رواية متيمة بحب القاسى بقلم اميرة انور الفصل الاول

رواية متيمة بحب القاسى بقلم اميرة انور الفصل الاول





رواية متيمة بحب القاسى هى رواية مقسمة الى عدة فصول او من تأليف الكاتبة المميزة جدا فى اسلوبها الكتابى اميرة انور الذى لم تفشل قط فى جذب انتباه القارىء لكل جملة من تأليفها ولذلك حققت روايتها متيمة بحب القاسى نجاحا كبيرا ونشرت رواية متيمة بحب القاسى لاول مرة فى 2021 عن طريق الاكونت الشخصى لها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وحققت الرواية تفاعل كبير جدا على اكثر من مجموعة على فيسبوك لذلك سأترككم مع الفصل الاول من رواية متيمة بحب القاسى وسأكون حريصا على جعل الخط كبير وواضح 





رواية متيمة بحب القاسى الفصل الاول 




رواية متيمة بحب القاسى بقلم اميرة انور الفصل الاول





احتک صوت عجلات السيارة بالأرض، للتتوقف سيارته، نزل منها بعجرفة وبدون خوف لما حصل للتو، مجموعة من الناس على شكل دائرة وبالمنتصف الشخص الذي صُدم بسيارته، سمع بعض الهمهمات تضده ولكن لم يبالي قط...، تقدم للأمام، جلس بوضع القرفصاه، رفع نظارته ثم حدق بتلك الفتاة التي تتوجع وتمسك أقدامها، قائلاً لها بصوته الرجولي:-

_إنتي كويسة؟! 

حين سمعت صوت صاحب السيارة الفارهة، المدلل الذي يتلاعب بحياة الآخرين قالت بغضب:-

_ويهمك في إيه أنا كويسة حضرتك مشغل أغاني واتعميت ومش شايف إنت سايق إزاي ومين بيعدي رجلي اتفرمت يا حضرت

لقد كانت قليلة الذوق معه، لقد أخطا بالفعل حين تكرم ونزل من سيارته ليرأ ما بها..
جذ على أنيابه ثم قال:-
_فعلاً أنا غلطان واستاهل كمان إني نزلت من عربيتي عشانك إنتي مضربتش بالنار اتحرقي ولا موتي حتى

نظرت له، ناوية على فرم كرمته كما فعل بارجلها ولكن تلجم لسانها حين رأته، لقد كان كالممثلين الأتراك، ظلت تفكر من يشبه في المسلسلات التي شاهدتها، لقد كان عريض المنكبين، طويل القامة، صاحب الوجه الأسمر، والأعين الرمادية اللمعة ولكن لمعتها تدل على غضبه منها، نظرت حولها فوجدت الجميع يهمهمون كثيراً وبصوتٍ حاد قال أحدهما:-

_إنت إنسان عديم الذوق مش مكفيك رميتها عندها حق تزعق لك ولا تخبطها وكمان عاوزها تطبطب عليك وديها يا أخ المستشفى

وكأنهم يحدثون أنفسهم، لقد أخطأت حين استفزته، قام من مكانه وأعطها ظهره، وعاد يتجه إلى سيارته، فتح بابها وصعد بها وبدأ في أعطائهم بعض التنبهات من صوت زمور السيارة ولكن لا أحد يستجيب لمحاولته، مما جعله يتحدث بصوتٍ عالٍ:-

_طب والله العظيم اللي ما هيوسع لكون خبطه وكمان هسيبه زيها

وأخيراً فاقت من شردها على صوته، ابتسمت بنعومة وهمست:-
_يخربيتك ويخربيت عصبيتك والله فكرتني بـ مراد في مسلسل الحب لا يفهم الكلام 

أسندت نفسها لتقف ثم تقدمت نحو نافذة مقعده وقالت بهمس:-
_طب حتى وصلني لبيتي ممكن بليز توصلني

نظر له بضيق مردفا بحزم:-
_مش كنتي بتشميني من شوية ومش طايقاني إيه نبرة الهمس والطيبة اللي نزلت فجاة دي

انكمش حاجبها بعبوسٍ لترتفع نبرة صوتها مرة أخرى:-
_يعني بكلمك براحة مش عاجب بكلم جامد برضه مش عاجب ما هو بس إنت هتوصلني يعني هتوصلني إنت اللي خابط مش أنا

_اركبي!!!
قالها لينتهي من ثرثرتها ويذهب لعمله بأقصى سرعة..
..........................
"ترنيم" اتاخرت كدا ليه؟!
قالها صاحب المنزل البسيط بقلقٍ واضح، لتقول زوجته بهدوء:-
_ما تقلقش يا أخويا زمنها جاية الغايب حجته معاه

هز رأسه مقتنعا بكلامها، جلس على مقعده الهزاز، يفكر في بعض الأمور المتعلقة بابنته الصغيرة، نظر مرة أخرى لزوجته وقال:-
_عارفة يا منال العريس اللي جاي لترنيم لو توافق عليه قلبي هيطمن وهرتاح ألا هي دماغها ناشف مش عارف ليه...؟!

