رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8 بقلم امل نصر

رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8 بقلم امل نصر


رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8 هى رواية من كتابة سولييه نصار رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك و واتباد رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8


رواية نعيمي وجحيمها بقلم بنت الجنوب امل نصر



رواية نعيمي وجحيمها من الفصل الخامس 5 الي الثامن 8


برقت عيناها التي اشاحتها عنه بارتباك فور أن دلف لداخل المصعد معها، تكاد أن تلتصق بمراَة المصعد، كي تبتعد بقدر الإمكان عنه في هذه المساحة الضيقة التى جمعتها به، تشعر بانسحاب الهواء من حولها وقد شلت المفاجأة تفكيرها، تذكر جيدًا انها كانت تقف وحدها في انتظار المصعد، اذن متى اتى لينحشر معها في مصعد الموظفين ويترك المصعد الخاص به كرئيس الشركة ، قلبها يضرب بصدرها كالطبول بين أضلعلها، تنظر للوحة الإلكترونية وكأن حياتها تعلقت بالأرقام الحمراء.
- طالعة الدور الكام .
- هااا
تفوهت بها اليه بعدم تركيز، اعتلت ابتسامة ساخرة بزواية فمه وهو يردد:
- بسألك انتِ طالعة الدور الكام، إيه مافيش تركيز؟
ازدردت ريقها وهي تحاول ان تبلتع توترها في وجود هذا الرجل المخيف، رغم تعجبها من السؤال؛ جاهدت حتى يخرج صوتها ببعض الثبات:
- اا الملفات اللي في إيدى دي هاطلعها للإدارة فوق في الدور السادس .
- طب وخايفة وانتِ بتكلميني ليه؟ حد قالك اني هاخطفك مثلًا؟
يسألها بتسلية وعيناه المتفحصة تلاحق كل تفصيلة بوجهها دون حياء، تقسم بداخلها أن هذا الرجل سيقتلها رعبًا بأفعاله معها، وبكذبة مفضوحة؛ نفت برأسها تنكر :
- لااا حضرتك انا مش خايفة
- بجد!
تفوه بها وانفرج ثغره بابتسامة شيطانية حينما تحركت اقدامه نحوها بخطوة واحدة جعلتها ترتد للخلف شاهقة برعب، دوت ضحكة رجولية صاخبة منه في قلب المساحة الضيقة، مستمتعًا برد فعلها والرعب الذي ارتسم على ملامح وجهها، ثم من دون كلمة أخرى التف ليخرج مغادرًا المصعد، حينما انفتح الباب الإليكتروني على الطابق الذي يقصده، تسمرت زهرة محلها فاغرة فاهها بأعين متوسعة بجزع ، تراقب خروجه بهيبته المعتادة وكأن شيئًا لم يكن، حتى انغلق الباب اتوماتيكيًا حاجبًا رؤيته أمامها، مصدومة مذهولة لاتجد تفسيرًا لفعل هذا الرجل معها؟ هل هذه كانت مشاكسة لموظفة عادية تعمل بشركته؟ كرئيس  يتمتع بروح الفكاهة وليس انه رجل كشري ومقلوب الحاجبين دائمًا كما تصفه كاميليا، ام يكون متعاطيًا لإحدى المكيفات ولا يعي ما يفعل؛ كأباها الذي يصبح يوميًا متقلب الأحوال حسب الصنف الذي يتجرعه؟!
رفعت هاتفها الذي بيدها لتضغط على الرقم الذي تعرفه جيدًا وتتصل، أتتها الإجابة على الفور.
- الوو........ ايو يازهرة عايزة ايه ياقلبي ؟
.............................
- نعم بتقولي ايه؟
تفوهت بها كاميليا وهي تحدث زهرة في الهاتف والتي اردفت.
- زي مابقولك كدة والله ياكاميليا، لاقدمت حرف ولا اَخرت حرف، دا فكرني بالعيال الصيع في حارتنا لما يحبوا يغلسوا على بنت معدية في الشارع.
شهقت كاميليا التي انتزعت النظارة من فوق عيناها وهي تضحك بدهشة اثارت استياء زهرة التي صاحت عليها في الهاتف غاضبة :
- انتِ بتضحكي على كلامي ياكاميليا، هو انتِ سمعاني بقولك نكتة مثلًا؟
حاولت كاميليا كبت ضحكها وهي ترد بأسف:
- انا أسفة يازهرة، بس التشبيه بتاعك ضحكني من قلبي فعلًا وانا بتخيل جاسر الريان بجلالة قدره يعمل زي ماقولتي كدة، دي حاجة كدة ولا الخيال، بس هو بيعمل معاكي كدة ليه؟
وصلها الصوت الساخط:
- هو انتِ بتسأليني ياكاميليا؟ اشحال ان ما كنت انا بنفسي سألاكي السؤال ده امبارح، دا راجل غريب والله .
مطت كاميليا بشفتيها واهتزت كتفيها لا تستوعب فعل ماتذكره زهرة عن جاسر الريان وهي بنفس الوقت لا تكذبها، انتفضت في جلستها بعد سماعها تردد اسمه من قريب لتنهي المكالمة على عجالة:
- زهرة اقفلي دلوقتي وهابقى أكلمك بعدين انا، ماشي.
انتصبت واقفة حينما رأته على الفور امامها اَتيًا وخلفه كارم مدير أعماله ويده اليمنى في مجموعة شركاته
اردفت اليه بصوت مسموع :
- صباخ الخير ياجاسر بيه.
أومأ برأسه لها كتحية بوجهه المتجهم كالعادة راقبته حتى دلف لداخل المكتب واغلق كارم الباب، فتمتمت بصوت خيفض تتسائل مع لنفسها:
- ايوة كدة صح، هو دا جاسر الريان؛ امال اللي بتتكلم عليه زهرة دا يبقى مين ؟
.... ........................

YOU'LL ALSO LIKE
عشق بطعم العلقم - علا فائق  by olafaek
عشق بطعم العلقم - علا فائق
14.8K
780
ظابط مجتهد كان عايش حياة هادية لحد ما اتطلب منه يعمل مداهمة لتاجر سلاح وفشل انه يمسكه ويقبض عليه فبيقرر انه يفضل وراه لحد ما يوقعه ويقبض عليه بس تاجر السلاح مش بيسكت وبي...
العواطف تقهر العواصف  by MohamedTarekKoko
العواطف تقهر العواصف
117K
3.6K
العواطف تقهر العواصف بقلم نورا محمد علي
زهره السيف❤ by ayareda213
زهره السيف❤
3.6K
173
تحكي الروايه عن فتاتان تخرجا من كليه الطب وحين التقدم لوظيفه قابلا شابان غيرا حياتهم من الحزن للسعاده🌺
وتين by YasmenAlhjurse
وتين
64.8K
3K
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعماقها المظلمه صرخه با...
ست الحسن ( الجزء التانى ) by user07883351
ست الحسن ( الجزء التانى )
66.7K
3.5K
حكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها
جماره  بين العشق والقسوه by Adam_hany
جماره بين العشق والقسوه
377K
25.2K
روايه صعيديه رومانسيه فيها انتقام وعشق
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎 by Rose-amin
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎
41.3K
5.3K
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قلبيّ المٌعلق بعشقهِ ا...
عاد محروس لمنزله ليلًا، يتبختر بخطواته منتشيًا أمام زوجته التي كانت تشاهد باهتمام إحدى حلقات المسلسل الهندي، فسرق انتباهاها عنه؛ حينما التفت على الغناء بصوته لمطرب شعبي مشهور، وضع اللفة التي بيده على الطاولة التي توسطت المنزل ثم تقدم حتى يجلس بجوارها على الكنبة المنجدة بيده سابقًا، خاطبها وهو ينحني ليخلع عنه حذائه.
- مساء الخير ياام البنات.
رددت خلفه بدهشة:
- مساء الخير يامحروس، مش بعادة يعني ترجع بدري كدة والغزالة تبقى رايقة؟
انفرج فاهه بابتسامة متوسعة اظهرت خلوه من بعض الأسنان:
- لا ما انا روقت بدري على نفسي النهاردة، يعني مش محتاج اروح لغرزة الواد يماني وخمرته المضروبة.
صمت قليلًا يجوب بعيناه في ارجاء المنزل، وتابع سائلًا:
- هما البنات راحوا فين؟ مش شايفهم يعني.
اجابته بريبة :
- سلمى ومنى ناموا بدري عشان ميعاد المدرسة، وصفية بقى بتذاكر فوق عند اختها وجدتها، ما انت عارفها بتقضي معظم الوقت معاهم دلوقتي، من ساعة ما خالد خال زهرة سافر الخليج.
أومأ بابتسامة غير مفهومة:
- طب كويس اوي، عشان الجو يخلالانا ياسمسمتي، وناكل كيلو الكباب اللي هناك ده لو حدنا انا وانتِ.
قطبت تنظر نحو اللفلة الموضوعة على الطاولة ذات الرائحة النفاذة وعادت مرددة خلفه بدهشة:
- سمسمتي! وكمان جايب كباب! هو ايه اللي حصل؟ وجبت تمن الكباب منين يامحروس؟
ارتفع طرف شفته وذهب عن وجهه العبث، ينكزها بقبضة يده:
- وانتِ مالك جبته ولا زفته منين؟ دا بدل ماتفرحي اني بدلعك يابوز الفقر انتِ.
- طب خلاص خف إيدك دي شوية يامحروس، انا جسمي لسه موجوع من العلقة اللي فاتت .
قالت سمية وهي ترتد بجذعها تبتعد عنه، توقف يأمرها بصوتٍ حازم :
- طب اخلصي قومي يالا حضريهم والبسي انتِ هدمة كويسة بدال المقرحة التي انتِ لبساها.
نهضت تنفذ أمره على مضض وهي تمتم بقهر:
- ربني ياخدني ياشيخ، عشان اخلص منك ومن خلقتك العكرة دي.
..............................

