رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11 بقلم امل نصر

رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11 بقلم امل نصر


رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة سولييه نصار رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك و واتباد رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11


رواية نعيمي وجحيمها بقلم بنت الجنوب امل نصر



رواية نعيمي وجحيمها من الفصل التاسع 9 الي الحادي عشر 11


- نعم!
غمغمت بها بعدم تصديق وهي واقفة أمامه، أردف هو بتأكيد وتشديد على كل حرف يخرج من فمه، وملامح وجهه الصارمة؛ تخبرها بكل وضوح عن مدى جديته :
- خوديها قاعدة من دلوقتي يازهرة، انا مبعدتش كلامي مرتين، وانتِ سمعتِ كويس أوي انا قولت إيه؟ فاستوعبي بقى براحتك .
هتفت متوخية الحذر في نبرة صوتها رغم الغضب الذي الذي عصف برأسها وجعل الدماء على الفور تغلي بداخلها :
- يافندم انا مش فاهمة يعني، حضرتك لو تقصد عن غيابي اليومين اللي فاتوا فاانا قولتك السبب هو مرض جدتي، أما عن حكاية الهزار ولا الضحك، فاظن حضرتك يعني قبل ماترقيني عندك ، بالتأكيد طبعًا عرفت نبذة عن أخلاقي وشطارتي في الشغل، ولا انا هنا على أساس إيه بالظبط؟
اعتلت شفته ابتسامة غير مفهومة وهو يلتفت مائلًا بجذعه نحوها مرددًا :
- طبعًا عشان شطارتك يازهرة؛ امال هايكون عشان إيه تاني كمان !
توقفت قليلًا تنظر اليه بعدم فهم، وهو يبادلها النظرة بغموض؛ تود الجدال معه ولكن لا تملك الحيلة أو الطريقة أمام تحكمه وسيطرته، ثم مالبثت ان تتحرك لتجر أحباطها معها، وتستأذنه مغادرة :
- طب عن أذنك يافندم .
ذهبت من أمامه وهي تجزم بداخلها ان نظراته القوية نحوها تخترق ظهرها من الخلف ، حينما خرجت ولم تجد الفتيات سقطت على كرسيها الجديد تنفخ بعنف مرددة:
- أووووف ياساتر، دا إيه ابني أدم ده؟
استغفرت قليلًا قبل أن تستدرك عدم وجود الفتيات فالتفت برأسها تبحث في أنحاء المكتب مغمغة :
- ودول راحوا فين كمان ؟
................................

- خاينة، ونعمة ربنا طلعتي خاينة .
هتفت بها غادة نحو كاميليا بالغرفة الكبيرة الخاصة بحمام النساء، بعد أن اغلقنه عليهن، زفرت كاميليا ترد على اتهامها متحلية بضبط النفس:
- بلاش كلامك المستفز ده ياغادة، يابنت الناس انا مش عايزة اخسرك ، ساعة دلوقتي بحايل فيكي عشان افهمك وانت البعيدة دماغك فيها جزمة قديمة، بتهلفطي في الكلام، ومش مدياني فرصة اَخد نفسي حتى.
هتفت غادة ببكاء تنتحب أمامها:
- يعني حتى الكلام اللي طالع من قهري مش متحملاه مني ياكاميليا ، لدرجادي انا تقيلة عليكم ، تطبخوها مع بعض، انت تترقي وتسحبيها هي مكانك وانا زي الأطرش في الزفة تخبوا عليا عشان اعرف زيي زي الغريب، وبعد دا كله اطلع انا برضوا الوحشة.
هزت برأسها كاميليا تستوعب رد فعل غادة الغريب فقالت بدهشة :
- أطرش إيه وزفة ايه اللي بتتكلمي عنهم؟ وليه البكا من الأساس؟ بنت خالك صدر قرار ترقيتها مع قرار ترقيتي، في وقت واحد، يعني محدش فينا اتدخل مع رئيس الشركة وهو بيمضي على القرار.
اقتربت برأسها منها تردف بتشكك
- ياسلااام ، وانتِ بقى عايزاني اصدق الكلام ده ؟ طيب ترقيتك انتِ ومعروفة ، عادي يعني وبتحصل ، لكن ترقية زهرة في انها تتحط مكانك، تيجي ازاي دي بقى؟ يعرفها منين هو؟ حتة موظفة صغيرة مكملتش اربع شهور في الشركة.
- معرفش!
اردفت بها كاميليا وتابعت بقوة نحو غادة:
- صغيرة ولا كبيرة حتة، دي كلها حاجات تخص رئيس الشركة، وانتِ مش من حقك على فكرة انك تزعلي في  حاجة زي دي، لأنها ماخدتش مكانك ولا جارت حقك....
- لا حقي ياكاميليا.
صاحت بها غادة مقاطعة بحدة وأكملت:
- حقي عشان انا اللي استحق ، انا شغالة في العلاقات العامة يعني انفع واجهة، انا زكية ولبقة مع الكل ، مش خيبة وبتكسف من خيالي زي صاحبتنا دي اللي بتتكعبل في هدومها لو حد كلمها.
اجفلت كاميليا وهي تعود برأسها للخلف تنظر اليها جيدًا بتمعن، مصدومة من ملامح وجهها التي أظلمت أمامها وتغيرت، وكأنها واحدة أخرى، سألتها غادة بنفس الحدة:
- إيه ؟ بتبصيلي كدة ليه واكني واحدة مجنونة قدامك؟
صمتت كاميليا قليلًا ثم ردت بهدوء مع ابتسامة مستخفة:
- بصراحة مستغربة ، انتِ معصبة نفسك وقالبة الدنيا، على وظيفة زهرة كانت رافضاها بكل قوتها،  وقبلت بيها بالعافية في الاَخر بعد ضغط
- ننننعم !
صدرت من غادة رافعة طرف شفتها بازدراء اثار التسلية لدى كاميليا .
- والله زي مابقولك كدة ياقلبي، انا عن نفسي بقالي يومين بحايل فيها عشان تقبل واقدر انا بعدها ان امشي بقى واستلم وظيفتي الجديدة !
اردفت بها كاميليا مستمتعة بمشهد غادة التي توسعت عيناها بشدة وهي تنظر اليها بذهول مع تجمد ملامح وجهها بشكل يثير الضحك.
اجفلن الاثنتان على طرقة خفيفة قبل ان يندفع الباب وتدلف زهرة اليهم ، قالت مخاطبة إياهم رغم اندهاشها من هيئتهم :
- إيه الأخبار ؟ كل دا قافلين عليكم الباب وبتتخانقوا ؟
أومأت لها كاميليا بتعب وقبل أن ترد سبقتها غادة وهي تسأل زهرة رافعة حاجبها المرسوم بدقة:
- انت فعلًا يابت كنتِ رافضة الشغل مع جاسر الريان ؟
أجابتها زهرة غير مبالية:
- أه ياختي، وكان عندي استعداد كمان اسيب الشغل، بس اعمل ايه بقى؟ قبلت عشان مايتقطعش عيشي في المخروبة دي.
صرخت غادة بحريق اشتعل بداخلها نحوهم :
- ولما هو كدة والبرنسيسة بتدلع عالشغل ، محدش قال اسمي انا ليه؟ خبيتوا انتوا الاتنين عليا لييييه؟
انتفضت زهرة تلتصق بالباب خلفها واقتربت كاميليا منها تهتف بنفاذ صبر:
- وطي صوتك الله يخرب بيتك هاتفضحينا، انتٍ أيه يابنت انتِ مجنونة؟ ارسي على حيلك بقى وليكي عليا في اقرب فرصة ححاول انا بنفسي اتوسطلك على ترقية كويسة، حلو  كدة؟
صمتت غادة تكتم غيظها مع استمرار تلاحق انفاسها الغاضبة وهي تحدق بهم، أجفلن فجأة على دوي صوت هاتف زهرة والتي فتحت بسرعة هروبًا من غادة على الرغم من عدم معرفتها بصاحب الرقم .
- الوو... مين معايا ؟
- الوو .. يازهرة انتِ فين ؟
فغرت فاهاها بصمت وهي تشير بسبابتها لكاميليا بدهشة نحو الرقم ، وقد علمت صاحبه من صوته الأجش .
اجفلها مرة أخرى بصيحته :
- بقولك انتِ فين يازهرة ما تردي؟
انتفضت ترد سريعًا بتعلثم :
- أنا في حمام السيدات يافندم، انت عايز حاجة؟
- لا تمام ، بس حاولي متتأخريش .
انهى المكالمة بعد أن ختمها بجملته الهادئة، فالتفتت زهرة قائلة بحدة :
- ودي عرف رقمي منين ده؟ هو انا لحقت اغيب دقيقتين عشان يتصل بيا يندهلي؟
لوحت لها كاميليا بكفها قائلة :
- دا شئ عادي يازهرة ، رقمك بيبقى عنده في الملف بتاعك ولا انتِ ناسية ، واحنا كدة كدة لازم نخرج بقى ونمشي، انا اساسًا متأخرة على الوظيفة الجديدة.
تحركن للخروج ثلاثتهم فغمغمت من خلفهم غادة بحنق :
- اتحركي ياختي انتِ وهي على وظايفكم الجديدة ، الله يسهل لعبيده .
التفت اليها كاميليا برأسها ناظرة بيأس من طريقتها ، اما زهرة فهتفت مرددة لها:
- خديها يااختي الوظيفة الجديدة مش عايزاها، قال اللي خدتوا القرعة تاخدوا ام الشعور بلا هم .
........................

YOU'LL ALSO LIKE
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.  by monaeidmo
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.
89.1K
3.2K
إقتباس. _ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي. زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية: _ أمال كنت عايزني أ...
سبق السيف العذل by ZakiaMohamed1
سبق السيف العذل
12.1K
1.5K
- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ - شوهت صورتها فبات يراها من اسوأ الفتيات، فماذا ست...
ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهادي by om_aisha
ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهادي
334K
13.2K
تركها بعد زفافها بعدة ساعات مغادراً الفندق الذى كانا ينويان المبيت فيه لقضاء شهر العسل غادر..فاراً وكأنما هناك وحش يطارده ..الأمر الذى أثار ريبة الموظفون بالفندق وبدأت ا...
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو by noorzizo21
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو
88.2K
5.6K
"كُنتُ خاليًا حتى أتيتك بهذا القلب؛ قد عاث فيه الغرام ودب الهوي به حتي أهلكه، وطاف به الذنب حتي أغرقه، فإذا أجابتنى سكون عاشقًا وإذا رفضتنى سأتوب عن ذنبي وليشهدك ا...
عروسة جدى  by user07883351
عروسة جدى
7.7K
301
دائماً ما تحركنا اطماعنا دون النظر لأى شئ اَخر ، حتى اُتنزعت الرحمه من قلوبنا ولم نعُد ننظر لقرابه أو صلة رحم . ولكن من المخطئ ، العجوز الذى تزوج الفتاه الصغيره ام ان ا...
قلب القمر 1و2للفراشه شيماء سعيد by shiamaasaeed
قلب القمر 1و2للفراشه شيماء سعيد
422K
24.1K
كانت تتابع ملامحه الرجوليه الجذابه بهيام فهو أصبح زوجها بعد عشق استمر عام... رفعت أحد أصابعها و اخذت تتجول به علي وجهه.. ابتسمت بخجل علي ذكري ليله أمس التي كانت صاخبه...
وتين by YasmenAlhjurse
وتين
64.8K
3K
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعماقها المظلمه صرخه با...
في طريق عودة الفتيات نحو المقر الجديد لعمل زهرة ، بعد تفرق غادة عنهن وعودتها لمحلها في العمل ، توقفن على هتاف عماد الذي هلل أمامهن بمرح :
- ياهلا ياهلا بالناس اللي اترقت وهاتتكبر علينا ياهلا
تبسمت زهرة تكتم ضحكها أمامه ، وصدر الرد من كاميليا التي قالت بمزاح :
- اه نتكبر عليكم ونشوف نفسنا كمان ، حقنا ياأخي مش اترقينا .
رد هو الاَخر على مزاحها يلوح بسبابته لزهرة نحو الأخرى :
- شوفتي بقى يازهرة،  انا كان قلبي حاسس من الأول ان البت دي مستنية بس فرصة، واخدة بالك؛ فرصة بس عشان تنزع بقى الوش الناعم ويظهر وشها الحقيقي .
قالتها كاميليا ردًا على مزاحه
- انا برضوا ياعماد ، ولا انت اللي السواد بقى مالي قلبك ياجدع .
- انا برضوا اللي السواد مالي قلبي ؟ ولا انتِ اللي طلعتي صفرا واحنا مكناش واخدين بالنا ولا إيه بس.
اصبح هو وهي يتبادلن المزاح ، وزهرة تضحك بينهم بخجل كالعادة، غير قادرة بحياءها الدائم على مجاراتهم في الحديث المرح، حتى انتفضت على دوي هاتفها برقمه مرة أخرى، فهتفت على كاميليا قبل ان تهرول اليه :
- دا بيتصل بيا يستعجلني من تاني ، انا ماشية بقى وانتِ ابقي حصليني .
نظر عماد في اثر زهرة يغمغم سائلًا لكاميليا:
- مين ده اللي بيتصل يتسعجلها من تاني؟
- قصدها على رئيسها الجديد جاسر بيه طبعًا، امال هايكون مين يعني ؟
قالت كاميليا قبل أن تستأذن هي الأخرى لتلحق بها قبل أن تغادر الشركة ، وتذهب لمحل عملها الجديد.
..............................

