليري زيدان يقف في انتظاره خارجا ابتسم حسام في حبور أسرع كل منهما للآخر يتعانقان بقوة ربت زيدان علي ظهر بقوة يهمس له :
- حمد لله علي سلامتك يا صاحبي ... طالت غيبتك شهرين يا جدع كويس أنك رجعت قبل الفرح ... هنعمل فرح من غير عريس 
ضحك حسام بخفة يحرك رأسه بالإيجاب بدأ هو وزيدان يضعان الحقائب في صندوق سيارة زيدان الذي هتف مدهوشا :
- ايه يا عم كل دي شنط ... أنت كنت في لندن مش في العراق مش جايب معاك بقي تليفزيون ملون في الشنط دي كلها
بعد لحظات استقل حسام المقعد المجاور لزيدان ادار الاخير محرك السيارة ينطلق بها .... القي نظرة خاطفة علي ذلك الجالس جواره عينيه شاردة ينظر للطرقات والشوارع التفت ناحية زيدان يتنهد بعمق ... ظن زيدان في تلك اللحظة أنه سيقول شيئا هاما الا ان حسام أردف قائلا :
- مصر قبل شهرين هي هي مصر بعد شهرين الكلب اللي واقف جنب الشجرة هناك دا واقف بقاله شهرين
ضحك زيدان عاليا يحرك رأسه يأسا اشتاق لصديقه المجنون حقا لم يكن عليه أن يعتقد أن حسام صاحب العقل الشبه خرب سيقول شيئا جادا .... ابتسم زيدان يتمتم في هدوء :
- واحشني هزارك والله ... كويس أن مؤتمر لندن شغل وقتك بدل ما كنت هتجنن من التفكير في الهلاوس
تنهد حسام بارتياح يحرك رأسه بالإيجاب نعم تلك الدعوة جاءت له في وقتها الصحيح ... كان عليه أن يشغل عقله في اي شئ كان لتتوقف تلك الهلاوس عن الظهور في رأسه لتؤرق ليله ونهاره تنهد يتمتم بارتياح :
- ايوة فعلا حقيقي كنت محتاج انغمس في عالم جديد وأنت عارف صاحبك حظه عسل لما روحت هناك المستشفي اللي تابع ليها المؤتمر دكتور الناس عمل حادثة وجاله كسر في دراعه أنا مسمي 6 بنات سارة و4 لينا و 3 صبيان حسام 
تعالت ضحكات زيدان يحرك رأسه يآسا الحالات الطارئة تطارد حسام أينما ذهب .... توقفت السيارة في أحدي إشارات المرور المزدحمة ... التفت زيدان ناحية صديقه يسأله :
- كنت بتكلم سارة وأنت مسافر
تنهد حسام بعمق يحرك رأسه بالإيجاب مد يده يعبث في محرمة ورقية يمزق اطرافها بين يديه التفت برأسه ناحية زيدان زفر يتمتم في هدوء :
- ايوة بس كانت مكالمات قصيرة ما تتعداش دقيقتين آخر مرة كانت بتقولي عايزة اقولك حاجة مهمة بس ساعتها كان عندي حالة ولادة مستعجلة فقفلت من غير ما أسمعها حاولت اتصل بيها بعدها ما كنتش بترد ... بس أنا بطمن عليها من صادق ... ومن عمي عمر ... هي عندها امتحان النهاردة هيخلص بعد ساعة 
ابتسم زيدان يربت علي كتف صديقه يحادثه بتعقل :
- طب حلو اعملها مفاجأة وهاتلها هدية اكيد وحشتك بقالك شهرين ما شوفتهاش ..