في اليوم التالي
وكالعادة بكل يوم جمعة استيقظت زهرة مبكرًا بكل نشاط، لتنهي كل اعمال المنزل سريعًا؛ حتى تجد الوقت الكافي كي تحمم جدتها قبل صلاة الجمعة، حتى لا تحرم رقية من عادة لم تقصر فيها طوال السنوات التي كانت فيها بصحتها.
بعد ان ساعدتها شقيقتها صفية وأجلسن رقية بوسط الصالة متلفحة ببشكير صغير فوق رأسها بعد الإستحمام، كانت صفية تقلم لها اظافرها في انتظار زهرة التي كانت تنشف الأرضية بعد ان قامت بغسل الملابس التي خلعتها عن جدتها .
- براحة يابت، القصاقة هاتاكل صباعي.
صاحت بها رقية على صفية التي ردت لها مبتسمة:
- بطلي انت دلع وتحريك في إيديكي طيب عشان القصافة ماتفوتش عن الضفر.
- انا برضوا اللي بتدلع يامقصوفة الرقبة، انا برضوا.
قهقهت صفية تبتعد عن مرمى كف رقية الحرة وهي تمتمد لتضربها على كتفها، ثم جذبتها من تلباب بلوزتها تسألها رافعة حاحبها:
- خدي هنا يابت، وديتي فين المنوكير اللي كنتِ حطاه على ضوافرك امبارح؟.
ردت صفية بتوجس :
- شيلته ياستي عشان اعرف اصلي، بس انتِ بتسألي ليه؟
ضيقت رقية عينيها تسالها بتركيز:
- لا انتِ بتوحطي المنوكير وتطلعيه وقت الصلاة كدة عادي.
اومأت لها برأسها:
- ايوة ياستي دا بينشال على طول عشان اسلامي، انا بحطه بس وانا خارجة كدة تفاريح يعني.
تركتها وهي تأمرها :
- طب قومي هاتي وحطيلي على ضوافري.
- احطلك على ايدك بس ازاي ياستي ؟
هتفت بها صفية قبل أن تضربها رقية على كتفها :
- هو انا ها علمك يامقصوفة الرقبة، زي مابتحطي  لنفسك ياختي حطيلي، قومي يالا.
نهضت عنها صفية مبتعدة تردد بعدم تصديق :
- ياستي ماينفعش، دا لونه احمر فاقع.
قالت رقية وهي تعبر بيدها بما جعل صفية تطلق ضحكتها بصوتٍ عالي:
- وماله يابت لما يبقى احمر فاقع، لهو انا هارقص بيه. ولا يكونش هارقص بيه؟
- حطيلها ياصفية وانا ابقى اشيلهولها وقت الصلاة .
تفوهت بها زهرة وهي تقطع الصالة أمامهم وتحمل على يدها، كوم الملابس المغسولة على طبق بلاستيكي صغير، كي تنشرها على منشر الشرفة، انتبهت عليها صفية وهي تتابع سيرها، حاسبي ياصفية، شعرك كله خارج من الحجاب ، ارتدت زهرة فور سماعها الملحوظة كي تلملم شعرها جيدًا قبل ان تضع الحجاب الطويل لتخفيه، تكلمت شقيقتها صفية بأعين يملأها الأنبهار:
- الله يازهرة، شعرك طويل وحلو اوي، كان نفسي شعري يبقى زيه، هو انتِ ليه دايمًا مخبياه؟
تبسمت لها زهرة تجيب سؤالها:
- اتعودت بقى ياصفية، من ساعة ما كبرت وخالي خالد قالي ان البنت مدام بلغت يبقى تلتزم بالحجاب، وانا بقيت البسه حتى في البيت .
استفاقت صفية من تركيزها مع كلام شقيقتها وانبهارها لرؤية شعرها على نغزة بالعصا على اسفل قدمها وصوت رقية يصدح بجوارها، كبري في قلبك يابت سمية.
صرخت صفية متألمة :
- براحة ياستي، هو انا هاحسدها يعني؟
تجاهلتها رقية وهي تردف لزهرة بجدية:
- اتصلي على خالد النهاردة يازهرة مدام جييتي سيرته، خليني اطمن عليه.
................................
وفي مكان اَخر .
تقدم عامر بخطواته البطيئة حتى اقترب من حوض السباحة الكبير، يهتف على ابنه الذي استغل يوم أجازته لممارسة هوايته المفضلة في السباحة:
- جاسر باشا، ممكن والنبي دقيقتين من وقتك يعني لو تسمح وتخرج من باب الحمام.
ظل على وضعه بداخل الماء، صامتًا للحظات قبل ان يردف باقتضاب:
- لازم يعني، ماينفعش تكلمني على كدة؟
صاح عليه عامر بحزم:
- ماتخرج بقى ياولد وتعبرني، هي الميا هاتطير.
اومأ بعيناه ثم سبح نحو الخروج على مضض، حتى خرج الى والده يجفف بمنشفة قطنية بيضاء جسده المبتل، قبل ان يجلس امام والده، الذي اشعل سيجارًا كوبيًا من التبغ الفاخر، تفحصه قليلًا ثم اردف:
- ماشاء الله، انا شايف ان عضلاتك زادوا واتنحتوا اكتر من الأول، شكلك مهتم اوي بمشوار الجيم ولعب الرياضة بانتظام.
نزل بعيناه نحو مايقصده والده ورد :
- الحمد لله، انا فعلًا بقيت منتظم .
اومأ برأسه عامر يغمغم بعدم رضا:
- طبعًا امال ايه، مش بتوفر الوقت اللي بتفضاه من شغلك للرياضة وبس، شئ طبيعي ان دي تبقى النتيجة.
ضيق عيناه سائلًا بتفسير:
- تقصد ايه مش فاهم .
تنهد عامر يجيبه وهو يقرب رأسه منه:
- قصدي انت فاهمه كويس ياجاسر، بلاش تلف وتدور معايا.
اشاح بوجهه عنه يخفي امتعاضه وقد وصل اليه ما يرمي اليه والده ، تابع عامر.
- بتبعد بوشك عني ليه؟ يابني اتكلم معايا، انا مش حد غريب، هو انت لدرجادي السكك بقت مسدودة بينك وبين ميرهان؟
عاد بوجهه اليه رافعًا احدي حاجبيه سائلًا :
- حضرتك بتسألني على أساس انك متعرفش يعني؟
قلب عيناه الرجل الكبير وقال متأفافاً:
- لا ياسيدي عارف، اتجوزتها عشان ترضي والدتك، وترضيني انا بمشاركة والدها بسلطته ونفوذه عشان نكبر المجموعة، بس كمان احنا كنا فاكرين انكم هاتتفاهموا زي اي اتنين متجوزين، خصوصًا وانت يعني حسب ما اعرف، شوفت قبلها ومشيت مع كتير فشئ طبيعي انك تهدى وتعقل بالجواز وهي......
- هي ايه؟
سأل والده من تحت أسنانه، جاوبه عامر وكلماته خرجت بتعلثم وتفكير:
- هي.... مش وحشة على فكرة، اينعم هي متحررة في لبسها وطريقة حياتها، بس دا بقى شئ منتشر كتير في طبقتنا، ولو عايز ممكن اذكرلك اسماء لناس كتير في عائلات اعرفهم ...
- مش عايز اعرف.
قاطعه بحدة وأكمل :
- انا لا عايز اعرف عنها ولا منها، انا مبقتش طايقها من الأساس، هي بتتجاهلني وتعمل اللي هي عايزاه وانا مش مبعبرها اساسًا، تتفلق.
رجع عامر بظهره للمقعد وارتفع حاجبيه يستوعب البساطة التي يتكلم بها ابنه عن شئ كهذا، وقال اَخيرًا:
- هو انت ليه محسسني انك بتتكلم عن واحدة غريبة، يابني دي مراتك، يعني لازم يبقى في مودة مابينكم، أمال بقى لو حصل وخلفتوا عيل هايعيش مابينكم ازاي بس؟
- عايزني انا اخلف من ميرا؟!
قال واطلق ضحكة ساخرة اثارت استهجان والده الذي هتف بحزم ليوقفه:
- بطل ضحكك المستفز ده وماتحرقش دمي، هو فيه ايه بالظبط؟
رد جاسر بحدة :
- في ان جوازي الفعلي من ميرا منتهي من فترة طويلة ، انا عن نفسي مش متذكرها، يعني مابقربلهاش نهائي يبقى هاخلف منها ازاي بقى؟
تعقد لسان عامر عن الرد بعدما اصابته الصدمة من كلمات ابنه الذي تابع:
- ايه ياباشا؟ اسف لو كنت صدمتك بكلامي، بس بصراحة انا كان عندي ظن انك فاهم لوحدك.
- افهم ايه؟ وهي الحاجات اللي مابين الراجل ومراته الناس هاتعرف ولا تفهمها ازاي بس، طب بالنسبالها هي ساكتة ازاي عن حاجة زي دي؟ وانت نفسك عايز تفهمني انك قاعد كدة راهب من غير ست ؟ولا يكونش في حد في حياتك ياولد؟
تسائل عامر بهذه المجموعة من الأسئلة والتي تلاقها جاسر يجيب عنهم بالترتيب :
- اولاً انها ساكتة ازي دي حاجة تخصها هي، لأني كذا مرة عرضت عليها الطلاق لكن هي بقى متبتة زي اللزقة، وحكاية اني قاعد من غير ست، فدي انا كنت بتصرف فيها الأول مع اي واحدة تعجبني، قبل مانفسي تقفل من الصنف خالص واتفرغ لشغلي وبس، اما بخصوص وجود ست في حياتي، فاديك فهمت لوحدك.
نهى جملته الاَخيرة لوالده الذي شحب وجهه وتسمر كالتمثال او كأن اصابه الشلل المؤقت يحدق صامتًا  نحو جاسر الذي التهى عن حالته وقد طاف بعقله اللون الوردي ورائحة الزهور
..................................
كالطفل الصغير الفرح بلعبته الجديدة، كانت رقية تنظر على اللون الأحمر القاني على اظافر يدها الصغيرة،
- هههي ياحلاوة ياولاد، والله وحطيتي منكير يابت رقية، فاضل بقى اروح الكوافير واعمل شعري كمان هههيييي.
قبلتها زهرة على رأسها كاتمة ضحكتها وهاتفها على اذنها في انتظار الرد من الجهة الأخرى، فاأتى الجواب بعد قليل:
- الوو.. ايوة يازهرة.
- الوو... ايوة ياخالي، عامل ايه ياحبيبي؟
- ياقلب خالك انتِ، الحمد لله يابنت الغالية، اديني بقاوح مع المعايش وربنا المعين،
- امين يارب، يعينك ويقدرك، طب والعيشة عندك ياخالي ، دا انا بشوف شكل البلد اللي انت قاعد فيها في التليفزيون، دي تهبل ياخالي.
- انا في الصحرا ياحبيبة خالك، البلد اللي بتتكلمي عليها دي انا مابشوفهاش نهائي، الصحرا هنا صعبة والشغل اللي فيها يحد الحيل.
صمتت زهرة متأثرة بالمرارة التي تقطر من صوت خالها العابر عبر الاثير، اردف يسألها:
- عامل ايه ابوكي معاكي؟ بيجي يطل عليكم زي انا ماوصيته ولا لسه على وضعه؟
صمتت رافعه حاجبيها تلوي ثغرها دون رد ، فقال خالد :
- مدام سكتي يبقى لسة على وضعه، كان قلبي حاسس والله.
ردت زهرة مغيرة مجرى الحديث:
- سيبك منه ياخالي وخلينا فيك، المهم بقى ، امتى كدة هتنزل اجازة عشان تحدد ميعاد مع الأستاذة نوال حبيبة القلب.
وصلها صوت خالها الذي تالق بالفرح رغم انكاره:
- بس يابت انا مافيش في قلبي غيرك، والأستاذة نوال دي مجرد واحدة انا خطبتها ويعالم الجواز هايكمل بقى ولا لأ.
هتفت عليه بجزع:
- ماتفولش ياخالي وقول ان شاء الله لا حسن وربنا هازعل بجد.
ردد يراضيها بابتسامة:
- حاضر ياستي هاقول ان شاء الله، المهم بقى اديني رقية دي وحشتني اوي.
- مش اكتر مني ياخالد يابن قلبي.
هتفت بها رقية وهي تتناول الهاتف، فاتاها صوته الضاحك:
- ايه يارقية لحقتي تمسكي الفون وتردي بالسرعة دي؟
- ياواد سمعتك عشان زهرة معلية السماعة، وحشتني يامضروب،
- وانت كمان ياامي، وحشتيني قوي ووحشني كلامك وضربك على راسي لما احطها على رجلك.
- يخربيتك هو ده اللي وحشك مني، ينيلك يابعيد براسك الكبيرة دي.
- هههههههه .
انطلقت منه مجلجلة في الهاتف جعل الاثنتان تضحكان على ضحكته، قبل أن تتذكر زهرة لشئ ما فتناولت الهاتف تردف سريعًا:
- أسفة ياخالي سامحني لو ها قطع ضحكتك، بس انا بصراحة خايفة لانسى ، وماهر بركات مشدد عليا اقولك
- عايز ايه سمسار الزفت.؟
سأل بغضب واجابت زهرة:
- بيقولك اننا بالشهر اللي احنا فيه ده، يبقى هانكمل ٥ شهور على قسط الشقة المتأخر، وانه يعني مش هايقدر يصبر اكتر من كدة.
- يعني ممكن ياخد الشقة؟
تمتم حانقًا يستغفر ربه قبل ان يردف لزهرة:
- كلها شهر بالكتير واكون باعتلك عالبنك كام قسط كدة، انا الشهور اللي فاتت دي كلها كنت بسد ديني عند الراجل اللي طلعني السفرية،بس هانت
- معلش ياخالي ربنا يقدرك ويقويك، بقولك ايه خد بقى رقية خليها تروقك!
بعد أن أنتهاء المكالمة مع خالد نهضت زهرة كي ترتب فراش جدتها بالغرفة وتغير الملائة القماشية لها، ولكنها توقفت على طرقة على باب منزلهم مصاحبًا لصيحة رجولية معروفة لديها.
- افتحي يازهرة الباب.
- مين يابت؟
سألت رقية وهي توقفها قبل الخروج من الغرفة، وردت  زهرة:
- دا ابويا ياستي، ثواني هاروح افتحه ورجعالك تاني هنا.
تمتمت رقية بقلق وهي تنظر في أثر حفيدتها التي خرجت لتفتح باب المنزل لوالدها:
- ياترى ايه اللي جايبك في الوقت ده يامحروس؟ حكم انا عارفاك متطلعش عندي الا في المصلحة.
................................

- أبوكي! ودا ايه اللي جابوا عندك؟
- معرفش والله ياماما، اديلوا شوية وهو قاعد جوا في اؤضة ستي رقية بيتكلم معاها ومع زهرة بصوت واطي، انا مش سامعة منه كلمة
كانت اجابة صفية على سؤال والدتها في الهاتف وهي واقفة به على اطار غرفة زهرة تشرئب بأنظارها وتراقب مايحدث بغرفة رقية في الناحية الأخرى، وتابعت:
- تفتكري ياماما ها يكون عايز منهم ايه؟ اصلي بصراحة يعني انا عمري ماشوفته جاي يطمن وخلاص.
- والله يابنتي ماعارفة، بس ابوكي من امبارح وانا حاسة دماغه فيها حاجة، ربنا يستر بقى، اتصلي بيا بعد مايمشي وطمنيني.
.................................
شاحبة الوجه مزبهلة تنظر نحو والدها بعدم تصديق وهو يردف بكلماته امامها وهي لا تستوعب جديته، انتبهت تستفيق من صدمتها على سؤال رقية.
- فهمي دا يبقى ابن مين ؟
- فهمي دا يبقى صاحبه ياستي.
رددت زهرة تجيب جدتها بحدة اثارت غضب والدها الذي تشدق قائلًا :
- مش قد سني يابت، دا يدوبك مقفل ال ٣٦ في يونيه اللي فات، يعني في عز شبابه.
سألته رقية متخصرة :
- وابو ٣٦ تلاتين دا بقى ياعنيا، اسمه ايه بالكامل عشان اعرفه؟
اجاب محروس:
- اسمه بالكامل فهمي متولي الشبراوي.
شهقت رقية ضاربة بكفها على صدرها:
- ابن متولي الشبراوي يعني امه شوقية، نهار اسود يامحروس، بقى عايز تجوز بنتك للواد الاهبل دا اللي كان بيمشي في الحارة بالبربور على وشه والعيال تحطله التلج في قفاه!!