ابتسمت "منال" بحب وأجابته بهدوء:-
_طالعة ليك يا حاج عامر عنيدة وقوية بس أنا قلبي حاسس ياأبو ترنيم إن المرة دي هي هتوافق 

رفع رأسه للسقف متمني هذا الشيء، يعلم بأن دلاله الزايد لها جعلها تتحكم به ولكن هذه المرة لا مفر لها، لن تستطيع أن ترفض فـ المشكلة التي سـ تأتي من الرفض ستجعل حياتهم جحيم، يعلم بأنه بهذا الشيء سـ يلقي بابنته إلى النار ولكن ليس بيده أي طوق لإنقاذها

...................................
ظلت تتحدث طوال الطريق، يشعر بأن جمجمته أصبحت ثقيلة جداً، صداع يفتق رأسه، صرخ بها بقوة:-
_ارحميني وارحمي نفسك واسكتي كفاية بجد صداع أنا خلاص مش قادر

بنظرة معجبة قالت:-
_يعني هو أنا غلطانة إني بقولك إنك شبه ممثل تركي قمر حتى في عصبيته 

الشرار يتطاير من عينه، جمرات الغضب رسمت على وجهه، نظر لها مما جعلها تشعر بالرهبة من شكله، ابتلعت ما في حلقها بخوف ثم قالت بتلعثم:-
_هـ...و أنا مقولتلكش إني محظوظة إنك خبطي آااه والله العظيم
وضع يده بأعلى رأسه ثم قال بصراخ:-
_بيتك العظيم الجميل اللي هيخلص اللي جبوني منك فين؟ بالله عليكي يا شيخة دا خامس شارع تدخليني فيه وملقيش بيتك...

قهقت بقوة ثم قالت بمرح:-
_هو إنت متعرفيش

بسخرية وضحكة باردة رد:-
_لا معرفش بس لو إنتي هتتكرمي وتقوليلي اللي معرفهوش يبقى كتر ألف خيرك يا شيخة!!!

ازداد صوت ضحكتها وهي تقول بتقطع:-
_أنا بيتي مش هنا خالص أنا بيتي في مصر الجديدة مش في حدايق القبة خالص

كملت معه إلى الحد الغير مسموح أبداً، كور يده وكأد أن يصفعها ولكن تراجع حتى لا يقتلها، بتأفف شديد أخرج من فمه:-
_أومال حضرتك ليه ما قولتش لففتيني كتير وخلاص وبعدين ما إحنا كنا في مصر الجديدة ليه قولتي إن طريقك في الحدايق

ابتسمت بهدوء ثم وبستفزاز ردت عليه:-
_هخلص شغلي في الحدايق وهترجعني البيت مش إنت خبطني يبقى حضرتك ملزم جداً إنك ترجعني

أوقف سيارته ثم نزل منها تحت أنظارها المصدومة ثم نظر لعيناها العسلية المائلة للون الأخضر وقال:-
_أنزلي كدا ثواني

وبالفعل استجابت لكلامه ونزلت تعرج قليلاً بسبب الحادث، ابتسم لها بسمة تدل على الشر ثم أمرها بـ:-
_تعالي ورايا كدا؟!

وبالفعل استجابت لأوامره ولكن سرعان ما شعرت بالإندهاش، حيثُ أنه صعد سيارته وتركها، نظر لها من النافذة وقال:-
_خدي تاكسي يخلص لك مشوارك وروحي اللي جابني مجبنيش عشان أكون سواق الهانم

أنهى حديثه وأنطلق بأقصى سرعة إلى عمله، تحت أنظارها المصدومة منه، كيف عاملها بهذه الصلابة
حدقت بسيارته بغيظ ثم قالت بخفوت:-
_والله الحلو لازم يكون في حاجة وحشة ياباي بارد برغم جمال أمك يالا هعمله إيه 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وصل مقر عمله والغضب حليفه، لم يتخيل أبداً أن يومه سـ يتدمر بسبب تلك الفتاة التي ظهرت بحياته دون سابق أنذار، لو كان يعلم أنه سيقابلها لكن تأخر أو بدر في معاده حتى لا يقابلها، دلف مكتبه بعد أن قال لسكرتيرته:-
_قهوة بسرعة يا ندى رأسي هتتفجر

قامت الموظفة في سرعة لتفعل ما طلبه منها، أما هو فـ جلس على مقعده، وبدأ يضع تركيزه في عمله ولكن صوتها مازال يفتق رأسه يتذكر ملامحها وطريقتها الغاضبة معه وتحولها إلى الفتاة الهادئة في ثوانٍ معدودة لا يعلم ما سبب هذا التغير...
تأفف بقوة ثم هتف بضيق:-
_خربت حياتي على الصبح لا وكمان عملت لي صداع ومش عارف اشتغل

بتلك اللحظة انتبه إلى دخول ندي التي وضعت فنجان القهوة وأضافت بصوتها الرقيق:-
_اتفضل يا فندم تأمرني بحاجة تانية

