رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول بقلم اميرة انور
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول هى رواية مقسمة الى عدة فصول او بارت و رواية متيمة بحب القاسى من تأليف الكاتبة المميزة جدا فى اسلوبها الكتابى اميرة انور الذى لم تفشل قط فى جذب انتباه القارىء لكل جملة من تأليفها ولذلك حققت روايتها متيمة بحب القاسى نجاحا كبيرا ونشرت رواية متيمة بحب القاسى لاول مرة فى 2021 عن طريق الاكونت الشخصى لها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وحققت الرواية تفاعل كبير جدا على اكثر من مجموعة على فيسبوك لذلك سأترككم مع كاملة جميع الفصول من رواية متيمة بحب القاسى وسأكون حريصا على جعل الخط كبير وواضح
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول ( الفصل الاول )
احتک صوت عجلات السيارة بالأرض، للتتوقف سيارته، نزل منها بعجرفة وبدون خوف لما حصل للتو، مجموعة من الناس على شكل دائرة وبالمنتصف الشخص الذي صُدم بسيارته، سمع بعض الهمهمات تضده ولكن لم يبالي قط...، تقدم للأمام، جلس بوضع القرفصاه، رفع نظارته ثم حدق بتلك الفتاة التي تتوجع وتمسك أقدامها، قائلاً لها بصوته الرجولي:-
_إنتي كويسة؟!
حين سمعت صوت صاحب السيارة الفارهة، المدلل الذي يتلاعب بحياة الآخرين قالت بغضب:-
_ويهمك في إيه أنا كويسة حضرتك مشغل أغاني واتعميت ومش شايف إنت سايق إزاي ومين بيعدي رجلي اتفرمت يا حضرت
لقد كانت قليلة الذوق معه، لقد أخطا بالفعل حين تكرم ونزل من سيارته ليرأ ما بها..
جذ على أنيابه ثم قال:-
_فعلاً أنا غلطان واستاهل كمان إني نزلت من عربيتي عشانك إنتي مضربتش بالنار اتحرقي ولا موتي حتى
نظرت له، ناوية على فرم كرمته كما فعل بارجلها ولكن تلجم لسانها حين رأته، لقد كان كالممثلين الأتراك، ظلت تفكر من يشبه في المسلسلات التي شاهدتها، لقد كان عريض المنكبين، طويل القامة، صاحب الوجه الأسمر، والأعين الرمادية اللمعة ولكن لمعتها تدل على غضبه منها، نظرت حولها فوجدت الجميع يهمهمون كثيراً وبصوتٍ حاد قال أحدهما:-
_إنت إنسان عديم الذوق مش مكفيك رميتها عندها حق تزعق لك ولا تخبطها وكمان عاوزها تطبطب عليك وديها يا أخ المستشفى
وكأنهم يحدثون أنفسهم، لقد أخطأت حين استفزته، قام من مكانه وأعطها ظهره، وعاد يتجه إلى سيارته، فتح بابها وصعد بها وبدأ في أعطائهم بعض التنبهات من صوت زمور السيارة ولكن لا أحد يستجيب لمحاولته، مما جعله يتحدث بصوتٍ عالٍ:-
_طب والله العظيم اللي ما هيوسع لكون خبطه وكمان هسيبه زيها
وأخيراً فاقت من شردها على صوته، ابتسمت بنعومة وهمست:-
_يخربيتك ويخربيت عصبيتك والله فكرتني بـ مراد في مسلسل الحب لا يفهم الكلام
أسندت نفسها لتقف ثم تقدمت نحو نافذة مقعده وقالت بهمس:-
_طب حتى وصلني لبيتي ممكن بليز توصلني
نظر له بضيق مردفا بحزم:-
_مش كنتي بتشميني من شوية ومش طايقاني إيه نبرة الهمس والطيبة اللي نزلت فجاة دي
انكمش حاجبها بعبوسٍ لترتفع نبرة صوتها مرة أخرى:-
_يعني بكلمك براحة مش عاجب بكلم جامد برضه مش عاجب ما هو بس إنت هتوصلني يعني هتوصلني إنت اللي خابط مش أنا
_اركبي!!!
