رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول بقلم رولا هانى
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول هى رواية الكترونية من تأليف رولا هانى واليوم سنعرض لكم جميع الفصول كاملة من رواية سيلينا و الشيطان
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل الاول )
وضعت الهاتف علي أذنها تحاول التواصل مع شقيقها لكي يخرجها من تلك المنطقة المهجورة و لكن كما توقعت لم يرد عليها، زفرت بضيقٍ هامسة بنبرة خافتة و شعور التوتر يسيطر عليها بسبب وجودها بذلك المكان المرعب:
-كان لازم يعني أروح الحفلة دي!؟...أديني توهت!
سارت بخطواتها البطيئة تحاول البحث عن أي أحد، ثم نظرت لهاتفها بترددٍ لتنوي وقتها مهاتفة والدتها فهي لا تملك أية حلول أخري، كادت أن تضغط علي الهاتف عدة ضغطات و لكنها توقفت تلقائيًا ليقع من بين يديها الهاتف عندما جاء رجل ما ليكمم فمها من الخلف، ليهمس بنبرة مقززة و هو يطوق خصرها النحيف:
-كدة بردو تتعبيني كل دة، بس من حظي إنك جيتي هنا.
حاولت ضرب ذراعه الذي يكمم فمها بشراسة فلم يتأثر بما تفعله، حاولت هي و بكل صعوبة الوقوف بمكانها لتصرخ حتي لو بنبرة مكتومة و لكنها لم تستطع بسبب سحبه العنيف لها للخلف، فتراجعت هي معه رغمًا عنها و هي تحاول الفرار من بين يديه بكل الطرق، و فجأة وجدته يسحبها ناحية ذلك البيت المظلم فعلمت وقتها مدي خطورة الأمر، لذا غرزت أظافرها الطويلة بكفه و هي تحرك جسدها بعشوائية، و بحركاتٍ عصبية ثنت ساقها لتضربه بركبته و لكنه لم يتركها و ظل ملتصق بها و هو يسحبها للداخل هامسًا بنفس النبرة التي تصيب المرء بالإشمئزاز:
-متحاوليش يا "سيليا".
و بالرغم من صعوبة الموقف إلا إن قوتها في رفض ما يحدث لم تقل، ظلت تضرب ذراعيه بعنفٍ و مع الأسف سحبها لداخل البيت، ثم إبتعد عنها قليلًا و هو يتجه ناحية الباب ليغلقه فإستغلت هي الأمر لتصرخ بنبرة عالية مزعجة و هي تسبه بسباب لاذع:
-إنتَ عايز مني إية يا إبن ال ***.
إستطاع إغلاق باب ذلك البيت المهجور ليستدير لها و علي وجهه تلك الإبتسامة الخبيثة، فتراجعت هي بخطواتها للخلف هامسة بنبرة شبه مهتزة:
-إنتَ عايز مني إية!؟
إقترب منها بعدة خطوات و هو يخلع سترته ليلقيها بإهمالٍ علي الأرض، ثم رد عليها بمكرٍ و إبتسامته المخيفة تتسع:
-عايزك يا "سيليا"، بقالي فترة كبيرة أوي عايزك.
تلاحقت أنفاسها لترد عليه صارخة بذعرٍ و هي تسبه مجددًا بسبابها اللاذع:
-هو إنتَ تعرفني أساسًا يا ***.
أومأ لها عدة مرات و لم يرد عليها بتلك المرة، فقط رمق ملامح وجهها بروية ليتأمل رماديتيها التي أصابته بالجنون، و شفتيها التي تمني تذوقها، و خصلاتها البنية الفاتحة كالقهوة، ثم إنتقلت نظراته تجاه جسدها النحيف الرائع، و خاصة خصرها الممشوق!
إزدردت ريقها بصعوبة و ظنته شارد فكادت أن تركض تجاه تلك النافذة بالجهة اليمني و لكنه ركض نحوها بسرعة لا توصف ليقبض علي خصلاتها الكثيفة قائلًا بنبرة خافتة تأملتها هي لتتأكد من شكوكها فقد كان ثمل:
-مش هتمشي من هنا يا "سيليا" غير لما أخد اللي أنا عايزه.
عضت علي شفتيها بألمٍ بسبب قبضته التي شددها علي خصلاتها، فتأوهت وقتها بنبرة عالية تدل علي عدم تحملها لما يحدث، و فجأة إقترب هو منها ليقبل عنقها قسرًا و هو يفك أزرار قميصه الأبيض، حاولت هي إبعاده عنها بكل الطرق فلم تستطع، لذا ثنت ركبتها لتضربه ببطنه بصورة عنيفة جعلته يتأوه بصراخٍ يصيب المرء بالإنزعاج، و بتلك اللحظة ركضت هي تجاه تلك النافذة لتخرج منها بسهولة و من فرط توترها تعثرت قدماها لتقع علي وجهها بالإضافة إلي ركبتها التي جُرحت مما جعل أيضًا بنطالها القماشي يتمزق بتلك المنطقة، جزت علي أسنانها بعصبية و هي تنهض ببطئ لتحاول الركض تجاه الشارع و لكنها لم تستطع بسبب قبضة ذلك الأحمق التي أمسكت بذراعها بقوة كادت أن تحطم عظامه، ثم أخذ يقبل عنقها بلا وعي و هو يمرر كفه الغليظ علي ظهرها غافلًا عن نفورها منه، حاولت إبعاده عنها مجددًا و عينيها تتوسله حتي يتركها، كادت أن تهبط عبراتها من فرط الهلع و لكنها توقفت عندما رأت تلك العصا الغليظة مرمية بجانبها، فإنحنت قليلًا للأسفل تحاول الإبتعاد عنه لتلتقط تلك العصا و بالفعل نجحت لتبعده عنها بصورة عنيفة و مفاجأة و هي تضرب رأسه بها فوقع هو علي الأرض و الدماء تسيل علي جبينه بصورة مفزعة جعلت العصا تقع من بين يديها لترمقه بصدمة و عدم تصديق، إنحنت بجذعها للأمام لتنظر له بتمعن خشية من أن يكون أصابه شئ ما و فجأة إنتفضت بخوفٍ عندما إستمعت لنباح ذلك الكلب فأخذت تركض بلا وعي لتخرج من الباب الخلفي لذلك البيت فقد كان لها الأقرب، و فجأة رأت أمامها سيارة أجرة فأخذت تشير لها و الدموع تترقرق بعينيها من فرط الرعب الذي سيطر عليها ليلاحقها كظلها، وقفت السيارة أمامها فصعدتها و هي تملي علي السائق عنوان بيتها لتنهمر عبراتها وقتها بإنهيارٍ لتدعو وقتها بإرتعادٍ أن لا يصيب ذلك الرجل شئ ما، و طوال الطريق حاولت إقناع نفسها إن ما فعلته فقط كان للدفاع عن نفسها!
__________________________________________
-الساعة بقت حداشر بليل و الهانم لسة مجاتش!
قالتها "سندس" بغضبٍ و هي تحاول مهاتفة إبنتها "سيليا"، و لكن لم تستطع بسبب هاتفها المغلق، و بتلك اللحظة رد عليها إبنها "يحيي" و هو ينهض من علي فراشه بعدما إستيقظ:
-هتلاقي الدنيا زحمة.
جزت "سندس" علي أسنانها ببعض من العصبية قبل أن ترد عليه بقلقٍ ملحوظٍ علي تعابير وجهها التي إنكمشت بوجلٍ:
-يا بني دي قالتلي الحفلة هتخلص الساعة تسعة!
نظر لهاتفه قبل أن يرد عليها بذهولٍ:
-دي شكلها حاولت تكلمني من يجي ساعة!
تنفست "سندس" بعمقٍ لتضع كفها علي موضع قلبها قائلة بتوجسٍ:
-أنا قلبي مش مطمن.
هدأها هو بنبرته اللطيفة بعدما وضع هاتفه علي تلك الطاولة:
-يا ماما يعني هيكون حصلها إية بس!؟
هزت رأسها نافية لترد عليه بخوفٍ بدأ يزداد ليحتل قلبها:
-بيت صاحبتها دة هي أول مرة تروحه، و إنتَ عارف أختك بتوه كتير خصوصًا لو رايحة مكان لأول مرة.
و بعد عدة دقائق من الصمت تعالي صوت تلك الطرقات علي باب البيت فركضت وقتها تجاهه حتي تفتحه و لكن سبقتها إبنتها عندما فتحت هي الباب بمفتاحها الخاص لتدلف للبيت و علي وجهها علامات الذعر الواضحة، بالإضافة إلي شحوب وجهها الملحوظ و ما إن رأتها والدتها لاحظت جرح ركبتها فصرخت بفزعٍ و هي تقترب منها بخوفٍ:
-"سيليا"!...حصلك إية يا بنتي؟
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة و هي ترمق والدتها و شقيقها الذي خرج من غرفته ليري ما يحدث بحيرة شديدة، أتخبرهما بما حدث!؟...أتخبرهما بقتلها لذلك الرجل!؟...أم إن الصمت هو أفضل حل لذلك الموقف!؟...هربت بعينيها من مواجهتهما فسألها بتلك المرة شقيقها "يحيي" و هو يتأمل حالتها المضطربة بقلقٍ تبين علي تعابير وجهه التي تقلصت بعدم إطمئنان:
-"سيليا" إنتِ كويسة؟
ردت عليه كاذبة و هي تلوح بكفها المرتعش بالهواء:
-العربية اللي كنت راكباها عملت حادثة.
لطمت "سندس" علي صدرها صارخة بإرتعابٍ:
-إنتِ كويسة يا بنتي؟
لاح علي وجه "سيليا" إبتسامة باهتة ثم ردت عليها بنبرة ضعيفة:
-أنا كويسة يا ماما، عايزة بس أدخل أنام شوية في أوضتي و لما أصحي هبقي أحكيلكوا كل حاجة.
نظرت لها والدتها ببعض من الشك فتسائلت وقتها بجدية و هي ترمق إبنتها بتمعن:
-"سيليا" إنتِ بتقولي الحقيقة؟
رمشت بعينيها عدة مرات لتنظر في عيني والدتها مباشرةً و هي ترد بثباتٍ:
-أيوة يا ماما.
ثم همست برجاء و هي ترمق والدتها بتوسلٍ:
-ممكن تسيبيني عشان أنا فعلًا تعبانة.
أومأت لها "سندس" عدة مرات ففرت هي هاربة تجاه غرفة التي ما إن دلفتها أغلقت بابها جيدًا لتجهش بالبكاء و هي تقع علي الأرضية الباردة لتضم ركبتيها لصدرها و عبراتها تتهاوي علي وجنتيها بلا توقف لتغمرهما، تعالت شهقاتها فنهضت لتتجه للفراش حتي تلتقط منه تلك الوسادة التي كتمت بها صوت نحيبها ليتحول لأنين خافتٍ، إهتز جسدها و إرتجف و هي تتذكر ما حدث بالتفصيل و كأن الأحداث تخبرها و بصورة صريحة إنها لن تفارق ذكرياتها أبدًا!
___________________________________________
صباح يوم جديد.
-ما إنتَ لو تبطل سهر كل يوم لوش الصبح كان زمانك صاحي و نازل شغلك زي الناس.
قالتها تلك المرأة بنبرتها الحادة و هي تهز جسد إبنها النائم علي الفراش بصورة عشوائية عجيبة، فنهض هو ببطئ ليعتدل في جلسته قائلًا بصوتٍ أجش:
-صباح الخير يا "بيسان".
نظرت له بغضبٍ طفيفٍ لترد عليه بتأففٍ:
-إمتي هتتعلم تقولي يا ماما!؟
هب واقفًا ليقبل جبينها برقة قائلًا بلطفٍ:
-صباح الخير يا أحسن أم في الدنيا دي كلها.
إبتسمت بخفة لترد عليه بتهكمٍ مصطنعٍ:
-إضحك عليا كويس أوي.
رفع حاجبيه بقلة حيلة ثم رد عليها بنبرة شبه عادية:
-الساعة كام؟
أجابته بضيقٍ و هي تخرج من الغرفة لتجحظ هو عيناه بصدمة:
-تسعة.
زفر بحنقٍ هامسًا بإهتياجٍ و هو يعود مجددًا ليتمدد علي الفراش:
-إتأخرت علي الشغل!
تنهد بعمقٍ قبل أن يهمس بنعاسٍ:
-حيث كدة أكمل نوم.
و لكن صراخ والدته المفزع بشقيقته أصابه بالهلع فجعله يعتدل في جلسته بغيظٍ و هو يتسائل بدهشة حقيقية:
-هو "إياد" مكلمنيش لية!؟
إلتقط هاتفه ليجده يحاول مهاتفته فإبتسم هو بسخرية قائلًا:
-بتيجي علي السيرة.
رد عليه ليجد صوت رجل أخر يهاتفه، و ليس إبن خالته كما توقع:
-حضرتك تعرف صاحب التليفون دة؟
همس بوجلٍ و عينيه تجحظ ببعض من التوتر:
-أيوة!
وجد رد ذلك الرجل ليجعله في صدمة لا توصف من شدتها:
-مع الأسف صاحب التليفون مات، البقاء لله.
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل الثانى )
-"إياد" لا يا "إياد" قوم، فوق يا "إياد" سامعني؟
صرخ بها و الدموع تترقرق بعينيه بعدما جثي علي ركبتيه ليهزه بعنفٍ فإقتربت وقتها "بيسان" منه قائلة من بين دموعها التي كانت تغمر وجنتيها:
-قوم يابني، اللي بتعمله دة مش هيفيدك بحاجة.
ألقي نظرة أخيرة علي جثة إبن خالته و عبراته تتهاوي علي وجنتيه بلا توقف، ثم نهض و هو يصرخ بإهتياجٍ:
-"برق".
أتي إليه صديقه الذي جاء معه الي هنا ليكن في مؤازرته، نظر "برق" في عيني صديقه التي كانت مظلمة بصورة لا تبشر بالخير ليراه يهتف وقتها بحدة:
-"برق" كاميرات المراقبة اللي هنا مش عايز حد يراجعها غيري، إنتَ فاهم؟...يعني أنا عايزك تتصرف في الموضوع دة قبل ما البوليس يجي.