نالت الفكرة استحسان حسام توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب في حماس ... فتحت الاشارة ليدير زيدان محرك السيارة من جديد ينطلق الي حيث منزل خاله .... شردت عينيه لتلوح علي ثغره ابتسامة صغيرة ما أن مر طيفها أمام عينيه .... اجفل علي جملة حسام :
- صحيح إنت عامل ايه أنت ولينا ... خصوصا بعد اتصال انجليكا
ابتسم زيدان في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب :
- الحمد لله ... انجليكا ما اتصلتش تاني وأنا ما حاولتش اتصل بيها بصراحة ... لينا بقالها شهر مسحولة في الفاينل كل ليلة تقعد تندب أنها مش عايزة تكمل تعليهما وانها عايزة تتعلم طريقة عمل اللوبيا افيد لها 
تعالت ضحكات حسام يضرب كف فوق آخر يغمغم ساخرا :
- والست مالهاش غير بيتها وجوزها وكيان وكرير ايه بس دي عايزة تخلف كمال وكريم مش كدة
ما أن انهي حسام كلامه اختفت إبتسامة زيدان فجاءة يشعر بغصة مؤلمة تنخر في قلبه ... طفل صغير ... لينا باتت لا ترغب في اي شئ سوي أن تنجب طفل صغير .... يعوضهما عن رضيعهما الذي قُتل غدرا ... اوصل حسام إلي بيت خاله ... ليتوجه بعدها إلي عمله دخل حسام الي بيت أبيه بعد عناق حار مع جدته ... توجه سريعا لأعلي في طريقه اختطف النظر ناحية الجناح الشرقي ... وقف ينظر له للحظات يبلع لعابه مرتبكا ... خطي تجاهه إلي أن اقترب من ذلك الباب الكبير .... أمسك المقبض الفاخر الجديد فتحه ضوء الشمس المطل من الستائر البيضاء سمح له برؤية الجناح كاملا ... رائع كلمة قليلة لا تفي بالوصف ... التناغم المذهل في الألوان بين الأثاث والبساط علي الأرض وألوان الحوائط ... سرير كبير ودولاب ضخم وغرفة ملابس ومرحاض وطاولة وكرسيين جوار الشرفة
ومكتب في احدي جوانبها واريكتان وطاولة قصيرة الإقدام ... الوضع اشبه بشقة صغيرة في جناح ... خطي داخل الغرفة يفتح الدولاب ليجد ملابس سارة اصتفت بشكل منظم تأخذ مكانه ... دولاب الملابس ينتظر ملابسه لتكتمل الصورة ... تنهد بعمق يبتسم في هدوء مد يده يلتقط « بلوزة » بيضاء من ملابسها قربها من أنفها يحاول إيجاد رائحتها فيها .... بالفعل وجد ذلك العطر الهادئ التي تستخدمه دائما يغرق الملابس ... اعاد القطعة مكانها ليخرج من الغرفة بدل ثيابه يأخذ حقائب الهدايا الخاصة بعمه عمر تحديدا وبها هي علي وجه الخصوص ... توجه إلي سيارته ... إلي جامعتها ... ليس من الصعب أن يدخل وقد كان محاضرا فيها قبل فترة قصيرة حين دخل إلي ساحة الجامعة اقترب الطلاب منه يرحبون به بحرارة في حين وقفت هي بعيد بين مجموعة صغيرة من الفتيات ما أن وقعت عينيها عليه بدأت دقات قلبها تتسارع بعنف رجفة قوية تعصف بجسدها حين استمعت لصوت ضحكاته القوية .... الحبيب الغائب عاد ... بعد طول غياب غاضبة منه ... لا تعرف هي فقط حزينة من جفاءه التي لا تعرف له سببا ... مكالمته لها الفترة الماضية لم تكن سوي من قبيل الواجب مكالمت جافة لا تتعدي بضع جمل باهتة ويسرع في إغلاق الخط .... اجفلت علي صوت احدي الفتيات تغمغم حانقة :