مع ارتفاع الاصوات وازدياد وتيرة حدتها، اقتربت صفية اكثر من الغرفة الصاخبة بشجارهم، حتى أصبحت تقف ملتصقة بإطار باب الغرفة، تشاهد مايحدث صامتة، في ظل انشغال الجميع عنها.
- هي دي بقى تربيتك يارقية اللي فرحانة بيها، البت بتهب في وش أبوها من غير خيشا ولا حيا.
هتف بها محروس غاضبًا بأعين حمراء لم تهابها زهرة التي كانت تقف مقابله بالند، بشراسة نادرًا ماتصدر منها، حينما يصل غضبها لأشده وهي الاَن تشعر بأنه قد فاض بها من هذا الرجل المدعو أباها ومن أفعاله، هتفت جدتها ترد عليه:
- ومالها بقى ياخويا تربية رقية؟ عشان البت ماهي رافضة الواد ابو بربور بتاعك؛ تبقى مش متربية وبتهب فيك؟
- ابو بربور ابو بربور في ايه ياولية ؟ هو انت مخك وقف على شكل الواد وهو صغير، ماتعرفيش انه كبر وبقى راجل وملو هدوموا دلوقتي.
صاح بها محروس على رقية، فجاء الرد من زهرة بتكملة :
- وبياع برشام واخلاقه زفت ومتجوز قبلي تلاتة كمان .
- وماله لما يبقى متجوز ومطلق ، نقص منه حتة يعني ولا نقص منه حتة، ثم حكاية بيع البرشام دي اشاعات والناس بتطلعها عليه عشان ماهو راجل كسيب وجيبه دايمًا عمران .
رد محروس بتشدق ، فقربت منه زهرة رأسها تنظر داخل عيناه بحدة غير مبالية بالحمم المشتعلة بها
- بزمتك ياشيخ انت مصدق كلامك ده؟ ولا انت فاكرني هبلة ونايمة على وداني عشان معرفش فهمي واللي بيعمله، سمعة فهمي مسمعة زي الطبل في الحارة ياوالدي، بالظبط زي سمعتك انت ما مسمعة في الدنيا كلها..ااه
صرخت بها مجفلة حينما حطت كفه على وجنتها بلطمة قوية دوى صوتها في محيط الغرفة تتبعه صرختها وصرخة صفية من الناحية الأخرى، فخرج صوت رقية بخشونة بعيدة تمامًا من رقتها وحديثها اللطيف دائمًا :
- اطلع برة يامحروس بكرامتك احسن، بدل ماافرج عليك الحارة كلها، وان كنت فاكر ان بسفر خالد ابني زهرة هاتبقى لقمة سهلة في ايدك ، يبقى انت لسة معرفتناش وعايز تعيد معانا القديم من تاني .
هتف جازًا على أسنانه:
- زهرة بنتي يارقية وان كنت سيبتهالكوا زمان فدا مش هايلغي انها بنتي وليا حق عليها .
- حق مين ياابو حق؟ حاول بس تقرب منها وانت تشوف مين يقفلك، ابني قبل مايمشي كان عامل حسابه، حاول بس تلمس شعرة من زهرة ولا تقرب لها ، وانا اكون فاتحة القديم والجديد ومودياك في ستين داهية .
- انا خارج دلوقتي وراجع لكوا تاني، ماهو انا مش كروديا ها مش كروديا، اوعي يابت .
صاح بها يدفع صفية بعيدًا عنه ليتخطاها ويخرج مغادرُا ، مغمغًا بالكلمات النابية، اقتربت صفية من شقيقتها التي مازالت واضعة كفها على مكان اللطمة، متسمرة محلها، يبدوا انها مازالت لم تستفيق بعد من الصدمة، فقالت مهونة عليها تربت على يداها:
- معلش يازهرة، ما انتِ عارفة بابا.
اومأت لها بمرارة وأعين غائمة تأبى البكاء :
- عارفاه، وعارفاه قوي لما يحط حاجة في دماغه .
رددت خلفها رقية بتحدي:
- يحط ولا مايحطش بابت، انت هايهمك في إيه؟ اعلى مافخيله يركبه!
...............................

بفستان اسود التصق بجلدها كجلد ثانى، طوله لم يصل حتى الى الركبة، ليظهر طول سيقانها ونحافتها ، كانت عائدة من حفلة حضرتها مع اصدقائها، تتلاعب بمفاتيحها وتدندن بالغناء غير مبالية لأي شئ، غافلة عن اربع عيون كانت تراقبها من وقت ان دلفت للمنزل، وقبل أن تصل للدرج كي تصعد للطابق الذي غرفتها به؛ أجفلت على صيحة قوية من الخلف
- ميرهان .
استدارت ترد على صاحب الصوت وقد علمت هويته:
- نعم ياانكل عايز حاجة؟
ظل صامتًا على هيئته المتحفزة ولم يرد، نزلت عيناها نحو الجالسة بجواره وجدت خالتها تنظر لها بجمود هي الأخرى فقالت مرتبكة :
- اا مساء الخير اولًا هو في حاجة؟
............................

YOU'LL ALSO LIKE
جماره  بين العشق والقسوه by Adam_hany
جماره بين العشق والقسوه
377K
25.2K
روايه صعيديه رومانسيه فيها انتقام وعشق
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.  by monaeidmo
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.
89.1K
3.2K
إقتباس. _ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي. زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية: _ أمال كنت عايزني أ...
عشق بطعم العلقم - علا فائق  by olafaek
عشق بطعم العلقم - علا فائق
14.8K
780
ظابط مجتهد كان عايش حياة هادية لحد ما اتطلب منه يعمل مداهمة لتاجر سلاح وفشل انه يمسكه ويقبض عليه فبيقرر انه يفضل وراه لحد ما يوقعه ويقبض عليه بس تاجر السلاح مش بيسكت وبي...
عروسة جدى  by user07883351
عروسة جدى
7.7K
301
دائماً ما تحركنا اطماعنا دون النظر لأى شئ اَخر ، حتى اُتنزعت الرحمه من قلوبنا ولم نعُد ننظر لقرابه أو صلة رحم . ولكن من المخطئ ، العجوز الذى تزوج الفتاه الصغيره ام ان ا...
كشف حساب  by lolo0mohamed
كشف حساب
2.5K
159
يعود رجل الأعمال يس من الخارج ليكتشف ان لوالده المتوفى ماض عاد ليفسد عليه حياته
اختلاج روح by LolySamy6
اختلاج روح
24.5K
2K
احيانا لا ندرك قيمة ما بأيدينا الا إذا وجدناه على وشك الانفلات منها وغالبا ما نفكر بطرقة الممنوع مرغوب فنسعى وراء ما ليس لنا ونترك ما بايدينا حتى ولو به كل ما نتمني ولك...
فارس بلا مأوي by WalaaRefat
فارس بلا مأوي
277K
12.1K
عاد إلي وطنه ليتزوجها لكن قابله القدر بغير ذلك، كُتب عليه الهروب بعيداً، تحمله عاصفة من الأحداث من مكان إلي آخر حتي أصبح فارس بلا مأوي. بينما هي تحت رحمة شقيقها الذي ل...
واضعة رأسها على اقدام جدتها مستكينة هادئة؛ تتلقى حنان المرأة العجوز وهي تلمس بكفها على شعرها، تلقي على أسماعها الكلمات اللطيفة والمشجعة:
- عجبتيني أوي النهاردة لما وقفتي وفي وشه ترفضي الجوازة الزفت دي يازهرة، أيوة كدة ياعين ستك، خليكي قوية زي مابيقولك خالك دايمًا.
- بس ابويا مش هايسكت ياستي .
قالت زهرة بنبرة هادئة، سألتها رقية باستفهام:
- يعني هايعمل ايه يعني؟ خليه يوريني شطارته ويشوف بقى ساعتها رد فعلي هايبقى إيه؟
- انا عارفاه ياستي، مش هايعدي الرفض كدة بالساهل، اكيد فهمي اغراه بالكيف بتاعه، ماهو الحماس ده مايجيش من شوية.
صمتت زهرة قليلًا تننهد بثقل، ثم تابعت:
- يعني مش كفاية عليه أنه منع عني بسمعته المهببة كل الفرص الكويسة، مش كفاية عليه انه حرم عليا الحلم الطبيعي لأي بنت في الجواز والفرحة؛ وانا عارفة ومتاكدة اني مش هلاقي اللي هايجهزني ولا يرفع راسي قدام اي راجل يتقدملي.
- وخالك بقى راح فين يامقصوفة الرقبة؟
قالت رقية منفعلة وهي تلكزها بقبضتها على كتفها، تأوهت زهرة قليلًا ثم تابعت بجدية:
- اه، خالي خالد ربنا يخليهولي ياستي، ضهري وسندي دايمًا، لكن بقى اللي مايشوفش من الغربال يبقى اعمى، هو ضيع جزء كبير اوي من شبابه في تربيتي والصرف عليا، اَن الأوان بقى انه يشوف مصلحتوا ويحوش قرشين يتجوز بيهم الست اللي بيحبها، هو انا يعني هافضل كاتمة على نفسه كدة على طول، دا حتى يبقى حرام.
- قومي يابت من على حجري قوي .
قالت وهي تدفعها بكف يدها بعنف، مما جعل زهرة ترفع عنها رأسها وتعتدل بجذعها لتقابل الغضب العاصف على ملامح جدتها ، والتي وجهت اليها كلماتها بحدة:
- إياكي اسمعك تاني بتقولي الكلام ده فاهمة، اوعي تفتكري يابت ان خالك سافر عشان يحوش لجوازتوا هو وبس، لا ياحبيبتي؛ خالك حلفلي انه مش راجع من سفره، الا ومعاه تمن جهازك من الألف للياء.
- كمان ياستي، يعني يعول همي حتى في دي؛
مش كفاية عليه الهم اللي هو فيه.
هتفت رقية عليه بحدة:
- وانت مالك ياستي، هو على قلبه زي العسل.
صمتت قليلة تخفف حدة حديثها:
- ياحبيبتي دا خالك كان بيتقطع من جوا لما كان بيأجل في جوازك مع كل عريس بيتقدملك؛ لو كان بإيده لكان جوزك لأول واحد اتقدملك من وقت ماخلصتي المعهد، لكن بقى كل حاجة نصيب وان شاء الجاي احسن من اللي فات، ولا ايه؟ مش برضك بيقولوا كدة يابت في التليفزيون؟
اومأت لها بابتسامة :
- بيقولوا ياستي.
- طب اتخمدي بقى خليني اللعبلك في شعرك مدام فكرتيني بالواد خالد وحركاته معايا.
استسلمت زهرة لمزاح جدتها وهي تجذبها من شعرها لتعود برأسها مرة أخرى بحجر رقية التي هتفت بعد ذلك .
- يالا يابت محروس اللي اقرع انتِ.
...........................

- انت بتقولي انا الكلام دا ياانكل ؟
سألت بأعين متسعة اظهرت جمال عدساتتها اللاصقة ذات اللون الرمادي على أعيُنها.
صاح عليها عامر بقوة:
- ايوة انتِ يا مريهان، انا بنصحك انتِ عشان عليكي الدور الأكبر في الموضوع، يابنتي ماينفعش النظام اللي انتوا عايشين بيه ده، دا ماسموش جواز دا حاجة تانية خالص ملهاش اي تفسير.
- طيب وانا ذنبي ايه؟
هتفت بها تخاطب الاثنان وتابعت:
- ابنك هو بِعد عني ياخالتوا، ابنك هو اللي كان بينتقدني ليل ونهار في لبسي وطريقة حياتي من غير تفاهم ياأنكل، وانا كرد فعل عادي بردولوا، امال يعني افضل ساكتالوا لحد مايلغي شخصيته وابقى تابعة ليه.
تدخلت خالتها وتدعى لمياء
- يابنتي ماحدش قالك ابقى تابعة ليه، احنا بس بنقولك بطلي تتحديه وخففي نبرة التعالي عليه، جاسر الريان مش قليل عشان يتقبل معاملتك دي، ابني مابيجيش بالعند يامريهان.
مطت شفتيها قائلة باستعلاء:
- وانا كمان مش أي حد عشان اتقبل وارضى بأسلوبه ده معايا، وكفاية اوي اني جاية على نفسي وقابلة بعيشتي مع واحد مش معتبرني مراته اساسًا .
- ااه، جينا بقى في المفيد واللي عايز افهمه انا بالظبط.
اردف بها عامر وتابع :
- هو انتوا من امتى بالظبط عايشين مع بعض بالنظام ده؟ وانتِ ازاي متقبلة كدة ومابتحاوليش معاه.
فغرت فاهها بملامح ممتعضة تستنكر:
- نعم ، انت عايزني انا احاول؟ وهو بقى دوروا ايه عشان افهم؟ ابنك ياانكل بقالوا سنتين مقربليش، سنتين من تلت سنين جواز، عايشين في بيت واحد، مابنشوفش بعض غير بالصدفة، انا كان ممكن اوافقه في اول مرة طلب مني اننا نتطلق، بس انا بقى عملت بأصلي وموافقتش على طلبه، عشان مقدرة كويس حجم الكوارث اللي هاتترتب في انفاصلنا على المجموعة واندماج العيلتين، وفضلت ساكتة ومابتكلمش.
تنهد عامر بتعب قائلًا:
- طب وبعدين ياميري ؟ يابنتي احنا جاين مخصوص نقضي اليومين الفاضلين معاكم قبل ما نسافر، نقوم نكتشف الكوارث دي كلها.
اكملت على قوله لمياء:
- لا واحنا اللي كنا عاملين حسابنا قبل مانيجي عشان نعرف ايه السبب في تأخير الخلفة؟ هه.
اعتدلت في جلستها لتضع قدمًا فوق الأخرى، وتتكلم بعنجهية:
- على العموم ياأنكل ، ابنكوا عندكم، كلموه وشوفوا هايقولكم ايه، وانا عن نفسي كبادرة طيبة مني مستعدة اخف الخروجات واتساهل شوية في اللبس عشانه، المهم بقى انه يفهم اني مراته.
تبادل الرجل وزوجته النظراتٍ بينهم والتي تحمل في طياتها الأمل، غافلين عنها وقد التمعت عيناها بالشوق والرغبة لمجرد الفكرة
............................
في اليوم التالي
في الشركة، وعلى طاولة مستديرة امتلأ سطحها بالملفات والمستندات كان يبحث ويعمل مع مدير اعماله كارم على مجموع الأعمال التي تم انشاؤها والتي مازالت في طور التنفيذ، ومعدل الجدول الزمني المحدد للإنتهاء من لكل واحدة منهم، عاد جاسر بظهره لخلف المقعد، يفرد ذراعيه عاليا وقد تمكن منه الإرهاق:
- انا تعبت ياكارم هو احنا لسة قدامنا كتير؟
قال جاسر، واجابه الشاب الثلاثيني بجدية كعادته وهو يبحث في الملفات:
- للأسف ياباشا لسة فيه كتير، تحب نأجل شوية ولا نكمل عادي .
- لا نكمل ايه ؟ انا فصلت .
هتف بها ونهض على الفور ليخطوا نحو الإريكة الجلدية الكبيرة الموجودة في ركن المكتب ليفرد عليها جسده ويستريح قليلًا، تبعه كارم وهو يلملم في الملفات قائلًا:
- تمام ياباشا، تحب اطلبلك حاجة تشربها ولا تأمر بأي حاجة تاني؟
لوح بكفه اليه بعد ان استلقى يغمض عيناه،
- لا انصرف انت دلوقتي، بس نص ساعة كدة وتخلي كاميليا تدخلي بأوراق المناقصة الجديدة، ماتنساس
- أمرك ياباشا.
اردف بها كارم وانصرف يغلق باب المكتب بهدوء.
خرج الى كاميليا التي انتبهت اليه بفطنتها وتجاهلت حديث غادة الجالسة أمامها على المكتب في الناحية الأخرى، اقترب من مكتبها بعملية يضع الملف على سطحه:
- نص ساعة ياكاميليا وتدخلي الاوراق للباشا جوا.
اومأت برأسها وهي تتفحصهم جيدًا :
- تمام
تحرك قليلًا ثم استدار ممازحًا بابتسامة :
- بس اوعي تنسي الله يخليكي، احنا مش قد عواصف غضبه.
نفت تهز برأسها ضاحكة :
- لا اطمن ياسيدي، مش هانسى أكيد .
تدخلت غادة التي كانت مزبهلة نحو الرجل بانبهار قائلة بمزاح هي الأخرى:
- ايوة صح دا ممكن يعلق الكل هنا ههههه
لم يستجيب كارم لمزاحها وتحرك مغادرًا وكأنه لم يسمع شئ، اما كاميليا فاتجهت لحاسوبها تعمل عليه هي الأخرى.
- يالهوي ياما عالرجالة اللي تهبل ياكاميليا، بتعرفي تجاري الناس دي ازاي ؟
التفتت اليه تسألها بانتباه:
- اجاريهم في ايه بالظبط مش فاهمة؟
ردت غادة بلهفة:
- قصدي يعني بتعرفي تتكلمي وتهزري معاهم، من غير ماتتلبخي ولا تتلغبطي معاهم.
- واتلبخ ولا اتلغبط ليه؟
هتفت بها كاميليا وهي تلتلفت لها بجذعها تخاطبها بجدية
- انا مابهزرش مع حد منهم يا غادة عشان دا يحصل، انا كل معاملاتي معاهم في حدود العمل وبس، لو زودت معاهم ولا لغيت بيني ومابينهم الحدود، يبقى استاهل بقى اللي يطولني منهم!
نظراتها الحادة وكلماتها القوية لم يخفى مضمونها عن غادة التي تظاهرت بعدم الفهم وغيرت دفة حديثهم:
- الا صحيح شوفتي البت زهرة، الكمبيوتر بتاعها باظ تاني وبتقول عليه شغل مهم اوي الخايبة دي.
ردت كاميليا وهي تلتف عائدة للحاسوب مرة اخرى لتعمل عليه:
- اه ما انا قولتلها تشوف حد يصلحه بسرعة، اكيد عماد هايعرف دي شغلته اساسًا.
- عماااد! هه
تفوهت بها غادة عاوجة زاوية فمها بسخرية واكملت :
- دا ماهيصدق يلاقيها فرصة، عيل لازقة صحيح
زفرت كاميليا بيأس من طريقتها وفضلت عدم التجادل معها.
............................