- اتأخرتي ليه؟
هتف بها بأعين حمراء من الغضب ، فور أن دلفت اليه، خرج هي صوتها بارتعاش من هيئته :
- انا كنت في الحمام ، يعني شئ عادي لو حصل واتأخرت يافندم .
ضرب بكفه على سطح المكتب هادرًا بقوة جعلها تنتفض مجفلة:
- متأكدة يا زهرة ان تأخيرك كان في الحمام وبس ؟ يعني ماوقفتيش تضحكي ولا تهزري مع حد مثلًا :
قطبت جبينها تسأله بدهشة:
- قصدك ايه يافندم؟ انا مش فاهمة.
ضغط يجز على اسنانه وهو يتناول في الملفات يرميها نحوها على سطح المكتب بغيظ.
- اقصد ولا مقصدتش، اتفضلي الملفات دي كلها تراجعيها وتعملي تقارير مفصلة عنها فاهمة.
اومأت برأسها بقهر وهي تتناولهم بفزع من حجمهم وعلمها الأكيد بالساعات المرهقة التي ستقضيها في العمل حتى الإنتهاء منهم .
فور ان استدارت سمعته يهتف من خلفها :
- ومافيش بريك النهاردة يازهرة .
اومأت برأسها مرة ثانية ، تحتجز الدموع بعيناها.
تابع خروجها الحزين دون أسف، فور تذكره رؤيته لها بالشاشة وضحكاتها مع كاميليا وهذا الفتى ثقيل الظل وهو يتباسط في حديثه معهم ، لدرجة جعلته يتمنى التخلي عن وقاره ، ليذهب اليهم فارضًا الخصومات والجزءات عليهم، حتى لا يلتقوا مرة أخرى، تمتم فور خروجها بغيظ:
- ماشي يازهرة، ماشي ياعماد ال......
..........................

في الخارج كانت كاميليا تلملم في متعلقاتها واشياءها الخاصة من فوق سطح المكتب والادراج، قبل مغادرتها الشركة نهائيًا ، لاستلام وظيفتها الجديدة، أجفلت على خروج زهرة بوجهها العابس وهذا الكم الهائل من الملفات التي اسقطتهم على سطح المكتب بعنف .
- إيه ده؟
سألتها كاميليا قاطبة وهي تشير بعيناها نحوهم ، أجابتها زهرة بابتسامة صفراء :
- دا الهم التقيل اللي أمرني الباشا اشتغل فيهم بعيد عنك، انا قولتلك الراجل ده مشغلني عنده عشان يطفشني ويطلع عليا عقده مصدقتنيش .
مطت شفتاها واهتزت كتفاها كاميليا بعدم معرفة تجيبها:
- مش حكاية مصدقتكيش، بس هو اساسًا نظام الشغل هنا بالشكل ده، دول عددهم كبير ، امتى بس هاتلحقي تخلصيهم ؟
سقطت زهرة على مكتبها تردد بغيظ:
- لما هو بيعمل معايا كدة من أول يوم ، امال بقية الايام هايعمل ايه بس؟ انا مش عارفة ايه طبيعة الراجل ده بصراحة؟ دا كل اللي عليه، بتضحكي وتهزري، بتضحكي وتهزري، فيه إيه هو هايكتم نفسي ولا إيه؟
تسمرت كاميليا وتوقفت عما تفعل وهي تنظر اليها مضيقة عيناها بتفكير مرددة :
- تضحكي ولا تهزري ! وهو ماله أساسًا ؟
رفعت زهرة اليها أنظارها تهتف حانقة:
- انا الدنيا اسودت في عنيا يا كاميليا وبقيت حاسة نفسي هاطرد قريب بسببه، تصدقي بالله دا منع عني حتى البريك العادي بتاع الموظفين هنا في الشركة.
هتفت كاميليا مرددة خلفها :
- كماااان !
...............................
وفي الناحية الأخرى ، على مكتبها كانت تتلاعب بقلمها ، مطبقة شفتاها ، وعيناها تنظر في الفراغ بشرود، من وقت أن تركت الفتايات،  ونيران صدرها مازالت مشتعلة ولم تهدأ بعد، عقلها يدور بلا هوادة نحو خيانتهم لها، وخططهم التي يدبرونها من خلف ظهرها، وهي التي كانت تظن انها اذكي من الاثنتان في التدبير والتخطيط؛ تستفيق الاَن على هذه الحقيقة المرة، انها كانت مغيبة في اللعب مع نفسها دون مساعدة ، في مقابل اتفاق كاميليا مع زهرة من خلف ظهرها، ليصبحن اعلى منها في التدرج ، بالإضافة الى راتبهم و الذي سوف يزداد لضغف راتبها هي، بالإضافة لازياد فرصهم في العثور على العريس الذي تحلم أو" اللقطة" كما تتخيل ، جزت على اسنانها وهي تردف لنفسها بصوت مسموع :
- لا وبيشقوطني لبعض ويقلولي ان البرنسيسة كانت رافضة كمان! ماشي،  بقى انا افضل موظفة كحاينة في مكاني هنا ، وهما يسبقوني بمراحل في كله، ماشي ياكاميليا ، ماشي يازهرة. .
- غادة
التفت رأسها بحدة نحو زميلتها في الغرفة التي هتفت باسمها تنظر لها بصمت فتابعت الفتاة :
- انتِ بتكلمي نفسك ياغادة؟
- أكلم نفسي ولا اتجنن حتى، انتِ مالك انتِ؟
  بها في وجه الفتاة جعلتها تتركها بخوف قائلة:
- خلاص يااختي ، اعملي انتِ عايزاه وانا مالي .
عادت غادة لنفسها وخططها تتوعد داخلها بالتقدم عليهم وسبقهم ، مهما حدث ومهما كان الثمن.
...............................

في مكتب الرئيس الجديد كانت واقفة مكانها برهبة في انتظاره ، تنظر من النافذة الزجاجية الكبيرة نحو المناطق الصناعية حولها، وحركة المارة من العمال والموظفين؛ وهم  يبدون كالنمل اسفل المبني الشاهق الإرتفاع، التفت رأسها فجأة على صوت الباب الجانبي الذي فُتح على اَخره ليدلف اليها هذا الرجل الذي رأته قريبًا يطول جسده الغريب، بالإضافة الى وسامة وجهه الغربية
- مساء الفل ، اتأخرت عليكي صح .
اردفت خلفه ترد التحية:
- مساء الخير يافندم، عادي ولا. ويهمك  .
جلس بحماس على كرسيه يردد وهو يشير لها لتجلس امامه :
- اعملك ايه بقى ؟ ما انت لو جيتي من أول يوم، كان زمانك حاصرة معانا الإجتماع دلوقتي.
أومأت بابتسامة مجاملة:
- تتعوض يافندم ، الجيات أكتر من الريحات، المهم انا كنت عايزة اعرف فين مكتبي عشان احاول افهم النظام من دلوقتي.
اطلق ضحكة مدوية أجفلت من غرابتها قبل أن يردف لها :
- كدة عالحامي على طول ، دا صدق بقى جاسر لما قال انك زي القطر في الشغل .
لم تستجب لدعابته وقد ارتسمت الحيرة على ملامحها وجهها وهي لا تدري ان كان هذا مدح او سخرية ، انتبه هو فقال مصححًا :
- على فكرة انا مش بتريق ، انا قصدي انك بيرفكت يعني ودي حاجة ممتازة طبعًا ولا إيه ؟
اومأ غامزًا بعيناه الجريئة بنظرتها، وابتسامة ماكرة جعلتها تتوتر في حضوره ، حركت هي رأسها بموافقة مدعية الجدية كعادتها وقالت :
- تمام يافندم ممكن بقى اعرف مكتبي فين ؟
- تاني برضوا
اردف بها مطقًا ضحكة اخرى يردد معها  ٦٦:
- طب خدي نفسك حتى وقدريني شوية؛ تشربي معايا حاجة ساقعة أو سخنة ، مش احنا هايبقى معظم الشغل مابينا الأيام اللي جاية برضوا.
اومأت بالموافقة وقد أربكها بكلماته للمرة الثانية.
...................................