هز رأسه وأجابها بهدوء:-
_جهزي قاعة الإجتماعات وخلي موظفين الحسابات يجوا لاني عاوزهم

هزت رأسها ثم خرجت من أمامه، ظل يعمل بصمت إلى أن رن هاتفه، رد على المتصل قائلاً بغموض:-
_أيوا....لا إزاي أنا منتظر بقالي 10سنين عشان أخد حقي 
هتشوف وهتقول "حمزة السيوفي" قال

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

انهت كل أشغالها ثم عادت للمنزل، مازالت تفكر فيما حدث، صعدت السلم بتعب شديد وعينان متعبة، وضعت مفاتحها في باب شقتها ثم دلفت، وجدت أبيها وأمها يانتظارها، ابتسمت بخفة ثم تقدمت منهم وهتفت بمرح:-

_الحلوين حبايب قلبي ونور عيني 

قبلت كلامنهم ثم عزمت أمرها أن تسير نحو غرفتها ولكن صوت أبيها الصارم أوقفها:-

_ترنيم استني عاوزك؟! 

بالفعل توقفت واستدارت برأسها لتقول بتعب:-
_بابا والله أنا تعبانة وعاوزة أريح شوية؟!
وقفت منال بقلق اردفت بخوف:-
_مال رجلك وفي إيه يا حبيبتي

لم تخبرها بما حدث، تعلم قلق والدتها عليها، جلست أمام والدها ثم أخبرته بهدوء:-
_بابا والله ما قادرة اتكلم بكرا إن شاء الله أنا مش هنزل من البيت وهسمع كل كلامك

نظر أبيها لها بضيق ليصدر بعض الكلمات بحزم:-
_ما فيش وقت عشان تفكري بكرا جاي لك عريس

كادت أن تهز برأسها نافية هذا الحوار من بدايته، لقد شعرت بأنه سيحدثها بهذا الأمر لذا فهي تهرب بشدة من هذا الموضوع، ولكن قاطع رفضها اكمال عامر لحديثه:-

_مش هينفع إنك ترفضي لإن رفضك المرة دي هيكون بمثابة موت ليا حتى مش هينفع تفكري

سألته بفضول:-
_يا بابا كل دا عشان تقنعني بالجوازة ناقص تقول إن في تار لو ما تجوزتش

_هو فعلاً تار يا بنتي وإنتي مش عارفة حاجة!!!! 

................................. 
بصباح اليوم الثاني، أشرقت الشمس من جديد، ولكن ترنيم ولأول مرة لا تستمتع بنسمات أشرقها، منذ حديث والدها معاها وهي تقف أمام النافذة، تفكر بشدة فيما يخفيه أبيها عنها، ضغطت بنواجذها على شفتها السفلة بتوتر، كيف لها أن تتزوج زيجة مليئة بالغموض
خرجت بحزمٍ حتى تتحدث مع أبيها : 

_بابا أنا مش هتجوز ولي يحصل يحصل
حدق عامر بها بصدمة، برق لها بغضب حيث كانت ترتدي قميصها القصير جداً، انكمش حاجبها بضيق ثم رد عليها:-
_ادخلي اوضتك
_ادخل جوا ليه بابا بعد إذنك اسمعنـ...

ولكن سرعان ما صرخت حين رأت أن أبيها ليس بمفرده، وأن هناك شاب يُعطيها ظهره:-
_إيه يا بابا مش تقول إنك قاعد مع حد 

ثم وجهت كلامها بحديثها للغريب:-
_وبعدين يا حضرت في حد بيحي الساعة 6.30الصبح مين حضرتك

التفت لها فوجدها بمنظرها هذا لقد كان القميص فوق الركبة، واسع جداً، هو بالفعل لفتاة بمرحلة المراهقة ولكنه يبدو مثير عليها حتى وإن كانت بداخله نحيفة..
كان يعرف أن تلك الثرثرة التي لا تتوقف عن الحديث سـ تكون زوجته...اقترب منها ثم همس بغضب:-

_أولاً تروحي حالاً تغيري لبسك دا وتيجي عشان اتحاسب معاكي ومع أبوكي الحاج عامر

هل بالفعل من يقف أمامها هذا الشاب الذي صُدمت بسيارته، لا تعلم اتفرح لأنه المعجب الوحيد لها جاء لخطبتها أم تتوتر لأنها تشعر بأن هناك شيء يخفيه الجميع

لا أحد يعلم ما حدث ولكنها حاولت أن تعرف ما السبب وراء خطبته لها...
نظرت له ثم قالت:-
_إنت!!!

بصلابة شديدة رد عليها:-
_عمي عامر الجواز يوم الخميس الجاي جهزوا نفسكم وأنا هعدي على "ترنيم" آخر النهار عشان نجيب الفستان والبدلة 

ثم تركها تحت أنظارها المصدومة، حدقت بوالدها بعدم استعياب لما يحدث، ثم دلفت للداخل، تنتظر آخر النهار لعل هذا المغرور يقول لها عن السبب وراء الزيجة




للانتقال الى رواية متيمة بحب القاسى الفصل الثانى 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-