وبالداخل وهو مستلقي على أريكته، بتعب كان مغمض العينان علٌه يحظى ببعض الراحة قبل أن يعود لأعماله التي لا تنتهي أبدًا، يريد السكينة ولو قليلًا لهذه الماكينات الدائرة بعقله في التفكير المستمر، لاشئ جديد يحدث عن اليوم الذي يسبقه، لا شئ اصبح يفرحه او يعطيه الطاقة في الاستمرار، وما أشبه اليوم بالبارحة، روتين يومي ومعدل من النتائج لابد من الركض والسعي الدائم للوصول اليها، كالثور المعصوبة عيناه يدور في ساقية ولا يشعر بلذة النتائج، يفتقد الفرحة من القلب،، يفتقد السعادة التي لا يشعر بها ابدًا، يفتقد الشغف لشئ جميل يخطف لب قلبه فيعيد اليه الحياة بلمسه او القرب منه يفتقد الشعور بمعنى الالوان المفرحة يفتقد الرائحة.... رائحة الزهور
انتفض فجاة يعتدل بجذعه وعقله يتذكرها الاَن بإلحاح ، يومان مروا عليه من وقت ان شاكسها بالمصعد وضحك من قلبه على خجلها والرعب الذي اجتاح قلبها منه، مر يومان ودائمًا ماتداعب خياله باللون الوردي و الرائحة الطيبة، مر يومان....ولم يرها!
نهض فجأة بدون تفكير وقدماه تقوده لخارج المكتب،
انتفضت كاميليا برؤيته خارجًا امامها ومعها غادة التي تفاجأت برؤيته ايضًا .
- عايز حاجة ياجاسر بيه؟
هتفت عليه كاميليا تسأله، أومأ لها بكفه دون رد وأكمل سيره للخارج،
- ايه ده؟ هو ماشي ولا ايه؟
سألتها غادة بفضول ، فجاوبتها كاميليا بحيرة وعيناها تتبع اثره:
- لا طبعًا هايمشي ازاي انتِ كمان كدة بالقميص الأبيض والبنطلون من غير الجاكت؟ بس ده هايكون رايح فين بس؟
غمغمت كاميليا بصوت خفيض لنفسها .
......... ..................

وفي الناحية الأخرى
بجوار مكتبها الصغير كانت تقف في انتظار اصلاح الحاسوب الذي كاد يفقدها ان عقلها حينما توقف وقت عملها لإحدى الملفات المهمة التي امرها مديرها بسرعة تجهيزها ، سألت بقلق:
- ها في أمل انه يتصلح دلوقتي ولا هايعك في الوقت؟
رفع راسه اليها عماد بابتسامة واسعة :
- انت عايزاه يخلص امتى؟ لو عايزاه دلوقتي، فاانا شغال عليه، ولو عندك صبر ، ممكن اخدوا معايا واجيبه بكرة زي الفل.
ردت سريعًا بلهفة:
- لا طبعًا دلوقتي ياعماد، انت عايز الأستاذ مرتضى يبهدلني ولا ايه؟
بابتسامة ازدادت اتساعًا قال:
- بعد الشر عليكي من البهدلة يازهرة، تصدقي اول مرة اعرف ان اسمي حلو كدة .
كالعادة ازدادت خجلًا وتورت وجنتيها تخفض عيناها عنه دون رد ، جعلته يردف بقلبٍ يرفرف بالسعادة :
- اقسم بالله نفسي اشكر الكمبيوتر ياشيخة .
- وعايز تشكر ايه تاني كمان؟
أجفل الاثنان على الصوت الخشن الذي دوى بالقرب، على باب الغرفة الواسعة، انتفضت زهرة حينما رأته بهيئته المتجهمة دائمًا يتقدم نحوهم وحاجبيه المقلوبان ازداد تعقدهم بشر.
- ايه اللي بيحصل هنا ده ؟
سأل بجمود ، أجابه عماد الواقف امامه باحترام :
- أبدًا يافندم ، دي الاَنسة زهرة الكمبيوتر بتاعها حصل فيه عطل وانا جيت اصلحه.
- اَنسة زهرة!
غمغم بها بحنق وتابع يسأله:
- وانت شغلتك إيه بقى عشان تصلح الكمبيوتر للاَنسة؟
أجابه عماد :
- يافندم دي شغلتي هنا في الشركة .
- امممم
اردف بها ينتقل بعيناه نحو زهرة التي جف حلقها من افعال هذا الرجل الغريبة معها ، وعماد الذي كان يقف بعدم فهم لما يحدث ،
- والكمبيوتر اتصلح ولا لأ؟
سأله جاسر من تحت أسنانه:
نفى عماد يهز برأسه :
- لا يافندم انا لسة بحاول فيه .
- طلب اخلص اخرج بيه على مكتبك صلحه عندك .
لوح له بإبهامه للخلف اَمرًا ، تسمر عماد محله قليلًا بعدم استيعاب فعاد اليه بنبرة اقوى :
- بقولك اخلص ياللا خد الكمبيوتر وصلحه عندك.
اذعن مضطرًا عماد يتناول الحاسب وحقيبته ليخرج ، خرج صوت زهرة الضعيف بصعوبة من فرط ارتباكها:
- ططب انا عايزة الكمبيوتر بسرعة يااعماد عشان الملف اللي قولتلك عليه .
- هايخلصه تصليح ويجيبه .
هدر به بحدة جعلتها تبتلع الباقي من كلماتها :
- مش هاتأخر عليكي يازهرة، هاصلحه واجيبه
هتف بها عماد قبل ان يخرج من الغرفة مغادرًا، فالتفت رأس جاسر بسرعة نحوه ينظر في اثره بملامح متوحشة، حتى عاد اليها بنفس الملامح المخيفة وتقدم بخطواته البطيئة والمريبة نحوها، فجعلها ترتد للخلف حتى التصقت بالحائط خلفها ، تتمنى لو يعود اليها عماد او ان تخرج مغادرة هي الأخري، قبل ان يتوقف قلبها من الخوف ، سئلها فجأة:
- صفته ايه دا عندك؟
قطبت جبهتها ترد باستفسار :
- نعم .
هدر بصوت أعلى مائلًا بوجهه نحوها :
- بسألك تجاوبي، صفته ايه اللي اسمه عماد دا عندك ؟

اهتز جسدها بصيحته دون ارادتها، كما ازداد جزعها وهي تنظر اليه بعدم فهم، تردد وكأنها تتحدث إلى رجل فاقدًا لعقله .
- مممالهوش صفة والله، دا دا زميلي وبس ، يعني مش خطيبي ولا جوزي عشان يبقالوا صفة
ضيق عيناه متحدثًا بنبرة منخفضة مثيرة للشك:
- ولما هو مش جوزك ولا خطيبك ولا ليه أي صفة غير انه زميلك وبس، بيتكلم ويهزر معاكي ليه؟ وانتِ تتقبلي هزاره وتتجاوبي معاه ليه؟
توسعت عيناها تنظر اليه بصدمة لما وصل الى ذهنها من فحوى كلماته اليها فردت بأعين غائمة تأبى السكوت عن اتهامه :
- حضرتك انا كنت واقفة باحترامي مستنية الكمبيوتر بتاعي يصلحه زميلي في العمل ، وان كان على ابتسامة ولا حتى ضحكة صدرت مني فدا شئ عادئ بيحصل بين الزملة ، وعماد شخص في منتهى الاحترام .......
قاطعها بحدة هادرًا :
- وايه كمان ياأستاذة؟ ماتقولي فيه شعر احسن.
انعقد لسانها عن الرد تمامًا، وهي تجزم بداخلها ان هذا الرجل فاقدًا لعقله حقًا وليس تخمين ، فما فائدة الجدال مع رجلٍ كهذا؛ لا تجد لأفعاله معها تفسير، حل الصمت بينهم وهو ينظر اليها بأعين مشتعلة وملامح وجهه المعقدة بغموض، تونبئُها بحجم تطرفه وهي تبادله النظر بخوف على أمل ان يتزحزح من أمامها ويتركها تُدخل نفسًا طبيعيًا داخل صدرها وقد شعرت بانسحاب الهواء من حولها في قلب الغرفة بحضوره، ولم يضل سوى الرائحة الطاغية لعطره فيها.
- في حاجة ياجاسر بيه؟
دوت قريبًا من ناحية باب الغرفة الخاصة بمديرها الذي استمعت لسؤاله وكأنه النجدة التي أتت اليها من السماء، التف جاسر يبعد انظاره عنها ويستدير ببطء نحو الرجل ليجيبه وكأن شيئًا لم يحدث منذ قليل واضعًا يديه بجيبي بنطاله بهدوء:
- كنت عايز حسابات الشركة عن السنة اللي فاتت كلها يامرتضى.
قطب الرجل قليلًا بدهشة قبل ان يرد مرحبًا به رغم غرابة الموقف يشير اليه بيديه:
- انت تؤمر يافندم، تعالى جوا شرف مكتبي المتواضع وانا اجهزهم حالًا قدامك.
- لا انا مش داخل، انا جاي ابلغك وبس .
اردف بها وانسحب مغادرًا على الفور دون استئذان جعل الرجل ينظر في اثره لفترة مندهشًا قبل ان يعود بنظره الى زهرة التي تسمرت محلها بوجهٍ مخطوف وأعين جاحظة، وهي مازالت لا تستوعب ماحدث
...............................