- يا رتني كنت ولد شايفة دكتور حسام بيهزر مع الولاد عادي ازاي
لترد فتاة أخري تؤيد ما تقول صديقتها :
- فعلا دكتور حسام متحفظ جداا في تعامله مع البنات 
تنهدت فتاة أخري بولة تهمس بحالمية :
- يا بخت اللي هيتجوزها ... يعني دكتور ومحاضر ومؤدب وعسل ودمه خفيف 
- ومز .... نطقت بها احدي الفتيات بمرح لينفجروا جميعا في الضحك ... تحرك حسام من بين جمع الشبان يتوجه إليهم فصمتت الفتيات عن الضحك ينظرون لبعضهن البعض في ترقب لما يأتي ناحيتهم ... اقترب حسام يقف علي بعد خطوات منهم ابتسم يحمحم في هدوء مردفا بتهذيب :
- صباح الخير يا دكاترة اتمني تكونوا حليتوا كويس في الامتحان . سارة 
نادي اسمها لتتوسع أعين الفتيات في دهشة حين همس باسمها نظروا جميعا إليها في دهشة في حين خفضت هي رأسها سريعا أرضا توسعت عينيها في ذهول تقبض كفيها من التوتر تشعر بريقها يجف كالصحراء لتسمعه يحادثها :
- يلا يا سارة عشان اوصلك
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تحركت ناحيته ترغب في الركض بعيدا ... ما إن اقتربت منه سمعت احدي الفتيات تسأله مذهولة :
- هو حضرتك تعرف سارة يا دكتور حسام
ابتسم في هدوء أمسك كف يدها في يده يحرك رأسه بالإيجاب يتمتم مبتسما :
- طبعا سارة بنت عمي وخطيبتي وكلها كام يوم وتبقي مراتي
نظر ناحيتها في حين أنها كانت تنظر أرضا ليردف مبتسما :
- ما تنسيش تعزمي زمايلك علي الفرح يا سارة
حركت رأسها بالإيجاب سريعا ... تحركت بصحبته إلي حيث توجد سيارته ... حاولت إفلات يدها من يده تهمس بارتباك :
- أنا هروح في عربية بابا 
شد علي يدها برفق يستمر في جذبها معه إلي أن وصلا إلي سيارته فتح بابها ينظر لها يبتسم في هدوء تنهدت قلقة تصعد إلي السيارة ... أغلق الباب عليها ... ليلتف حول السيارة جلس جوارها يدير المحرك يتمتم مبتسما :
- أنا كدة كدة جاي عندكوا واتصلت بعمي عمر واستأذنته اني اوصلك 
شعرت بقليل من الارتياح يعلم والدها بالأمر اذا لن يغضب منها ولكنها لا تزال غاضبة من ذلك الجالس جوارها كتفت ذراعيها تشيح بوجهها ناحية النافذة القي نظرة خاطفة عليها ليبتسم يسألها :
- انتي زعلانة ولا ايه
نظرت له بجانب عينيها لتعاود النظر الي النافذة لحظات صمت قبل أن تبتسم تغمغم ساخرة :
- ليه هو أنت عملت حاجة تزعل
ضحك عاليا يحرك رأسه نفيا ... ما عرفه عن سارة في الفترة الماضية أنها شخصية حساسة خجولة قليلة الكلام مع الغرباء ... لكن ما أن تعتاد عليك وتخرج من حيز الغريب إلي شخص مألوف تعتاد عليه تتصرف بطبيعتها المرحة المحببة إليه .... أوقف السيارة علي جانب الطريق ابتسم حين لم تتوتر كعادتها سابقا ... تنهد يمسك بكف يدها لتنزع يدها من يده بعنف ضحك بخفة يمسك كفها من جديد لتلتفت له برأسها ترميه بنظرة حادة غاضبة تحادثه حانقة :
- سيب ايدي يا حسام ... أنا مش عايزة اتكلم معاك اصلا .... متشكرة اوي علي المكالمة  الدقيقة ونص كل أسبوع مرة
تهدلت نبرتها تردف بخفوت حزين :
-  دا أنا حتي كنت عايزة اقولك اني ... 