قالها لينتهي من ثرثرتها ويذهب لعمله بأقصى سرعة..
..........................
"ترنيم" اتاخرت كدا ليه؟!
قالها صاحب المنزل البسيط بقلقٍ واضح، لتقول زوجته بهدوء:-
_ما تقلقش يا أخويا زمنها جاية الغايب حجته معاه
هز رأسه مقتنعا بكلامها، جلس على مقعده الهزاز، يفكر في بعض الأمور المتعلقة بابنته الصغيرة، نظر مرة أخرى لزوجته وقال:-
_عارفة يا منال العريس اللي جاي لترنيم لو توافق عليه قلبي هيطمن وهرتاح ألا هي دماغها ناشف مش عارف ليه...؟!
ابتسمت "منال" بحب وأجابته بهدوء:-
_طالعة ليك يا حاج عامر عنيدة وقوية بس أنا قلبي حاسس ياأبو ترنيم إن المرة دي هي هتوافق
رفع رأسه للسقف متمني هذا الشيء، يعلم بأن دلاله الزايد لها جعلها تتحكم به ولكن هذه المرة لا مفر لها، لن تستطيع أن ترفض فـ المشكلة التي سـ تأتي من الرفض ستجعل حياتهم جحيم، يعلم بأنه بهذا الشيء سـ يلقي بابنته إلى النار ولكن ليس بيده أي طوق لإنقاذها
...................................
ظلت تتحدث طوال الطريق، يشعر بأن جمجمته أصبحت ثقيلة جداً، صداع يفتق رأسه، صرخ بها بقوة:-
_ارحميني وارحمي نفسك واسكتي كفاية بجد صداع أنا خلاص مش قادر
بنظرة معجبة قالت:-
_يعني هو أنا غلطانة إني بقولك إنك شبه ممثل تركي قمر حتى في عصبيته
الشرار يتطاير من عينه، جمرات الغضب رسمت على وجهه، نظر لها مما جعلها تشعر بالرهبة من شكله، ابتلعت ما في حلقها بخوف ثم قالت بتلعثم:-
_هـ...و أنا مقولتلكش إني محظوظة إنك خبطي آااه والله العظيم
وضع يده بأعلى رأسه ثم قال بصراخ:-
_بيتك العظيم الجميل اللي هيخلص اللي جبوني منك فين؟ بالله عليكي يا شيخة دا خامس شارع تدخليني فيه وملقيش بيتك...
قهقت بقوة ثم قالت بمرح:-
_هو إنت متعرفيش
بسخرية وضحكة باردة رد:-
_لا معرفش بس لو إنتي هتتكرمي وتقوليلي اللي معرفهوش يبقى كتر ألف خيرك يا شيخة!!!
ازداد صوت ضحكتها وهي تقول بتقطع:-
_أنا بيتي مش هنا خالص أنا بيتي في مصر الجديدة مش في حدايق القبة خالص
كملت معه إلى الحد الغير مسموح أبداً، كور يده وكأد أن يصفعها ولكن تراجع حتى لا يقتلها، بتأفف شديد أخرج من فمه:-
_أومال حضرتك ليه ما قولتش لففتيني كتير وخلاص وبعدين ما إحنا كنا في مصر الجديدة ليه قولتي إن طريقك في الحدايق
ابتسمت بهدوء ثم وبستفزاز ردت عليه:-
_هخلص شغلي في الحدايق وهترجعني البيت مش إنت خبطني يبقى حضرتك ملزم جداً إنك ترجعني
أوقف سيارته ثم نزل منها تحت أنظارها المصدومة ثم نظر لعيناها العسلية المائلة للون الأخضر وقال:-
_أنزلي كدا ثواني
وبالفعل استجابت لكلامه ونزلت تعرج قليلاً بسبب الحادث، ابتسم لها بسمة تدل على الشر ثم أمرها بـ:-
_تعالي ورايا كدا؟!