- بيضطهدني وحياة النعمة الشريفة بيضطهدني،.
تمتمت بها زهرة وقد تمالكت نفسها اَخيرًا وهي واقفة بجوارر كاميليا في الطرقة المؤدية الى حمام النساء، في انتظار غادة التي كالعادة تعيد الإهتمام بزينتها قبل ان تغادر معهن الشركة ، رددت كاميليا مستنكرة رغم تعجبها هي الأخرى :
- اضطهاد وكلام فارغ ايه بس اللي بتقوليه ده يازهرة ؟ هو احنا في عهد العبودية يابنتي؟
رفعت اليها عيناها قائلة بغضب:
- لا ماهو جاسر الريان هايرجعه تاني ياكاميليا ماتقلقيش، الراجل مش طايقلي كلمة، وكل مايشوفني يطلعلي بتهمة شكل، طب تقدري تفسريلي كدة اللي قولتهولك انا من شوية دا معناه ايه؟
كاميليا وقد انتابها الشك هي الأخرى ولكنها حاولت ان تصرف هذه الأفكار عن رأسها والعودة لتحليل الأحداث بمنطقية كعادتها
- بصراحة انا معرفش تفسيره ايه؟ بس هو اكيد اتعصب يعني من عماد وافتكره بيهزر في شغله، ودا واحد دايمًا وقته زي السيف وما يقتنعش بهزار ولا ضحك اثناء العمل .
- طب وانا ايه دخلي يابنتي ؟ بيشخط فيا ويوقف قلبي ليه؟ دا بني غريب، كتر خير اهله عليه في البيت ويكون في عون الست اللي هاتتجوزا دا هايطلع عليها عقده ويكرهها في نفسها
تبسمت كاميليا قائلة:
- لا من النحيادي اطمني، اصله متجوز بنت خالته اللي ابوها يبقى الوزير ، وعلى فكرة هي عايشة حياتها بالطول والعرض.
- حقها تعيش وتضربها بالجزمة كمان، ودا راجل يتعاشر ده، بقولك ايه ياكاميليا البت غادة جاية علينا اهي، اوعي تبلغيها والنبي بالكلام اللي بقولهولك ده ، دي بت خفيفة وانا مضمنش أي رد فعل منها.
قالت زهرة وهي تومئ بعيناها بذكاء نحو غادة التي خرجت اليهم تتمختر بخطواتها، تمتمت كاميليا بصوتٍ خفيض قبل ان تصل اليهم.
- مش محتاحة وصاية يازهرة، انا اكتر واحدة عارفة غادة والظن اللي هاتظنه في الكلام ده.
- هاي اتأخرت عليكم .
قالت غادة بزهو فور ان وصلت اليهم ، ردت زهرة ترمقها بدهشة:
- انتٍ عيدتي على وشك بالمكياج من تاني وغرقتي نفسك بالريحة على مشوار المواصلات؟
مطت غادة بشفتيها قائلة :
- ولو خارجة من باب البيت عالشارع بس، لازم برضوا اتمكيج والبس نضيف، دا اسمه اهتمام بالنفس ياماما؛ انت أكيد متعرفهوش.
أومأت لها زهرة تتجاهل سخريتها بعدم الرد ، اما كاميليا فقالت لها بيأس :
- ماشي ياست البرنسيسة انتِ ، ممكن بقى نمشي في يومنا ده ولا لساكي هاتعيدي تاني على ميكاجك ولبسك .
- لا ياقلبي انا كدة فل خالص، بينا يابنات .
قالت غادة وتقدمت تسبقهم في الخطوات، تبادلت زهرة وكاميليا النظر فيما بينهم بيأس كالعادة ثم لحقنها بالسير.
............................

YOU'LL ALSO LIKE
زهره السيف❤ by ayareda213
زهره السيف❤
3.6K
173
تحكي الروايه عن فتاتان تخرجا من كليه الطب وحين التقدم لوظيفه قابلا شابان غيرا حياتهم من الحزن للسعاده🌺
ست الحسن ( الجزء التانى ) by user07883351
ست الحسن ( الجزء التانى )
66.7K
3.5K
حكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها
اختلاج روح by LolySamy6
اختلاج روح
24.5K
2K
احيانا لا ندرك قيمة ما بأيدينا الا إذا وجدناه على وشك الانفلات منها وغالبا ما نفكر بطرقة الممنوع مرغوب فنسعى وراء ما ليس لنا ونترك ما بايدينا حتى ولو به كل ما نتمني ولك...
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎 by Rose-amin
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎
41.3K
5.3K
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قلبيّ المٌعلق بعشقهِ ا...
كشف حساب  by lolo0mohamed
كشف حساب
2.5K
159
يعود رجل الأعمال يس من الخارج ليكتشف ان لوالده المتوفى ماض عاد ليفسد عليه حياته
عروسة جدى  by user07883351
عروسة جدى
7.7K
301
دائماً ما تحركنا اطماعنا دون النظر لأى شئ اَخر ، حتى اُتنزعت الرحمه من قلوبنا ولم نعُد ننظر لقرابه أو صلة رحم . ولكن من المخطئ ، العجوز الذى تزوج الفتاه الصغيره ام ان ا...
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو by noorzizo21
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو
88.2K
5.6K
"كُنتُ خاليًا حتى أتيتك بهذا القلب؛ قد عاث فيه الغرام ودب الهوي به حتي أهلكه، وطاف به الذنب حتي أغرقه، فإذا أجابتنى سكون عاشقًا وإذا رفضتنى سأتوب عن ذنبي وليشهدك ا...
وفي مكانٍ اخر
بداخل دكان محروس الذي عاد العمل فيه مرة اخرى بشكل جدي، بعد ان توفرت المتطلبات الأساسية لإنجاز الأعمال المتراكمة من مواد خام وغيرها من الأشياء.
- نننعم! سمعني تاني كدة يامحروس بتقول ايه؟
تفوه بها فهمي بحدة اربكت محروس فجعلته يردف بتلعثم :
- اايه دا مش كلامي انا يافهمي، دا كلام البت وستها، إنما لو عليا انا اجوزهالك من الليلة، ما انت عارف معزتك عندي.
رد فهمي رافعًا حاجبه المقطوع بنصفه:
- وانا مالي بمعزتي عندك ولا حتى موافقتك، مدام انت راجل ملكش كلمة على بنتك .
هتف محروس غاضبًا وقد اصابته الكلمات السامة في كرامته،
- ماتقولش الكلام دا يافهمي انا مش راجل هفية عشان اقبل بيه .
أكمل فهمي في بخ سمه:
- لا هفية، مدام جاي بالفم المليان كدة تقولي ان البنت هي اللي رافضة وانت ملكش حكم عليها.
استشاط محروس غاضبًا فقال بأعين تقدح شررًا :
- انا مش عايز اغلط فيك يافهمي عشان انت هنا في منطقتي وفي دكاني، انما والنعمة الشريفة لو كررتها تاني لاكون شاقق بطنك نصين وملكش عندي دية، طب ماهي البت مكدبتش لما قالت عليك بتاع نسوان وبتبيع برشام، دا غير انك اكبر منها ب١١ سنة على الاقل، في ايه يابا انت هتعيش عليا.
ضغط فهمي بأسنانه على شفته يكبح خروج الكلمات النابية من فمه، بعد ان شعر فقد سيطرته على محروس .
صمت يخرج سيجارة من جيبه ويشعلها لينفخ منها قليلًا امام محروس الذي ينتظر رده بتحفز ، اجفله فهمي بعطيه السيجاره التي في يده، واخرج هو واحدة اخرى لنفسه، ثم قال بهدوء :
- انا مقدر ان كلامي وجعك يامحروس بس انا مش عايز اخسرك .
ساله باستفسار :
- يعني ايه مش فاهم؟
اومأ له فهمي بصوت خبيث :
- قصدي ان هابلع تهديدك ولخبطتك في الكلام كأني ماسمعتش الحوار كله من بدايته، يعني عشان ماتتعبش نفسك في التفكير، تعمل قرد وتجوزني البت يامحروس ، يااما من غير حلفان هاتشوف مني الوش الوحش اللي انت اكيد عارفه، عشان انا ماهسكتش عن حقي في الفلوس اللي شغلت بيها الدكان ولا الكيف اللي بتبلبع فيه بقالك سبوع ببلاش .
....................................

بعد قليل وحينما عادت زهرة وهي تحمل اكياس الخضروات والفاكهة التي ابتاعتها في طريق عودتها للمنزل ، تسمرت واقفة فور دلوفها لمدخل البناية التي تقطنها حينما وجدت من يقف أمامها في وسطه، تبسم بسماجة يلقي اليها التحية:
- حمد الله السلامة، اَخيرًا وصلتي ياعروسة.
تنهدت قانطة تستغفر ربها قبل ان تهم لتجهله وتخطيه ولكنه تصدر امامها يمنع تقدمها :
- طب حتى ردي السلام، ولا انتِ مكسوفة مني.
دفعته بيدها الحرة على صدره قائلة بعنف:
- ابعد عن طريقي ياجدع انت، لاحسن وديني الم عليك اهل الحارة وافضحك هنا في العمارة .
رد بتشدق:
- تفضحيني ليه بقى؟ واحد وجاي يقابل عروسته فيها حاجة دي ؟
رفعت شفتها قائلة بازدراء :
- عروسة مين يا برشامجي ياخرفان انت؟ في ايه يافهمي ؟ هو انت فاكرني بقيت لقمة سهلة بعد خالي ماسافر، لأ فوق لنفسك يابابا، خالي اللي سففك التراب زمان لما حاولت تتعرضلي، اقدر في دقيقة اخليه يرجعلك من تاني .
انشق ثغره بابتسامة مردفًا بمكر:
- طبعًا فاكر العلقة يازهرة، بس فاكر اللي قبلها اكتر ، انتِ بقى فاكرة؟
ارتدت اقدامها للخلف بفزع وهو يتقدم نحوها يلوح لها بأبشع ذكرياتها ، فتابع يشير بأبهامه :
- فاكرة يازهرة هنا تحت بير السلم ، لما كنتي جاية من الدرس بلبس المدرسة اللي كان هاياكل منك حتة وانت لسة خراط البنات خارطك جديد ، بشعرك اللي كان مغطي ضهرك وجسم....
- انت راجل مش محترم
قاطعته صارخة تتخطاه صاعدة الدرج بسرعة، غير قادرة على تحمل سماع الباقي ولكنه لم ييأس ، جذبها من مرفقها لتلتف بجذعها اليه ، فاردف متابعًا بفحيح:
- بتجري ليه مش انتِ اللي فكرتيني بالعلقة؟ شكلك انت كمان لسة مانستيش. الحضن ولا الب........
- اوعي سيبني ياحيوان
صرخت تنتزع ذراعها منه وتصعد بسرعة من أمامه وكأنها تهرب من الموت، حتى اذا وصلت اخيرًا لشقتهم، فتحت الباب بخفة ثم وضعت أكياس الخضروات والفاكهة على الأرض بحذر حتى لا تشعر بها جدتها الجالسة في الصالة تشاهد التلفاز ومعها صفية، تحركت زهرة على أطراف أصابعها حتى دلفت لغرفتها، تغلق الباب عليها جيدًا قبل أن ترتمي على التخت وتشهق اخيرًا باكية، ترتجف وقد أعاد اليها هذا الرجل الكريه الذكرة التي خلفت بداخلها ندبة مازالت تؤلمها حتى اليوم، حينما كان عمرها لا يتعدى الخامسة عشر وكان هذا الرجل صديقًا جديدًا لأباها، في كل مرة رأته فيها لم تريحها أبدًا نظراته المريبة لها، ولكن صغر سنها لم يمكنها من تفهمها، حتى جاء هذا اليوم حينما كانت عائدة من دراستها التي استمرت لبعد صلاة العشاء بفضل مجموعات التقوية التي حضرتها أيضًا، رأته بالصدفة على الدرج أمامها كان هو نازلًا وهي صاعدة :
""- ازيك يازهرة عاملة ايه؟
خاطبها وهو متصدر بجسده أمامها ، اضطرت لرد التحية له على مضض، حتى تتخطاه وتصعد لجدتها وخالها.
- اهلًا ياعمي، انا كويسة والحمد لله
قال مداعبًا :
- ايه يازهرة؟ هو انتِ شايفاني قد ابوكي عشان تندهيلي بعمي، بصيلي كويس كدا انا لسة في بداية شبابي دا انا مجيش قد خالك حتى.
رفعت عيناها اليه مندهشة من كلماته، فتقابلت بعيناه وهذا الوميض الغريب بها ، أومأت له برأسها دون اقتناع .
- حاضر تمام، عن اذنك بقى.
تخطته لتصعد ولكنها تفاجاءت بصرخته فور ان أعطته ظهرها، استدارت اليه فوجدته ملقى على الأرض ممسكًا بقدمه:
- اااه ، اللحقيني يازهرة، انا رجلي باينها اتكسرت من سلمكم المكسور
رددت بخوف :
- طب انا هاعملك ايه؟ هاروح اندهلك خالي .
صرخ بصوت أعلى :
- قبل ماتندهي خالك تعالي بس ساعديني اقوم بجسمي من عليها الأول، بدل الكسر مايتضاعف معايا، اااه، بسرعة يازهرة .
همت لتتجاهله وتصعد ولكن مع ازداياد انينه وتألمه اضطرت لتنزل اليه وقبل ان تقترب هتفت :
- طب اروح لندهلك حد من الشارع
صرخ ضاربًا بقبضته على عتبة الدرج:
- انت لسة هاتدوري وتندهي، يازهرة بقولك عايز ازيح تقل جسمي بس ، مش طالب منك حاجة تاني
أذعنت تقترب منه على حذر وهو يقبض على ذراعها بقوة حتى نهض متصنعًا الألم يتأوه:
- ااه يارجلي ااه.
تململت لتنزع قبضته من ذراعها :
- طب ثواني كدة وانا هاروح اندهلك خالي .
رفع رأسه اليها بنظرة لن تنساها ابدًا، وفاجأها بوقفه القدمين السليمة والتي ظنت انها مصابة أيضًا ، وقبل ان يخرج السؤال من فمها وجدته يحط بذراعها على خصرها والأخرى كممت فاهها فسحبها بسرعة البرق في الزواية المظلمة اسفل الدرج ، صرخت بصوت مكتوم وقاومت بكل قوتها الجسد الضخم ، فما كان منه الا ان زاد بضغطه يمرر شفتيه على وجنتيها ويتلمسها بوقاحة،
حينها ظهر خالها من العدم ، وفلته عنها بلكمة اطارت سن من مقدمة فمه، ممطره بوابل من الشتائم والالفاظ النابية وهو يسحبه كالبهيمة في وسط الشارع يوسعه ضربًا حتى كاد ان يزهق روحه
لن تنسى ابدًا رائحته الكريهة ، انفاسه الساخنة التى كانت تحرق بشرتها، قوة كفه التي كانت تقبض على فمها حتى كادت ان تشعر بانسحاب روحها، في بضع لحظات لا تتعدى الدقائق القليلة، لكنها كانت كافية لتضع الخوف بقلب زهرة مهما مر من السنوات ومهما تطورت بحياتها .
....................................