صمتت تقطم ما كانت ستقول لتشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بجفاء :
- مش مهم إنت كدة كدة مش فارق معاك تعرف
ابتسم يشعر بالإحراج مما فعل ولكنه كان معذور كان منشغل في الكثير من الجراحات العاجلة التي وقعت فوق كاهله دون رغبة منه حتي تنهد بقوة يحتضن كفها بين كفيه يهمس لها بترفق :
- صدقيني يا سارة أنا من يوم ما سافرت وأنا مسحول حرفيا ما بين المؤتمر وشغل وعمليات اليوم اللي كلمتك فيه وقولتيلي عايزة اقولك حاجة مهمة في نفس اللحظة جات ممرضة بتصرخ أن في حالة عنجها نزيف حاد ما كنش عندي وقت ابرر انتي عارفة في شغلنا اللحظة بتفرق ... حاولت اكلمك بعد كدة بس انتي ما كنتيش بتردي عليا يا سارة 
لم تلين نظراتها لم يرضي قلبها طريقته الجافة الفترة الفائتة أثناء حديثهما معا لا مبرر لها ما الذي أخطأت فيه ليحادثها بتلك الطريقة زفرت حانقة تتمتم في ضيق :
- ماشي كنت مستعجل ... وحالة خطيرة ... ممكن أعرف بقي سبب طريقة كلامك معايا الفترة اللي فاتت أنت حتي ما قولتليش أنك مسافر هو أنا مش المفروض خطيبتك 
مد يده يمسك طرف ذقنها يدير وجهها إليه ما أن نظرت له حرك رأسه بالنفي لتتوسع عينيها في دهشة ...ليبتسم في هدوء حاني يهمس لها بشغف :
- انتي مش خطيبتي بس انتي خطيبتي وحبيبتي ومراتي اللي بحلم باليوم اللي هيجمعني بيها تحت سقف واقف ... كنت مشغول يا سارة ومتوتر من زحمة الشغل اعذريني لو حسيتي في جفاء في كلامي غير مقصود 
تسارعت دقات قلبها والخجل كموج بحر عالي يغرق أنفاسها ... ارتجفت تشعر بالدماء تفر من بين خلاياها يديها باردة كالثلج تتعرق كالنار ... سحبت يدها من يده تفرك كفيها من التوتر بالكاد خرج صوتها من بين دفتي شفتيها تهمس له بارتباك :
- أنا عايزة أروح 
ابتسم في هدوء قبل أن يطرق الشيطان عقله يحثه لفكرة غبية شيطانية مخيفة ... اقترب منها برأسه أكثر فأكثر لاحظ انكماشها بعيدا وتوسع حدقتيها خوفا ... كادت أن تصرخ فيه .. لكنه باغتة بقبلة علي وجنتها شخصت عينيها من فعلته لترفع كف يدها دون تردد تصفعه علي وجهه بعنف تصرخ فيه مرتعشة :
- أنت قليل الأدب ومش متربي 
ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يشعر بقلبه يرقص فرحا ... تدارك الأمر سريعا حين رآها تحاول الهبوط من السيارة وقد فتحت الباب المجاور لها بالفعل ليمد يده يغلقه سريعا أدار محرك السيارة يتحرك من جديد ليعيقها عن النزول .... التفت لها برأسه ينظر ناحيتها نظرة خاطفة ابتلع لعابه يغمغم لها نادما :
- سارة أنا آسف ... أنا مش عارف أنا عملت كدة ازاي ... دا من حبي وشوقي ليكي
حركت رأسها نفيا بعنف تمنع دموع عينيها بصعوبة احمرت حدقتيها من محاولاتها البائسة لردع دموعها لحظات صمت تتنفس بعنف قبل أن تصرخ فيه بحرقة :
- دا مش حب وشوق يا حسام دي قلة أدب ... ازاي تفكر حتي أنك تعمل كدة يا دكتور يا محترم ياللي البنات كانت لسه بتحكي بأخلاقك
انهمرت دموع عينيها تصاحب صراخها الحزين ... شعر بالاشمئزاز حقا من أفكاره العقيمة التي أوصلتهم لهنا ... بكائها صوتها الحزين الممزق ... أحمق ما كان من المفترض ابدا أن يفعل ذلك وقد التقوا بعد غياب طويل 
لم يعرف ماذا يفعل الآن خاصة وهي تبكي جواره في صمت مخيف ... ابتلع لعابه يهمس لها حزينا علي حالها :
- خلاص بقي يا سرسورة حقك عليا أنا آسف ... دي بوسة اخوية عفيفة ... طب يارب اموت لو زعلتك تاني 
ابتسم في مكر سمع الي تلك الجملة مصادفة من والده وهو يحادث زوجته فما كان من لينا زوجة أبيه الا سارعت تصيح كعادتها :
- بعد الشر عنك اوعي تقول كدة تاني
انتظر هو الآخر عله يستمع إلي جملة مشابهة منها من سارة الا أن الأخيرة رفعت يدها تمسح دموعها بعنف تتمتم :
- ياااارب 
توسعت عينيه في دهشة لم يكن ذلك الرد الذي ينتظره تماما ... شد علي أسنانه ليمد يده يمسك برباط شعرها الكبير يصيح مغتاظا :
- بتدعي عليا يا بنت المستخبي 
ابتسمت سارة في اصفرار تتمتم ساخرة :
- أنت اللي بتدعي علي نفسك وأنا بأمن وراك وسيب التوكة والا والله هقول لبابا علي اللي أنت عملته
ابتلع لعابه مرتبكا ليس خوفا عمر أن علم بما فعل علي الارجح سيلغي زفافهم سيقدم له فرصة إلغاء الزفاف علي طبق من ذهب حمحم في هدوء يغمغم حانقا :
- ماشي يا سارة ... 