وبالفعل استجابت لأوامره ولكن سرعان ما شعرت بالإندهاش، حيثُ أنه صعد سيارته وتركها، نظر لها من النافذة وقال:-
_خدي تاكسي يخلص لك مشوارك وروحي اللي جابني مجبنيش عشان أكون سواق الهانم
أنهى حديثه وأنطلق بأقصى سرعة إلى عمله، تحت أنظارها المصدومة منه، كيف عاملها بهذه الصلابة
حدقت بسيارته بغيظ ثم قالت بخفوت:-
_والله الحلو لازم يكون في حاجة وحشة ياباي بارد برغم جمال أمك يالا هعمله إيه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
وصل مقر عمله والغضب حليفه، لم يتخيل أبداً أن يومه سـ يتدمر بسبب تلك الفتاة التي ظهرت بحياته دون سابق أنذار، لو كان يعلم أنه سيقابلها لكن تأخر أو بدر في معاده حتى لا يقابلها، دلف مكتبه بعد أن قال لسكرتيرته:-
_قهوة بسرعة يا ندى رأسي هتتفجر
قامت الموظفة في سرعة لتفعل ما طلبه منها، أما هو فـ جلس على مقعده، وبدأ يضع تركيزه في عمله ولكن صوتها مازال يفتق رأسه يتذكر ملامحها وطريقتها الغاضبة معه وتحولها إلى الفتاة الهادئة في ثوانٍ معدودة لا يعلم ما سبب هذا التغير...
تأفف بقوة ثم هتف بضيق:-
_خربت حياتي على الصبح لا وكمان عملت لي صداع ومش عارف اشتغل
بتلك اللحظة انتبه إلى دخول ندي التي وضعت فنجان القهوة وأضافت بصوتها الرقيق:-
_اتفضل يا فندم تأمرني بحاجة تانية
هز رأسه وأجابها بهدوء:-
_جهزي قاعة الإجتماعات وخلي موظفين الحسابات يجوا لاني عاوزهم
هزت رأسها ثم خرجت من أمامه، ظل يعمل بصمت إلى أن رن هاتفه، رد على المتصل قائلاً بغموض:-
_أيوا....لا إزاي أنا منتظر بقالي 10سنين عشان أخد حقي
هتشوف وهتقول "حمزة السيوفي" قال
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
انهت كل أشغالها ثم عادت للمنزل، مازالت تفكر فيما حدث، صعدت السلم بتعب شديد وعينان متعبة، وضعت مفاتحها في باب شقتها ثم دلفت، وجدت أبيها وأمها يانتظارها، ابتسمت بخفة ثم تقدمت منهم وهتفت بمرح:-
_الحلوين حبايب قلبي ونور عيني
قبلت كلامنهم ثم عزمت أمرها أن تسير نحو غرفتها ولكن صوت أبيها الصارم أوقفها:-
_ترنيم استني عاوزك؟!
بالفعل توقفت واستدارت برأسها لتقول بتعب:-
_بابا والله أنا تعبانة وعاوزة أريح شوية؟!
وقفت منال بقلق اردفت بخوف:-
_مال رجلك وفي إيه يا حبيبتي
لم تخبرها بما حدث، تعلم قلق والدتها عليها، جلست أمام والدها ثم أخبرته بهدوء:-
_بابا والله ما قادرة اتكلم بكرا إن شاء الله أنا مش هنزل من البيت وهسمع كل كلامك
نظر أبيها لها بضيق ليصدر بعض الكلمات بحزم:-
_ما فيش وقت عشان تفكري بكرا جاي لك عريس
كادت أن تهز برأسها نافية هذا الحوار من بدايته، لقد شعرت بأنه سيحدثها بهذا الأمر لذا فهي تهرب بشدة من هذا الموضوع، ولكن قاطع رفضها اكمال عامر لحديثه:-
_مش هينفع إنك ترفضي لإن رفضك المرة دي هيكون بمثابة موت ليا حتى مش هينفع تفكري
سألته بفضول:-
_يا بابا كل دا عشان تقنعني بالجوازة ناقص تقول إن في تار لو ما تجوزتش
_هو فعلاً تار يا بنتي وإنتي مش عارفة حاجة!!!!