في المساء
وبعد أن استرخي قليًلا في حمام من الماء الدافئ ليصفي ذهنه ويزيح عن جسده قليلًا من ارهاق اليوم ، خرج من حمامه بالسروال التحتي فقط يجفف شعر رأسه بالمنشفة الصغيرة، ولكنه انتبه يرفع رأسه على صوتِ صفير من الخلف، فتفاجأ بانعكاس صورتها أمامه في المراَة، جالسة بميل على طرف تخته مرددة بإعجاب :
- واوو جسم رياضي فعلًا زي ماقال الكتاب .
التف اليها برأسه ورمقها من تحت اجفانه قبل ان يعود ليصفف شعره قائلًا من تحت أسنانه :
- هي بقت عادة ولا ايه ؟ انا مش منبه عليكي، الأوضة دي ماتعتبيهاش تاني .
استقامت تنهض عن جلستها فوق التخت لتُظهر طول منامتها القصيرة وفتحاتها التي كشفت عن معظم جسدها، تتمايل بخطواتها امام نظراته الثاقبة في المراَة، حتى اقتربت لتجفله بوضع كفيها على عضلات ظهره من الخلف تتلمسها ببطء وهي تردف بصوتٍ ناعم:
- ممكن تسيبني اللمسهم؟ اصلي بصراحة عندي رغبة غير طبيعية اني اشوف قوتهم .
تركها تفعل دون ان يرفض، فاعتبرته استجابة لتكمل بكفيها حتى ذراعه ثم استقرت على العضلات الأمامية بتركيز ، خرج عن سكوته يسألها باقتضاب وعيناه نحو انعكاسها في المراَة:
- عجبوكي؟
همست بأعين تملؤها الرغبة:
- أوي، اصل اَخر مرة لمستهم فيها مكانوش بالقوة دي.
ضيق عيناه ليلتف نحوها يسألها بتفكير:
- هي إمتى كانت اَخر مرة بالظبط ؟
اجابته بصوت يحمل في طياته العتاب:
- من كتير، كتير أوي يا جاسر، تقريبًا يجي أكتر من سنة.
- اممم
زام بفمه الذي اطبقه واخفض عيناه عنها بتأثر شجعها لتردف سائلة:
- طول الفترة اللي عدت دي كلها ياجاسر ، ماوحشتكش فيها ولا يوم ؟
ارتفعت عيناه اليها ، تتحرك شفتاه وكأنه يبحث عن اجابته ثم مالبث ان يجيبها بكل بساطة:
- لأ
وكأن دلوًا من الماء البارد سقط فوق رأسها وافاقها من غفوتها، رددت بعدم تصديق :
- انت بتقول ايه؟
- بقولك لأ
اردف بها مرة أخرى واستدار ليكمل تصفيف شعره بكل برود ليجعل نيران الغضب تشتعل داخلها ، فقالت بشراسة:
- هو انت فاكر نفسك ايه؟ لتكون فاكرني دايبة في دلال حضرتك وهاتعيش الدور عليا ، لأ فوق ياجاسر ، انا ميرا .
قالت وهي تلوح له بسبابتها جعلته يعود اليها مردفًا بابتسامة اعتلت فمه:
- ايوة بقى يابرنسيس ميرا، طب انا برفض كل محاولاتك معايا من يجي أكتر من سنة ، باقية ليه انتِ عليا ورافضة الطلاق ؟
قالت جازة على أسنانها :
- عشان انا عاقلة كويس قوي، ومقدرة حجم الكوارث اللي هاتوقع فوق راسك وراس والدك لو انفصلت المجموعة.
رد غامزًا بعيناه:
- انا متقبل وراضي بالكوارث، بس انتِ وافقي ومايهمكيش .
زفرت تخرج من أنفها انفاسًا حارة كالدخان وهي تنظر اليه تود لو إحراقه حيًا، ثم مالبثت أن تذهب ضاربة الأرض بقدميها من الغيظ، التف هو ينظر للمرأة يكمل مايفعله بلا اكتراث .
....................................

في اليوم التالي
بداخل الشركة وفي وقت استراحة الموظفين التقت زهرة في طريق ذهابها الى الكافتيريا الخاصة بالشركة ، بعماد الذي كان عائدًا منها ممسكًا بيده فنجانان من القهوة الساخنة، قال بابتسامته المعهودة:
- صباح الورد ورائحة الزهورة، رايحة فين؟
بادلته ابتسامته قائلة:
- صباح الفل ياسيدي، انا رايحة الكافتيريا اشربلي حاجة سخنة.
- والحاجة السخنة دي بقى، تبقى قهوة باللبن .
قال وهو يناولها احدى الفناجين التي بيده، تناولته منه ضاحكة :
- ايوة بس كدة اللي كان طالبه منك هايزعل لما يلاقيك
راجع من غير طلبه.
- وانتِ مين قالك اني جايبه لحد غيرك؟ انا جايبهولك انتِ أساسًا .
رد ببساطة اثارت دهشتها، فسألته غير مصدقة:
- ايوة ازاي يعني ؟
ارتشف من فنجانه قليلًا ثم أجابها بابتسامة:
- اصل انا بقى عارف كويس اوي ان دا طلبك في كل مرة بتدخلي فيها الكافتيريا، فقولت في نفسي بقى اوفر عليكي المشوار وبالمرة ابقى خدت الثواب.
بابتسامة واسعة انارت وجهها بادلته مزاحه:
- لا بصراحة كتر خيرك يااستاذ عماد، حضرتك وفرت عليا مشوار كنت هاتعب فيه قوي.
اكمل بمزاحه :
- لا داعي للشكر يازهرة، الحاجات البسيطة احنا بنعملها عشان ربنا يبارك في صحتنا.
- كمان !
اردفت بها وضحكت من قلبها معه .
........................
وعند كاميليا التي كانت مندمجة في عملها بتركيز كالعادة، شعرت بظل طويل بالقرب منها، رفعت رأسها فوجدت امامها رجل وسيم بابتسامة
الأنيقة خاطبها :
- صباح الخير، جاسر موجود جوا .
خلعت نظارتها تعتدل في جلستها وردت بعملية
- صباح الفل يافندم ، جاسر باشا موجود فعلًا بس حضرتك يعني بتسأل في ميعاد مسبق ؟
نفى بتحريك رأسه قائلًا بابتسامة:
- لا بصراحة مافيش، بس انا هاقابله برضوا
خبتئت ابتسامتها من رده الغريب فتابع قائلًا :
- ايه يا اَنسة اتخضيتي كدة ليه؟ اتصلي وبلغيه باسمي وريحي نفسك .
ردت بغيظ وهي تتناول هاتف المكتب تسأله :
- تمام يافندم، اسم حضرتك ايه بقى عشان ابلغه بحضورك .
رد متسليًا لرد فعلها:
- قوليلوا طارق ، طارق وبس.
اردفت من تحت أسنانها
- وبس !
ردد خلفها بابتسامة مرحة
- وبس!
.......................
وفي الداخل
وامام الشاشة الكبيرة التي تأتي بصور الكاميرات لمعظم أنحاء الشركة، تركزت انظاره نحو الصورة التي اتت بصورتها وهي تبتسم بمرح مع الشخص الواقف امامها، وقد علمه هو من وقفته، كان مستندًا بوجنته على اطراف أصابعه متابعًا بتركيز ، والكف الأخرة تطرق بالقلم الذهبي على سطح المكتب، حينها اتاه اتصال كاميليا بحضور صديقه ، امرها بإدخاله على الفور.
- جاسر باشا.
اردف بها صديقه وهو يفتح باب المكتب على مصراعيه، نهض جاسر يستقبله بحفاوة:
- طارق الوكيل، اتفضل ياعم انت محتاج عزومة.
دلف صديقه مهللًا :
- مش حكاية عزومة ياكبير، بس انت راجل مهم والواحد لازم يستأذن قبل مايدخل عندك .
تصافح الاثنان بحرارة قبل ان يُجلسه امامه.
واردف طارق مازحًا :
- دي مديرة مكتبك كان هاين عليها تاكلني أكل عشان بس نطقت جاسر حاف من غير باشا.
رد جاسر بدعابة :
- تاكلك ايه بس ياعم بحجمك ده ؟ هو انت مش شايف نفسك
اطلق طارق ضحكة مجلجلة بمرح :
- هههههه يخرب عقلك ياجاسر ، لما تفك شوية كدة بيطلع منك درر .
حينما هدأت ضحكات طارق سأله جاسر بجدية:
- وايه اخبار المشروع الجديد بقى معاك؟ كويس كدة ولا لسة فيه عقبات بتواجهك.
- لا ياسيدي الحمد لله المشروع تمام، بس بقى مهلك جدًا، دا انا بالعافية فضيت نفسي النهاردة عشان بس ازورك بعد مازهقت.
رد جاسر وهو مستند بمرفقيه على سطح المكتب يفرك بالقلم بين كفية بتفكير وعيناه تتنقل كل ثانية نحو الشاشة :
- الله يكون في عونك وانت فعلًا مش متعود على الشغل الكتير والمسؤلية، تحب اجيبلك حد يساعدك ؟
.............................

- انا يافندم معقول الكلام ده ؟
تفوهت بها كاميليا بفرحة لا تصدق ماسمعته ، اردف لها بتأكيد وهو يمضي على بعض الأوراق
- ايوة انتِ ياكاميليا، مش مصدقة ليه؟ انتِ مجتهدة وتستاهلي كل خير.
- ايوة يافندم بس انت بتمسكني مسؤلية كبيرة قوي.
رفع رأسه اليها مردفًا بعملية
- يابنتي صدقي بقى انت قدها، انا خلاص مضيت القرار .
- بالسرعة دى كمان مضيت القرار ؟ طب احنا هنلاقي امتى حد ياخد مكاني في الشغل هنا دلوقتي؟
اعتدل في كرسيه يجيبها بهدوء:
- لا ماانا مش هاجيب مديرة للمكتب، انا عندي كارم المدير بتاع المجموعة بيسد معايا في كل حاجة، انا بس هحتاج لسكرتيرة .
ردت كاميليا بلهفة:
- كويس اوي يافندم ، انا مستعدة اعمل مسابقة وحضرتك تختار بقى السكرتيرة اللي تعجبك وتريحك قبل انا ما اسيب مكاني .
أجفلها برده الهادئ وهو يهتز بكرسيه :
- لا ماانا مش هاعمل مسابقة لسة واوجع دماغي، انا سألت رؤساء الاقسام هنا ورسيت على اسم سكرتيرة لواحد فيهم، وخلاص بقى اصدرت قراري الاداري .
لوح بالورقة الكبيرة امامها على سطح المكتب فتناولتها بسرعة ولهفة قائلة:
- يارب اكون اعرفها.........
قطعت جملتها حينما صعقت من رؤية الأسم، زاغت عيناها في النظر نحو الورقة ونحوه بصدمة بعدم تصديق، شفتيها تتحرك باضطراب، وهو ينظر اليها بتحدي ، حتى غمغمت مع نفسها :
- يانهار اسود ، دي كان عندها حق بقى

على الكرسي الخشبي القديم الخاص بجدتها كانت جالسة بالشرفة الإسمنتية ومرفقها مستند على السور، تتأمل بزوغ اشراق الصباح، وزحف الأشعة الذهبية للشمس نحو الأرض والأبنية، ثم سرب الحمام الخاص بجارهم العم سعيد مصطف بخط مستقيم على طول سور المبني المجاور أمامها، تتنهد بسأم وقد عادت مرة أخرى لروتينها اليومي الممل من وقت أن تركت الدراسة، وكأن الثلاثة أشهر التي قضتهم في العمل الجديد بمرح ونشاط هو حلم وكان لابد من انتهائه، طموحها الذي بنته في خيالها للتقدم والتدرج الوظيفي، سعادتها بقبض الراتب في أول الشهر والتسكع مع الفتيات لتبتاع ماتحتاجه وتمنته .كله حلم وانتهى بفضل هذا الرجل الكريه، زفرت من انفها بغيظ تعيد بذهنها هذه اللحظة التي اخبرها فيها رئيسها بالخبر المشئوم