وعودة الى زهرة التي كانت منكفئة على الملفات المكدسة أمامها بتركيزٍ قد اوشك على النفاذ منها؛ بعد قضاءها عدة ساعات في العمل بها ، وهي لم تنهي  نصفها بعد حتى ، رفعت رأسها عنهم بتأفف وقد اشتد  اللألم في رقبتها وظهرها،
- روح ياجاسر ياريان الهي ما توعى تبربش بعنيك ياشيخ .
تمتمت بها بغيظ وهي تتناول هاتفها تتصل على جدتها :
- الوو... ايوة ياستي عاملة ايه دلوقت؟............. البت صفية مرعياكي ولا سابتك ؟............... طب كويس أوي ، اتغدتيتي بقى ولا لسة ............ ليه بس ياستي ماانا قايلالك من الأول اني هاتأخر............  والنبي ياشيخة ماتتعبي قلبي ، انا قولتلك اني هاتأخر يبقى خلاص بقى ........ لا مااضمنش هارجع الساعة كام؟ ..............تمام ياقلبي ولا يهمك بس ماتنسيش تدعيلي والنبي ........ ياروح قلبي، حاضر من عيوني هاجيبلك بسبوسة تحلي بقك بيها ، انت تؤمر ياقمر .
أنهت المكالمة بابتسامة كالعادة، تدخلها عليها رقية بخقة ظلها الدائمة ، ولكنها اختفت فور ان اصطدمت عيناها به، واقفًا بجوار باب مكتبه المفتوح ، واضعًا كفيه بجيبي بنطاله، وكأنه يراقبها!
قطبت تنهض عن كرسيها بامتعاض وقالت على مضض:
- حضرتك عايز حاجة يافندم ؟
تقدم بخطواته ليصل اليها قبل ان يرد بسؤال .
- كنتِ بتكلمي مين ؟
- نعم !
قالتها باستنكار ، فقال مبررًا :
- انا اقصد طبعًا،  عشان الشغل اللي سيباه وراكي متكوم ده.
قال وهو يومئ بعيناه نحو الملفات ، ردت هي تجاهد للتحكم في غضبها :
- يافندم ما انا شغالة اهو ومابطلتش دقيقة ، جات  يعني على اتصال صغير اطمن بيه على ستي؟ دا انا حتى ماخدتش البريك بتاعي ، ولا ريحت نهائي .
- صمت يحدق بها قليلًا بملامحه الصارمة ثم أومأ بعيناه نحو المكتب قائلًا :
- ماهي السندوتشات قدامك اهي ، ما اكلتيش ليه انتِ بقى؟
رمقت زهرة الشطائر التي وضعها عامل الكافتيريا أمامها على سطح المكتب منذ ساعات في خطوة غريبة، جعلتها تسأل العامل عنها فاأجابها ، بأنه أتى بأمر مباشر من رئيسها؛ رئيس الشركة.
- ما بتروديش ليه ؟ انا بكلمك .
سألها بصوته الأجش ، ردت زهرة كاذبة:
- متشكرة يافندم ، انا مش باكل حاجة برة البيت .
مال برأسه ساخرًا يقول:.
- غرببة يعني، مع ان اول مرة شوفتك فيها هنا في المكتب؛ وكان السندوتش في إيدك ساعتها!
احتدت عيناها وازداد توترها، لتذكيرها بها اللقاء الكارثي مع تذكره لتفصيلة صغيرة كهذه ، فقالت باعتزاز
- بتحصل يافندم، بس لما ابقى جعانة بقى ؛ لكن انا دلوقتِ مش جعانة ولا ليا نفس نهائي .
صمت مرة أخرى يعاود التحديق بها وهي واقفة بتملل، من سهام نظراته المصوبة نحوها ، ثم مالبث ان يرد بلهجة غامضة :
- تمام يازهرة ، روحي انتِ دلوقتِ وكملي بقى بكرة .
رفعت عيناها اليه تسأله بعدم تصديق :
- صح يافندم، يعني انا ممكن اروح دلوقتِ ؟
انتظرته قليلًا قبل أن يجيبها بتمهل وهو يضغط على كلماته :
- كام مرة هاقولك اني مبركررش كلامي يازهرة.
- تمااام .
اردفت بها مقتضبة وهي تومي برأسها بتفهم وعيناها تخفضها عن النظر نحوه، أجفلها بسؤاله :
- هاتروحي مع مين دلوقتِ وكاميليا مش موجودة؟
- هاتروح معايا انا ياجاسر باشا .
صدرت بغتة من الخلف جعلتهم ينتبهون على دلوفها اليهم ، وتابعت:
- انا غادة بنت عمتها ياجاسر ياباشا ، هو انت مش فاكرني؟
اكتفى بأن يلوح لها بكفه وهو يرتد عائدًا الى مكتبه دون ان يرد عليها ، تسمرت غادة قليلًا تتابعه حتى اختفى داخل مكتبه ، تغمغم بانبهار :
- القميص الابيض هاياكل منه حته وهو متقسم مظبوط على العضلات والجسم المفرود ، يخرررب بيت حلاوتك .
بعد انتهائها التفت لزهرة وجدتها جالسة ووجنتها مستريحة على قبضتها المستندة بها على سطح المكتب، تحدق بها مضيقة عيناها .
- ننعم !! بتبصيلي كدة ليه بقى؟
تجاهلت زهرة السؤال وردت بسؤال من عندها :
- انتِ برضوا لحقتي تظبطي مكياجك ؟ لا وتغيريه بالكامل كمان، لهو انتِ بتقضي يومك كله في الحمام يابنتي ؟
تبسمت غادة باستخفاف وهي تجلس أمامها :
- مافيش داعي اني اشرحلك واتعب نفسي ، عشان دي حاجات صعب عليكِ تتعلميها ياروحي ، ياللا بقى خلصينا عشان نعرف نروح ، عشان كمان تعرفي اني بعمل بأصلي رغم خستك وندالتك معايا، انت والمحروسة كاميليا ، لكني جيتلك اهو عشان اخدك تروحي معايا.
ردت زهرة بابتسامة ساخرة:
- كتر خيرك ياست غادة،  اخجلتيني بتواضعك حقيقي يعني ، على العموم انا خمس دقايق كدة وهاخلص الملف اللي في إيدي، مش هاخليكي تتأخري أكتر كتير يعني.
- مطت شفتيها وهي تومئ لها بعيناها بعدم اكتراث، ومن داخلها تمتم :
- اصبر نفسي معلش وماله، مش يمكن يطلع من وراها المصلحة ولا الشبكة تلقط بسببها! ويجي الخير اللي بحلم بيه !

أمام مراَتها كانت تمرر الفرشاة على وجهها وهي تضع في مساحيق التجميل المتعددة ببطء وتمهل، متجاهلة عن قصد دوي هاتفها بمجموعة هائلة من الإتصالات التي كانت تنظر لها باستخفاف ثم تعود لما تفعله بعدم اكتراث للوقت أو مايتبعه من عواقب في التأخير، ركزت بدقة على كل تفصيلة بوجهها غطتها وجملتها بحرفية عن خبرة سنوات؛ لما تفعله منذ أن تخرجت من المعهد مع زهرة ، ثم انتقلت للعمل بالمحلات كبائعة او المطاعم كنادلة، فاكتسبت خبرة في الإحتكاك والتعامل مع جميع اصناف البشر ، عكس ابنة خالها التي ظلت محتبسة البيت بعد تخرجها، معتمدة اعتمادًا كليًا على خالها الذي كان يُحاوطها برعاية وحمائية مثيرة للإستفزاز قبل أن تأتيهم الفرصة معاً في الإلتحاق بالعمل مع كاميليا بشركتها، وتساوت الرؤوس بينها صاحبة الخبرة والممارسة العملية وبين ابنة خالها المحظوظة والتي خرجت من منزلهم على مقعد السكرتارية مباشرةً؛ فلم ينل منها تعب المناهدة مع الزبائن في المحلات أو تتوجع اقدامها من الوقوف طوال اليوم كنادلة في المطاعم الرخيصة، انتبهت هذه المرة على صوت اَخر لجرس المنزل، توقفت قليلًا تستمع لبعض الأصوات التي تداخلت مع صوت والدتها التي فتحت الباب، ثم تفاجأت بها بانعكاس صورتها في المراَة وهي تقف خلفها بوجه متجهم وعابس:
- انتِ لسة واقفة قصاد المراية وبتتمكيجي ياغادة ؟ مش واخدة بالك ياهانم من الساعة ولا بالتأخير اللي اتأخرناه ، دا انا بقالي ساعة برن عليكي وانتِ حتى مكلفتيش نفسك تردي عليا؟ يعجبك كدة عمايلها البت دي ياعمتي؟
- يرضيني بقا ولا مايرضنيش، هاعملها ايه انا بقى ؟ اهي قدامك اهي؛ اتصافوا مع بعض .
قالت إحسان وكأن الأمر لا يعنيها، ثم تحركت تخطو للخارج بهدوءٍ غريب اندهشت له زهرة، ثم انتبهت على قول غادة التي تحدثت هي الأخرى ترد عليها :
- ياستي مرة في التاريخ تتحسب فيها مجيتك ليا عشان تستعجليني عالشغل زي ما بعمل انا كل يوم ، وبتحمل كلام رقية وتريقتها من غير ما اشتكي .
- مجية ايه وهباب ايه ؟ في ايه يابنتي احنا متأخرين بجد والله، اخلصي الله يخليكي مش عايزة اخدلي كلمتين من جاسر الريان لو اتأخرت .
لوت ثغرها وهي تغمغم أمامها :
- ايوة بقى عايريني بالشغل الجديد والترقية ، ماانا عارفه وفاهمة لوحدي مش محتاجة تفكريني يعني .
- أفكرك بإيه يابني أدمه انت بقولك متأخرين، دا وقته كلامك ده؟
هتفت بها زهرة حانقة نحوها، ردت غادة وهي تدنوا نحو على الأرض :
- ثواني طيب هالبس الجزمة بتاعتي
صرخت زهرة بعدم سيطرة :
- كمااان، لسة هاستناكي على ما تلبسي الجزمة؟ دا شكلي انا اللي هالبس النهاردة وانول غضب هولاكو!
..............................
بعد مايقارب الساعة كانت زهرة تقف على أعصابها بجوار غادة في مصعد الشركة وهي تنظر للساعة كل دقيقة ، تتمتم بقلق :
- يا نهار اسود المواصلات عكت معانا وزودت التأخير، مصيبة بقى لو كان وصل هو قبلي ، دا مش بعيد يطرني اصل انا عارفاه دا بيتلككلي .
مصمصت غادة بشفتيها تردف لها بصوت مسموع :
- ياسلااام ، على أساس بقى ان الراجل حاطك في دماغه ؟ هو فاضي يفتكرك اساسًا ؟
لم ترد زهرة وتجاهلت تهكمها للتندمج في النظر نحو العداد الإلكتروني في انتظار الوصول لطابقها، حتى اذا توقف المصعد خرجت سريعًا وخلفها غادة التي تقابلت عيناها فور خروجها بهذا الرجل ثقيل الظل الأسمر ، يغمز لها بعيناه قبل ان يدلف لداخل المصعد في الجهة الأخرى تقبلتها بتكشيرة بوجهها أمامه، ولكن عقلها تيقظ فور ان تذكرت انه حارس جاسر الريان الشخصي ، نظرت نحو زهرة التي كانت تهرول مسرعة بالرواق الطويل ، فومضت برأسها فكرة خبيثة، لتنفذها بدون تأخير؛ وبحركة مفاجئة صرخت على زهرة توقفها :
- اَه ، الحقيتي يازهرة .
استدارت اليها زهرة مجفلة على صوتها فوجدتها متكورة على نفسها بجانب الحائط ، واضعة كفها على رأسها ، تأن بألم :
- اللحقيني يازهرة، حاسة نفسي مش قادرة اكمل .
ارتدت عائدة اليها تسألها بخوف مختلط بالأندهاش وهي تقترب منها :
- مالك يابنتي ؟ ايه اللي حصل ماكنتي كويسة.
ردت غادة متصنعة الألم :
- مش عارفة يازهرة، فجأة كدة حسيت بدوخة جامدة اوي ، ااه ، دا بابنه ضغط دا ولا إيه ؟ انا حاسة نفسي هاقع اسنديني يازهرة .
- طب يعني اروحك دلوقتِ ولا اعمل معاكي ايه بس ؟
قالت زهرة بتوتر وهي تسندها بيديها الاثنتان، تشبثت بها غادة أكثر تجيبها ، لا يازهرة انتِ بس وصليني مكتبي ، ولا اقولك وصليني على مكتبك اقرب ، اخد نفسي بس الاول وبعدين نشوف .
- طب تعالي بقى وربنا يستر .
أذعنت زهرة توافق على طلبها على مضض وهي تعود لساعة يدها كل دقيقة تحتسب الدقائق التي تمر على تأخيرها عن ميعادها وهي تسير بخطواتِ بطيئة مع غادة التي تتحامل بثقل جسدها عليها .
حينما وصلت للغرفة الواسعة توقفت على مدخلها بأعين جاحظة من الخوف ، وهي تراه أمامه متكئ بجسده على طرف مكتبها وكأنه في انتظارها ، بوجه متجهم عاقد حاجبيه المقلوبان وهو ينظر نحوها بتحفز ، ابتلعت ريقها الذي جف على الفور من الخوف فقالت لغادة وهي تتركها :
- استني هنا ماينفعش تدخلي دلوقتِ .
حاولت غادة التفوه بكلمة ولكن زهرة لم تعطيها فرصة وهي تخطو بتردد وخوف نحوه ، حتى اذا وصلت قالت بأدب :
- صباح الخير يافندم .
رفع حاجبه الشرير يجيبها بنبرة مريبة باعثة للخوف أكثر بقلبها:
- صباح الخير!! دا على أساس انك واصلة في ميعادك مش قريب على ادان الضهر .
- أدان الضهر ازاي بس يافندم الساعة لسة ماتمتش تسع......
قالت ببرائة لتنتفض فجأة على مقاطعتهِ لها بصحية قوية جعلت جميع جسدها يهتز مرتدُا لخلف .
- وليكِ عين تقوليها كمان قدامي ، بعد ماسبتيني انتظرك بالنص ساعة .
ارتعشت شفتها وتلعثمت وهي لا تقوى على تجميع كلمة مفيدة أمامه :
- ممم ماهي بنت عمتي...
دوى صوت غادة من ناحية الباب تردف له متصنعة اللهاث:
- هي ملهاش ذنب يا جاسر باشا، انا اللي أخرتها لما تعبت ودوخت فجأة وهي كانت بتسندني .
انتبه لها فرمقها بنظرة مخيفة قبل أن يصيح بصوتِ جهوري اهتزت له أركان المكتب :
- ارجعي على مكتبك يا اَنسة ولو تعبانة روحي على ببتكم، معنديش انا وقت للكلام وللتفسير .
فغرت غادة فاهاها ببلاهة وعدم استيعاب فهدر عليها بقو اكبر:
- بسرعة يالا.
انتفضت تهرول بجزع أمامهم، متناسية ادعاءها المرض، فعاد جاسر يومئ بسبابته لزهرة نحو اثرها :
- هي دي اللي كانت تعبانة وبتسنديها ؟
صمتت زهرة لا تقوى على جداله ، فخاطبها يجز غلى أسنانه :
- موضوع التأخير ده ما يتكررش تاني، اوصل انا المكتب الاقيكي في انتظاري، فاهمة .
اومأت برأسها بألية وتابع هو :
- انا داخل مكتبي، عشر دقائق والاقيكي داخلة بملفات مصنع الأسمنت.
اومأت مرة أخرى وهي لم ترفع عيناها اليه فذهب لغرفة مكتبه لتسقُط هي على مقعدها مطلقة السراح لدماعاتها التي كانت تهطل بغزارة ، وهي تكتم شهقاتها وتفعل ما أمرها به بقهر .
..................................