.................................
بصباح اليوم الثاني، أشرقت الشمس من جديد، ولكن ترنيم ولأول مرة لا تستمتع بنسمات أشرقها، منذ حديث والدها معاها وهي تقف أمام النافذة، تفكر بشدة فيما يخفيه أبيها عنها، ضغطت بنواجذها على شفتها السفلة بتوتر، كيف لها أن تتزوج زيجة مليئة بالغموض
خرجت بحزمٍ حتى تتحدث مع أبيها :
_بابا أنا مش هتجوز ولي يحصل يحصل
حدق عامر بها بصدمة، برق لها بغضب حيث كانت ترتدي قميصها القصير جداً، انكمش حاجبها بضيق ثم رد عليها:-
_ادخلي اوضتك
_ادخل جوا ليه بابا بعد إذنك اسمعنـ...
ولكن سرعان ما صرخت حين رأت أن أبيها ليس بمفرده، وأن هناك شاب يُعطيها ظهره:-
_إيه يا بابا مش تقول إنك قاعد مع حد
ثم وجهت كلامها بحديثها للغريب:-
_وبعدين يا حضرت في حد بيحي الساعة 6.30الصبح مين حضرتك
التفت لها فوجدها بمنظرها هذا لقد كان القميص فوق الركبة، واسع جداً، هو بالفعل لفتاة بمرحلة المراهقة ولكنه يبدو مثير عليها حتى وإن كانت بداخله نحيفة..
كان يعرف أن تلك الثرثرة التي لا تتوقف عن الحديث سـ تكون زوجته...اقترب منها ثم همس بغضب:-
_أولاً تروحي حالاً تغيري لبسك دا وتيجي عشان اتحاسب معاكي ومع أبوكي الحاج عامر
هل بالفعل من يقف أمامها هذا الشاب الذي صُدمت بسيارته، لا تعلم اتفرح لأنه المعجب الوحيد لها جاء لخطبتها أم تتوتر لأنها تشعر بأن هناك شيء يخفيه الجميع
لا أحد يعلم ما حدث ولكنها حاولت أن تعرف ما السبب وراء خطبته لها...
نظرت له ثم قالت:-
_إنت!!!
بصلابة شديدة رد عليها:-
_عمي عامر الجواز يوم الخميس الجاي جهزوا نفسكم وأنا هعدي على "ترنيم" آخر النهار عشان نجيب الفستان والبدلة
ثم تركها تحت أنظارها المصدومة، حدقت بوالدها بعدم استعياب لما يحدث، ثم دلفت للداخل، تنتظر آخر النهار لعل هذا المغرور يقول لها عن السبب وراء الزيجة
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول ( الفصل الثانى )
جهزت نفسها حيثُ رن "حمزة" على والدها، ألقى عليه أوامره حتى تنزل له "ترنيم" للذهاب إلى متجر فساتين الزفاف، خرجت من غرفتها وفي قلبها الكثير من الأسئلة، لا تعلم هل هي عروس أم موظفة تتلقى أوامر بالزواج التي لا تعرف له طريق.... تمنت كأي فتاة أن تختار أساس بيتها مع زوجها ولكنها أجبرت حتى وإن كانت معجبة بـ حمزة
وقفت أمام والدها ثم سألته بضيق:-
_بابا أنا مش هكدب وقول إن حمزة مش عجبني لا بالعكس والله معجبة بشخصيته بس إيه جبرك إنك توافقه على الجواز مني في أقل من أسبوع؟!