" - نعم ! حضرتك يافندم بتقول ايه معلش؟
اردفت بها بوجه شاحب اللون انسحبت منه الدماء على الفور، تحدق بالرجل الذي تبسم لها ظنًا منه ان ذلك من فرط فرحها.
حركت رأسها بعدم الإستيعاب او الفهم ، مازالت حتى الاَن لا تصدق ماسمعته من الرجل أو على الأصح هي تكذب أذنها.
- مرتضى بيه، ممكن والنبي تقول من تاني ، اصل انا  بايني سمعت غلط.
ازداد اتساع ابتسامة الرجل قائلًا بتفكه:
- وانتِ من امتى بس كانت ودانك تقيلة يازهرة ؟ يابنتي بقولك اترقيتي وبقيتي سكرتيرة جاسر بيه، يعني اكبر راس في الشركة ، دا انتِ حظك من السما.
اومأت بسبابتها نحوها بصدمة وهي شاعرة بأن الأرض بدأت تميد بها وقد تأكدت من الخبر المشئوم :
- انا حظي من السما؟!
- طبعًا يابنتي حظك من السما ، انتِ يدوبك متعينة هنا من كام شهر قليلين وحتى كمان ملحقتيش تثبتي رجلك كويس، قوم كدة الحظ يضرب معاكي وتبقي سكرتيرة جاسر بيه مرة واحدة، ماشاء الله يعني عشان ماحسدكيش، بس انتِ أكيد امك دعيالك صح؟
تبسمت بزواية فمها ابتسامة ساخرة، تومئ برأسها دون رد فتابع هو :
- شوفي رغم زعلي انك هاتسبيني بعد ماعرفتي نظامي وريحتيني في الشغل، لكن انا برضوا اتمنالك الخير.
ابتعلت الغصة بحلقها وخرج صوتها برجاء:
- لكن انا عايزة افضل هنا، بصراحة لقيت راحتي في المكان ده .
تبسم الرجل لها بمودة قائلًا :
- يابنتي ماانا بقولك فراقك على عيني ، بس اعمل ايه بقى، دا ألأمر الإداري صدر خلاص ،لكن الصراحة بقى، انت لازم تشكري اللي دلوا عليكي
فاقت من صدمتها تسأله بحدة:
- ومين اللي دله عليا بقى ؟
اجاب رئيسها يحرك كتفاه :
- بصراحة معرفش، بس هو لما طلبك مني ، قالي ان في ناس شكرتلوا فيكي وفي شطارتك، ياللا شدي حيلك بقى عشان تبقي زي كاميليا ، ماهي اترقت هي كمان، امال انتِ هاتبقي مكانها ازاي ؟