YOU'LL ALSO LIKE
كشف حساب  by lolo0mohamed
كشف حساب
2.5K
159
يعود رجل الأعمال يس من الخارج ليكتشف ان لوالده المتوفى ماض عاد ليفسد عليه حياته
 "سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح نجيب_سمسم by Sase90
"سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح...
275K
1.9K
تريند #1 غيرة بتاريخ ٢٠٢١/٨/٩ لكل منا سراً يواريه خلف قناع الجمود حتى تحين اللحظة المناسبة لكشف كل الأسرار ولكن ربما سر يقبع بداخله سيدمر علاقته بمن اختارها قلبه ولكن لا...
العواطف تقهر العواصف  by MohamedTarekKoko
العواطف تقهر العواصف
117K
3.6K
العواطف تقهر العواصف بقلم نورا محمد علي
قلب القمر 1و2للفراشه شيماء سعيد by shiamaasaeed
قلب القمر 1و2للفراشه شيماء سعيد
422K
24.1K
كانت تتابع ملامحه الرجوليه الجذابه بهيام فهو أصبح زوجها بعد عشق استمر عام... رفعت أحد أصابعها و اخذت تتجول به علي وجهه.. ابتسمت بخجل علي ذكري ليله أمس التي كانت صاخبه...
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو by noorzizo21
هويتُ رجل الصعيد | نور زيزو
88.2K
5.6K
"كُنتُ خاليًا حتى أتيتك بهذا القلب؛ قد عاث فيه الغرام ودب الهوي به حتي أهلكه، وطاف به الذنب حتي أغرقه، فإذا أجابتنى سكون عاشقًا وإذا رفضتنى سأتوب عن ذنبي وليشهدك ا...
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎 by Rose-amin
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎
41.3K
5.3K
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قلبيّ المٌعلق بعشقهِ ا...
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.  by monaeidmo
رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.
89.1K
3.2K
إقتباس. _ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي. زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية: _ أمال كنت عايزني أ...
في وسط الحارة التي تقطنها زهرة علقت اعقاد الزينه والمكبرات الصوتية وانتصب الخشب في التحضير لحفل زفاف احدى فتيات الحارة ، كان محروس جالسًا مع احد اقارب العروس بتابع الاستعدادت حينما اتى فجأة فهمي ليلجلس بجواره يحيه :
- عم محروس ازيك ياحبيب قلبي وحشني .
- اهلًا يافهمي ماتشوفش وحش.
قال محروس على مضض امام الرجل الذي انسحب بزوق من جوارهم :
- طب عن اذنكم ياجماعة انا رايح اشوف البنات حضروا الغدا ولا لسة .
قالها الرجل وهو يذهب متهربًا من الجلسة معهم ، نظر في اثره فهمي يردد من خلفه بسماجة :
- اذنك معاك ياعم عادل ، ربنا يتمم جواز بنتكم بخير يارب.
نكزه محروس بكف يده ليسأله:
- عايز ايه يافهمي ؟ بعد ما قطعت قعدتي مع الراجل واحنا بنتفق على الفلوس اللي بقيالي عنده من جهاز بنته؟
اصدر صفيرًا بصوته فهمي يردد :
- أوعى أوعى بقى ، ورجعنا اهو لجهاز العرايس كمان، دا انت بشبشت معاك ياعم بقى وزهزهزت
- بشبشت وزهزهت ايه انت كمان ؟ دا انا عاملهم بالتقسيط ، يعني هايطلع عين امي على ما اخلص حسابي معاهم، انت جاي تقر بقى ولا ايه ،
رد فهمي ضاحكًا :
- اَقر دا بس ياعم ، دا انت الخير اللي بتحط في عبك كانه اتحط في عبي على طول ، انا وانت واحد ياابو نسب ولا انت نسيت ان انا السبب في دا كله ؟
شدد على كلماته الأخيرة فرد محروس بتوتر :
- ياعم منستش والله فلوسك ، بس اديك شايف بنفسك اللي خدتهم منك باليمين راحوا في تسديد الديون القديمة وشرا قطن وقماش اشتغل بيه ، هي الورشة اتحركت شوية ، بس بقى فايدتها عايزة صبر .
- ههههه
صدرت منه بسخرية فااكمل :
- انا مالي بالهليلة دي كلها يابرنس ، انا اديتك الفلوس على اساس انها مهر البت ، يبقى ليه التعب بقي في شرح مأساتك ؟
تعرق محروس وانعقد لسانه عن الرد بعد أن ذكره هذا الملعون باتفاقهم.
- سكت ليه يا قلبي ماترد ؟
سأله فهمي بخبث فرد محروس بتلجلج :
- يااافهمي ..مماانا قولتلك.. ان البت هي اللي رافصة
- وانا قولتلك ماليش فيه.
هتف بها بقوة اجفلت محروس وتابع رافعًا حاحبه المقطوع بنصفه:
- انا ساكت يامحروس وصابر عشان انت تميل دماغها ، مش عايز أذيك عشان عيلة عقلها طاقق ، ماتعرفش مصلحتها ولا مصلحة والدها فين ؟ دا انا قاطعت صنف النسوان ياجدع يجي من ٣ اشهر دلوقتي في انتظار البطل....
- عيب يافهمي كلامك البارد ده ، انت بتتكلم عن بنتي.
قالها محروس بمقاطعة حادة لم تؤثر في فهمي الذي اردف بسماجته :
- خلاص ياعم ماتبقاش حنبلي ، انا بس عايزك تحس بيا وتفهم؛ ان البت فارقة قوي معايا ، واخد بالك انت ، فارقة ومعششة في نفوخي .
اومأ له محروس برأسه وقد عصفت بعقله الأفكار ، بعد تورطه مع رجل كفهمي هذا.
...........................

- ادخل .
اردف بها مقتضبة وهو منكفئ بتركيز على مجموعة من العقود أمامه ، دلفت اليه لتضع الملفات التي أمرها بها على سطح المكتب أمامه قائلة بعملية :
- الملفات يافندم اللي انت أمرت بيها .
تناولها وقبل ان ينظر بهم، رفع رأسه اليها فقطب يسألها :
- انت معيطة ؟
نفت تهز برأسها بقوة وكذب مفضوح:
- لا حضرتك انا مكنتش بعيط .
اعتلت وجهه ابتسامة وقد ترك من يده كل الاوراق وفرغ اليها قائلًا بتسلية :
- ولما انت مش معيطة، شكل وشك بقى كدة ليه ؟
- مالي وشي يافندم ؟
ردت بدفاعية جعلته ينهض ليقف مقابلها ، مقربًا المسافة بينهم ليشرح :
- عنيكِ دبلانة اوي عكس ما شوفتها من شوية، الحمار اللي انتشر في بعض مناطق وشك بزيادة ، دا غير كمان مناخيرك اللي بقى شكلها يضحك .
- انا شكلي يضحك ؟
سألته تومئ بسبابتها نحوها فردد هو :
- انا بقول مناخيرك .
اخفضت عيناها صامتة بتوتر من وقوفه بهذا القرب أمامها، وهو يدقق بوجهها وكأنه يحفظها، فقالت بجدية:
- طب انا أمشي دلوقتي يافندم ولا استنى حضرتك على ما تمضي على الأوراق ؟
تحمحم يعود لرشده بعد اندماجه في تفاصيلها ، وعاد لمقعده يتصنع الجمود :
- على العموم تمام يعني لو مش عايزة تعترفي ، بس المهم دلوقتِ بقى انا عايز انبه عليكِ ان في تأخير النهاردة عشان في اجتماع لرؤساء المجموعة ومديري الأقسام ، يعني تعملي حسابك .
- اعمل حسابي ازاي يافندم ؟ هو انتوا هاتتأخروا لإمتى بالظبط؟
سالته فمط شفتيه قائلًا بهدوء :
- مقدرش احدد بالظبط امتى، بس احنا اجتماعتنا بتبقى بالساعات يعني ممكن نجر لبعد تسعة كمان.
- نهار اسود ازاي بقى؟ دا كدة ستي ممكن تطين عيشتي .
دلفت بكلماتها بعفوية اثارت بداخله ابتسامة مستترة، جاهد لعدم إظهارها، فقال متصنعًا الحزم:
- الأمور العائلية دي مش في الشغل يازهرة، خلي بالك من كلامك، واتفضلي بقى عشان انا هاراجع في الملفات قبل ما امضي .
اتم جملته ودنى برأسه ليعود لعمله وينشغل عنها، تحركت هي بتردد ثم استدارت عائدة اليه تهتف بتصميم :
- يافندم معلش بقى حتى لو هاتقولي امور عائلية ، بس انا ماينفعش اتأخر النهاردة بالذات .
التفت اليها يسألها بحدة واهتمام :
- ليه بقى ياست زهرة ماينفعش النهاردة بالذات ؟
فركت أمامه بكفيها وأجابت بتوتر :
- بصراحة بقى النهاردة عندنا فرح في الحارة، ودا بيبقى فيه شرب وحاجات كدة ، وانا اخاف اعدي عالشباب هناك وهما بحالتهم دي، انا مضمنش الظروف.
- وانتِ عرفتي منين انهم بشربوا؟
سألها مضيقًا عيناه ، اجابته على الفور دون تفكير:
- خالي خالد هو اللي كان بيقولي كدة ، وكان بيمنعني اروح اي فرح غير وانا معاه ، وهو دلوقتِ مش موجود يبقى انا اخلي بالي من نفسي بقى.
ظل صامتًا يحدق بها بغموض ، فسألته هي بنفاذ صبر :
- قولت ايه يافندم بقى ؟ اروح على ميعادي ؟
نفى برأسه قائلًا بإصرار :
- لا يازهرة مش هاتروحي على ميعادك .
اصابها الإحباط فهمت تجادل ولكنه أوقفهًا مردفًا:
- بس انا هاتصرف واخلي السواق والحارس بتاعي يوصلوكي لحد باب البيت، مبسوطة كدة؟
اومأت برأسها صامتة بجمود قبل أن تنصرف من أمامه ، بداخلها تود الصراخ بوجهه والرفض بشكل قاطع ، ولكنه لا يترك لها فرصة بجبروته، ومن الناحية الأخرى وصله اعتراضها مرتسمًا على ملامح وجهها المتجهمة ، التي تفضح مابداخلها حتى لو هي اظهرت العكس ، كم ود لو يطيل حديثه معها فتفصح أكثر عن عائلتها وعن حياتها، تنهد بثقل وهو يهز برأسه ليتسفيق الى عمله ، والذي ما ان اتجه اليه تذكرها ، فرفع رأسه يتمتم بداخله:
- عايزالك دارسة لوحدك يازهرة .
...............................