وضعت يدها علي فمها تضحك شامتة علي غيظه اوصلها لبيتها ليعطيها الحقائب وجلس مع العائلة نصف ساعة علي الأكثر ... اوصلته سارة الي باب المنزل وهو يغادر ليلتفت لها قطب ما بين حاجبيه يسألها متذكرا :
- صحيح حاجة ايه اللي كنت عاوزة تقوليلي عليها في التليفون
ابتسمت في رقة تحرك رأسها بالنفي تغمغم بخفوت :
- لاء خلاص مش هقولك هتعرف ساعتها لوحدك اعتبرها مفاجأة
ابتسم متوترا يحرك رأسه بالإيجاب ودعها ليغادر وعقله يدور في محور فكرة واحدة ما تلك المفاجأة التي تحضرها سارة له !!
___________________
علي صعيد آخر بعد عدة ساعات طويلة خرج زيدان من عمله اخيرا استقل سيارته عائدا للبيت ... توجه اولا الي احد المطاعم اشتري بعض الأطعمة الجاهزة ومن ثم توجه مباشرة الي البيت دخل يبحث عنها ... رأي مجموعة من الكتب علي سطح الطاولة في الصالة ولا أثر لها في الطابق السفلي بأكمله ... خلع سترة حلته يلقيها علي أحد المقاعد وضع الطعام علي الطاولة في المطبخ تحرك لأعلي يبحث عنها توجه إلي غرفتهم فتح بابها ليرلها تجلس علي حافة الفراش تخفي وجهها بين كتفيها تقبض علي شئ صغير في كف يدها لم يعرف ما هو ... اقترب منها يهمس باسمها ... رفعت وجهها إليه لتتوسع عينيه فزعا حين رأي سيول الدموع العنيفة التي تغرق وجهها هرع إليها يسألها مذعورا :
- مالك يا لوليا بتعيطي ليه يا حبيبتي .. فيكي ايه ردي عليا 
مدت العصا البيضاء الصغيرة ناحيته يديها ترتعش قطب جبينه ينظر للخط الأحمر الوحيد الذي يتوسط سطح شاشة شفافة قطب جبينه ينظر لها لتخرج شهقة قوية من بين شفتيها تغمغم بغصة مختنقة باكية :
- أنا مش حامل يا زيدان ... الاختبار بيقول أن أنا مش حامل 
تنهد بارتياح بعد ان كاد يظن أن مصيبة قد  حدثت اقترب يجلس جوارها جذب رأسها يضعها علي صدره يمسح علي خصلات شعرها برفق ابتسم يردف ضاحكا :
- يا شيخة حرام عليكي صرعيتني وبتفكري في الخلفة دا انتي تنسيها بعد الخضة دي ...وبعدين يا عبيطة احنا متجوزين بقالنا شهرين ونص أرنبة انتي ... لسه يا قلبي قدامنا وقت طويل اوووي علي ما نبدأ نقلق من موضوع الخلفة دا ... ولا انتي بتدوري علي اي حجة بقي عشان ما تذاكريش لامتحان بكرة يا فاشلة 
ابتعدت عن صدره بعنف تنظر له حانقة طوقت خصرها بيديها تتشدق ساخرة :
- هي مين دي اللي فاشلة علي الاقل أنا كنت علمي علوم وجبت 94 في المية صحيح ودخلت طب خاص بس بردوا جبت مجموع كبير مش أنت يا ابو كلية بتاخد من خمسين في المية
نظر لها يبتسم في هدوء مد يده يزيح خصلة تدلي فوق جبهتها برفق يعيدها خلف اذنيها اقترب من اذنها يغمغم ساخرا :
- وأنا في ثانوية عامة كنت بردوا علمي علوم أنا جبت 98,8 
توسعت حدقتيها شهقت بعنف تتمتم في ذهول :
- 98,8 ليييه بتنافس ديتول 
ضحك ملئ شدقيه يعدل من تلابيب ملابسه في زهو يتمتم بغرور :
- عرفتي بقي مين فينا الفاشل يا فاشلة ...