أومأ "برق" عدة مرات قبل أن يتراجع بخطواته للخلف ليبتعد قليلًا عنه، بينما هو ينظر لجثة إبن خالته بقهرٍ هامسًا بقتامة:
-مش هسيب حقك يا "إياد".
____________________________________________
بعد مرور عام
-أنا أهو مستنياكي إنتِ فين؟
قالتها "سيليا" و هي ترتشف عدة رشفات من فنجان القهوة الذي أمامها، فردت عليها صديقتها التي كانت تهاتفها قائلة بأسفٍ:
-أسفة يا "سيليا" مش هعرف أجي إنهاردة عشان بابا مصمم أروحله الشركة.
زفرت "سيليا" بعبوسٍ قبل أن تهتف بتجهمٍ و قد إكفهرت تعابير وجهها:
-ماشي خلاص سلام.
و لم تعطها فرصة للرد بل أغلقت الخط سريعًا لتنهي فنجان قهوتها.
و بعدما أنهتها بالفعل كادت أن تنهض من علي كرسيها و لكنها توقفت عندما وجدت ذلك الرجل يتقدم ناحيتها ليجلس علي ذلك الكرسي الذي كان أمامها فنظرت هي له ببعض من الحدة قبل أن تهتف بفظاظة:
-نعم!
وجدته يبتسم بلطفٍ غريبٍ قبل أن يهتف بصوتٍ أجش:
-"تميم الحديدي".
لوت شفتيها قبل أن تهتف بنبرة شبه عالية لفتت أنظار بعض من الناس التي كانت معهم بالمقهي:
-إنتَ شارب حاجة يا عم إنتَ!
إبتسم لها مجددًا مما جعلها تظنه يتعمد إستفزازها فجزت علي أسنانها بغضبٍ لتتابعه و هو يصيح بهدوء عجيبٍ:
-لية الصوت العالي و العصبية اللي ملهومش لازمة دول.
زفرت بنفاذ صبر قبل أن تلتقط حقيبتها الجلدية من علي الكرسي الذي كان بجانبها لتنهض قائلة بإحتقارٍ:
-لا دة إنتَ شكلك كدة فاضي.
إستدارت للخلف لتغادر و لكنها توقفت عندما وجدته يصيح بنبرة عالية:
-إستني يا "سيليا".
عقدت حاجبيها بتعجبٍ لتستدير له قائلة و هي تتقدم ناحيته بخطواتها السريعة:
-إنتَ تعرف إسمي منين!؟
إبتسم لها قبل أن يجيبها بثقة أدهشتها:
-أنا أعرف عنك كل حاجة.
تفحصته بعينيها بحيرة قبل أن تهمس بإمتعاضٍ:
-أنا مبحبش الكلام اللي مش مفهوم.
تنفس بعمقٍ قبل أن يرد عليه بنبرة رقيقة جعلتها تطمئن له:
-طب ممكن تقعدي عشان أفهمك كل حاجة.
ألقت عليه نظرة سريعة قبل أن تجلس علي كرسيها مجددًا قائلة بفضولٍ لم تستطع إخفاءه:
-إتفضل فهمني.
نظر لها بهيامٍ لم تفهمه قبل أن يرد عليها و علي وجهه تلك الإبتسامة الواسعة، بينما هي تستمع لما يقوله بعدم فهم:
-مش عارف إذا كان اللي هقوله دة هتتقبليه ولا لا بس أنا إستنيت كتير أوي و مش هقدر أستني أكتر من كدة.
نظر في عينيها مباشرةً قبل أن يكمل بنبرته الهائمة:
-أنا بحبك.
إتسعت حدقتاها بصدمة لتحاول وقتها إستيعاب ما قاله ذلك الأحمق، أي حب ذلك!؟....من أين يعرفها ذلك الشخص من الأساس!؟...كان سؤالها واضح من أين يعرفها، لم تسأله هي عن مشاعره الغير مفهومة تجاهها و مع ذلك تابعته مجددًا و هو يهتف بتوترٍ ملحوظٍ:
-أ...أنا أول مرة شوفتك فيها كان من يجي خمس شهور، ك...كنتي وقتها واقفة في الصيدلية بتاعتك و أنا جيت و إشتريت من عندك أدوية و طول الخمس شهور دول كنت بجيلك كتير الصيدلية أشتري أدوية لأمي و فيهم حبيتك، ع...عارف كلامي ملغبط و ممكن محدش يصدقه و لكن أنا حبيتك فعلًا، حبيت طريقتك في الكلام...إبتسامتك، كل حاجة بتعمليها أنا كنت بعشقها، أنا حتي كنت س..ساعات براقبك و أعرف إنتِ رايحة فين و خارجة فين عشان أشوفك أكتر، و بصراحة كدة إنهاردة أنا قررت إني أصارحك بكل دة.
ظلت ترمقه بتمعن و هي تعقد حاجبيها بذهولٍ فهي لا تتذكره أبدًا، لعقت شفتيها قبل أن تهتف بثباتٍ:
-و المطلوب مني إية؟
رد عليها ببساطة و هو يهز كتفيه:
-فرصة لينا إحنا الإتنين، يعني نتعرف علي بعض و يا قبلتي حُبي يا مقبلتوش.
إبتسمت له بسخافة قبل أن ترد عليه بعجرفة:
-أسفة مبديش حد فُرص، إنتَ لا خطيبي ولا جوزي عشان تقولي أحبك ولا محبكش.
إبتسم لها هو الأخر بثقة قبل أن يهمس بهدوء:
-بسيطة جدًا، تحبي أجي أقابل والدتك إمتي؟
جحظت عيناها بإرتباكٍ عندما وجدت تلك الجدية في نبرته، فإزدردت ريقها بصعوبة و هي تسب صديقتها في نفسها بسبابٍ لاذعٍ فهي من تركتها لتواجه تلك المصيبة التي حلت علي رأسها، لذا و بعد عدة دقائق من الصمت صاحت هي لتوبخه:
-تيجي تقابل مين يا مجنون إنتَ!؟...هو أنا كنت أعرفك ولا إنتَ كنت تعرفني!
عقد حاجبيه قبل أن يتسائل بإستغرابٍ:
-مش إنتِ اللي قولتي إنك مش هتدينا فرصة نتعرف علي بعض غير لما أكون خطيبك أو جوزك خلاص أنا هاجي أخطبك في أقرب وقت مافيش مشكلة.
تلاحقت أنفاسها و هي لا تستطيع السيطرة علي أعصابها لذا صاحت بعدها بغطرسة:
-تخطب مين يالا إنتَ هو أنا كنت أعرف عنك حاجة!؟
نظر لها ببعض من الضيق قبل أن يهتف بهدوء:
-أنا "تميم الحديدي" عندي تسعة و عشرين سنة، شغال دكتور جراحة، والدي متوفي و والدتي عايشة ربنا يديها الصحة و عندي أخت...بس كدة ها تحبي أجي أقابل والدتك إمتي؟
ضربت بكفها علي جبينها و هي ترمقه بقلة حيلة فهي و من الواضح لن تستطيع الهروب منه أبدًا..و لكنها إبتسمت عندما مر ببالها إنها تستطيع رفضه عندما يأتي لوالدتها كما قال.
____________________________________________
بعد مرور أسبوع.
-بقي في بنت جايلها عريس كمان شوية تبقي بالمنظر دة!
قالتها "سندس" بإمتعاضٍ و هي تتفحص هيئة إبنتها المزرية فقد كانت خصلاتها مشعثة بالإضافة إلي وجهها الخالي من مستحضرات التجميل، فقد كان باهت بعض الشئ و يملؤه تلك الحبوب، و ملابسها التي كانت غير مهندمة فهي كانت ترتدي قميص أبيض واسع عليها ليكن منظره غير لطيف و بنطال أسود قماشي عجيب، فردت وقتها "سيليا" بعدم إهتمام و هي ترتشف عدة رشفات من فنجان قهوتها:
-فكك بقي يا "سوسو" أنا كدة كدة هرفض العريس دة.
جزت "سندس" علي أسنانها بعصبية لتحاول السيطرة علي غضبها صائحة بنفاذ صبر:
-ترفضيه إزاي يعني!؟
هزت "سيليا" كتفيها ببساطة و هي تجيبها قائلة:
-هناخد منه الشيكولاتة اللي هو جايبها و هنقوله مع السلامة معروفة.
كادت "سندس" أن ترد عليها بإهتياجها المرعب و لكنها توقفت عندما إستمعت لتلك الطرقات علي الباب فخرجت من الغرفة سريعًا و هي تهتف بتحذيرٍ:
-لو خرجتي بالمنظر دة ليلتك هتبقي سودة.
زفرت "سيليا" بضيقٍ لترمي هاتفها علي الفراش بعدم إهتمام لتصيح بوجه عابس:
-أنا كان إية خلاني أخرج من البيت يومها أنا.
__________________________________________
-إتفضلوا، إتفضلوا نورتونا.
قالتها "سندس" بإبتسامتها الواسعة و هي تمد يدها للداخل و قد كان بجانبها إبنها "يحيي" ليرحب بهم هو الأخر، فدلف وقتها "تميم" و معه والدته و شقيقته و قد كان بين يديه تلك الزهور اللطيفة و حقيبة قماشية بها علبة من الشيكولاتة الفاخرة.
دلفوا لغرفة الصالون ليجلسوا علي الأريكة ثم أخذوا يتحدثوا حول أمر خطبة "تميم" من "سيليا"، بينما هي كانت تستمع لما يقولوه من خلف باب الغرفة لتلاحظ وقتها نبرة والدتها التي كانت ترحب ب "تميم" و بكل سعادة فقررت هي وقتها التدخل، و بالفعل دلفت للمكان فجأة بعدما أخذت تلك الصينية التي كان عليها المشروبات من علي الطاولة، و ما إن دلفت هتفت هي بنبرة غليظة دلت علي عدم تقبلها لوجودهم:
-أهلًا.
وضعت "سيليا" الصينية ببعض من العنف علي تلك الطاولة فأصدرت وقتها هي ذلك الصوت المزعج، و قد كانت والدتها تنظر لها بتوعدٍ خفي، بينما "تميم" ينظر لها بثقة عجيبة، أما شقيقها "يحيي" كان ينظر لها بدهشة فهو لا يفهم سبب تصرفاتها تلك ولا حتي سبب منظرها المرعب الذي خرجت به من غرفتها!
جلست "سيليا" علي أحدي الكراسي بجانب والدة "تميم" التي هتفت بتساؤلٍ و هي ترمقها بتوترٍ واضحٍ مما جعل الغضب يسيطر علي "سندس":
-أمال فين العروسة مش هنشوفها ولا إية!؟
إزدردت "سندس" ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بإرتباكٍ:
-ما هي جمبك أهي.
تأكدت وقتها والدة "تميم" من شكوكها فنظرت لإبنها بصدمة فرمقها هو بنظرات فهمت مغزاها، لذا عادت بنظراتها ل "سيليا" التي ترمقها بإستفزازٍ لتهتف هي بإبتسامة واسعة أخفت بها إشمئزازها من هيئتها:
-زي القمر.
و بتلك اللحظة ظهر صوته هو هاتفًا بجدية أصابتها بالتوتر فمن الواضح إن خطتها تلك فشلت و لم تنجح:
-ياريت يا جماعة تسيبونا لوحدنا شوية.
نهض الجميع بالفعل ليخرجوا من المكان، بينما هو ينهض ليجلس علي الكرسي الذي كان بجانبها ثم إلتفت للخلف ليراقب أخر شخص يخرج من المكان بعينين حادتين لا تبشرا بالخير، و فجأة إختفت تلك النظرات القاتمة من عينيه، لتهدأ قليلًا تلك النيران المشتعلة بصدره لتحرق روحه، ثم إلتفت لها و علي وجهها تلك الإبتسامة اللطيفة التي أخفي بها توعده و كرهه لها ليهتف هو وقتها بنبرته الرقيقة:
-زي القمر حتي و إنتِ متبهدلة كدة!
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل الثالث )
-نورتونا يا جماعة.
قالتها "سندس" ببشاشة و هي تنظر لإبنتها شزرًا لتودعهم بإبتسامتها الخفيفة تلك و أنظارها متعلقة ب "سيليا".
غادروا المكان لتذهب "سيليا" لغرفتها و هي تسب كل شئ بسبابها اللاذع و بعد عدة لحظات دلفت والدتها للغرفة قائلة بحدة:
-إية اللي عملتيه دة!؟..إنتِ إتجننتي.
إلتقطت هاتفها لتتفحصه قائلة بصرامة:
-أيًا كان أنا كدة كدة هرفضه.
نظرت لها والدتها بتأففٍ و كادت أن تصرخ بوجهها و لكنها إقتربت منها لتجلس بجانبها قائلة بلطفٍ بعدما إرتسم علي ثغرها تلك الإبتسامة الرقيقة:
-يابنتي إديله حتي فرصة، إنتِ مبقتيش صغيرة يا "سيليا" إنتِ عندك ستة و عشرين سنة و اللي قدك يابنتي متجوزين و عندهم...
قاطعها وقتها "سيليا" بعجرفة و هي ترمقها بضيقٍ:
-عندهم عيال في المدارس، خلاص حفظت الكلام دة كله.
زفرت والدتها بقلة حيلة و هي ترمقها بغضبٍ مكتومٍ فلاحظت "سيليا" عصبيتها التي سيطرت عليها فلعقت هي شفتيها قبل أن تهمس بإرتباكٍ:
-بس..ممكن أديله فرصة فعلًا زي ما قولتي.
إبتسمت "سندس" بسعادة لتحتضن وقتها إبنتها بسرورٍ قائلة بفرحٍ:
-حبيبة قلب ماما.