طرق بخفة على باب غرفتها وحينما لم ترد ، دلف للداخل يتطلع بأرجاء المكان وهي غير موجودة فيه؛ ابتسم بداخله وهو يرى الديكورات الحديثة وقد اتخذت الطابع الانثوي بها ، اصدر صفيرًا إعجاب على زوقها الرفيع في انتقاء المقاعد العصرية والتفاصيل الصغيرة التي زينت بها الاركان، مكتبها الجديد الذي تراصت عليه إطارات الصور والاقلام الملونة؛ كان مرتب بعناية ، تقدم بفضول ليجلس محلها فتناول الصور ليتأملها ، الصورة الأولى كانت بزي التخرج من الجامعة ، يبدوا ان التفوق كان حليفها دائمًا وليس الاَن فقط ، الثانية لرجل عجوز من رسمة عيناه ولونها البني خمن انه أباها ، أما الأخرى فهى لشاب وسيم يضمها بذراعه بحميمية مع فتاة أصغر في الجهة الأخرى .
انتبه فجأة على فتح الباب ودلوفها اليه قاطبة الحاجبين بدهشة ، سبقها في الحديث سائلًا ببرود :
- حلوة اوي الصورة دي ، دا خطيبك؟
فغرت فاهاها تسأله بعدم استيعاب
- استاذ طارق ، حضرتك قاعد على مكتبي وانا مش موجودة!
- اه صحيح ، معلش بقى مخدتش بالي .
قال بتصنع وهو ينهض من أمامها ويترك المكتب ، حتى وقف أمامها واردف :
- بصراحة انا كنت جاي اشوفك لو محتاجة حاجة او في أي شئ ناقصك ، بس انشديت بقى للديكور الجديدة ونسيت نفسي وانا بتفرج عالصور .
اومأت برأسها بتفهم حتى تنهي الجدال :
- تمام حضرتك ، والف شكر طبعًا انك كلفت نفسك وجيت تسألني من غير ما اتكلم.
- مافيش داعي للشكر ياكاميليا ، احنا خلاص بقينا زملة ، هو انتِ كنتِ فين صح ؟
أجفلها بسؤاله الفضولي فتماسكت تجيبه بضبط نفس
- حضرتك انا كنت بعمل جولة في المكان عشان استكشف حركة العمل وشغل العمال .
قال بإعجاب :
- ماشاء الله مابتضيعيش وقت انتِ ، تعجبني الروح العملية، عالعموم انا تحت أمرك في أي سؤال لو حبيتي .
اومأت بموافقة دون ان تعزم ولو بالمجاملة عليه بالجلوس ، تحمحم هو ليستأذن ولكنه توقف فجأة :
- صحيح انتِ مجاوبتيش على سؤالي .
هزت رأسها اليه باستفسار:
- سؤال ايه يافندم معلش ؟
- الشاب الوسيم اللي سالتك عنه في الصورة ؟
قال بابتسامة غريبة اثارت استفزازها ، أجابته بابتسامة صفراء :
- دا اخويا حضرتك ، والبنت اللي معانا تبقى اختي الصغيرة .
- امممم .
تفوه يردف بابتسامة متوسعة وهو يهم بالخروج :
- حلوين ماشاء ربنا يحفظهم ، بس انتِ أحلى .
اومأ غامزًا بوجنته كالمرة السابقة ثم خرج بأناقة من امامها، جعلها تنظر في اثره بمزبهله لحظات و مشدوهة من جرأته .
...................................

والى زهرة التي كانت تتحدث برجاء مع جدتها التي كانت تمطرها بالسباب في الهاتف .
- شغل ايه دا يابت اللي بيأخر لتسعة؟ ماتباتي برة أحسن .
- ياستي افهميني بقى ، انا قاعدة اساسًا غصب عني، يعني ارحميني والنبي .
- وايه اللي غاصبك ياختي ؟
اجابتها على الفور بصوتِ خفيض:
- الراجل المفتري صاحب الشغل، قال ايه عامل اجتماع ، طب وربنا انا اترجيته ان امشي واتحايلت بيكي لكن برضوا مرديش.
زامت رقية قليلًا ثم سألتها باعتراض :
- طب وهاترجعي ازاي ياناصحة وتعدي عالرجالة اللي هاتترشق في الشارع تسكر وتشرب في الفرح ؟
ردت زهرة :
- ما انا قولتله عليها دي كمان وقالي انه هايخلي السواق والحارس بتاعه يوصلوني لحد البيت يعني ما تقلقيش ان شاء الله.
صمتت قليلًا رقية قبل ان تردف لها على مضض
- ماشي يازهرة اما نشوف اخرتها ايه الشغلانة المهببة دي
فور انهائها المكالمة وقبل ان تعود لعملها جيدًا وجدت عامل البوفيه يدلف اليه ملقيًا التحية قبل ان يضع أمامها علبة عصير ومعها شطائر لحم على سطح المكتب .
- ايه دا يابلال ؟ ساندوتشات بورجر !
سألت وهي ترمق الشطائر بذهول ، اجابها الفتى بابتسامة :
- جاسر بيه هو اللي أمر بالطلب زي امبارح .
القت نظرة ممتعضة على باب غرفته قبل ان تعود للفتى قائلة:
- خدهم يابلال ، بدل ما يترموا زي اللي فاتوا .
اتسعت ابتسامة الفتي وهو يتحرك بأقدامه للخلف قائلًا :
- اسف يازهرة ، انا اللي عليا اني اجيب وبس، وانتِ بقى حرة في انك تاكليه أو ترميه.
عبست بوجهها وهي تعود لعملها وتتمتم بغيظ :
- جايبلي ساندوتشات لحمة فاكرني مفجوعة وما هاصدق، والنعمة ما مقربة منهم ، ان شالله اموت حتى من الجوع .
- زهرة حبيبتي .
تأففت بسأم وهي ترفع رأسها لصاحبة الصوت التي أتت فجأة :
- عايزة ايه ؟ مش خفيتي بقى وجريتي زي الحصان اول اما زعق فيكِ البيه ، ولا اكنك كنتِ عيانة اساسًا.
ردت غادة بصوت ملهوف وهي تجلس أمامها:
- والنعمة كنت عيانة صدق مش تمثيل ، بس اعمل ايه بقى؟ جاسر الريان لما شخط فيا واكنه وحش وهاياكلني ، القوة هبت فيا ان اجري منه هربانة بجلدي لحد اما وصلت مكتبي واترميت عليه زي الجثة ، لولا البنت زميلتي ما قامت بالشغل بدالي وجابتلي برشام يرفع الضغط ، ماكنت ابدًا هارفع راسي ولا اقدر اخطي برجلي واجيلك هنا واكلمك .
استمعت لها زهرة ثم لوت ثغرها تتجاهلها دون رد وهي تعود لعملها ، خرج صوت غادة بأسف :
- لا تكوني زعلانة مني يازهرة عشان أخرتك النهاردة ، بس والنعمة ياشيخة ماكنت اعرف ان كل دا هايحصل ويطلع رئيسك شديد قوي كدة .
- واديكِ عرفتي .
تفوهت بها مقتضبة زهرة ، فسألتها غادة بتردد :
- هو عمل معاكي ايه ؟ اداكي جزا ولا خصم منك ؟
رفعت اليها رأسها ترد بحدة :
- عمل اللي عمله ياستي ، اديني خدت اللي فيه النصيب وخلاص .
عضت غادة على باطن وجنتها بغيظ بعد ان الجمتها بكلماتها، وهي التي كانت تتحرق شوقًا لتعلم العقاب الذي نالته زهرة.
- ماشي يابنت خالي زي ما تحبي، الا صحيح هي سندوتشات البرجر دي بتاعة مين .
سألت الاَخيرة وهي تلعق شفتيها في النظر نحوهم ، اجفلتها زهرة قائلة :
- بتاعة اللي بتاعته بقى ، كُليهم يا غادة وعلى مسؤليتي .
- بجد ، انا فعلًا تعبانة وعايزة حاجة تقوتني.
اردفت بلهفة بها وهي تتناولهم بنهم وشهية مفتوحة .
رمقتها زهرة غير مبالية قبل ان تعود لعملها ولكنه أجفلها باتصاله، يباغتها بقوله الغريب :
- مابتكليش ليه ؟
اردف بحزم جعلها تنتبه تلقائيًا نحو الكاميرا الملتصقة أمامها في أعلى الحائط ، ردت بتحفظ أمام غادة :
- عادي يعني يافندم ، مش مشكلة .
- مش مشكلة ازاي وانت هاتقعدي اليوم كله في الشغل ، دا غير اني مش هاسمحلك بالبريك النهاردة يازهرة عشان الشغل المتكوم قصادك .
قال بنبرة حادة تلقتها هي بعند وهي تنظر نحو الكاميرا وترد بهدوء عكس ما بداخلها:
- تمام يافندم برضوا مش مشكلة .
اتاها الرد وهو يجز على اسنانه غاضبًا:
- ماشي يازهرة انتِ حرة .
.................... ..............

وعودة الى الحارة
كان فهمي يستمع الى اصوات الغناء العالية الصادرة من السماعات الكبيرة وهو مندمج ، يلوح بيداه ويميل بجسده على ألحان الموسيقى الشعبية، يراقب بعيناه افراد من صبيانه الذي يعملون معه بالقرب منه منتشرين بين الشباب ، يوزعون المواد المخدرة بأثمانها المرتفعة، اجفل فجأة على دوي هاتفه برقم غريب، نظر الى الشاشة مرددًا بدهشة :
- رقم دولي ! ودا من مين دا كمان ؟
- الوو مين معايا ؟
اتاه الصوت الغاضب :
- دا انا يافهمي ، اوعى تكون نستني ياراجل.
قطب قليلًا ثم اصدر ضحكة ساخرة يردد:
- خالد باشا! لا انساك ازاي ياغاي دا انت حبيبي ، مكلف نفسك وبتتصل بيا دولي ، لدرجادي انا وحشتك؟
هدر خالد بصوت قوي :
- اسمع ياض انت ، انا معنديش وقت للوع بتاعك ، ولا عندي طاقة عشان اهددك انك تبعد عن زهرة اللي افتكرت انها بقت لقمة سهلة بعد خالها ماسافر، انا بس ببلغك بردي اللي هاتشوفه دلوقتي حالاً ، عشان تتاكد ان بنت اختي تحت عنيا وتحت رعايتي حتى لو فرقت مابينا بلاد ، ونجوم السما اقربلك منها .
- يعني ايه مش فاهم ؟
اردف فهمي فجاءه الرد من خالد :
- اقفل دلوقتِ وانت تفهم .
قالها وانهى خالد على الفور المكالمة ، جعل فهمي ينظر دقائق للهاتف بعدم استيعاب حتى انتبه على اصوات الصراخ العالية وربكة في قلب الحارة مع سيارات باللون الكحلي تدخل بكثافة تطارد صبيانه، حتى توقفت واحدة أمامه وخرج منها الرجال الأشداء يردف أحدهم بسخرية على وجهه المتجهم :
- فهمي باشا ممكن تنورنا بحضورك .
غمغم فهمي بغضب:
- ياولاد ال........ طب وديني ما انا سايب حقي .
......................................