عادت زهرة لواقعها تعض على شفتيها بغيظ، نحو من تسبب في قطع عيشها واثار الفتنة بينها وبين صديقتها التي تشاجرت معها ، تصب عليها جام غضبها وكأنها المتسببة فيما حدث، تمتمت زهرة تستغفر ربها، ثم عادت برأسها للخلف تتسائل مع نفسها:
- هلاقي فين شغل تاني بس ياربي؟ دا انا مصدقت!
صدح صوت جرس المنزل وبعده اتى صوت رقية التي هتفت عليها من داخل غرفتها :
- شوفي مين اللي عالباب يازهرة .
نهضت زهرة على مضض لتتحرك نحو باب المنزل ، فتفاجأت بها أمامها :
- صباح الخير يازهرة، ممكن ادخل .
تفوهت كاميليا بابتسامة جميلة مثلها ، بادلتها زهرة بابتسامة شاحبة.
- صباح النور ياكاميليا، طبعًا تدخلي ، دا البيت بيتك .
دلفت كاميليا خلفها لداخل المنزل تغلق الباب وهي تخاطبها :
- افردي وشك شوية، وقدري اني قاطعة المسافة البعيدة دي كلها وصاحية بدري كمان عن ميعادي رغم خناقتك الهبلة وهلفتك بالكلام معايا يامجنونة.
اشارت اليها زهرة لتجلس على احد المقاعد قائلة بحرج :
- ماانا كان لازم احط غلبي في حد بقى وقتها ولقيتك في وشي، معلش سمحيني .
جلست كاميليا على مضص مردفة لها :
- يابنتي والله مسمحاكي، وعارفة ان حالتك وقتها مكنتش طبيعية، بس دلوقتي بقا خلينا في المهم، واللي حصل ده نستغله لمصلحتنا مش نخاف ونقعد في البيت .
اتسعت عيناها وانفغر فاهاها تستوعب الكلمات فهتفت حانقة :
- نهار اسود؛ لتكوني جاية تكلمني في موضوع الشغل تاني ياكاميليا ؟
اومأت لها برأسها بتأكيد:
- ايوة يازهرة جاية اكلمك في الشغل تاني، عشان ارجعك لعقلك ياماما، لهو انتِ فعلًا ناوية تسبيه؟
- وماسيبهوش ليه بقى؟ اشحال ان ما كنت حكايالك قبل كدة وقايلالك على عمايل الراجل ده معايا، وانا متأكدة انه عايزني سكرتيرته عشان يكرهني في عيشتي ويخليني اطفش بخاطري من الشغل ، وعلى ايه بقى؟ اخدها انا من قاصرها احسن .
ردت كاميليا تحادثها بالمنطق:
- زهرة ياحبيبتي، خدي الأمور كدة بعقل وبلاش العصبية دي، انت حكيالي وانا مبكدبكيش على فكرة، بس احنا ليه نسبق الأحداث، انتِ لما تمسكي هاتتحسبي سكرتيرة لرئيس الشركة ودي في حد ذاتها حلوة اوي في ال cv بتاعك، يعني لو حط عليكي وطفشك زي مابتقولي، يبقى ليكي فرصة ان شاء الله في شركة غيرها ، لكن قطع رزقك كدة من الباب للطاق ماينفعش ياماما.
صمتت زهرة وعلى وجهها ارتسمت الحيرة فتابعت كاميليا :
- قومي يازهرة البسي هدومك واستهدي بالله تعالي معايا بلاش دلع .
- ياكاميليا والله مادلع، الراجل ده بخاف منه فعلًا؛ يبقى ازاي بقى اشتغل معاه واتحمل اوامره ليا وزعيقه فيا لو حصل وغلطت مثلًا ، دي حاجة صعبة اوي والنعمة.
تفوهت بها زهرة من خوف حقيقي نبع بقلبها، تبسمت لها كاميليا قائلة بتحفيز :
- وايه في الدنيا مش صعب، كل حاجة في حياتنا دي صعبة وخصوصًا في لقمة العيش، انتِ مجربتيش المرمطة ولا البهدلة يازهرة عشان خالك ربنا يحفظه كان دايمًا محاوط عليكِ من النسمة الطايرة، ودي تعتبر اول فرصة تثبتي فيها نفسك لوحدك ، زيحي من دماغك حكاية الخوف دي وجربي ولو مارتحتيش يبقى خلاص بقى .
- مش هاقدر
همست بها وهي تحرك رأسها تردد
- حقيقي بجد مش هاقدر ياكاميليا
همت لتتكلم كاميليا ولكنها توقفت على نداء رقية من الداخل وصوت جرس المنزل من الناحية الأخرى .
- قاعدة مع مين يابت بقالك ساعة وسيباني لوحدي؟ مخبية على ستك ايه يا مقصوفة الرقبة ؟
انشق ثغر كاميليا بضحكة مرحة تردف لزهرة:
- روحي انتِ شوفي مين، وانا هادخل لرقية جوا اسلم عليها .
فعلت زهرة وفتحت الباب لغادة التي هتفت حانقة :
- وبعدين بقى، تاني برضوا بلبس البيت واحنا متأخرين اساسًا، في ايه ياما؟ ليكونش ناوية تغيبي النهاردة كمان ؟
ردت زهرة وهي تدلف معها للداخل :
- عادي يعني لما اغيب تاني كمان، اصلي لسة حاسة بتعب .
- والنبي! لتكونيش فاكرة انها شركة ابونا ياست زهرة ؟
- من غير قلة ادب، انا بقولك تعبانة يبقى تقدري بقى، على العموم اهي كاميليا قاعدة جوا عشان تلاقي حد تمشي معاه .
اردفت بها زهرة وهي تسبق للداخل، غمغمت غادة خلفها:
- ودي ايه اللي جابها عالصبح عندك ؟
................................
في الداخل
عند رقية والتي كانت تغازل في كاميليا الجالسة بجوارها على كنبتها تتلمس شعرها وثيابها :
- ياختي عليكِ وعلى حلاوتك يابت ياكاميليا، دا انت بقيتي ولا الهوانم يامضروبة الدم، ايشي اللبس الحلو  ولا الشعر الملولو، لحقتي امتي تلولويه كدة يابت ؟
ضحكت كاميليا تردد لرقية :
- عجبك ياستي اعملك انتِ شعرك ؟
برقت عيناها رقية والتمعت بالحماس وقبل ان ترد سبقتها غادة وهي تدلف اليهم :
- طب اعمليلنا احنا شعرنا الأول وبعدها فكري في الست الكبيرة .
- كبيرة في عينك قطع لسانك قليلة الحياة
هتفت بها رقية مسرعة وتابعت مخاطبة كاميليا التي لم تتوقف عن الضحك.
- عايزاكي يابت تفضي في يوم كدة وتيجي تعمليلي شعري
- حاضر ياستي.
أومأت لها كاميليا مقهقهة وهمت لتقف مغادرة ولكن رقية جذبتها من ملابسها تسألها :
- الاقوليلي يابت، ماتجوزتيش ليه لحد دلوقتي؟ هي الرجالة عميت؟
اجابتها كاميليا بمسكنة :
- النصيب ياستي، اعمل ايه بقى وانا ملقتش نصيبي ؟
لوحت لها رقية بكفها امام نظرات غادة المحتقنة :
- هتلاقيه ياختي وهايبقى لازقلك كدة ليل نهار زي ضلك، هو في حد برضوا يبقى معاه الحلاوة دي ويسيبها، دا يبقى مفغل !
............................
في وقتٍ لاحق
خرجت زهرة لتبتاع بعض الخضر والبقالة من السوق لسد احتياجات المنزل، وعلى إحدى درجات السلم في الطابق أسفلهم توقفت ، حينما اصطدمت عيناها برؤية أبيها وهو خارج من باب شقتهم، في ميعاد ذهابه الى عمله الى ورشته، ترددت قليلًا قبل أن تحسم أمرها لتلقي التحية عليه ثم تكمل طريقها في المغادرة:
- صباح الخير .
انتبه محروس يرفع انظاره اليها ثم انطلقت ضحكة مستخفة منه نحوها يردد:
- ياصباح الهنا والسرور على الحلوة اللي سابت شغلها ورجعت تبلط من تاني في البيت..
رمقته زهرة مصدومة من شماتته وهمت لتخطيه وتجاهله ولكنه تصدر يقف أمامها متابعًا :
- ايه يادلوعة خالك، كدة بسرعة صرفوكي واستغنوا عنك لدرجادي انتِ خايبة، طب كنتِ قلدي غادة بنت اختى، اهي بت زي الوحش وتسد في أي موضوع؛ مش خايبة وهبلة زيك .
خرجت عن صمتها هاتفة بوجهه:
- وانت مين قالك اني سيبت الشغل أساسًا؟ عشان توقفني وتضحك من قلبك كدة على خيبتي زي مابتقول، دا بدل ما توقف جمبي وتقويني لو كان حصل فعلًا :
رفع شفته قائلًا لها:
- واقف جمبك ليه بقى؟ عشان تتنقعري وتشوفي نفسك عليا بزيادة، ما انتِ لو كان قلبك على ابوكي وبتسمعي كلامي مكانش ربنا جزاكي بعملك .
هبت صارخة متناسية وقفتها على الدرج بعد ان فقدت السيطرة على غضبها :
- انا عملتلك ايه ياعم عشان ربنا يجازيني؟ أذيتك في أيه انا عشان تطلع السواد اللي قلبك دا كله من ناحيتي.
- زهرة ياحبيبتي، هدي اعصابك شوية كدة الجيران هاتتلم على خناقكم واحنا مش ناقصين فضايح .
صدرت من سمية زوجة ابيها برجاء بعد أن أتت من داخل المنزل على أصوات شجارهم .
سمعت قولها زهرة وهمت للذهاب وترك اباها والشجار معه ولكنه اوقفها يقبض على رسغ يدها يقول:
- اسمعي يازهرة، انا بقالي يومين سايبك تفكري براحتك، واهي جات من عند ربنا اهي عشان تعرفي بقى مصلحتك، فهمي راجل كسيب ومشتريكي ، دا بيقولي لو طلبت نجوم السما هاجيبهالها، واديكي شوفتي بنفسك، دلع خالك ليكي خلاكي خبتي في كله، بلاش كمان تخيبي وتضيعي منك فرصة هاتخليكي هانم على حق.
- هانم مين ياعم اوعى سيب .
هدرت بها وهي تنزع رسغها من قبضته بعنف، ثم ركضت للعودة للمنزل وتركه .
وفي الأعلى وبعد أن صعدت زهرة لمنزلها مرة أخرى، تلقي حقيبة الخضروات الفارغة بعنف وغضب مما حدث .
- ايه اللي رجعك من تاني يازهرة ؟ وشك مقلوب كدة ليه يابت .
هتفت بها رقية بجزع وهي تنظر لحفيدتها التي اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني من الغضب وانفاسها تتلاحق بصدرها الذي يصعد ويهبط بسرعة وكأنها على وشك الإنفجار، لم ترد زهرة على جدتها بل بادلتها النظر فقط حتى التفتت رأسها بحدة على فتح باب المنزل ودلوف سمية وخلفها شقيقتها صفية؛ التي هتفت صارخة عليها زهرة بحدة :
- انت برضوا اللي تعمليها ياصفية؛ وتروحي تبلغيه اني سيبت الشغل عشان يفرح فيا.
دافعت صفية تنفي بقوة:
- والله ماانا،  والله ما قولتله حاجة، انا معرفش هو عرف منين أساسًا .
- ياسلااام ، يعني انتِ اللي بتسألي كمان؟ على اساس اني مسمعة حد تاني غيرك انتِ وستي، اللي مابتخرجش من البيت ولا بتشوفه أساسًا .
جاء الرد من سمية على اتهام زهرة وشكها :
- والله ما صفية يابنتي، دا البت منى اختها الصغيرة، كانت جاية تاخد من عندكم شوية بهارات للأكل وسمعتك بالصدفة وانتِ بتقولي لستك، فنزلت بلغتنا واكنه خبر الموسم واحنا بناكل ، ما انتِ عارفاها لسانها فالت ومابتبلش في بقها فولة .
سمعت منها زهرة وانتقلت عيناها التي اغشتها الدموع نحو شقيقتها التي اطرقت رأسها بحزن، ثم خطت لتسقط على الكنبة الخشبية بجوار جدتها تبكي بحرقة ، جذبتها جدتها من قماش بلوزتها لتضمها اليها داخل أحضانها تسألهم :
- هو في ايه بالظبط؟ وماله محروس دا كمان بزهرة ؟
جلست سمية هي الأخرى بجوارهم تربت بكفها على ظهر زهرة:
- معلش يابنتي سامحينا ، بس دا ابوكِ بقى وانتِ عارفاه.
هتفت رقية بنفاذ صبر ونشيج بكاء حفيدتها يصل بحرقة لأسمعاها :
- ماله الزفت ابوها ماتقلولي عمل ايه معاها بالظبط؟ عشان يجبلي البت مقطعة نفسها كدة من البكا
أجابتها صفية بتأثر هي الأخرى:
- عايرها بقعدتها من الشغل وزن عليها تاني في موضوع جوازها من فهمي .
- عايرها بإيه؟
صرخت بها رقية وتابعت بلهجة قوية :
- هو ليه عين دا كمان يعاير ويستعبط عالبت؟ ليه هو مش حاسس بنفسه ولا بالخيبة اللي هو فيها؟ ونعمة ربنا يا سمية جوزك لو ما لم نفسه عن البت ليشوف مني الوش التاني هو عارفه كويس وجربه ، إلا زهرة ياسمية، فاهمة، إلا زهرة .
ردت سمية بقلة حيلة :
- وانا ايه اللي في إيدي بس ياخالتي ؟ ما انت عارفاه البرشام لحس عقله، والزفت فهمي اليومين دول بقى مغرقه بيه، دا غير الفلوس الكتير اللي بقيت اشوفها معاه ، وانا متأكدة انها برضوا منه...
هدرت رقية مقاطعة :
- ماليش فيه الكلام دا انا ياسمية، انتِ تنبهي عليه وخلاص .
- حاضر ياخالتي، حاضر هاقول.
اومأت لها سمية بطاعة، وظلت بجوارها هي وصفية  ثم استأذنوا للمغادرة، وحينما هدأ بكاء زهرة قليلًا نزعتها جدتها من أحضانها تنهرها بقوة:
- فوقي يابت كدة واصحي، انتِ مش ضعيفة ولا قليلة عشان تنهاري من كلمة خايبة قالها ابوكي، ابوكي دا بالذات لازم تبقي قوية قصاده عشان مايحطش ولا يجي عليكِ ويستغلك فاهمة ولا لأ.
رفعت اليها زهرة انظارها تسألها برجاء :
- ستي، هو ابويا ممكن يعملها ويغصبني على جوازي من فهمي، والنعمة دا كنت اموت نفسي لو حصل .
- وتموتي نفسك ليه يابت ال.........
ردت رقية بسبة بذيئة اخجلت زهرة وهي تتابع خطابها لها بغضب:
- لا ابوكي ولا أي حد في الدنيا يقدر يغصبك على حاجة، خليكي قوية وماتخافيش من حد، الدنيا دي ياما هاتشوفي منها، ان ماكنتيش تواجهي وتدافعي عن حقك، هاتتفعصي بالرجلين ومش هاتحققي اي حاجة نفسك فيها، فاهماني .
اومأت لها زهرة برأسها وكلمات المرأة مازالت تترد بداخل عقلها بصخب، تستوعب معانيها وتعيها جيدًا .
أجفلت من شرودها على صوت هاتفها بمكالمة برقم دولي، امسكت به سريعًا ترد بلهفة ولهجة باكية
- الوو ايوة ياخالي... ازيك ياحبيبي وحشتني اوي
رد خالها من جهته بصوت رجلِ انتابه القلق .
- الوو يازهرة.....مالك ياحبيبتي؟ انتِ تعبانة ولا إيه؟
تدراكت نفسها فقالت نافية بالكذب:
- لا ياخالي مافيش حاجة، دا بس عشان انت وحشتني .
وصلها لهجته الحازمة :
- بلاش تكدبي عليا يابت، انت عارفاني، قوليلي ايه اللي مزعلك وخلاكي مفلوقة كدة من العياط؟
تلعثمت تنفي مرة أخرى وخالد من جهته يهتف بحزم وصوت جهوري يصل لجدتها التي جذبت الهاتف من يدها تختطفه منها قائلة بملل :
- اقولك انا ياخالد، بنت اختك معيطة عشان ابوها بيزن وعايز يجوزها من فهمي البرشامجي، عرفت بقى هي معيطة ليه؟
- فهمي تاني برضوا ، طب وحياة امي لاربيه
قالها بصرخة عبر الاَثير افزعت زهرة التي اختطفت الهاتف من جدتها تسأله بخوف:
- هاتعمل ايه ياخالي وانت في الغربة دلوقتي؟ انا مش عايزاك تأذي نفسك.
رد بلهجة هادئة نسبيًا مطمئنة :
- لا مش هأذي نفسي ياعين خالك، انا هاوقفه عند حده هنا من مكاني، دا ديته سهلة أساسًا!
........................
YOU'LL ALSO LIKE
 "سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح نجيب_سمسم by Sase90
"سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح...
275K
1.9K
تريند #1 غيرة بتاريخ ٢٠٢١/٨/٩ لكل منا سراً يواريه خلف قناع الجمود حتى تحين اللحظة المناسبة لكشف كل الأسرار ولكن ربما سر يقبع بداخله سيدمر علاقته بمن اختارها قلبه ولكن لا...
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.  by monaeidmo
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.
89.1K
3.2K
إقتباس. _ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي. زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية: _ أمال كنت عايزني أ...
سبق السيف العذل by ZakiaMohamed1
سبق السيف العذل
12.1K
1.5K
- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ - شوهت صورتها فبات يراها من اسوأ الفتيات، فماذا ست...
فارس بلا مأوي by WalaaRefat
فارس بلا مأوي
277K
12.1K
عاد إلي وطنه ليتزوجها لكن قابله القدر بغير ذلك، كُتب عليه الهروب بعيداً، تحمله عاصفة من الأحداث من مكان إلي آخر حتي أصبح فارس بلا مأوي. بينما هي تحت رحمة شقيقها الذي ل...
أريدك في الحلال by emansalm11
أريدك في الحلال
49.8K
5K
إجتماعي رومانسي أتراني جميلة في ثوب الزفاف كل العيون تطالعني بلهفة إلا عيناك أعلم أنها تخشى التلاق
اختلاج روح by LolySamy6
اختلاج روح
24.5K
2K
احيانا لا ندرك قيمة ما بأيدينا الا إذا وجدناه على وشك الانفلات منها وغالبا ما نفكر بطرقة الممنوع مرغوب فنسعى وراء ما ليس لنا ونترك ما بايدينا حتى ولو به كل ما نتمني ولك...
الأعمى ٢ by Lila62470303
الأعمى ٢
124K
7.2K
حبيبي نعم أقولها انت حبيبي لَأّتّتّرګنيِّ ولكن لما القسوة على قلبي انه يحبك حبيبي أقولها لك لا ترحل فعند رحيلك سأشتاق اليك اشتقت اليك يا حبيبي .. فاسمح لي أن المس ي...
في صباح اليوم التالي .
حسمت امرها زهرة بعد ليلة طويلة من السهر والتفكير فيما حدث ومافعله اباها معها مما جعل نوعًا جديدًا من التحدي لمواجهة الخوف ينبت بداخلها لخوض التجربة، وذهبت لتستلم مكانها الجديد في شركة الريان، بعد أن حفظته لها كاميليا مدعية غياب زهرة لسبب قهري ، خلف المكتب وأمام الحاسب الاَلي ، وقفت بجوارها كاميليا تشرح طريقة العمل وملفات العمل المطلوبة والمؤجلة، وهي مندمجة معها بكل تركيز؛ حتى شعرت بخطوات سريعة تقتحم الغرفة الواسعة؛ توقفت فجأة أمامها .
هتفت كاميليا لتقف على الفور وجذبتها هي من مرفقها معها تردد بتحيته:
- صباح الخير يافندم .
وصل لأسماعها صوته برد التحية على كاميليا وهي ترفع عيناها الخجلة اليه بتردد، فاصطدمت بعيناه المتصيدة ، بابتسامة جانبية يردف لها بصوته الأجش:
- ياهلًا بالسكرتيرة الجديدة .
همست مرددة :
- ياأهلًا يافندم، حضرتك تؤمر بحاجة؟
- علي صوتك .
اردف بها فرفعت عيناها اليه باستفسار على جملته المقتضبة ، أكمل هو :
- اتعلمي ترفعي صوتك شوية وانتِ بتكلميني .
اومأت برأسها فتابع وهو يخطو نحو مكتبه :
- شوية كدة وخليها تدخلي بالملفات ياكاميليا بعد ماتفهميها النظام .
فور أن اختفى داخل مكتبه شهقت تدخل بعض الأكسجين لصدرها:
- ياساتر يارب، هكمل ازاي انا معه ده؟
قالت مخاطبة كاميليا التي تسمرت محلها في التفكير لحظات قبل ان تردد لزهرة:
- طب ماهو كويس يابنتي أهو، مش وحش معاكي يعني للدرجة اللي انتِ بتوصفيها.
- والنبي ايه؟ ماخدتيش بالك انتِ بقى لما قرص على كلامه وهو بيقولي علي صوتك وانتِ بتكلميني
- بس ابتسم ، ودي حاجة نادرة اوي لجاسر الريان على فكرة.
انتبهت زهرة على جملة صديقتها ببعض الحيرة قبل أن تنتفض على صيحة انثوية بالقرب منهم .
- هي دي بقى الترقية الجديدة ياأبلوات ؟
- يخرب بيتك وبيت صوتك ياشيخة.
اردفت بها كاميليا وهي تقترب سريعًا من غادة التي كان جسدها يهتز من فرط غضبها وعيناها وكأنها بداخلها براكينِ مشتعلة.
- بقى بتخبوا عليا، ياخاينة انتِ وهي ياقلالاة الأصل .
صمتت زهرة عن الرد، فهي ليست بحاجة لزيادة التوتر والخوف بداخلها ، أومأت لها كاميليا نحو عدد الملفات الموجودة بركنٍ وحدهم على سطح المكتب  وهي تضع كفها على فم غادة :
-  خودي انتِ الملفات ودخليهم لجاسر بيه وانا هاتفاهم مع البت دي .
اذعنت زهرة لطلب كاميليا متجاهلة غضب غادة وهي تزوم نحوها ببعض الكلمات القاسية، وتحركت ببطء تمارس تمارين التنفس في إخراج الشهيق والزفير، قبل أن تطرق بخفة على باب مكتبه ، فوصلها صوته الأجش:
- ادخل.
فتحت لتدلف متحاشية النظر نحوه رغم شعورها بنظراته التي تخترقها وهو يهتز بكرسيه بغير عمل، اقتربت لتضع الملفات امامه :
- اتفضل يافندم، دي مستندات مطلوب فيها امضتك .
- قولتلك علي صوتك .
اردف بها وهو بنفس جلسته على كرسيه، تنهدت بداخلها تناجي من ربها الصبر وهي تكرر ماقالته سابقُا بنبرة أعلى، رد هو متجاهلًا ما قالته :
- غيبتي وماجتيش ليه من اول يوم ؟
اجفلها بسؤاله فرددت الحجة التي ذكرتها لها كاميليا سابقًا :
- ستي كانت تعبانة اوي، وانا ماقدرتش اسيبها لوحدها.
- اممم
زام متنهدًا يتناول قلمه الذهبي من فوق سطح المكتب، فخاطبته هي تستأذن :
- طب اخرج انا يافندم ولو عوزت حاجة تندهلي .
استدارت تنوي المغادرة سريعاً، ولكنه اوقفها هاتفًا من خلفها.
- زهرة
ضغطت تعض شفتيها بغيظ قبل ان تستدير عائدة اليه قائلة بأدب ولطف .
- نعم يافندم تؤمر بإيه ؟
عاد بظهره للخلف مستندًا بأريحيه على كرسيه قائلًا بتسلي :
- عايز اشرب ..
احتدت عيناها سريعًا قبل ان تتدارك نفسها ، تتمنى داخلها لو اطلقت نحوه السباب وافراغ غضبها المكبوت منه، فقالت بزوق عكس مايدور بعقلها :
- تحب اجيبلك حاجة معينة تشربها يافندم ؟
هز رأسه قليلًا قبل أن يشير اليها بسبابته على احدى اركان المكتب .
- التلاجة اللي هناك دي، جبيلي منها علبة عصير.
تحركت على مضض نحو المذكورة، وقبل ان تخرج له واحدة من المجموعة المكدسة أمامها سمعته يهتف:
- عصير مانجة..يازهرة .
هذه المرة استغلت بعد المسافة وغمغمت بسبة عليه قبل ان تلتف اليه عائدة متصنعة الإبتسام .
- اتفضل يافندم .
قبض الزجاجة بكفه التي ما ان لمست كفها نزعتها بسرعة انتبه لها ، فوجدته يتكلم بحزم ارعبها :
- تاني مرة مافيش غياب غير بإذن مني انا شخصيًا ولا أي حد يجي وبهزر معاكي طول مدة العمل ، حتى لو في البريك
اردفت بعدم تصديق .
- نعم !


انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل 
صفحتنا على الفيسبوك من هنا



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-