لفت "سيليا" ذراعيها حول كتفي والدتها و هي تحرك بؤبؤي عينيها بحيرة لا تعرف أهل تعطيه فرصة بالفعل كما قالت أم تستسلم لرغبتها الغير مفهومة التي تحثها علي الإنسحاب و عدم المخاطرة في ذلك الأمر!؟
__________________________________________
-"تميم" اللي بتعمله دة ممكن يأذيك.
قالتها "بيسان" بحذرٍ و هي تتابع تعابير وجهه المنمكشة بقتامة و فجأة إنتفض هو صارخًا بإنفعالٍ و عينيه تجحظ بصورة واضحة:
-الهانم عايشة سعيدة و مبسوطة عادي جدًا ولا أكنها قاتلة واحد و سارقاه.
كور قبضته بعنفٍ قبل أن يهتف بصرامة لا تتحمل النقاش، و قد أصبحت عيناه مظلمة بصورة تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة:
-سيبيني لوحدي يا ماما.
إقتربت "بيسان" منه لتربت علي ظهره قائلة بحنوٍ و هي تحاول تفحص تعابير وجهه التي دلت علي وجوده بحافة الإنهيار:
-يا بني إنتَ مشوفتش غير كاميرات المراقبة اللي كانت في الباب الخلفي اللي كانت هي بتجري منه يعني إنتَ متعرفش الحقيقة بردو، يمكن هي تكون خرجت من البيت دة قبل ما "إياد" يروح، و يكون اللي سرقه و قتله حد تاني خرج من الباب الأمامي و دخل منه اللي الكاميرات فيه كانت بايظة أساسًا.
رمقها بضيقٍ قبل أن يصيح بنزقٍ و جسده يهتز من فرط الغضب:
-إنتِ بتدافعي عنها لية!؟...كأن اللي مات دة مش إبن أختك مثلًا.
تنهدت "بيسان" قبل أن تجيبه بنفاذ صبر:
-يابني بدافع عنها عشان إحنا مشوفناش كل حاجة، إنتَ شوفتها و هي بتخرج من البيت و بس و...
قاطعها هو بنبرته الصارمة ليرمقها وقتها بنظراتٍ حارقة مهتاجة:
-محدش دخل البيت و محدش قتل و سرق "إياد" غيرها.
جزت "بيسان" علي أسنانها لتصرخ وقتها بعصبية و قد إحتقن وجهها بالدماء:
-وطي صوتك و إنتَ بتكلمني، إنتَ نسيت إن أنا أمك.
زفر بندمٍ ثم رمقها بأسفٍ قبل أن يهتف ب:
-ماما أنا مكنتش أقصد بس إنتِ عارفة أنا كنت بحب "إياد" إزاي، دة كان أخويا و أكتر كمان و إنتِ عارفة دة.
هزت رأسها بيأسٍ قبل أن تخرج من الغرفة قائلة بعبوسٍ:
-إعمل اللي إنتَ عايزه.
خرجت من غرفة المكتب لتجد إبنتها أمامها مباشرةً و علي وجهها علامات الصدمة، لذا قبضت هي علي ذراعها لتسحبها خلفها لمكان بعيد بعض الشئ عن غرفة المكتب لتهتف وقتها بنبرة حادة:
-"رحيق" إنتِ كنتي بتعملي إية هناك.
صاحت وقتها "رحيق" بإرتباكٍ و هي ترمق والدتها بعينين دامعتين:
-ماما فهميني كل حاجة، مين اللي قتلت "إياد" يا ماما رُدي عليا.
رمقتها والدتها بقلة حيلة و هي تشعر بالتردد في إخبارها، ف "إياد" كان بمثابة عشق الطفولة لها، لتتذكر وقتها "بيسان" حالة الإكتئاب و الإنهيار التي أصابت إبنتها عندما علمت بخبر وفاته، و بعد عدة لحظات خرجت من شرودها علي صياح إبنتها ب:
-ماما رُدي عليا و عرفيني.
فركت "بيسان" كفيها بتوترٍ قبل أن تهمس بنبرة شبه خافتة:
-"سيليا"..البنت اللي هنخطبها ل "تميم".
إتسعت حدقتاها لتصيح بتهكمٍ مريرٍ و عبراتها الحارة تتهاوي علي وجنتيها لتلهبهما:
-و هو ملقاش غير اللي قتلت إبن خالته عشان يتجوزها!
جففت "بيسان" عبرات إبنتها قبل أن تهمس بنفي:
-لا...الموضوع مش زي ما إنتِ فاهمة.
ظلت تقهقه بسخرية قبل تصيح بألمٍ لتنهمر عبراتها مجددًا:
-لا الموضوع واضح يا ماما، الموضوع هو إن أخويا ملقاش غير البنت اللي حرقت قلبي علي "إياد" عشان يتجوزها.
-مش زي ما إنتِ فاهمة يا "رحيق"، أنا مش هتجوز البنت دي عشان بحبها زي ما إنتِ فاكرة.
إستدارت لتقف قبالته لتراقبه و عينيها يلتمع بهما وميض مخيف، ثم صاحت بإستفهامٍ:
-هتاخد حق "إياد"؟
أومأ لها عدة مرات قبل أن يسحبها تجاهه ليضمها لصدره و هو يربت علي ظهرها بحنان، بينما "بيسان" تشعر بالضيق أثرًا لما يحدث فهي لن تستطيع إيقاف أي شئ بعدما علمت إبنتها برغبة شقيقها في الإنتقام من "سيليا".
____________________________________________
بعد مرور أسبوع.
-مش مفتوح شوية الفستان دة!؟
قالها "تميم" بعبوسٍ عندما رأها تخرج من صالون التجميل بذلك الفستان الوردي القصير حد الركبة بالإضافة إلي كونه بدون أكمام و بفتحة صدر كبيرة، فلوت هي شفتيها قائلة بفظاظة:
-لا مش مفتوح.
إكفهرت تعابير وجهه فشعرت هي ببعض من التوتر، ثم وجدته يفتح لها باب السيارة الخلفي قائلًا بقتامة:
-إركبي.
صعدت السيارة و هي تتابع تعابير وجهه المتجهمة بإرتباكٍ، ثم وجدته يصعد السيارة هو الأخر ليجلس بجانبها فلم تشعر هي بإنطلاق السيارة بسبب مراقبتها و تفحصها لتعابير وجهها التي لا تبشر بالخير، فتنحنت هي بترددٍ قبل أن تهتف بنبرة منخفضة:
-علي فكرة الفستان دة ماما إختارته معايا.
أومأ لها بصمتٍ قبل أن يهتف بإقتضابٍ:
-كويس.
زفرت بنفاذ صبر قبل أن تصرخ بإهتياجٍ مما لفت نظر السائق لينظر لهما من خلال إنعكاس صورتهما بالمرآة:
-إنتَ عايز تبوظ اليوم يعني!
جحظت عيناه بتلك الصورة المخيفة ليحذرها قائلًا بإنفعالٍ لم يستطع السيطرة عليه:
-وطي صوتك.
رمقته بتأففٍ قبل أن تتابع الطريق بعينيها، ثم إلتفتت للخلف لتجد سيارة شقيقها التي كانت بها والدتها، فنظرت لوالدتها بضيقٍ من خلال زجاج السيارة الشفاف فنظرت لها "سندس" بعدم فهم فزفرت هي بغضبٍ و هي تعود لمتابعة الطريق و علي وجهها علامات الضيق الواضحة!
____________________________________________
مر اليوم و الإحتفال بخطبتهما سريعًا و كل ذلك وسط ملاحظة الناس لوجوهما المكفهرة التي تدل علي وجود مشكلة ما!
-إية دة البيت هناك إنتَ عديته أقف.
قالتها "سيليا" بتعجبٍ بعدما إنطلق هو بسيارته و لم ينتظر أمام بيتها فرد هو عليها برقة زائفة:
-هنروح أي مكان نقعد فيه.
إزدردت ريقها قبل أن تهمس بترددٍ:
-بس أنا مقولتش لماما!
رد هو عليها بإقتضابٍ و هو يدخل لذلك الشارع:
-أنا قولتلها.
هتفت هي وقتها بدهشة و هي تتفحص حالته العجيبة تلك بعينيها:
-بس هي مقالتليش و...
إبتلعت بقية كلماتها عندما لاحظت وجودها بذلك الشارع، نعم هو نفس الشارع المهجور الذي قتلت فيه ذلك الأحمق الذي كان يحاول الإعتداء عليها فهمست هي وقتها بنبرة ضعيفة و قد إرتجف جسدها من فرط الخوف الذي راودها عندما تذكرت تفاصيل تلك الليلة الشنيعة التي مرت عليها كالأعوام:
-إحنا إية جابنا هنا!؟
رد عليها بقتامة و هو ينظر في عينيها مباشرةً لتلاحظ هي عينيه التي أظلمت بتلك الصورة المرعبة فإزدردت ريقها بصعوبة لترمقه بعدم فهم:
-الدنيا زحمة هنمشي من الشارع دة أفضل.
أومأت له و هي تحاول التظاهر بالهدوء و لكنها فقدت أعصابها صارخة خاصة عندما مر هو أمام ذلك البيت:
-أرجوك أخرج من هنا بسرعة.
إنطلق بسيارته سريعًا ليخرج من الشارع بالفعل و هو يتسائل بصدمة مصطنعة:
-مالك يا حبيبتي حصلك إية!؟
تلاحقت أنفاسها بعنفٍ بعدما خرج هو من ذلك الشارع لتضع وقتها كفها الصغير علي موضع قلبها قائلة بنبرة مرتعشة:
-ب...بخاف من الأماكن الضلمة.
إزدردت ريقها بصعوبة مجددًا قبل أن تهمس بتوسلٍ و هي تمرر كلا كفيها علي وجهها:
-ممكن تروحني، أنا تعبانة جدًا.
ألقي عليها نظرة سريعة ليهمس بنفسه و هو يرمقها بتهكمٍ واضحٍ لم تلاحظه هي بسبب رأسها التي أطرقتها لتخفي عبراتها التي إلتمعت بعينيها:
-شاطرة أوي في التمثيل يا "سيليا".
إنطلق بالسيارة ليبتعد عن ذلك الشارع عائدًا ببيتها و بعدما وصل هو هتف بلطفٍ حتي لا يخرب كل شئ بفعلته:
-"سيليا" حبيبتي أنا مكنتش أعرف إنك بتخافي من الأماكن الضلمة، مكنتش أقصد صدقيني أخوفك.
أومأت له عدة مرات لترد عليه بنبرة مبحوحة فرأي هو وقتها عينيها التي مالت للحمرة بسبب بكائها الذي كتمت هي صوته خلال تلك الفترة القصيرة:
-حصل خير.
كادت أن تخرج من السيارة و لكنه قبض علي كفها ليقبله برقة قائلًا بصوتٍ أجش:
-زعلانة مني؟
نظرت لكفها التي كان بين قبضته بحرجٍ ثم هزت رأسها نافية فإقترب هو بتلك اللحظة ليقبل وجنتها فإبتعدت هي سريعًا، و قد أصاب وجنتيها حمرة الخجل لتخرج وقتها من السيارة سريعًا راكضة لبيتها و هي تفر هاربة من عينيه التي تتابعها بلا توقف، بينما هو تختفي إبتسامته المصطنعة لتظهر علامات وجهه الغاضبة و هو يكور قبضته بعنفٍ قائلًا:
-مش هسيب حقك يا "إياد".
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل الرابع)
بعد مرور أسبوع.
-"تميم" متهزرش إنتَ لسة زعلان مني!؟
قالتها "سيليا" و هي تقترب منه علي تلك الأريكة فإبتعد هو متجاهلًا إياها و هو يتابع هاتفه بإهتمامٍ فزفرت هي بحنقٍ قبل أن تصيح بغيظٍ:
-ما خلاص بقي قولتلك كان صاحبي من أيام الجامعة فيها إية يعني لما يقف يهزر معايا.
نظر لها بإنفعالٍ قبل أن يرد عليها صارخًا بغيرة زائفة:
-لو سمعت منك كلمة صاحبي دي تاني هعمل فيكي زي ما عملت فيه.
جزت علي أسنانها قبل أن تصيح بنزقٍ و هي ترمقه بنظراتها الحادة:
-كويس إنك فكرتني عشان كنت هنسي، إنتَ إزاي تمد إيدك عليه و تبهدله بالشكل دة!؟
كور قبضته بتأففٍ قبل أن يهمس من بين أسنانه المطبقة بنبرة تشبه فحيح الأفعي:
-"سيليا" لو مقومتيش من جمبي دلوقت حالًا هرميكي من الشباك.
لوت كلا شفتيها قبل أن تصرخ غاضبة و هي ترمقه بعبوسٍ أصبح واضحًا علي تعابير وجهها التي إكفهرت:
-لا بقولك إية أنا اللي المفروض أكون زعلانة أساسًا.
أومأ لها ببرودٍ قبل أن يرد عليها بجمودٍ أثار حفيظتها:
-طب إزعلي.
دلفت بتلك اللحظة "رحيق" و هي ترمقهما بقلقٍ، لذا هتفت بعدها بلطفٍ مصطنعٍ:
-إية يا جماعة إنتوا لسة متخانقين!؟
هبت "سيليا" واقفة قبل أن تصرخ بنبرتها المهتاجة و هي ترمقه بنفورٍ لم يكترث هو له:
-أخوكي دة هيجنني يا "رحيق".
ثم خرجت من الغرفة بخطواتها الراكضة فوبخت وقتها "رحيق" شقيقها قائلة:
-و لما الهانم تغضب و تفركش معاك الخطوبة ساعتها هنعمل إية!؟
نهض من علي الأريكة ليطمأنها قائلًا:
-"رحيق" يا حبيبتي أنا عارف أنا بعمل إية كويس.
إزدردت ريقها قبل أن تقترب منه هامسة بنبرة مرتجفة و عينيها تلتمع بهما الدموع ليشعر هو بالمسئولية تجاه ما تقوله:
-"تميم" أنا مش ههدي غير لما تاخد حق "إياد" من الزفتة دي، سامعني؟
تنهد قبل أن يومئ لها قائلًا بقتامة:
-ولا أنا ههدي غير لما إنتقم منها.