على الطاولة الكبيرة والمستطيلة ، كانت توزع نسخ من ملف الاجتماع على اعداد الحاضرين والمفترض حضورهم ، تتحرك بألية وقد انهكها التعب ، وضعف تركيزها مع الصداع واحساسها الشديد بالجوع .
- ايه مالك ؟ تعبانة ولا جعانة بقى؟
رفعت رأسها وجدته أمامها يهندم في سترته التي يرتديها ، فتابع وهو ينظر لها بغيظ:٠
- ابعتي جيبالك حاجة تاكليها بدل ماتوقعي في نص الأجتماع ، انا مش ناقص عطلة.
- لا شكرًا .
اردفت بها فجعلته يستشيط غضبًا ، نفث من انفه
دخان وهو يشير للنادل الذي كان يوزع هو الاَخر زجاجات المياه على الطاولة بعدد الحضور .
- انت يابني روح جيبلها حاجة تاكلها.
- يافندم مش جعانة، انا بس اللي عندي شوية صداع .
كذبت بإصرار وحرج فسبقه الفتي في الرد بعفوية :
- انا عارف طلبك يازهرة ، انت اكيد مصدعة عشان ماخدتيش طلب القهوة باللبن بتاعتك زي كل يوم ، تحبي انزل اروح اجيبلك؟
انشق ثغرها بابتسامة جميلة نحو الفتي اثارت غضب الاَخر :
- متشكرة يابلال ربنا يخليك ، مش عايزة اتعبك .
- لاتعب دا ايه؟ دا انت تؤم...........
- ماتخلص تشوف شغلك ولا تجيبلها اللي هي عايزاه ، انت لسة هاترغي .
قال بحدة مقاطعًا الفتي الذي انتفض من صيحته وهرول من أمامه على الفور ، فرمقها بنظرة مخيفة وهو يجلس محله على رأس الطاولة ، زفرت بداخلها بيأس من هذا الرجل الغريب وأفعاله الأغرب.
- مساء الخير يازهرة ،
قال مديرها السابق وهو يخطو نحو الطاولة ، بابتسامة ودودة، استجابت تبادله ابتسامته وهي تردد خلفه التحية وتضع امامه ملف الاحتماع :
- مساء الخير يااستاذ مرتضى ، ربنا يخليك .
- عاملة ايه بقى في شغلك الجديد ، دا المكتب ضلم من غيرك .
- لدرجادي ! لا طبعًا المكتب دايمًا منور باصحابه.
- زهرة .
هتف بها بحزم ، فتحركت على مضض تقترب منه :
- نعم يافندم عايز حاجة ؟
اشار لها بكف يده فدنت تقترب برأسها منه ، لتجده يردف لها من تحت أسنانه :
- بطلي توزعي في ابتساماتك كدة في الرايحة والجاية ، احنا في اجتماع مهم ، مش حفل تعارف .
اومأت له بابتسامة صفراء وهي تعتدل مستقيمة، غمغمت بغيظ وهي تبتعد عنه :
- اعوذ بالله منك يااخي ، دا انت مش بني أدم طبيعي ، ياسااااتر .

تشعر برأسها على وشك الإنفجار؛ رغم ارتشافها لفنجانها المفضل القهوة باللبن والذي أتى به عامل الكافتيريا بلال؛ نجدة لها في اَخر لحظة قبل بدء الأجتماع ، تجاهد في التركيز على مناقشات العذاب وهي جالسة على يمينه ، تعمل بربع طاقتها في تدوين محضر الاجتماعات وملاحظاته التي لا تنتهي ، تزفر بداخلها كل ما وقعت عيناها على ساعة يدها، الشئ الوحيد الذي كان يبعث بالطاقة داخلها ويحثها على الإستمرار، هو رؤية صديقتها وهي تعمل بينهم كفرد منهم، تناقش وتجادل برأيها الحر دائمًا بثقة وقوة، ما أجملها بهية الصورة وعزيزة النفس كاميليا .
- طب انا بقول كفاية بقى، ونأجل الباقي على المرة الجاية.
انتبهت لمقولته التي ألجمت الجميع عن مواصلة النقاش وجعلتهم يضبون أغراضهم للمغادرة، كادت ان تصرخ مهللة بالنصر فرحة بانتهاء الإجتماع على الثامنة وليس التاسعة كما توقعت ، تتمنى الهرولة بحرية أمامهم حتى تصل الى باب الشركة ومنه تطير الى جدتها وحصن الأمان منزلهم.
- إنتِ يااا
قطبت زهرة وهي تنظر الى ناحية الصوت لتجد امرأة ثلاثنية بشعر اصفر وبشرة برونزية على عينان باللون العسلي تخاطبها :
- حضرتك بتكلميني؟
اومأت لها زهرة بسبابتها نحو نفسها تسألها ، أشارت المرأة الصفراء بعنجهية :
- هاتيلي منديل من العلبة اللي قدامك دي .
- العلبة مش بعيد عنك يامرفت، طلعيلك منديل لوحدك.
تفاجأت زهرة بصوته الخشن ورده السريع من قبل حتى ان تفتح هي فاهاها، مما احرج المرأة فجعلها تفعل على الفور دون مجادلة .
- طب انا كدة بقى خلصت ، عايز مني حاجة تاني يافندم؟
سألت زهرة بلهفة، أجابها صامتًا بنظرة مسيطرة كالعادة وهو يتناول دفترها وينظر به ، زفرت داخلها وهي جالسة في انتظار قرار افراجه عنها قبل إن تتنقل بأنظارها نحو صديقتها التي كانت تخاطبها بعيناها من قريب، فانشق ثغرها لها بابتسامة كادت ان تطيح بعقله بجوارها ، وقد غفل عن المدون بالدفتر وتركزت عيناه على وجهها المضئ بإشراق، مع هذه الغمزة الموجودة أسفل ذقنها والتي زادتها روعة ، لأول مرة يراها هكذا عن قرب لفترة طويلة من الزمن، كان بامكانه مدها أكثر ولكنه أشفاقًا عليها أنهى الأجتماع قبل موعده .
من تتبعه لنظراتها انتبه على صديقه الذي أتى يقترب منه بصحبة كاميليا التي ذهبت تلاقئيًا اليها من الناحية الأخرى .
- ايه ياعم ؟ مش الإجتماع خلص برضوا ولا انا ييتهيألي .
قال طارق بمرح كعادته ، استجاب جاسر مرددًا له :
- خلص ياسيدي ، بس انا لازم كدة اديها نظرة اخيرة ولا انت مش عارفني .
- عارفك طبعًا ياكبير ياجامد انت، لكن قولي مرفت دي تبقى صاحبة مراتك صح ؟
سأل طارق الاَخيرة بصوتٍ خفيض وهو يشير بعيناه نحو المرأة وهي تخرج أمامهم مغادرة من غرفة الإجتماعات
أجابه جاسر بنظرة غير مبالية تفهمها الاَخر فتابع قائلًا :
- طب مش كفاية شغل بقى، الساعة ٨ دلوقتي ، يعني يدوب تروح وتاخدلك شاور تريح بيه جسمك شوية.
اومأ له جاسر وقبل ان يرد تفاجأ بهتافها بإسمه :
- جاسر باشا.
- نعم في ايه؟
قال بجديه عكس ما يشعر به من دغدغة جميلة بأذنه فور سماع اسمه بصوتها لأول مرة ، اردفت له بلهفة :
- انا خلاص مروحة مع كاميليا ، يعني خلاص مش عايزة السواق ولا الحارس يوصلوني .
- ليه ؟ هي كاميليا في طريقك ؟
سأل قاطبًا باستفسار ، أجابته كاميليا :
- لا طبعًا يافندم، بس انا فرحانة بعربيتي الجديدة بقى وقولت اوصل زهرة معايا، ما انا كدة كدة رايحة الحارة النهارة على فرح واحدة كانت جارتنا زمان .
اومأ لها قائلًا بصوته الأجش:
- الف مبروك ياستي عالعربية وفرح قريبتك ، بس برضوا زهرة مش هاتروح معاكي.
- ليه بقى؟
هتفت معترضة ، أجابها بتفكه غريب عنه:
- إيه نسيتي العيال اللي بتشرب في الحارة ؟ ولا انتِ عايزة خالك خالد يزعل منك؟
أخفضت زهرة عيناها عنه بخجل وقد اكتسى وجهها بالحمرة ، اما كاميليا فانفغر فاهاها بدهشة مما تراه من تغير بجاسر الريان لأول مرة، كما فعل طارق بالظبط .
............................
بعد قليل وبداخل سيارة جاسر الريان كانت جالسة في الخلف مع غادة التي كانت لا تصدق نفسها وهي تتأمل كل ركن وكل تفصيلة بالسيارة الفارهة .
- يالهوي يابت يازهرة ، دا انا حاسة قلبي هايوقف من الفرحة والنعمة.
قالت غادة هامسة بصوت خفيض لزهرة التي كانت تنظر لها بجمود مكتفة ذراعيها ، وتابعت :
- رغم اني كنت هاموت النهاردة واركب مع كاميليا في عربيتها الجديدة بس تتعوض بقى، هو كل يوم الواحد هايلاقي توصيلة بعربية جاسر الريان .
حينما ظلت زهرة على صمتها هتفت غادة :
- ماتردي يابت مبلمة ليه كدة ؟ ولا يكون مش قادرة تستوعبي انتِ كمان زيي ، لا عندك حق بصراحة .
جذبتها فجأة زهرة من ذراعها تهمس بغيظ في أذنها:
- اهدي بقى الله يخرب بيتك وبطلي فرك ، الرجالة اللي قاعدين قدام دول مراقبين وشايفين كل حاجة ، ماتخليهمش يضحكوا علينا .
شهت رافعة شفتها باستنكار :
- يضحكوا على مين ياما؟ هو احنا قرود قدامهم ، طب خلي واحد فيهم يعملها كدة عشان كنت اعرفه مقامه صح.
- منورين يااَنسات .
انتفضت الفتيات على الصيحة التي أتت من صوتٍ جهوري في الأمام .
فهتفت غادة نحو الرجل وهي واضعة يدها على قلبها :
- يخرب بيتك فزعتني ، مش تدي اشارة الأول بدل ماتوقف قلبنا بصوتك الغريب ده .
- ههههههه
ضحك الرجل بسماجة اثارت حنق غادة ودهشة زهرة ، تدخل السائق عابس الوجه دائمًا :
- بطل غلاستك دي ياإمام ، خلينا نخلص في يومنا .
اردف إمام بمشاكسة وهو يغمز لها بالمرأة :
- بلاها غلاسة عشان القمرات، انت تؤمر ياعُبد ، اه ياني ياما، ياما نفسي اتجوز
مالت زهرة بوجهها تخبئ بكفها ابتسامة متسلية وقد فهمت مقصد الرجل من وجه غادة الذي تميز غيظًا حتى اصبح شكلها كالشخصيات الكرتونية
................................