قلبت عينيها تقلده بصوت خفيض ساخر ... التفتت له لتراه يتسطح علي الفراش ينظر لها يبتسم وضعت رأسها علي صدره تهمس له بصوت خفيض متوتر :
- تفتكر هيبقي عندنا بيبي يا زيدان
رفعت وجهها تنظر لعينيه ليبتسم لها في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب تنهدت تزفر أنفاسها القلقة عادت تضع رأسها علي صدره من جديد لتبتسم في حماس غداا ستعد له مفاجأة رائعة بالطبع ستعجبه ....اجفلت علي جملته التي قالها في هدوء تام :
- علي فكرة احنا هنعمل فرحنا مع فرح حسام وسارة بعد اسبوع 
توسعت عينيها للحظات من الدهشة قبل أن تتحول الدهشة إلي سعادة ارتمت عليه تعانقه بقوة ليضحك عاليا يطوقها بذراعيه يردف مبتسما :
- كنت عايز اعمهالك مفاجأة بس قولت بلاش عشان يبقي عندك الوقت تشتري الفستان اللي تحبيه وحجزت شهر عسل كمان في مكان هتحبيه اوووي 
ابتعدت عنه قليلا تنظر لوجهه بأعين دامعة انسابت دمعات بسيطة علي خديها رفعت كفيها تحاوط وجهها بهما تهمس له بشغف :
- أنا بحبك أوي يا خالد !!
قطب ما بين حاجبيه يبتسم في عجب خالد !! لم يسمع منها ذلك الاسم ابدا ... لم يعد يسمعه  حتي نسي من الأساس أنه إسمه ...ضحك في عجب يهمس لها :
- خالد !! .... مش عارف مستغرب الاسم ليه .... ما اتعودتش عليه ... لاء قولي زيدان 
جلست امامه تطوق عنقه بذراعيها تنظر لعينيه مباشرة خفضت صوتها حتي بات هامسا ببحة لطيفة تهمس له :
- بس دا اسمك ... خالد زيدان الحديدي ولا إيه 
ابتلع لعابه مرتبكا يشعر بذبذبات غريبة ترجف قلبه توترت حدقتيه تسارعت أنفاسه خاصة حين ابتسمت تهمس بدلال :
- يا لودي 
انفجرت تلك المضخة التي تسكن في صدره تحديدا في جانب صدره الأيسر تسارعت أنفاسه كلماته تدفع الدماء بعنف لداخل خلاياه العاشقة لهثت أنفاسه يهمس لها :
- بعشقك يا قلب خالد زيدان الحديدي 
__________________
وها قد انقضت الليلة بسعادة عارمة علي العشاق .... في اليوم التالي تحديدا قرب الرابعة عصرا خرج زيدان يركض من عمله متجها صوب سيارته يقودها بسرعة البرق الي منزله بعد أن وصله اتصال من لينا تصيح فيه وهي تلهث :
- الحقني يا زيدااان ... بسرعة يا زيدان ... تعالا البيت
احمرت عينيه يضغط علي دعاسات البنزين تحت قدميه بعنف قلبه يكاد يتوقف من الذعر ما أصابها ... اليوم كان امتحانها النهائي ربما لم تتوقف فيه ظلت تبكي الا أن انهارت متعبة .... الكثير من الافكار السيئة تخترق عقله تمزق قلبه اخيرا وصل بعد صراع مع الطريق ظن انه لن ينتهي ابدا ... ركض يفتح باب منزله بمفتاحه ما كاد يدخل تصمنت ساقيه وقف مدهوشا ينظر للواقفة أمامه وكأنه تمثال نحتوه من حجر صوان ... هناك أمامه مباشرة تقف لينا جوار والدته !!! أمامهم طاولة كبيرة عليها كعكعة تتوسطها صورته اليوم يوم ميلاده الثالث والثلاثون ... نقل انظاره بين لينا ووالدته التي تقف علي قدميها !!! جوار لينا تبتسم له تغرق الدموع وجهها ... تحركت بخطي مرتعشة وكأنها تتعلم المشي توا تمد كفيها أمامها لا ترغب فقط سوي في الوصول إليه ... في حين وقف هو مكانه لم يأتِ بحركة واحدة ينظر لوالدته مشفقا علي حالها ...قلبه لازال حزينا ارتعش جسده وكأن كهرباء أصابته حين ارتمت بين ذراعيه تبكي وتجهش في بكاء حارق يغمر قلبه ألما تتوسله من بين دموعها :