كاد أن يتابع حديثه و لكنه توقف عندما إستمع لصوت صراخها من الخارج فخرج هو مع شقيقته بخطواتهما السريعة ليجداها توبخ ذلك الرجل قائلًا:
-إنتَ مجنون ولا شكلك كدة متعرفش أنا مين!؟
صاح هو بنبرته الجليدية ليتفحص ذلك البغيض بعينيه:
-في إية!؟
نظرت له "سيليا" مطولًا قبل أن تصيح بوجه عابس كما خرجت من الغرفة:
-البيه بيعاكسني.
لاحظت "رحيق" حدة الموقف التي كانت ستتفاقم بصورة غير مرغوب فيها، لذا تدخلت هي وقتها قائلة بنبرة رقيقة و هي تسحب ذلك الرجل خلفها:
-"بلال" أكيد ميقصدش يا "سيليا"...هو بس هزاره تقيل حبتين.
نظرت لهم "سيليا" بإشمئزازٍ قبل أن تخرج من المكان بأكمله، أما "تميم" فقد كان يرمق "بلال" بنظراته الحارقة المرعبة قبل أن يصيح بنبرة تحمل التهديد الصريح بين طياتها:
-أنا كنت بستحملك عشان "إياد" لكن بعد كدة أنا مش هصبر، ياريت تعتبر دة أخر تهديد.
غادر هو الأخر المكان فزفر "بلال" بغيظٍ و هو ينظر لأثره بحقدٍ قبل أن يهمس بأسي مزيفٍ ليستعطف "رحيق" و ليستغل ذلك الموقف لصالحه:
-"إياد" الله يرحمه لو كان عايش مكانش سمح لأخوكي يهيني بالشكل دة.
تنهدت "رحيق" بعمقٍ و هي ترمقه بشفقة خفية، لذا إقتربت منه لتربت علي ظهره بحنوِ قائلة بنبرتها اللطيفة:
-"بلال" إحنا الفترة دي كلنا علي أخرنا ف معلش أي عصبية من "تميم" ياريت تستحملها.
عقد حاجبيه بعدم فهم فعضت هي علي شفتيها بترددٍ و لكنها أخذت القرار سريعًا لتخبره قائلة:
-إحنا عرفنا مين اللي قتل "إياد".
تفحصها تلك المرة بنظراته الجادة قبل أن يتسائل بترقبٍ:
-مين؟
ردت هي عليه بنبرة قاتمة إعتادت علي وجودها كلما تتذكر ذلك الإنتقام:
-"سيليا" خطيبة "تميم".
إرتسم علي وجهه علامات الصدمة المصطنعة ثم رمقها بذهولٍ زائفٍ قبل أن يهتف بعدم تصديقٍ مزيفٍ:
-معقول هي تعمل حاجة زي كدة!؟
أومأت له بألمٍ و هي تزدرد ريقها بصعوبة بالغة هامسة ب:
-أيوة عملت كدة، كاميرات المراقبة قالت كدة.
و بتلك اللحظة إستمعت "رحيق" لصوت والدتها و هي تصيح بأسمها فتنحنحت بحرجٍ قائلة:
-أنا هروح أشوف ماما، البيت بيتك.
صعدت الدرج لتتركه، بينما هو يقهقه بنبرة عالية حاول السيطرة عليها ليهمس بتساؤلٍ و هو يضرب كفًا علي كفٍ:
-هموت و أعرف يا "إياد" إنتَ كنت مديهم فكرة إنك ملاك كدة إزاي!
____________________________________________
بعد مرور عدة أيام.
-بقي أنا يقعد ميكلمنيش يجي خمس أيام و يجي و بعد دة كلوا يقولي معلش أصلي كنت مخنوق!...دة أنا اللي هخنقه.
قالتها "سيليا" بإهتياجٍ بعدما هبت واقفة لتعقد ساعديها أمام صدرها و هي ترمق والدتها بإحتجاجٍ، فردت وقتها "سندس" بضيقٍ:
-يابنتي أي إتنين مخطوبين بيحصل بينهم مشاكل، و بعدين الراجل كلمني و فهمني كل حاجة و بصراحة كدة إنتِ غلطانة.
رفعت حاجبها بغيظٍ عندما إستطاعت إستيعاب ذلك الأمر، "تميم" يؤثر علي والدتها لتكن ضدها، لذا و بعد صمت دام لعدة دقائق صاحت هي بغضبٍ:
-أيًا كان غلطانة أو لا بردو هو ملوش الحق بإنه يعاملني بالطريقة و بردو مينفعش يقعد طول الأيام دي ميكلمنيش و يجي في الأخر يقولي معلش.
هبت "سندس" هي الأخري واقفة لتهتف بلا إهتمام بعدما أصابها اليأس من تلك الحمقاء، ثم خرجت من الغرفة:
-أنا تعبت منك، هو كدة كدة برا و أول ما أخرج من هنا هو هيدخلك.
جحظت عيناها لتصيح بتوترٍ:
-ماما لا متخرجيش لا، يا ماما.
و خلال لحظات وجدته يدلف للغرفة و بين يديه تلك الشيكولاتة التي تحبها و مع ذلك لم تستطع هي مقاومة تلك الرغبة التي تحثها علي المشاجرة معه لتجعل الأجواء كئيبة، لذا صرخت هي بإنفعالٍ و هي تقترب منه بخطواتٍ سريعة:
-إنتَ بتصالحني بالأكل إنتَ فاكرني فيل!
إزدرد ريقه بإرتباكٍ مصطنعٍ قبل أن يهتف ببرائة زائفة أخفي بها ملله مما يحدث فهو يفعل كل ذلك حتي لا تُخرب خطته:
-مامتك قالتلي إنك مبتحبيش غيره!
رمقته بتأففٍ قبل أن تصيح بإمتعاضٍ:
-ريح دماغك عشان أنا خلاص مش هرجعلك أنا قررت أساسًا نسيب بعض.
ترك الشيكولاتة علي تلك الطاولة قبل أن يباغتها بإقترابه منها قبل أن يهمس بإبتسامته اللطيفة المزيفة التي يخفي بها نواياه الخبيثة و المرعبة:
-نسيب بعض!...طب و ضحكتك و إبتسامتك و روحك الحلوة و شكلك اللي زي القمر أنسي دة كلوا إزاي!؟
لن تنكر تأثرها بما قاله لتتغير رغبتها السابقة في المشاجرة معه الي أخري لتبتسم بخجلٍ و لكنها تراجعت لتصيح بنزقٍ:
-هو إنتَ فاكر إنك هتضحك عليا بالكلمتين دول.
تنهد بع قبل أن يتسائل بحيرة:
-طب عايزاني أعملك إية عشان تبقي مش زعلانة مني؟
نظرت في عينيه مباشرةً قبل أن تهتف بجدية:
-اللي عملته دة ميتكررش عشان الأسلوب دة مش هينفع معايا.
تفحصها بعينيه الحادتين و هو يرفض بداخله لهجتها الهجومية تلك و مع ذلك إبتسم هو ليلتقط كفها قبل أن يقبله برقة قائلًا:
-صدقيني مش هيحصل تاني.
سحبت كفها بحرجٍ قبل أن تبتسم تلقائيًا و هي تتجه لتلك الطاولة حتي تلتقط منها الشيكولاتة و قبل أن تتحدث قاطعها هو قائلًا:
-كفاية كلام و يلا بينا نخرج سوا، وحشني هزارنا و خروجنا.
أومأت له و هي تقضم قطعة كبيرة من الشيكولاتة و علي وجهها تلك الإبتسامة الواسعة التي تدل علي سرورها بينما هو يبتسم بصورة ظنتها سعيدة و لكنها كانت ماكرة و لئيمة تفخر بنجاحها في إنقاذ خطته التي ظل يخطط لها لمدة عام!
____________________________________________
بعد مرور ستة أشهر.
مرت الأيام لتعشقه!...نعم عشقته خلال تلك الفترة غافلة عن خداعه لها، نعم أصبح قريب منها لتصبح غير قادرة علي التخلي عنه، نعم نجح ذلك الشيطان الخبيث في خطته، نعم أصبح هو بمثابة حياتها و روحها ليحتل كل شئ يخصها قلبها، عقلها، يومها و مع الأسف كانت "سيليا" ضحية خطة ذلك الأحمق، و بالرغم من ذكائها و دهائها إلا إنها لم تلاحظ أي شئ مثير للريبة و لم تشك حتي بأي شئ، هي فقط عشقت، و أكثر المخدوعين هم العاشقون.
____________________________________________
-قلبي مش مطمن يا ماما!
قالتها "سيليا" و هي تضع كفها علي موضع قلبها لتتابع بعدم فهم:
-مش عارفة لية حاسة إن في حاجة هتحصل.
إقتربت منها "سندس" لتمسح بيدها علي شعرها بهدوء قبل أن ترد عليها بنبرة لطيفة بثت الأمان لقلبها لتجعلها تطمئن بعض الشئ:
-يمكن بس عشان متوترة مش أكتر.
عقدت "سيليا" حاجبيها بحيرة قبل أن تهمس بتساؤلٍ:
-تفتكري!؟
إبتسمت "سندس" لتصيح ببشاشة و تضم إبنتها لصدرها لتنظر لملامح وجهها من خلال إنعكاس صورتها بالمرآة:
-"سيليا" يا حبيبتي إنهاردة يوم فرحك بلاش تبوظي كل حاجة بالقلق.
نهضت "سيليا" من علي كرسيها بعدما إبتعدت عن والدتها ثم نظرت في عينيها مباشرةً قبل أن تهتف بتأففٍ:
-خلاص يا ماما يلا بينا عشان ننزل بدل ما نتأخر.
أومأت "سندس" عدة مرات قبل أن تلقي نظرة سريعة علي فستان إبنتها الأبيض، فقد كان مبهج و ذو تصميم رائع و محتشم، ثم أطلقت الزغاريد العالية فرحًا بإبنتها و فلذة كبدها.
بينما "سيليا" تفتح باب الغرفة لتجد شقيقها "يحيي" أمامها مباشرةً و علي وجهه تلك الإبتسامة الواسعة و هو يهتف بغبطة:
-مبروك يا قلبي.
إحتضنت شقيقها لتهمس بنبرتها الرقيقة:
-الله يبارك فيك.
إبتعدت عنه قليلًا لتتنفس بعمقٍ و هي تحاول طرد القلق و الخوف من داخل قلبها، ثم سارت مع شقيقها و والدتها ليهبطوا الدرج ببطئ فرأته ينتظرها بالأسفل، بينما الناس تتابعها بنظراتهم المطولة.
وصلت للأسفل لتضع كفها بين قبضته، ثم وقفت بجانبه بعدما إبتعدت عن شقيقها فسألها هو بنبرة لم يسمعها سواها:
-لية خايفة!؟
عقدت حاجبيها بذهولٍ قبل أن تهمس بنبرة خافتة:
-خايفة!..فين دة؟
سحبها معه ليرقصا سويًا وسط تصفيق و تهنئة الجميع، ثم هتف بنبرة عالية لم يسمعها سواها أيضًا بسبب صوت تلك الموسيقي التي أخفت صوته:
-"سيليا" أنا حاسس بيكي، وشك بيقول إنك خايفة و متوترة.
تنهدت بإرتباكٍ قبل أن تجيبه بقلة حيلة و علامات الذعر تظهر علي وجهها بوضوحٍ:
-مش هعرف أكدب عليك أنا فعلًا مش مطمنة و خايفة.
عقد حاجبيه بعبوسٍ مصطنعٍ قبل أن يهتف بأسي زائفٍ:
-مش مطمنة و أنا موجود!
كادت أن ترد عليه و لكنه قاطعها بنبرته الصارمة التي لا تتحمل النقاش:
-ششش متسمحيش للتوتر يبوظ أحلى يوم في حياتك يا روحي.
سحبها أكثر ليضمها لصدره و هو يرقص معها علي تلك الموسيقي الرومانسية هامسًا بنبرة خافتة لم يسمعها أحد:
-قصدي أسود يوم في عمرك.
بقلم/رولا هاني.
.....................................................................
الفصل الخامس
-الفرح خلص بسرعة!
قالتها "سيليا" بإبتسامتها الواسعة بعدما تلاشي من داخلها شعور الرعب و الهلع، فرد هو عليها بعدما حملها بين ذراعيه بصورة مفاجأة ليصعد بها الدرج:
-إنتِ اللي محسيتيش بالوقت.
ثم تابع بهيامٍ زائفٍ و هو ينظر في عينيها مباشرةً:
-و أخيرًا بقيتي بين إيديا.
إبتسمت بخجلٍ قبل أن تخفي وجهها و هي تحتضنه لترد عليه بلا مقدمات:
-بحبك.
كان يكره تلك الكلمة و يكره قولها كذبًا و مع ذلك رد هو عليها بتأففٍ لم تلاحظه:
-و أنا كمان بحبك.
دلف لغرفته لينزلها علي الأرض فأخذت هي تتفحص غرفته بنظراتٍ سريعة قبل أن تهتف بحماسٍ:
-إنتَ تعرف إن دي أول مرة أدخل أوضتك.
إبتسم لها بمجاملة قبل أن يهتف ببعض من الحدة التي لم تفهم سببها:
-ثواني هروح أغير هدومي و أجيلك.
وجدته يدلف لغرفة الملابس فرفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة:
-يمكن يكون تعبان من كتر الرقص اللي رقصناه في الفرح.
تراجعت بخطواتها لترتمي علي الفراش و هي تتنهد براحة فوجودها معه كما تمنت أصبح لها راحة غير موصوفة.