YOU'LL ALSO LIKE
سبق السيف العذل by ZakiaMohamed1
سبق السيف العذل
12.1K
1.5K
- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ - شوهت صورتها فبات يراها من اسوأ الفتيات، فماذا ست...
ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهادي by om_aisha
ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهادي
334K
13.2K
تركها بعد زفافها بعدة ساعات مغادراً الفندق الذى كانا ينويان المبيت فيه لقضاء شهر العسل غادر..فاراً وكأنما هناك وحش يطارده ..الأمر الذى أثار ريبة الموظفون بالفندق وبدأت ا...
عشق بطعم العلقم - علا فائق  by olafaek
عشق بطعم العلقم - علا فائق
14.8K
780
ظابط مجتهد كان عايش حياة هادية لحد ما اتطلب منه يعمل مداهمة لتاجر سلاح وفشل انه يمسكه ويقبض عليه فبيقرر انه يفضل وراه لحد ما يوقعه ويقبض عليه بس تاجر السلاح مش بيسكت وبي...
فارس بلا مأوي by WalaaRefat
فارس بلا مأوي
277K
12.1K
عاد إلي وطنه ليتزوجها لكن قابله القدر بغير ذلك، كُتب عليه الهروب بعيداً، تحمله عاصفة من الأحداث من مكان إلي آخر حتي أصبح فارس بلا مأوي. بينما هي تحت رحمة شقيقها الذي ل...
زهره السيف❤ by ayareda213
زهره السيف❤
3.6K
173
تحكي الروايه عن فتاتان تخرجا من كليه الطب وحين التقدم لوظيفه قابلا شابان غيرا حياتهم من الحزن للسعاده🌺
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎 by Rose-amin
💎قلبيّ بنارِها مٌغرمٌ💎
41.3K
5.3K
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قلبيّ المٌعلق بعشقهِ ا...
 "سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح نجيب_سمسم by Sase90
"سر غائب" متاهة العشق والإنتقام.. بقلم سماح...
275K
1.9K
تريند #1 غيرة بتاريخ ٢٠٢١/٨/٩ لكل منا سراً يواريه خلف قناع الجمود حتى تحين اللحظة المناسبة لكشف كل الأسرار ولكن ربما سر يقبع بداخله سيدمر علاقته بمن اختارها قلبه ولكن لا...
والى جاسر الذي استقل سيارة صديقه وجلس بجواره في الأمام ، ينظر بعيناه الى الخارج من نافذة السيارة، غير منتبه لحديث طارق ولا بغناءه خلف مذياع السيارة، فقد فشرد عقله بصاحبة الإبتسامة الرائعة بندرتها ، يستعيد بذهنه كل احداث يومه معها ، رقتها ، خوفها منه طوال الوقت ، خفة ظلها وعفويتها في إلقاء الجُمل بدون تفكير ، تذكر حديثه معها منذ لحظات حينما خرجت معه من باب الشركة تتوجه نحو سيارته لكي تستقلها مع حارسه الشخصي والسائق فوجد هذه الفتاة ثقيلة الظل قريبتها منتظرة بجوار السيارة:
- زهرة .
هتف بحزم فالتفت عائدة اليه تجيبه بطاعة :
- نعم يافندم، عايز حاجة قبل ما امشي ؟
اومأ بعيناه نحو غادة يسألها:
- البنت دي مستنية هناك ليه؟ وايه اللي أخرها اصلًا عن ميعاد انصرافها .
أجابته زهرة.
- يافندم البنت دي تبقى بنت عمتى وانا اللي طلبت منها تستنى عشان تروح معايا .
- ياسلااام .
اردف بها ساخرًا وتابع :
- وانتِ بقى بتعزمي عليها من قلبك تركب عربيتي من غير ماتقوليلي ؟
احتدت عيناها فقالت باعتزاز :
-  انا معزمتش فسحة يافندم ، لا حضرتك، انا طلبت منها ترافقني عشان مااقعدتش مع اتنين رجالة في عربية لوحدي، وانا ايش ضمني؟
كتم ابتسامته حتى لا يحرجها فتابعت :
- وعلى العموم لو انت مش موافق ، ناخدها من قصرها وحمد لله عربية كاميليا موجودة أهي مامشيتش.....
- امشي يازهرة .
- نعم حضرتك
تابع مرددُا بصرامة وهدوء:
- بقولك امشي يازهرة على العربية بسرعة وخدي قريبتك معاك ، الوقت اتأخر 
همت لتجادل معترضة ولكنه أوقفها بنظرته الحادة والمسيطرة ، فاستدارت نحو السيارة مذعنة لأمره ، ابتسم خلفها بتسلية قبل ان يذهب الى سيارة صديقه.
- ااه ، ايه دا الله يخرب عقلك هببت ايه ؟
تفوه بها جاسر بفزع يستفيق من شروده بعد ان اندفعت رأسه بقوة للأمام وارتدت في نفس الثانيه بفضل حزام الأمان ، رد طارق وهو يسرع بمحرك السيارة :
- اعملك ايه بس ياصاحبي كان لازم افوقك ؟ اصلك سرحان ومش معايا خالص .
- تفوق مين يابني ادم انت ؟ ماكنت اعمل بينا حادثة احسن بهزارك السخيف ده .
قال جاسر بغضب قابله طارق بابتسامة باردة يردد:
- اسف ياروحي،  بس انا بغير لما الاقيك تنشغل عني ولا تفكر في حد غيري .
- ياربي عليك يااخي لما تطلب معاك غتاتة، ياساااتر.
أردف جاسر مغمضًا عيناه باشمئزاز اثار ضحك الاَخر :
- حبيبي ياجاسر والله ، واحشتني قعاداتك وهزارك ياجدع، ماتيجي تسهر معايا النهاردة .
- وانت هاتسهر فين بقى ؟
- ايه دا ؟ هو انت هتوافق بجد تسهر معايا؟
سأله طارق بعدم تصديق، أومأ له جاسر بعيناه فهلل الاَخر بترحيب :
- ايوة بقى ياجسورة ، واحشتني بجد ليالك.
.................................

حينما وصلت السيارة الفارهة ذات الماركة العالمية في المنطقة الشعبية الفقيرة ، واخترقت قلب الحارة، كل الرؤس التفت حولها ، حتى ان بعض البشر تركت الفرح ، كي تتبع وجهة السيارة الغريبة بحارتهم .
هتفت غادة بلهفة :
- شايفة يازهرة ، الناس في الحارة كلهم هايتجننوا على العربية .
أومأت لها زهرة بصمت وقد نفذت طاقتها حتى عن الكلام .
- اوقف هنا يااًنسات قدام العمارة القديمة دي ؟
، سألها السائق ، وأجابته زهرة :
- ايوة ياحضرت ولو على اول الشارع تمام برضوا.
- لا تمام ايه ؟ انتِ لازم تنزلي من العربية على باب البيت عدل ، دي تعليمات جاسر بيه .
قال الحارس، وأومأت له زهرة برأسها فالتمعت اعين غادة بالحماس حتى اذا توقفت السيارة وترجلت زهرة منها ، خاطبت غادة السائق :
- كمل بقى طريقك ، عمارة بيتنا في الشارع اللي جاي ده.
- لحد كدة وخلصت ، انا الباشا أمرني بتوصيل الاَنسة بس ، ماحدش جاب سيرتك انتِ
اجفلها السائق برفضه بصلف وقلة زوق فهتفت عليه غاضبة :
- جرا ايه ياجدع انت؟ هما الخطوتين دول هايتعبوك ولا يبوظوا العربية لو كملتهم
اردف السائق بحدة وهو ينظر لها في مراَة السيارة:
- ماليش فيه الكلام دا انا، اتفضلي يااَنسة عشان عايز اللف واخرج بالعربية من حارتكم .
- وحد قالك ان احنا اللي ماسكين فيك بلاخيبة ، روح ياخويا في ستين داهية تاخدك بلاقرف .
بصقت بكلماتها وهي تترجل من السيارة ، صافقة الباب بعنف لم يؤثر في السائق الذي خاطبه الحارس بتصنع الغضب وهو يترجل من السيارة خلفها:
- اما انت قليل زوق صح ياعبده ، هي دي برضوا معاملة الاَنسات؟
هرولت تطقطق بكعب حذائها على الأرض امام نظرات الجيران الفضولية ، وتتبعها هو حتى صار يسير معها :
- ماتزعليش ياقمر ، هو كدة الواد عبده ، جلف وما يعرفش يعامل النسوان الحلوة.
لفت نظرها بتشديده على حروف كلمته الاَخيرة ، فتوقفت في اقرب شرع مختصر ترمقه بنظرة نارية وهي تجز على أسنانها تردف:
- هو في إيه بالظبط يا أخينا انت؟ كل ما تشوفني تغمزلي بعيونك ، يااما تلقح قدامي بالكلام ، اعرفك منين انا عشان تاخد عليا بالشكل ده؟
أجابها يبتسم ببرود وهو يتلاعب بحاجبه :
- وهو لازم يبقى تعارف شخصي ياعسل، دي حاجة كدة اسمها تااَلُف ارواح .
اشارت بسبابتها مرددة بازدراء :
- تااَلُف ارواح! وانت تقصد بزكاءك الخارق، ان روحي انا ممكن تاخد على روحك انت ؟ دا على كدة بقى تلقيحك قي العربية كان بقصد ؟
برقت عيناه الواسعة وهو يردف لها بتفكه :
- أييييوة، خدتِ بالك انتِ لما طلعت من قلبي بحرقة كدة وانا بقول اَااه يامٌا، ياما نفسي اتجوز ؟ هاموت عالحلال والنعمة.
فردت ظهرها ومدت بذقنها اليه بتعالي تردف :
- الحلال بتاعك ده ياشاطر تدور عليه مع واحدة من مستواك، مش انا اللي يناسبها حلالك ده يابابا.
- بلاش الحلال ، طب يناسبك الحرام ؟
أجفلها بوقاحته في الرد ، مما جعلها بدون تفكير ترفع يدها اليه كي تصفعه،  متناسية فرق الطول الهائل بينهم ، مما جعله يتلقف كفها ببساطة ، فضغط عليها حتى كاد ان يسحق عظامها بين قبضته القوية وقال :
- طب مش تخلي بالك ياحلوة وانتِ بتطلقي إيدك كدة في الهوا ، لا تروح منك وماترجعش تاني.
صرخت بألم مكتوم :
- سيب إيدي يابني أدم انت ، بدل ما اصرخ والم عليك الحارة كلها ، والبسك فضيحة تضيعك شغلك .
ضغط على شفته المنفرجة بابتسامة وهو ينظر إليها باستمتاع ثم تركها فجأة تركض هاربة منه نحو منزلها بخوف ، تابعها مضيقًا عيناه بتفكير وهو يحٌك بطرف ابهامه على وجنته الخشنة قبل ان يستدير مغادرًا وهو يتمتم بتسلية .
- شرسة شرسة يعني ، وانا انسان مريض بتستهويني جدًا الأنواع دي .
................................
والى زهرة التي انتظرت قليلًا بمدخل العمارة ، حتى أتت اليها كاميليا بعد ان تتبعتهم بسيارتها .
- اتأخرتي ليه ؟
هتف بها زهرة فور رؤيتها ، ردت كاميليا وهي تخطو اليها بسرعة :
- مش على ما قدرت الاقي مكان اركن فيه العربية ياقلبي .
- ايوة ياعم عربيتي والكلام الفاضي ده ، اتقنعري علينا ياختى اتقنعري
قالت متصنعة الحقد ، جذبتها كاميليا بمزاح ثقيل من ذراعها وهي تسحبها نحو الدرج قائلة :
-  يخرب عقلك،  هي غادة بهتت عليكي يابت ولا ايه ؟ قولي يابت وطلعي السواد اللي جواكي ناحيتي قولي .
ضحكت زهرة مقهقهه وهي تصعد معها الدرج ، اردفت كاميليا :
- بس الفرح برة ايه؟ يجننن ، صحيح انا شوفت عربية نوال في المكان اللي ركنت فيه عربيتي .
- نوال خطيبة خالي ، معقول !
قالت زهرة قاطبة جبهتها بدهشة .
..............................