- سامحني يا ابني ... سامحني قبل ما أموت ... أبوس أيدك سامحني 
كادت أن تمسك يده لتقبلها لينزع يده من يدها سريعا يطوقها بذراعيه أغمض عينيه تنساب دموعه في صمت لحظات طويلة من الصمت لينا تنظر لهما تراقب بحذر ما سيفعل ... تدعو في قلبها الا يكون رد فعله غير الذي تتمناه ... رأته وهو يبعد والدته عنه ليتنفض قلبها تنظر له بقلق اختفي تماما حين مال علي رأس أمه يقبلها ... لم يشعر بالكلمة تخرج من قلبه وهو يقولها ولكن أمام حالتها ورجائها لم يكن يملك سوي أن ينطقها بابتسامة باهتة :
- مسامحك يا ماما ...
شهقت لوجين فرحة تعانقه بعنف تقبل وجهه ورأسه تغمغم من بين دموعها المتسارعة :
- الحمد لله يارب الحمد لله ... 
ابعدها عنه للمرة الثانية يسمح دموعها بكفيه امسك بكف يدها يتحرك معها برفق إلي أن وصل جوار لينا وقف في المنتصف بينها وبين والدته ينظر لها يبتسم سعيدا ... ليقبل جبينها ... نظر للعكعكة الكبيرة أمامه كاد علي وشك أن ينحي ليطفئ الشموع حين سمع صوت يعرفه جيدا يردف ضاحكا :
- اوعوا تكونوا طفيتوا الحج يعلقك
أردف بها حسام ضاحكا وهو يدخل من باب المنزل ليدخل بعده خالد ومعه لينا ... توسعت ابتسامة زيدان ما أن رأي والدته ليهرول إليها يقبل يديها ورأسها يغمغم سعيدا :
- حمد لله علي السلامة يا ماما 
ادمعت عيني لينا رفعت يدها تكوب بها وجه زيدان تهمس له في حنو :
- كل سنة وأنت طيب يا زيزو 
ضحك زيدان عاليا أستغل فرصة بأن خالد انشغل مع ابنته وشقيقته للحظة ليندفع يعانق والدته رغما عن أنف الجميع يضمها بين ذراعيه بقوة يهمس لها :
- ربنا يخليكي ليا يا ماما وما يحرمني منك ابدا
أدمعت عيني لينا تربت علي ظهره كانت تظن أن بمسامحة زيدان لوالدته ربما ينساها ولكنها كانت مخطئة وهي سعيدة لأنها كانت مخطئة ... تأوه زيدان متألما في اللحظة التالية حين سقط كف خالد علي رقبته من الخلف بعنف قبض علي تلابيب ملابسه يبعده عن لينا قصرا يزمجر غاضبا :
- هو أنا مش قولت يا كلب ما تحضنهاش والله اضربك بالنار وأرمل البت .... 
ضحكت لينا عاليا تمسح علي رقبة زيدان بخفة .... التفوا جميعا حول الطاولة ينشدون احدي اغاني اعياد الميلاد ليسارع حسام باطفاء الشموع قبل زيدان صدحت ضحكات الجميع داخل منزل زيدان ... بعد أن عرفوا اخيرا معني السعادة التي لاتزال في بدايتها فقط
______________
شايفين الفصل طويل قد ايه بقالي 3 ايام بكتب فيه ... شكرا لكل واحد قدر أن الكاتب دا بني آدم زيه زيك وعلق بكلمة طيبة وشكرا لكل واحد شايف إن الكاتب آلة بلا مشاعر وكانت تعليقاته تعبر عن كدة 














حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-