إعتدلت في جلستها و هي تعود لتفحص الغرفة بتمعن و فجأة توقفت عيناها علي تلك الصورة الموضوعة علي الكومود لتجحظ بصدمة و هي تهب واقفة لتلتقط وقتها إطار الصورة و هي تشهق بعدم تصديق، ثم شددت قبضتها بعنفٍ علي إطار الصورة و هي تتذكر تلك الليلة التي كانت أسوء ليلة مرت عليها، تركت الصورة بمكانها و هي تتسائل عن سبب وجودها هنا!..ما سبب وجود صورة ذلك الأحمق بالمكان!؟..إزدردت ريقها بصعوبة و الصدمة مازالت تسيطر عليها، لذا قررت البحث عن "تميم" لتسأله عن تلك التفاصيل و هي تتمني أن يكن ما مر ببالها ما هو إلا مجرد توقع خائب، فإن كان ذلك الأحمق من أقاربهم أو من عائلتهم ستكون تلك بمثابة مصيبة حلت فوق رأسها، لذا و بعد عدة لحظات إستدارت لتشهق بذعرٍ عندما وجدته أمامها و ملامحه مظلمة بصورة لم تراها من قبل، حاولت تجاهل تصرفاته الغير مفهومة التي ظهرت ما إن دلفت معه للغرفة لتسأله بعدها بنبرة شبه مرتجفة:
-م...مين دة يا "تميم".
كانت عيناه القاتمة تتابعها بنظراتٍ مطولة جعلت التوجس يسيطر عليها لترمقه هي بوجلٍ قبل أن تكرر ما قالته بتلعثمٍ والذعر يظهر في عينيها:
-مين اللي...ا..ف...في الصورة دة ي..يا "تميم".
أجابها بنبرة غليظة و هو يتوعدها بنظراته التي لا تبشر بالخير:
-دة "إياد" إبن خالتي..الله يرحمه.
أومأت له عدة مرات لتحاول إخفاء حسرتها علي فرحتها التي ضاعت بتلك اللحظة، ثم أطرقت رأسها بعدما وجدت عينيه تتابع تعابير وجهها بتمعن لتهتف وقتها بنبرة ضعيفة و هي تتحرك من أمامه:
-معلش أنا رايحة الحمام.
كانت تقترب من المرحاض و فجأة توقفت شاهقة بهلعٍ عندما وجدته يهتف بنبرة مخيفة يسيطر عليها الغضب الجحيمي الذي لم يظهر إلا بتلك اللحظة:
-اللي إنتِ قتلتيه.
إستدارت للخلف و هي مصدومة، و قد فغر فمها لتجحظ عيناها بتوترٍ قبل أن تتسائل بترقبٍ و قد أصابتها حالة من الشلل التي جعلتها لا تستطيع التفكير :
-قولت إية!؟
وجدته يقترب منها ليهتف بنبرة تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة لتعلم وقتها إنها كانت ضحية خدعة إنطلت عليها بمنتهي السهولة فأصابها وقتها حالة من الإنفعال الهستيري لترمقه بنظراتها الحادة و هي تتمني أن يكن ذلك كابوس ستفيق منه بوقتٍ ما:
-"إياد" إبن خالتي اللي قتلتيه و سرقتيه.
-يعني إية!؟...يعني إنتَ إتجوزتني عشان تنتقم مني!؟
قالتها "سيليا" بإهتياجٍ بعدما جحظت عيناها بعدم تصديق لما إستمعته، الشخص الوحيد الذي عشقته كان يخطط طوال تلك الفترة للإنتقام منها و لتحطيم قلبها!
و بتلك اللحظة سيطرت عليها الصدمة أكثر خاصة عندما وجدته يقترب منها لتلفح أنفاسه الحارة وجهها و هو يهمس بنبرته التي أصبحت شيطانية لتصيبها بالذهول:
-أيوة إتجوزتك عشان أنتقم منك و أعيشك أسود أيام حياتك.
ثم تابع بنزقٍ و نبرته الحادة توضح غضبه الجحيمي الذي سيحرق كل ما يراه من فرط الإنفعال:
-أيوة أتجوزتك عشان أنتقم لإبن خالتي اللي قتلتيه عشان تسرقيه يا حرامية.
جزت علي أسنانها بعصبية شديدة و هي لا تستطيع تحمل إهانته تلك، لذا إتسعت حدقتاها بصورة مهتاجة قبل أن تصفعه بلا وعي و هي تصرخ بغضبٍ فرمقها هو بقتامة و كأنه ينوي قتلها و مع ذلك وقفت هي أمامه لتوضح له و بصورة صريحة مدي قوتها و قدرتها علي مواجهته!
قبض علي كلا ذراعيها ببعض من العنف ليصرخ بسخطٍ و قد برزت عروق نحره من فرط العصبية:
-أنا عمري في حياتي ما مديت إيدي علي واحدة ست بلاش تكوني إنتِ السبب في إن أعمل حاجة زي كدة.
نظرت له بإزدراء و هي تحاول سحب كلا ذراعيها صارخة بإحتقارٍ و نظراتها المشمئزة تتابعه بلا توقف:
-لا و إنتَ الحقيقة عندك أخلاق أوي!
تلاحقت أنفاسها بعدما نظرت مجددًا لإطار صورة إبن خالته لتهتف بعدها بنبرة مهينة جعلته يفقد أعصابه:
-هو دة اللي إنتَ زعلان عليه أوي، دة قذر ولا يستاهل.
ترك ذراعها الأيمن ليقبض علي فكها السفلي فمنعها من إكمال حديثها صارخًا بقسوة مخيفة لم تؤثر بها، فقد كان كل ما يسيطر علي تفكيرها الآن هو الإنتقام من ذلك الحقير الذي خدعها:
-هزعلك يا "سيليا" إحترمي نفسك و لمي لسانك.
ثنت ركبتها قبل أن تضربه بمعدته فإبتعد هو عنها ليتأوه بألمٍ ملحوظٍ، بينما هي تستغل الموقف لتلكمه بوجهه بصورة عنيفة صارخة بتحذيرٍ:
-إياك تفكر تقرب مني تاني بالشكل دة.
ثم تركته لتدلف للمرحاض قبل أن تغلق بابه لترتمي علي الأرضية الباردة و هي تزدرد ريقها بصعوبة، ثم همست بقهرٍ و هي تهز رأسها بأسي:
-لية كدة!؟
زفرت بإمتعاضٍ قبل أن تهمس بوجه مكفهر:
-لازم ألاقي حل للمصيبة دي.
____________________________________________
صباح يوم جديد
-إنتِ هتفضلي قاعدة في الحمام علطول ولا إية!؟
قالها "تميم" بنبرة عالية و هو يطرق علي الباب بعدة طرقات ذات صوت عال.
كانت هي نائمة علي الأرض بلا وعي بسبب شعور الأرهاق الذي أصابها بالأمس ففتحت هي عينيها تلقائيًا ما إن إستمعت لصوته، حاولت الإعتدال في جلستها و لكنها تأوهت بألمٍ ما إن حاولت تحريك كتفها الذي نامت عليه بصورة خاطئة، مررت كفها عليه لتدلكه ببطئ قبل أن تنهض من علي الأرضية، و فجأة تعالي صوت الطرقات مجددًا لتركل هي الباب بقدمها صارخة بغضبٍ:
-إسكت بقي.
نظرت لفستان زفافها بخيبة أمل قبل أن تخلعه من عليها لتنعم بعدها بحمام دافئ لتحاول و لو لعدة لحظات نسيان كل شئ.
____________________________________________
أشعل سيجارته قبل أن تتعلق أنظاره بباب المرحاض الذي كان مغلق و فجأة إنتفض هو واقفًا ما إن إستمع لصراخها ب:
-أنا هخرج دلوقت من الحمام لو لقيتك قصادي في الأوضة و رحمة أبويا لهقتلك.
إبتسم بتهكمٍ قبل أن ينهض من علي الفراش ليخرج من الغرفة بالفعل و هو يهمس بسخرية:
-القتل مش جديد عليكي.
هبط الدرج ليجد شقيقته تهاتف شخص ما بنبرتها الخافتة فسألها هو قائلًا:
-بتكلمي مين يا "رحيق".
إستدارت للخلف لتجده أمامها فإمتقع وجهها بصورة واضحة قبل أن ترد عليه بوجهها الشاحب:
-د..دة..دي ماما يا "تميم".
أومأ لها عدة مرات قبل أن يخرج من البيت، بينما هي تتنهد بإرتياحٍ بعدما تأكدت من عدم ملاحظته لحالتها الغير طبيعية!
أخرج هاتفه من جيبه بعدما خرج من البيت لحديقته ليجد وقتها والدته جالسة علي إحدي الكراسي و هي ترتشف عدة رشفات من كوب قهوتها فسألها هو بصدمة:
-ماما!...إنتِ هنا من إمتي!؟
ردت عليه "بيسان" بهدوء و هي تلتفت له:
-أنا هنا من الصبح يا حبيبي و مخرجتش.
جحظت عيناه بذهولٍ قبل أن يتمتم بإستفهامٍ و قد راوده الشك بلا رحمة:
-أمال هي كانت بتكلم مين!؟
____________________________________________
خرجت من المرحاض بعدما لفت منشفة ما علي جسدها و بعدما أخذت منشفة أخري لتضعها علي كتفيها العاريين و هي تتجه لغرفة الملابس.
لم تتفحص للملابس هي فقط إرتدت بيجامة سوداء بأكمام طويلة و ذات بنطال واسع و طويل، ثم خرجت من الغرفة بعدما رمت المنشفة علي الأريكة بإهمالٍ بعدما رمت الأخري علي الأرض، ثم أخذت تمشط شعرها ببطئ و فجأة نظرت لإطار صورة "إياد" التي كانت بجانبها فجزت هي علي أسنانها بعنفٍ قبل أن تلتقطها لترميها علي الأرض هاتفة بحنقٍ:
-بقي أنا حياتي تتدمر عشان واحد زيك يا ***.
زفرت بضيقٍ و هي تفرك كلا كفيها بتوترٍ لتحاول إيجاد حل مناسب لتلك المصيبة لتهمس بعدها بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي:
-لازم أخليه يطلقني، لازم.
و فجأة مرت ببالها تلك الفكرة لتبتسم بخبثٍ و تعابير وجهها الباهتة تتحول الي أخري حماسية و هي تهتف بمكرٍ و دهاء:
-أيوة كدة يا "سيليا" برافو عليكي هو دة الحل.
__________________________________________
خرجت من البيت و هي تضع هاتفها بحقيبتها و فجأة توقفت عن السير شاهقة بخفة بعدما وجدت أمامها والدتها و قد كان شقيقها واقفًا بجانبها فهتفت هي وقتها بإرتباكٍ و هي تحاول تجاهل نظرات شقيقها الغامضة التي لا تبشر بالخير:
-ماما إنتِ جيتي إمتي.
زفرت "بيسان" بغيظٍ قبل أن تصيح بدهشة:
-يا ولاد أنا مخرجتش إنهاردة أساسًا مالكوا في إية!؟
إزدردت ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بنبرة مرتجفة:
-مافيش حاجة، أ...أنا خارجة.
و قبل أن تتحرك لتخرج من البيت سألها هو بقتامة:
-رايحة فين؟
ردت عليه ببساطة مصطنعة و هي تتابع تعابير وجهه المرعبة بتوترٍ:
-هقابل واحدة صاحبتي.
أومأ لها عدة مرات فخرجت هي من البيت أسفل نظراته المخيفة، و بعدما توارت هي عن أنظاره أخرج هو هاتفه من جيبه ليهاتف شخص ما قائلًا:
-أيوة يا "برق"، إسمع اللي هقولك عليه و نفذه.
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل الخامس )
-رايحة فين!؟
قالها "تميم" بنبرته الغليظة و هو يرمقها بنظراته الشيطانية المتوعدة فردت هي عليه ببرودٍ و هي تضع هاتفها بحقيبتها:
-خارجة.
سألها بجمودٍ و هو ينظر في عينيها مباشرةً:
-خارجة فين؟
أجابته بفظاظة غير مكترثة ل "بيسان" التي كانت تتابع ما يحدث بصمتٍ:
-و إنتَ مالك؟
إقترب منها قبل أن يقبض علي ذراعها ببعض من العنف و هو يرمقها بتهديدٍ صريحٍ قائلًا بقتامة:
-إتكلمي عدل بدل ما أمسح بيكي الأرض.
جحظت عيناها بعصبية ما إن إستمعت لما قاله فنفضت هي ذراعها من بين يديه قبل أن تهتف بتحدٍ سافرٍ و هي تنظر له بتوعدٍ:
-طب ياريت توسع كدة لإن بردو هخرج و إلا هخليك تحصل إبن خالتك.
جز علي أسنانه بعصبية قبل أن يقبض علي ذراعها مجددًا ليسحبها وراءه، فإنساقت هي خلفه كالبهيمة و هي تسبه بسبابها اللاذع الذي جعله يستشيط غضبًا أكثر، فدفعها هو بعيدًا عنه فجأة بعنفٍ لتقع علي الأرض و هي تتأوه بألمٍ لتتابع بعدها سبابها المستفز، بينما هو ينظر حوله ليجد ذلك السكين الصغير الموضوع علي صحن الفاكهة، فإلتقطه سريعًا، ثم جثي علي ركبتيه ليقبض علي مقدمة ملابسها و هو يضع السكين علي عنقها فجحظت هي عيناها بصدمة و هي تزدرد ريقها بصعوبة و كل ذلك وسط صرخات "بيسان" التي أصابها الهلع عندما شاهدت ما حدث، بينما "سيليا" تحاول نفض يد "تميم" من علي ملابسها بحركاتها العشوائية العصبية و لكنها لم تستطع، لتتابعه وقتها و هو يهتف بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي و هو يضغط علي كل كلمة يقولها:
-أنا ممكن دلوقت حالًا أخلص منك و أقتلك و أنتقم منك في وقتها، لكن أنا مش هعمل كدة أنا هخليكي تتعذبي و تتقهري و تزعلي علي أيامك اللي هتضيع هنا.
حاولت إبعاد ذلك السكين عن رقبتها بحركاتها الغبية و السريعة فجرحت كفها بالخطأ لتصرخ متألمة و هي تضع كفها الأخر عليه لتتفحصه، بينما هو يتابع نظراته التي تشع منها الكراهية و النفور بعدم إكتراث!