حينما دلفن الفتيات لداخل المنزل هللن بمرح ترحيبًا بنوال الجالسة على الأرض تتناول مع رقية وجبة عشاءها .
- ياهلا ياهلا ، الأستاذة نوال بحالها في بيتنا وبتاكل عالأرض كمان .
قالت زهرة ورددت خلفها كاميليا بمزاح :
- لأ وكمان قاعدالك ياختي بالبيجاية والنص كوم في بيت خطيبها ، فين الحياء ولا التربية ، ايه قلة الأدب دي ؟
- لا ما احنا خلاص قلعنا برقع الحيا ولغينا التربية فاضل بس نبقى قلالاة الأدب .
ردت نوال وهي تنهض عن الطعام بضحك مستجيبة لمزاحهم قبل ان تعانقهم الاثنتان باشتياق ، ترحب بهن ويرحبن بها .
- بس غريبة يعني مااتصلتيش بيا ولا قولتي ان جاية .
سألتها زهرة فجاوبتها نوال :
- لا ماهي الزيارة النهاردة كانت بسبب مفاجأة ليكِ ياقمر .
- مفجأة ليا انا ؟
سألت زهرة بدهشة فرددت شقيقتها صفية :
- يالهوي ياابلة دا اللي حصل النهاردة في الحارة ولا افلام السيما ؟
سألت كاميليا من ناحيتها هي الأخرى :
- ايه اللي حصل ؟
- حصلش ولا محصلش ، اتنيلي انتِ وهي اطفحوا اتعشوا الأول وبعدين احكوا براحتكم .
- صدقتي يا ستي ، والنعمة دا انا هاموت من الجوع .
قالت زهرة وهي تجلس بجانبهم تتناول الطعام ، وهتفت كاميليا وهي ترتمي على رقية تحضنها.
- ستي حبيبتي ، وحشتيني ياقلبي .
- وحشك عفريت، توك ما افتكرتي يابت الجز.......، اقطعلك شعرك اللي انتِ فرحانة بيه ده ها؟
قالت رقية وهي تلكزها بقبضتها والأخرى مقهقه تتقابل تعنيفها المحبب .
.............................
والى جاسر الذي دلف مع صديقه طارق لداخل الملهى الليلى ، يتلقى الترحيب من رواده والعاملين به بحرارة بعد فترة انقطاع كبيرة .
- عملت ثورة انت النهاردة في المكان ياكبير بمجيتك .
قال طارق وهو يجلس على طاولة خصصت لهم، جلس امامه جاسر قائلًا باتزان:
- طبعًا يابني هو انا أي حد ؟
- لا ياعم مش أي حد دا انت جاسر باشا، بقولك ايه بقى احنا عايزاين السهرة النهاردة تبقى صباحي ، نسوان ومشروب و......
- حيلك حيلك بس اوقف عندك على كدة .
اردف جاسر مقاطعًا صديقه، وأكمل
- من اولها كدة، انا اَخري مشروب معاك وبس ، لاعندي دماغ لنسوان ولا الكلام الفاضي ، لو انت عايز اسيبلك انا الطرابيزة ؟
هتف طارق على مضض:
- خلاص ياعم بلاها ، هو انت بتيجي كل يوم يعني؟
قال جاسر بابتسامة مشاكسة :
- طب افرد وشك طيلب ، عشان بس ماحسش اني تقيل عليك ولا حاجة .
رد طارق بابتسامة صفراء ، قابلها جاسر بضحكة مجلجلة اثارت دهشة الاَخر فقال مداعبًا :
- هل هلالك ، الضحكة دي بقالي سنين ماسمعتهاش منك ياعم ياجاسر ، ايه جرا في الدنيا ؟
لم يجيبه جاسر فتابع بجدية :
- طب معلش بجد بقى ماتزعلش مني ، هو انت فعلًا قاطعت النسوان وزهدت فيهم .
- مين قال كدة ؟
سأله جاسر باقتضاب ، وأجاب الاَخر :
- أنت ، بتصرفاتك وفعلك ، مراتك وكأنها عدوتك، اني اشوفك في علاقات عابرة او حب حقيقي ، مافيش خالص ، يبقى ايه بقى ؟
- حب حقيقي !
سأله جاسر بتفكير وهو يتلاعب بأطراف أصابعه على على شعر ذقنه النابت حديثًا ، رد طارق بتأكيد:
-  اه حب حقيقي ياسيدي ، مدام مش عايش الحب مع مراتك اللي بالأسم دي ؟ يبقى تدور انت بنفسك على اللي تسعدك .
سأله جاسر :
- طب انت جربت الحب الحقيقي؟
اجابه طارق وهو يهز برأسه :
- مش عارف والله ياصاحبي ، انا بنجذب لستات كتير اوي ، اللي من لون عنيها ، اللي من شعرها ، واللي من .....
توقف عن الكلام يصف معبرًا بكفيه ، فنهره جاسر بقرف :
- دا مااسموش حب ، دا اسمه حاجة تانية .
- ياعم عارف بس بهزر معاك .
رد طارق وتابع بجدية :
- واصلني والله اللي تقصده وحاسوا اوي كمان ، خصوصًا اليومين دول .
سأله جاسر باستفسار :
- اه، ليه بقى خصوصًا اليومين دول ؟
صمتت قليلًا طارق محدقًا به، ثم أجابه بتردد:
- بصراحة بقى انا منجذب ومشدود أوي لكاميليا معرفش.......
قطع جملته متأثرًا بنظرة محذرة من جاسر الذي رفع له سبابته بتهديد :
- ايااك ياطارق ، انا بحذرك عشان مقلبش عليك .
- ياعم  يكفينا شر قلبتك ، انا مقصدش حاجة وحشة والله ، انا بس بقول مشدود ليها ، لكن مش بغرض وحش .
اكمل طارق بتبريره وجاسر يحذره بتهديد حتى انتبه على مدخل الملهى خلف طارق وتسأئل:
- دي ايه اللي جابها دي ؟
- هي مين ؟
سأل طارق قبل ان يستدير بجذعه فعاد اليه هامسًا :
- يانهار ابيض دي مراتك !
..................................

- ايوة ياخالي ، ربنا يخليك يارب ومايحرمني منك .
قالت زهرة وهي تحادث خالها في الهاتف ، بعد ان علمت من نوال الخطة التي رسمها ونفذتها هي بحرفية بالإتفاق مع شقيقها ، ظابط المباحث ، في القبض على فهمي واعوانه.
وصلها صوته المحبب :
- بس يابت، بطلي شغل الشحاتين ده؟ هو انا عملت ايه يعني ؟ بس لو حابة تعملي الواجب اشكري الأستاذة نوال عندك .
- الأستاذة نوال اه ، دي بترسم يابابا عشان تتبت رجلها عندك .
قالت زهرة بمشاكسة في نوال الجالسة أمامها على الكنبة الخشبية تبتسم بسعادة وبجوارها كاميليا ورقية وصفية يتابعن باهتمام، وصلها رد خالد عبر مكبر الهاتف:
- هي لسة هاتبت ، ماهي تبتت ياختي وانتخت من زمان ، هو انا لسة هاقولك يابن اختي ، ادهاني ادهاني .
انطلقت الضحكات من الجميع ونهضت نوال تلوح لها بيداها كي تتناول الهاتف ، هتفت زهرة بغضب مصطنع :
- اخص عليك بعت بنت اختك وحبك القديم اخص .
جذبت الهاتف نوال مرددة لها :
- انت بنفسك قولتي حبه القديم، يبقى الجديد هو اللي يكسب ، ايوة  ياخالد اخبارك ايه ؟
سألته بنعومة وهي تغلق المكبر مخرجة لسانها لهم قبل ان تتابع وتتحرك تاركتهم .
- الصوت هنا مش كويس باينه من الشبكة ، ثواني هاكلمك من اؤضة ستي، دقيقة واحدة .
هتفت كامليا من خلفها :
- كمان هاتكلميه من الاؤضة ؟ دي احتلت البيت بقى .
- عقبالك انتِ كمان لما تحتلي بيت جوزك .
خاطبتها رقية بمداعبة استجابت لها كاميليا بابتسامة ، فقال زهرة بحالمية :
- بحب قوي قصة حبهم الغريبة دي ، رغم التعب والصبر اللي فيها ، لكنهم مازالوا متمسكين ببعض وماحدش فيهم خان العهد .
تابعت خلفها كاميليا :
- سبحان الله عندك حق ، شوف قعدوا كان سنة بنفس المكتب شغالين مع بعض ، وماحدش فيهم عنده الجرأة يعترف ، ولما حصل طلعت معاهم مشكلة ابوها اللي عايزلها شقة برا الحارة .
- عنده حق ياكاميليا برضوا ، اي حد في الدنيا بيبقى  نفسه يربح بنته ، واحنا العمارة هنا زي ما انتِ شايفة ،ايلة للسقوط .
- بس انت خالك حلو ويتحب .
قالت كاميليا بشقاوة فلكزتها رقية بقبضتها جعلتها تتأوه ضاحكة :
- اه ياستي خلاص كفاية والنبي، هو انتِ النهارة مستلماني ولا ايه ؟
- اه ياختي مستلماكي وعايزاكي تقري النهاردة ، مدام جيتلي برجلك .
ردت رقية مصطنعة العزم ، وهتفت كاميليا :
- يانهار ابيض ياانا وقعت في الفخ بقى؟ انا ايه اللي خلاني النهاردة بس ، والغي مشوار الفرح .
قالت صفية :
- القعدة الحلوة ياابلة هي اللي خلتلك تلغي مشوار الفرح ، زي انا كدة ما سايبة المذاكرة وقاعدة جمبكم .
- اه ياناصحة وخلي القعدة تنفعك في اَخر السنة .
قالت زهرة فهتفت رقية :
- بت ياصفية قومي من هنا وروحي زاكري .
- بس ياستي .
- اخلصي يابت .
نهضت صفية مغادرة الجلسة على مضص بعد اصرار رقية التي خاطبت كاميليا :
- قوليلي بقى ياحلوة واعترفي ، ايه اللي مخليكي بترفضي في العرسان ومش عايزة تتجوزي .
- ازاي بس ياستي ؟ والنعمة عايزة بس النصيب .
- نصيب في عينك، برضوا بتلفي وتدوري ومش تقري .
- اه
تأوهت صارخة من قبضة أخرى على ذراعها فهتفت باستسلام :
- هاقر والله وهاقول .
قالت وصمتت قليلًا معهم قبل ان تتابع امام نظراتهم المتفحصة .
- بصراحة بقى انا مقدرش اسلم واحد قلبي وجسمي غير وانا متأكدة مية في المية اني بحبه ، وانه هايصوني ومايخونيش مع اي واحدة غيري .
- ودا هاتجيبيه منين بقى؟ هاتفصليه ؟
قالت رقية بسخرية ضحك على اثرها الفتيات ، قبل ان تردف كاميليا .
- خلاص بقى يبقى ماتلموش البنت لما تتأخر ولا ماتتجوزش خالص ، مدام المسألة صعبة قوي كدة .
- يخرببتك .
تفوهت بها رقية بعد أن ألجمتها كاميليا بردها.
.............................

- جاسر، ياجاسر ، استنى ياعم .
هتف طارق من خلفه وهو يلاحق خطواته االسريعة في البحث عن سيارته في موضع السيارات، توقف الاَخر يرد بغصب :
- بتنده ليه؟ مش خلاص السهرة انفضت وانا قولتلك ماشي؟
اقترب طارق يرد عليه بلهاث :
- يابني مش عايزك تفهمني غلط ، والله ما اعرف انها بتيجي هنا، انا اصلًا بقالي فترة مابجيش هنا.
تنهد جاسر يردف له :
- خلاص ياطارق، اللي حصل حصل ، مافيش داعي للاعتذار وانا مسامحك خلصنا .
أومأ طارق ببعض الإرتياح ثم مالبث ان يتحدث بجدية :
- بس الصراحة ، انت كسفتها ياطارق ، كون انك تخرج من المحل بمجرد ماهي دخلت ، اي حد هايفهمها دوغري .
- خلي اللي يفهم يفهم بقى وياريت هي تحس على دمها لحد كدة .
قال جاسر بعدم اكتراث ، حدق به طارق قليلًا يتمتم :
- دا انت بقيت بتكرها فعلًا ياجاسر .
- اكرها ولا احبها حتى ، خلاص بقى خليني اروح .
قال وهو يلوح بكفه ذاهبًا من امام صديقه ، حتى اذا وصل الى سيارته وجلس فيها ، اخرج هاتفه على الفور يطلب رقمها بدون تفكير.
- الووو..... ايوة يازهرة .
وصله صوتها المتردد بقلق  :
- الووو ..  ايوة يافندم ، هو في حاجة حصلت ؟
اربكه سؤالها له على الفور ، فقال متحججًا :
- لااا انا بس كنت بطمن عليكِ بعد ماوصلتِ .
شعر بغباء قوله من صمتها فغير بفكرة اتته على الفور.
- زهرة هو انت معاكي حساب على الفيس بوك ؟
قطبت تجيب عن سؤاله الغريب .
- لا طبعًا ، انا معنديش حساب في أي حتة ، انت بتسأل ليه ؟
ردد بمكر .
- لا يعني ، اصل في واحدة دخلتلي على الخاص بنفس الأسم ، افتكرتها انتِ
هتفت غاضبة بتشنج:
- لا طبعًا حضرتك ، مش انا اللي اعمل كدة ولا انا بالأخلاق اللي تسمحلي اعمل حاجة قليلة الأدب زي دي .
صمتت بعد ان وصل الى أسماعها، اصوات غريبة مكتومة ، فتابعت تسأله بقلق.
- حضرتك هو في إيه عندك ؟ وانت مابتتكلمش ليه ؟ هو انت حصلتلك حاجة.؟
بسؤالها الاَخير ابعد السماعة ولم يستطيع الأكمال، حتى لا يصل اليه اصوت ضحكه الذي لم يقدر على كبحه ولا توقفه .

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل 
صفحتنا على الفيسبوك من هنا



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-