إقتربت وقتها "بيسان" من إبنها لتبعده عنها قائلة:
-خلاص يا "تميم" إبعد عنها، إبعد عنها بقولك إيدها إتعورت.
إبتعد عنها "تميم" بالفعل بعدما ترك السكين علي الأرض بإهمالٍ، فإقتربت وقتها "بيسان" لتنحني بجذعها للأمام و هي تساعد "سيليا" علي الوقوف، و ما إن نهضت "سيليا" دفعتها صارخة بعجرفة:
-إبعدي عني يا ست إنتِ.
ترنحت "بيسان" في وقفتها فوقعت علي الأرض تلقائيًا و هي تتأوه بألمٍ فرمقتها "سيليا" بإحتقارٍ و هي تتراجع بخطواتها قليلًا، ثم إستدارت للخلف لتجده أمامها مباشرةً و أنفاسه متلاحقة، بالإضافة إلي عينيه التي كانت مظلمة بصورة مرعبة، و فجأة تلقت صفعة عنيفة منه لتجعلها تقع علي الأرض هي الأخري، بينما هو يتجه ناحية والدته ليساعدها قائلًا بأسفٍ:
-متزعليش يا ماما.
وبخته "بيسان" و هي تنهض من علي الأرض لترمقه بعتابٍ:
-إنتَ إزاي تمد إيدك عليها.
كاد أن يرد عليها و لكنها صرخت بوجهه بفزعٍ لم يفهمه:
-حاسب يا "تميم".
كاد أن يستدير للخلف و لكنه لم يستطع بسبب ذلك السكين الذي مررته "سيليا" بعنفٍ علي ذراعه ليتم جرحه فتأوه هو بألمٍ صارخًا بصوتٍ عالٍ!
بينما هي ترمي السكين مجددًا بعدما إلتقطته من علي الأرض، ثم ركضت تجاه باب البيت لتخرج منه راكضة و هي تستغل عدم وجود الحارس، بينما هو أخذ يركض خلفها متجاهلًا صراخ والدته الهستيري.
تركض و تركض، لا تهتم لأي شئ، هي فقط تركض بأقصي سرعة لديها، تلاحقت أنفاسها بصورة هستيرية لتلهث بعنفٍ و هي تلتفت للخلف فوجدته يركض خلفها بملامحه المخيفة تلك، فتابعت ركضها و هي تتسائل، ما الخطأ الذي إقترفته في حق ذلك الشيطان ليكرهها بتلك الصورة!؟...ما الجريمة التي إرتكبتها!؟...أم إنهم أصبحوا يطلقوا إسم مجرمة و مذنبة علي من دافعت عن شرفها و عرضها بضراوة و شراسة!؟...توقف بها الزمن خلال تلك اللحظات ليمر كل شئ أمامها كشريط سينمائي، محاولة ذلك الحقير للإعتداء عليها، "تميم" الذي عشقته، و "تميم" الذي خدعها!...و فجأة توقفت عندما أصابها الشرود بلا رحمة فلم تنتبه لتلك السيارة التي كانت منطلقة بسرعة شديدة لتصدمها بذلك المشهد المروع.
توقف عن الركض فجأة عندما وجدها تسقط من فوق السيارة و الدماء تنزف من رأسها بغزارة، أما "بيسان" فوقفت هي الأخري بجانبه و هي تشهق بصدمة واضعة كفها علي فمها بعدم تصديق.
____________________________________________
-بس إنتَ شكلك عاكستها بجد.
قالتها "رحيق" و نيران الغيرة تتأجج بقلبها، فإلتقط هو قبلة سريعة من علي وجنتها قبل أن يرد عليها بهيامٍ زائفٍ:
-أعاكس مين بس يا "رحيق"، بقي أنا أسيبك إنتِ و أروح ل دي!
إبتسمت بخجلٍ قبل أن تحتضنه قائلة بنبرتها الرقيقة:
-إنتَ متعرفش أنا بحبك و بغير عليك قد إية يا "بلال".
ثم تابعت بهدوء و هي تبتعد عنه قليلًا:
-إنتَ الوحيد اللي وثقت فيه و سلمتله نفسي من بعد "إياد" الله يرحمه.
إلتقط كفها ليقبله قبل أن يسحبها ناحيته ليضمها لصدره و هو يتمتم بنبرة غير مسموعة:
-لا شريفة أوي ياختي.
و فجأة إنتفضت هي مبتعدة عنه ما إن إستمعت لصوت تلك الطرقات العالية على الباب فتفحصت ملامحه المتوترة بنظراتها السريعة قبل أن تتسائل قائلة:
-إنتَ مستني حد!؟
هز رأسه نافيًا قبل أن يهتف بجدية و هو يشير لغرفته:
-إدخلي أوضتي لغاية ما أشوف مين.
أومأت له بإرتباكٍ و هي تتجه راكضة لتلك الغرفة، بينما هو يتجه للباب ليفتحه فوجد أمامه "برق" و علي وجهه تلك الإبتسامة السخيفة، فرحب هو به بنبرة متلعثمة:
-إ..إتفضل.
رفع "برق" حاجبه الأيسر بتعجبٍ مصطنعٍ، ثم دلف للشقة هاتفًا بنبرة ذات مغزي لم يفهمها "بلال" و لكنها أصابته بالتوجس:
-إية يابني كل دة عشان تفتح، إنتَ معاك حد ولا إية!؟
تلاحقت أنفاسه من فرط الوجل قبل أن يصيح بنبرته المتوترة التي جعلت الشك يحتل قلب "برق" التي كان يتابعه بنظراته المتمعنة:
-حد، حد مين يعني!؟
رفع "برق" كتفيه قبل أن يرد عليه بهدوء:
-أنا اللي بسألك.
إزدرد "بلال" ريقه بصعوبة قبل أن يهتف بنبرته المرتبكة:
-أكيد معنديش حد...أنا هروح أعملك حاجة تشربها.
أومأ له "برق" و هي يتجه ناحية تلك الأريكة ليجلس عليها و هو يتابعه و هو يتجه ناحية المطبخ، ثم أخرج هاتفه من جيبه ليضغط عليه عدة ضغطات قبل أن يضعه علي أذنه و فجأة إستمع لرنين هاتف بجانبه، فنظر لذلك الكرسي الخشبي ليجد عليه هاتف "رحيق"، ثم إلتقطه سريعًا قبل أن يغلقه ليضعه بجيبه، و أغلق هاتفه ليضعه أمامه و هي يضع ساقًا فوق الأخري و علي وجهه إبتسامة ثقة لا تبشر بالخير.
__________________________________________
-حضرتك إحنا لازم نعالج جرح دراعك.
قالتها تلك الطبيبة و بجانبها ممرضة ما و هي توجه حديثها ل "تميم" الذي ظل ينظر لذلك السرير المتنقل الذي كان عليه "سيليا" و الذي أخذه الأطباء لغرفة العمليات فهتف هو بتوترٍ و هو يلقي نظرة سريعة علي والدته:
-مش مهم هو جرح بسيط.
هزت الطبيبة رأسها نافية قبل أن ترد عليه بجدية:
-إحنا ممكن نتأكد من دة لو سمحت.
أومأ لها بقلة حيلة و هو يستدير للخلف ليسير معها و لكنه توقف تلقائيًا عندما وجد "سندس" تقترب منه صارخة ب:
-حصل إية لبنتي!؟
رد عليها بعدما تنهد بعمقٍ:
-في عربية خبطتها.
جحظت عيناها بصدمة قبل أن تهتاج صارخة ب:
-و إنتَ كنت فين!؟...و إية خرجها من البيت إنهاردة أساسًا!؟
لم تجد منه سوي الصمت و بتلك اللحظة لاحظت هي ذلك الجرح الذي كان بذراعه فتسائلت هي بقلقٍ:
-حصل إية يا "تميم" يابني بالظبط؟
أكمل سيره مع الطبيبة و هو يتعمد تجاهلها، فهو ليس لديه إجابة مناسبة لقولها، لذا فضل الهروب و هو يتمني أن تعش تلك الحمقاء ليكمل إنتقامه منها!
___________________________________________
-يلا أنا هقوم أمشي بقي.
قالها "برق" بنبرته الهادئة و هو يهب واقفًا من علي الأريكة فهتف وقتها "بلال" برفضٍ زائفٍ:
-تمشي لية ما لسة بدري!؟
رد وقتها "برق" بجدية و هو يرمقه بسخرية خفية:
-همشي بقي عشان ورايا شغل و قولت اجي أشرب معاك شاي قبل ما أروح.
أومأ له "بلال" و هو يسير معه ناحية باب البيت، ليغادر بعدها "برق" المكان، فتنهد وقتها "بلال" براحة و هو يتقدم بخطواته ناحية غرفته ليفتحها، فشهقت وقتها "رحيق" برعبٍ بعدما ظنته "برق" الذي إستمعت لصوته و هو بالخارج، لذا تسائلت هي بوجلٍ:
-مشي؟
أومأ لها عدة مرات فزفرت هي بحنقٍ هاتفة بضيقٍ:
-دة إية جابه هنا دة!؟
تنهد "بلال" مجددًا قبل أن يجيبها بصدقٍ:
-مش عارف.
أومأت له بعدم إهتمام و هي تبحث عن هاتفها بعينيها قائلة:
-إية دة مشوفتش تليفوني.
____________________________________________
خرج من البناء ليجد ذلك الحارس يجلس علي كرسيه فإقترب منه و هو يخرج من جيبه عدة ورقات مالية قائلًا بنبرة عالية بعض الشئ:
-السلام عليكم.
رد الحارس و هو يهب واقفًا من علي الكرسي:
-و عليكم السلام يا باشا اؤمرني.
قبض "برق" علي كف الحارس الأيمن ليضع به تلك الورقات المالية هامسًا ب:
-عايز معلومات عن الشقة اللي في الدور التالت.
وضع الحارس الورقات المالية بجيبه بعدما نظر لها بتلهفٍ واضحٍ، ثم تسائل بإهتمامٍ:
-شقة "بلال" باشا و لا شقة "خلف" باشا؟
رد وقتها "برق" بهدوء:
-"بلال" باشا.
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل السادس )
-يعني هيكون راح فين يعني!؟
قالتها "رحيق" بعدما ظلت ما يقارب الساعة تبحث عن هاتفها، فرد عليها "بلال" بذلك القلق الذي ظل يسيطر عليه طوال ذلك الوقت:
-"رحيق" سيبك من التليفون و الكلام دة كله أنا هبقي أشوفه، المهم إنك لازم تاخدي بالك اليومين دول عشان أنا مش مطمن.
عقدت "رحيق" حاجبيها بذهولٍ قبل أن تهتف بإستهجان:
-مالك يا "بلال" في إية؟...فيها إية يعني لما "برق" يجيلك هنا!؟
رد عليها بتوتره الذي أصبح بائن علي تعابير وجهه:
-علاقتي ب "برق" مش قوية أوي زي ما إنتِ فاكرة.
ثم تابع بوجلٍ و هو يحاول السيطرة علي خوفه:
-خُدي بالك اليومين دول و خصوصًا من أخوكي لإني إبتديت أشك في اللي حصل الصبح.
عقدت حاجبيها قبل أنا تتسائل بترقبٍ:
-تقصد لما سألني علي اللي بكلمه و إني كدبت عليه و قولت ماما!
أومأ لها قبل أن يوبخها قائلًا:
-و إنتِ يعني كان لازم تقوليله ماما، ما كنتي تقولي صاحبتي ولا أي حاجة.
زفرت بحنقٍ قبل أن تهتاج صارخة:
-أهو اللي جه في بالي بقي.
زفر هو الأخر بضيقٍ قبل أن يصيح بغضبٍ:
-خلاص إسكتي و يلا إمشي قبل ما يحصل أي حاجة تاني، و خُدي بالك اليومين دول كويس أوي.
أومأت له و هي تتجه ناحية باب البيت لتخرج منه و هي تحاول إخفاء ذعرها و هلعها!
____________________________________________
خرج الطبيب من غرفة العمليات لتهرول ناحيته كلا من "بيسان" و "سندس" التي تورمت عيناها من فرط البكاء، بينما هو يتابع الطبيب بترقبٍ، و بعد عدة لحظات تسائلت "سندس" بنبرتها المبحوحة:
-طمني يا دكتور.
رد عليها الطبيب بنبرة هادئة بثت الأمان لقلبها:
-الحمد لله الجرح اللي في راسها مكانش خطر بل بالعكس كان مجرد جرح سطحي، هو بس في شوية كدمات في جسمها و شوية جروح بسيطة في وشها.
تنهدت "بيسان" براحة و هي تومئ للطبيب عدة مرات قبل أن تتسائل قائلة:
-طب يا دكتور هنقدر نشوفها إنهاردة؟
أومأ لها الطبيب ليجيبها علي عجالة و هو يتركها ليتجه لرؤية المرضي:
-أكيد طبعًا هي كلها ساعة بالكتير و هننقلها في أوضة عادية.
إبتسم "تميم" بخبثٍ ليعم قلبه السعادة فهو كان يتمني أن تعش حتي يكمل إنتقامه، و لكن إختفت إبتسامته فجأة عندما وجد والدته تقترب منه لتسحبه معها لمكان منعزل قليلًا عن الناس، لتهتف وقتها بنزقٍ و هي تعقد ساعديها أمام صدرها:
-إنتَ إزاي تمد إيدك علي مراتك يا "تميم"!؟
ثم تابعت بحدة و هي ترمقه بإحتقارٍ جعل شعور الندم يسيطر عليه ليتمني وقتها أن تبتلعه الأرض بسبب ذلك الموقف المحرج:
-هي دي التربية اللي ربيتهالك!؟...ناسي كلامي، ناسي إن اللي يمد إيده علي واحدة ست ميبقاش إية؟
أطرق رأسه بخجلٍ قبل أن يجيبها بنبرة خافتة و شعور الذنب يتملكه:
-ميبقاش راجل.
ثم تابع بتوترٍ و هو ينظر في عينيها التي إشتعلت بنيران الغضب و الإهتياج بصورة واضحة:
-بس يا أمي دي زقتك و وقعتك علي الأرض!
جحظت عيناها قبل أن تصرخ بإنفعالٍ لم تستطع السيطرة عليه:
-تقوم تمد إيدك عليها إنتَ إتجننت!؟
زفر بغيظٍ قبل أن يهتف بإستنكارٍ:
-ماما إنتِ زي ما تكوني بتدافعي عنها، إنتِ ناسية إنها هي اللي قتلت "إياد".
جزت علي أسنانها قبل أن ترد عليه بإهتياجٍ:
-و هو إنتَ كنت روحت شوفتها بتقتله، الكاميرات موضحتش غير إنها خرجت من البيت و بس.
كاد أن يرد عليها و لكنه توقف فجأة بصدمة عندما إستمع لصوت "يحيي" من الخلف و هو يقول:
-"سيليا" قتلت!
____________________________________________
-إية دة "برق" إنتَ هنا من إمتي!؟
قالتها "رحيق" بعدما دلفت للبيت لتجد "برق" يجلس علي تلك الأريكة و هو يتابع التلفاز بإهتمامٍ، فرد هو عليها بنبرة غامضة أصابتها بالإرتباك:
-من شوية كدة.
أومأت له عدة مرات قبل أن تهتف بتساؤلٍ:
-هو "تميم" و ماما فين!؟
رد عليها بنفس نبرته السابقة و هو يلقي عليها نظرات ذات مغزي لم تفهمها بل أصابتها بالفزع من غموضها:
-جيت هنا ملقتهمش.
أومأت له مجددًا قبل أن تهمس بتلعثمٍ:
-طب أنا...ه..هط...هطلع أوضتي أريح شوية لإني تعبانة.
تحركت بخطواتها السريعة و لكنها توقفت فجأة عندما هتف هو بصوته الأجش:
-إستني يا "رحيق".
إستدارت للخلف لتجده أمامها مباشرةً فشهقت بخفة لتتسع حدقتاها بخوفٍ واضحٍ إزداد عندما وجدته يخرج هاتفها من جيبه، فإزدردت ريقها بصعوبة واضحة قبل أن تهمس بهلعٍ و الدموع تترقرق بعينيها:
-"برق" أنا هفهمك أنا..
قاطعها ليقبض علي ذراعها بعنفٍ بعدما رمي الهاتف علي الأرضية بإهمالٍ ليصرخ وقتها بنفورٍ و هو يرمقها بإشمئزازٍ:
-أنا مش هقول ل "تميم" المرة دي عشان بس مش عايز أذيكي، إنما لو عرفت إنك روحتي لل*** دة تاني مش هرحمك، سامعة؟
أومأت له عدة مرات و عبراتها تنهمر بلا توقف، بينما هو يرمقها بلومٍ لم تلاحظه، يعاتبها بالرغم من غضبه منها، لم يكن يتمني بيومٍ ما أن تخذله الفتاة الوحيدة التي عشقها بتلك الصورة المهينة!
خرج من شروده ليترك ذراعها صائحًا بعصبية:
-غوري من هنا.
جففت عبراتها، ثم إتجهت ناحية هاتفها لتأخذه و لكنها إنتفضت مبتعدة عنه عندما إستمعت لصوت صراخه ب:
-سيبي التليفون، مفيش تليفونات الفترة دي.
كورت قبضتها لتحاول كظم غيظها و لكنها لم تستطع، لذا إستدارت له صارخة بغلٍ و عبراتها تنهمر مجددًا:
-إنتَ ملكش أي حق إنك تتحكم فيا بالطريقة دي.
جحظت عيناه من فرط الإهتياج الذي سيطر عليه ليرد عليها بتعجبٍ و هو يرمقها بنظراته التي تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة:
-إنتِ ليكي عين تتكلمي، دة أنا لولا إني عاقل كان زماني روحت قولت لأخوكي عشان يقتلك.
زفرت بإنفعالٍ قبل أن تتحرك من مكانها بحركاتها العنيفة لتصعد الدرج و هي تتجه لغرفتها، بينما هو يتمتم بأسي:
-مكنتش أعرف إنك بالقذارة دي.
____________________________________________
-"سيليا" حبيبتي إنتِ كويسة؟
قالتها "سندس" و هي تقترب من إبنتها التي كانت تتابعها بملامح مرهقة واضحة، فأومأت "سيليا" لوالدتها التي تابعت بتساؤلٍ:
-"سيليا" فهميني حصل إية يابنتي!؟
زفرت "سيليا" بضيقٍ قبل أن تهمس بتوسلٍ و هي تطبق جفنيها بألمٍ ظهر بتلك اللحظة بوضوحٍ:
-ماما أنا تعبانة جدًا و مش قادرة أتكلم، ياريت تسيبيني.
تنهدت "سندس" بعمقٍ قبل أن تهمس بتأففٍ:
-طب حتي فهميني حصل إية.
زفرت "سيليا" بعصبية و هي تفتح جفنيها لترمق والدتها بنظراتها الغاضبة، ففهمت وقتها "سندس" رغبة إبنتها و خرجت من الغرفة لتجد أمامها مباشرةً إبنها "يحيي" لتصيح وقتها بحنقٍ:
-شوفت اللي حصل يا "يحيي"، إختك لسة فرحها معداش عليه يوم و عملت حادثة، دة غير جوزها اللي مش فاهمة تصرفاته العجيبة، و محدش هنا بيفهمني حاجة، إنتَ متخيل إنه لغاية دلوقت مجاش شاف مراته ال..
قاطعها "يحيي" بصرامة أصابتها بالذهول:
-ماما كل دة مش وقته، ياريت تسيبيني أدخل أطمن عليها.
تابعته بتمعن و هي صامتة هكذا فتركها هو ليدلف لغرفة شقيقته، بينما "سندس" تهز رأسها عدة مرات قبل أن تهمس بعدم فهم:
-هو في إية!؟..في حاجة غلط بتحصل!
___________________________________________
-حكتيله لية؟
قالها "تميم" بعصبية و هو ينظر لوالدته بلومٍ، فردت هي عليه بهدوء:
-الولد سمع كل اللي بنقوله يعني مكناش هنعرف نكدب عليه.
زفر "تميم" بغيظٍ قبل أن يصيح بنبرته المهتاجة و هو ينظر لوالدته بسخطٍ:
-لا إنتِ عملتي كدة عشان كل حاجة تقف و عشان منتقمش منها، بس حتي لو الناس كلها عرفت بالحقيقة يا ماما بردو أنا مش هسكت و مش ههدي غير لما أخد حق "إياد".
كادت أن ترد عليه و لكنها لم تستطع، فهو تركها بعدها مباشرةً ليخرج من المشفي بأكمله، فإستغلت هي ذلك الموقف لتخرج هاتفها من حقيبتها لتضغط عليه عدة ضغطات قبل أن تضعه علي أذنها قائلة:
-أيوة يا "مرزوق"، عملت اللي قولتلك عليه؟
تنهدت بضيقٍ بعدما إستمعت لرده لتجيبه بعدها بثقة:
-قولتلك هديك مبلغ أضعاف اللي بتطلبه، أهم حاجة المشكلة اللي في الكاميرات تتحل.
زفرت بحنقٍ بعدما إستمعت لرده، ثم هتفت بنبرة شبه هادئة قبل أن تغلق الخط:
-قدامك أسبوعين بس يا "مرزوق".
وضعت الهاتف بجانبها علي ذلك المقعد المعدني لتهتف وقتها بغموضٍ:
-لو كاميرات المراقبة دي إتصلحت كل حاجة هتتحل، هنعرف وقتها إن كانت "سيليا" ظالمة ولا...مظلومة.
________________________________________
-إنتَ جايلي عشان تفضل باصصلي.
قالتها "سيليا" بنبرتها المرهقة بصعوبة شديدة و هي تنظر لشقيقها الذي يظل ينظر لها هكذا ما إن دلف للغرفة ما يقارب النصف ساعة، فرد هو عليها بلا مقدمات و هو ينظر لها بإشمئزازٍ:
-قتلتيه لية!؟
عقدت حاجبيها بعدم فهم و هي تحاول الأعتدال في جلستها، و لكنها لم تستطع فظلت تتابعه بعينيها التي جحظت بتعجبٍ، فتابع هو وقتها بنبرة حادة:
-إحنا عمرنا ما خليناكي محتاجة حاجة، لية تسرقي و تقتلي و تعملي كل دة!؟
قهقهت بصوتها الضعيف لتهمس بعدها بسخرية واضحة و هي تسعل عدة مرات:
-لا برافو...عرفوا يخلوك تصدق إن أختك سرقت و قتلت.
لاح علي وجهها تلك الإبتسامة الباهتة قبل أن تتابع بلغوبٍ ملحوظٍ:
-فاكر اليوم اللي رجعت فيه البيت متبهدلة و ركبتي متعورة و قولتلكوا فيه إن العربية اللي كنت راكباها عملت حادثة.
أومأ لها بصمتٍ فأكملت هي حديثها بنبرتها المرتجفة و هي تطبق جفنيها بألمٍ و إرهاقٍ شديدين:
-يومها أنا توهت و فضلت أدخل في شوارع كتير لغاية ما وصلت لشارع مهجور كدة و حاولت أوصلكوا لكن معرفتش.
ثم تابعت و هي تفتح جفنيها ببطئ لتتأمل تعابير وجهه الغير مفهومة:
-و فجأة لقيت حد بيسحبني لبيت من البيوت المهجورة و بيحاول...بيحاول يعتدي عليا حاولت أهرب منه لكن معرفتش روحت ضربته بعصاية كبيرة علي راسه و جريت من الباب الخلفي.
وجدته يتنهد بعمقٍ شديدٍ قبل أن يرد عليها ببرودٍ أصابها بالصدمة:
-مش مصدقك يا "سيليا".
بقلم/رولا هاني
..................................................................
الفصل الثامن (الجزء الأول)
دلفت بتلك اللحظة "بيسان" لتلاحظ وجوههما الغير طبيعية، فقد كان "يحيي" ذو ملامح و تعابير غير مفهومة، بينما "سيليا" كان علي وجهها علامات الصدمة الواضحة، فلعقت هي شفتيها قبل أن تهمس بإبتسامة خفيفة:
-"سيليا" حبيبتي إنتِ كويسة!؟
إعتدلت "سيليا" في جلستها بصعوبة و هي تتأوه بألمٍ، فكادت "بيسان" أن تقترب منها لتساعدها و هي تتعجب بسبب "يحيي" الذي ظل جالس هكذا ببرودٍ، و لكنها توقفت بسبب "سيليا" التي حذرتها قائلة:
-متقربيش مني.
تلاحقت أنفاسها قبل أن تتابع بصراخٍ بغضبٍ جحيمي إستمعته من الخارج والدتها "سندس" لتدلف وقتها للغرفة و هي تستمع لما تقوله إبنتها بدهشة:
-خلي إبنك يطلقني، سامعة؟
رأت "سندس" حالة إبنتها التي كانت تسوء فصاحت هي وقتها موبخة إياهم:
-ما تسيبوا بنتي في حالها دي تعبانة و مش ناقصة.
تنهدت "بيسان" و هي تشاهد جمود "يحيي" المستفز، لذا صاحت بعدها مباشرةً بصرامة لا تتقبل النقاش:
-ياريت تسيبونا لوحدنا شوية.
و بتلك اللحظة رفضت "سندس" ذلك الأمر صائحة ب:
-بنتي تعبانة و مش هتقدر تتكلم مع حد.
ردت عليها "بيسان" برجاء و هي تنظر في عينيها مباشرةً:
-"سندس" من فضلك سيبيني أنا و هي لوحدنا.
زفرت "سندس" بتبرمٍ و هي تخرج من الغرفة، بينما "يحيي" ينهض هو الأخر ليخرج من الغرفة و هو يلقي علي "سيليا" نظرات ألمتها و ألمت روحها المسكينة، أما "بيسان" فإنتظرته حتي يخرج من الغرفة لتغلق الباب بعدها، ثم إتجهت ناحية "سيليا" لتجلس أمامها علي الفراش قائلة بهدوء:
-إسمعي يا "سيليا"، أنا معرفش إذا كنتي قتلتي فعلًا "إياد" إبن أختي ولا لا، بس لازم تعرفي إني هنا عشان أسمعك، و لازم كمان تعرفي إن كاميرات المراقبة اللي كانت موجودة قصاد الباب الخلفي وضحت إنك إنتِ اللي خرجتي يومها من البيت ف أكيد لازم نشك إنك إنتِ اللي قتلتيه.
ثم تابعت و هي تشعر بالتوتر بسبب تعابير وجه "سيليا" الغير مفهومة:
-كمان عايزة أقولك إن في كاميرات مراقبة خاصة بمخزن قصاد الباب الأمامي و هي دي اللي وضحت كل شئ يا "سيليا" لكن مع الأسف هي فيها مشكلة ف مش عارفين نراجع الفيديوهات اللي فيها، و لكن أنا حابة أسمعك.
إزدردت "سيليا" ريقها بترددٍ قبل أن تتنهد بعمقٍ و هي تنوي قص كل شئ علي "بيسان" التي كانت ترمقها بتلهفٍ علي أي معلومة جديدة ستساعدها.
__________________________________________
-عملت إية؟
قالها "تميم" بنبرته المبهمة بعدما جلس بجانب "برق" الذي أجابه بثباتٍ لم يظهر كذبه:
-كانت موجودة عند صاحبتها إنهاردة.
زفر "تميم" بحنقٍ قبل أن يهتف بنبرته الصارمة:
-خليك مراقبها يا "برق"، أنا مش مطمن.
أومأ له "برق" عدة مرات قبل أن يتسائل قائلًا:
-اة صحيح إنتَ كنت فين من الصبح و فين مراتك و طنط "بيسان"!؟
كاد "تميم" أن يرد عليه و لكنه توقف فجأة عندما وجد شقيقته "رحيق" تجلس بجانبه و هي تهمس بنبرة لطيفة أخفت بها هلعها، فهي تخشي تصرفات "برق" الغير متوقعة، فهو و من الممكن أن يخبره بكل شئ:
-اة صحيح يا "تميم" إنتَ كنت فين؟
كاد هو أن يقص عليهم كل شئ و لكنه توقف عندما لاحظ تعابير وجه "رحيق" الشاحبة، لذا هتف هو بذهولٍ:
-"رحيق" إنتِ كويسة!؟
فغرت فمها و هي تنظر ل "برق" بإرتباكٍ فتحدث هو وقتها قائلًا:
-صاحبتها أصلي كانت واقعة في مشكلة كدة و كانت بتحاول تلاقيلها حل، أصل هي حكتلي كل دة بعد ما روحت بيت صاحبتها عشان أوصلها.
عقد "تميم" حاجبيه بعدم فهم قبل أن يهمس بتساؤلٍ ليحدث ما تخشاه:
-مشكلة!...مشكلة إية!؟
رواية سيلينا و الشيطان كاملة جميع الفصول ( الفصل السابع )
-رايحة فين!؟
قالها "تميم" بنبرته الغليظة و هو يرمقها بنظراته الشيطانية المتوعدة فردت هي عليه ببرودٍ و هي تضع هاتفها بحقيبتها:
-خارجة.
سألها بجمودٍ و هو ينظر في عينيها مباشرةً:
-خارجة فين؟
أجابته بفظاظة غير مكترثة ل "بيسان" التي كانت تتابع ما يحدث بصمتٍ:
-و إنتَ مالك؟
إقترب منها قبل أن يقبض علي ذراعها ببعض من العنف و هو يرمقها بتهديدٍ صريحٍ قائلًا بقتامة:
-إتكلمي عدل بدل ما أمسح بيكي الأرض.
جحظت عيناها بعصبية ما إن إستمعت لما قاله فنفضت هي ذراعها من بين يديه قبل أن تهتف بتحدٍ سافرٍ و هي تنظر له بتوعدٍ:
-طب ياريت توسع كدة لإن بردو هخرج و إلا هخليك تحصل إبن خالتك.
جز علي أسنانه بعصبية قبل أن يقبض علي ذراعها مجددًا ليسحبها وراءه، فإنساقت هي خلفه كالبهيمة و هي تسبه بسبابها اللاذع الذي جعله يستشيط غضبًا أكثر، فدفعها هو بعيدًا عنه فجأة بعنفٍ لتقع علي الأرض و هي تتأوه بألمٍ لتتابع بعدها سبابها المستفز، بينما هو ينظر حوله ليجد ذلك السكين الصغير الموضوع علي صحن الفاكهة، فإلتقطه سريعًا، ثم جثي علي ركبتيه ليقبض علي مقدمة ملابسها و هو يضع السكين علي عنقها فجحظت هي عيناها بصدمة و هي تزدرد ريقها بصعوبة و كل ذلك وسط صرخات "بيسان" التي أصابها الهلع عندما شاهدت ما حدث، بينما "سيليا" تحاول نفض يد "تميم" من علي ملابسها بحركاتها العشوائية العصبية و لكنها لم تستطع، لتتابعه وقتها و هو يهتف بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي و هو يضغط علي كل كلمة يقولها:
-أنا ممكن دلوقت حالًا أخلص منك و أقتلك و أنتقم منك في وقتها، لكن أنا مش هعمل كدة أنا هخليكي تتعذبي و تتقهري و تزعلي علي أيامك اللي هتضيع هنا.
حاولت إبعاد ذلك السكين عن رقبتها بحركاتها الغبية و السريعة فجرحت كفها بالخطأ لتصرخ متألمة و هي تضع كفها الأخر عليه لتتفحصه، بينما هو يتابع نظراته التي تشع منها الكراهية و النفور بعدم إكتراث!
إقتربت وقتها "بيسان" من إبنها لتبعده عنها قائلة:
-خلاص يا "تميم" إبعد عنها، إبعد عنها بقولك إيدها إتعورت.
إبتعد عنها "تميم" بالفعل بعدما ترك السكين علي الأرض بإهمالٍ، فإقتربت وقتها "بيسان" لتنحني بجذعها للأمام و هي تساعد "سيليا" علي الوقوف، و ما إن نهضت "سيليا" دفعتها صارخة بعجرفة:
-إبعدي عني يا ست إنتِ.
ترنحت "بيسان" في وقفتها فوقعت علي الأرض تلقائيًا و هي تتأوه بألمٍ فرمقتها "سيليا" بإحتقارٍ و هي تتراجع بخطواتها قليلًا، ثم إستدارت للخلف لتجده أمامها مباشرةً و أنفاسه متلاحقة، بالإضافة إلي عينيه التي كانت مظلمة بصورة مرعبة، و فجأة تلقت صفعة عنيفة منه لتجعلها تقع علي الأرض هي الأخري، بينما هو يتجه ناحية والدته ليساعدها قائلًا بأسفٍ:
-متزعليش يا ماما.
وبخته "بيسان" و هي تنهض من علي الأرض لترمقه بعتابٍ:
-إنتَ إزاي تمد إيدك عليها.
كاد أن يرد عليها و لكنها صرخت بوجهه بفزعٍ لم يفهمه:
-حاسب يا "تميم".
كاد أن يستدير للخلف و لكنه لم يستطع بسبب ذلك السكين الذي مررته "سيليا" بعنفٍ علي ذراعه ليتم جرحه فتأوه هو بألمٍ صارخًا بصوتٍ عالٍ!
بينما هي ترمي السكين مجددًا بعدما إلتقطته من علي الأرض، ثم ركضت تجاه باب البيت لتخرج منه راكضة و هي تستغل عدم وجود الحارس، بينما هو أخذ يركض خلفها متجاهلًا صراخ والدته الهستيري.
تركض و تركض، لا تهتم لأي شئ، هي فقط تركض بأقصي سرعة لديها، تلاحقت أنفاسها بصورة هستيرية لتلهث بعنفٍ و هي تلتفت للخلف فوجدته يركض خلفها بملامحه المخيفة تلك، فتابعت ركضها و هي تتسائل، ما الخطأ الذي إقترفته في حق ذلك الشيطان ليكرهها بتلك الصورة!؟...ما الجريمة التي إرتكبتها!؟...أم إنهم أصبحوا يطلقوا إسم مجرمة و مذنبة علي من دافعت عن شرفها و عرضها بضراوة و شراسة!؟...توقف بها الزمن خلال تلك اللحظات ليمر كل شئ أمامها كشريط سينمائي، محاولة ذلك الحقير للإعتداء عليها، "تميم" الذي عشقته، و "تميم" الذي خدعها!...و فجأة توقفت عندما أصابها الشرود بلا رحمة فلم تنتبه لتلك السيارة التي كانت منطلقة بسرعة شديدة لتصدمها بذلك المشهد المروع.
توقف عن الركض فجأة عندما وجدها تسقط من فوق السيارة و الدماء تنزف من رأسها بغزارة، أما "بيسان" فوقفت هي الأخري بجانبه و هي تشهق بصدمة واضعة كفها علي فمها بعدم تصديق.
____________________________________________
-بس إنتَ شكلك عاكستها بجد.
قالتها "رحيق" و نيران الغيرة تتأجج بقلبها، فإلتقط هو قبلة سريعة من علي وجنتها قبل أن يرد عليها بهيامٍ زائفٍ:
-أعاكس مين بس يا "رحيق"، بقي أنا أسيبك إنتِ و أروح ل دي!
إبتسمت بخجلٍ قبل أن تحتضنه قائلة بنبرتها الرقيقة:
-إنتَ متعرفش أنا بحبك و بغير عليك قد إية يا "بلال".
ثم تابعت بهدوء و هي تبتعد عنه قليلًا:
-إنتَ الوحيد اللي وثقت فيه و سلمتله نفسي من بعد "إياد" الله يرحمه.
إلتقط كفها ليقبله قبل أن يسحبها ناحيته ليضمها لصدره و هو يتمتم بنبرة غير مسموعة:
-لا شريفة أوي ياختي.
و فجأة إنتفضت هي مبتعدة عنه ما إن إستمعت لصوت تلك الطرقات العالية على الباب فتفحصت ملامحه المتوترة بنظراتها السريعة قبل أن تتسائل قائلة:
-إنتَ مستني حد!؟
هز رأسه نافيًا قبل أن يهتف بجدية و هو يشير لغرفته:
-إدخلي أوضتي لغاية ما أشوف مين.
أومأت له بإرتباكٍ و هي تتجه راكضة لتلك الغرفة، بينما هو يتجه للباب ليفتحه فوجد أمامه "برق" و علي وجهه تلك الإبتسامة السخيفة، فرحب هو به بنبرة متلعثمة:
-إ..إتفضل.
رفع "برق" حاجبه الأيسر بتعجبٍ مصطنعٍ، ثم دلف للشقة هاتفًا بنبرة ذات مغزي لم يفهمها "بلال" و لكنها أصابته بالتوجس:
-إية يابني كل دة عشان تفتح، إنتَ معاك حد ولا إية!؟
تلاحقت أنفاسه من فرط الوجل قبل أن يصيح بنبرته المتوترة التي جعلت الشك يحتل قلب "برق" التي كان يتابعه بنظراته المتمعنة:
-حد، حد مين يعني!؟
رفع "برق" كتفيه قبل أن يرد عليه بهدوء:
-أنا اللي بسألك.
إزدرد "بلال" ريقه بصعوبة قبل أن يهتف بنبرته المرتبكة:
-أكيد معنديش حد...أنا هروح أعملك حاجة تشربها.
أومأ له "برق" و هي يتجه ناحية تلك الأريكة ليجلس عليها و هو يتابعه و هو يتجه ناحية المطبخ، ثم أخرج هاتفه من جيبه ليضغط عليه عدة ضغطات قبل أن يضعه علي أذنه و فجأة إستمع لرنين هاتف بجانبه، فنظر لذلك الكرسي الخشبي ليجد عليه هاتف "رحيق"، ثم إلتقطه سريعًا قبل أن يغلقه ليضعه بجيبه، و أغلق هاتفه ليضعه أمامه و هي يضع ساقًا فوق الأخري و علي وجهه إبتسامة ثقة لا تبشر بالخير.
__________________________________________
-حضرتك إحنا لازم نعالج جرح دراعك.
قالتها تلك الطبيبة و بجانبها ممرضة ما و هي توجه حديثها ل "تميم" الذي ظل ينظر لذلك السرير المتنقل الذي كان عليه "سيليا" و الذي أخذه الأطباء لغرفة العمليات فهتف هو بتوترٍ و هو يلقي نظرة سريعة علي والدته:
-مش مهم هو جرح بسيط.
هزت الطبيبة رأسها نافية قبل أن ترد عليه بجدية:
-إحنا ممكن نتأكد من دة لو سمحت.
أومأ لها بقلة حيلة و هو يستدير للخلف ليسير معها و لكنه توقف تلقائيًا عندما وجد "سندس" تقترب منه صارخة ب:
-حصل إية لبنتي!؟
رد عليها بعدما تنهد بعمقٍ:
-في عربية خبطتها.
جحظت عيناها بصدمة قبل أن تهتاج صارخة ب:
-و إنتَ كنت فين!؟...و إية خرجها من البيت إنهاردة أساسًا!؟
لم تجد منه سوي الصمت و بتلك اللحظة لاحظت هي ذلك الجرح الذي كان بذراعه فتسائلت هي بقلقٍ:
-حصل إية يا "تميم" يابني بالظبط؟
أكمل سيره مع الطبيبة و هو يتعمد تجاهلها، فهو ليس لديه إجابة مناسبة لقولها، لذا فضل الهروب و هو يتمني أن تعش تلك الحمقاء ليكمل إنتقامه منها!
___________________________________________
-يلا أنا هقوم أمشي بقي.
قالها "برق" بنبرته الهادئة و هو يهب واقفًا من علي الأريكة فهتف وقتها "بلال" برفضٍ زائفٍ:
-تمشي لية ما لسة بدري!؟
رد وقتها "برق" بجدية و هو يرمقه بسخرية خفية:
-همشي بقي عشان ورايا شغل و قولت اجي أشرب معاك شاي قبل ما أروح.
أومأ له "بلال" و هو يسير معه ناحية باب البيت، ليغادر بعدها "برق" المكان، فتنهد وقتها "بلال" براحة و هو يتقدم بخطواته ناحية غرفته ليفتحها، فشهقت وقتها "رحيق" برعبٍ بعدما ظنته "برق" الذي إستمعت لصوته و هو بالخارج، لذا تسائلت هي بوجلٍ:
-مشي؟
أومأ لها عدة مرات فزفرت هي بحنقٍ هاتفة بضيقٍ:
-دة إية جابه هنا دة!؟
تنهد "بلال" مجددًا قبل أن يجيبها بصدقٍ:
-مش عارف.
أومأت له بعدم إهتمام و هي تبحث عن هاتفها بعينيها قائلة:
-إية دة مشوفتش تليفوني.
____________________________________________
خرج من البناء ليجد ذلك الحارس يجلس علي كرسيه فإقترب منه و هو يخرج من جيبه عدة ورقات مالية قائلًا بنبرة عالية بعض الشئ:
-السلام عليكم.
رد الحارس و هو يهب واقفًا من علي الكرسي:
-و عليكم السلام يا باشا اؤمرني.
قبض "برق" علي كف الحارس الأيمن ليضع به تلك الورقات المالية هامسًا ب:
-عايز معلومات عن الشقة اللي في الدور التالت.
وضع الحارس الورقات المالية بجيبه بعدما نظر لها بتلهفٍ واضحٍ، ثم تسائل بإهتمامٍ:
-شقة "بلال" باشا و لا شقة "خلف" باشا؟
رد وقتها "برق" بهدوء:
-"بلال" باشا.
تنهد بعمقٍ قبل أن يستمع لتلك المصائب التي يقولها الحارس ليكتشف أشياء كثيرة لم يكن يعرفها من قبل، و أكبر صدمة تلقاها و هي صدمة عشقه الخفي الذي لا يعرفه أحد!