تنهد "عامر" بحزنٍ جم، وضع يده على كتفها ثم قال:-
_بكرا يا بنتي هتعرفي بس الأهم إني ماطلعش صغير في أتفاقي معاه
ولأول مرة لا تجادل والدها، نزلت بهدوء، ورجل تتقدم للأمام والأخرى تتراجع، شيء بداخلها يدفعها لسؤال حمزة والشيء الآخر يرفض...
وصلت إلى السيارة فـ وجدته جالس بداخلها، لم يفكر أن ينزل منها ويرحب بها
فتحت الباب الخلفي ولكن قبل أن تصعد قال بصرامة:-
_تعالي قدام أنا مش السواق اللي مستني الهانم
ناقص افتح لك باب العربية كمان
تستغرب من أسلوبه معاها، سمعت له وفتحت باب المقعد الأمامي ثم صعدت...
نظرت له ولكنه لم يبالي لها وانطلق بأقصى سرعة في صمت... ولكنها قررت أن تكسر حاجز الصمت بـ:-
_حمزة هو إنت عاوز تتجوزني ليه!؟
نظر لها ببرود، كان يعلم بأنها سـ تلقي على مسمعه هذا السؤال، أجابةٍ مخيفة خرجت من داخل فمه:-
_عشان بعيد حسباتي فلقيتك واقعة من دفتري الخاص فقولت لما اجيبك وأنا لو رقم خرج برا مملكتي برجعه ما بلك إنتي
لم تفهم منه شيء ولكن شعرت بالخوف، تهدجت أنفاسها بتوتر، تلعثمت في حديثها:-
_... م_.. مكن نقف شوية حاسة إني مخنوقة
لوى ثغره ببسمة ساخرة، ثم توقف بسيارته، نظر لها بحد ثم تكلم بضيق:-
_أنا بجد زهقت ما بحبش البنات المدلعة بدايق منهم جداً
كيف له أن يعاملها بتلك الطريقة القاسية، نعم تعلم أنه متعجرف ولكن لما لا يحبها، ولما يريد خطبتها، يكفي كل هذا...
نزلت من السيارة بحزم، يجب أن تحاقظ على كبريائها الذي تحطم بسببه، أخذت أنفاسها، ثم نظرت حولها لعلها تجد سيارة أجرة وتركبها
حدق بها باندهاش مضيفا بفضول:-
_في حاجه بتدوري عليها لو ارتحتي يالا
بحزن نظرت له، صوته نفسه بدأت تبغضه، تنهدت بقوة لتخبره بدون خوف:-
_أنا هاخد تاكسي وهروح ونتقابل هناك
جذ على أنيابه بعد أن سمع صوتها المقزز على مسمعه، سألها بتهكم بصوتٍ متهدج من الغضب:-
_هو إنتي عاوزة تعصبيني وخلاص شايفاني مركب قرون مثلا اركبي
عاندت معه، لن يتحكم بها قط، وجدت سيارة تأتي من بعيد، وقفت لتشير لها حتى تقف، بتلك اللحظة فقد حمزة القدرة على التحكم بعصبيته، نزل من سيارته وتقدم منها ثم أمسك ذراعيها وقال:-
_أنا مش عاوزة أتحول اتفضلي اركبي في العربية يالا
دمعت عيناها بشدة وبدأت شهقاتها تزداد:-
_أنا عاوزة أروح لماما بعد إذنك لما تبعد عني
ولأول مرة تشعر بالرعب من شخصيته، لقد كان يشبه بطلها المفضل والآن يشبه الآفعة التي تنتظر اللحظة المناسبة حتى تلدغها...
وضع يده على جمجمته شعر بالشفقة عليها لو رأت عصبيته، تكلم بهدوء صارم:-
_روحي يا ترنيم على العربية
مازالت تتمرد وتقف بمكانها، وقفت سيارة الأجرة أمامها، أخرج السائق رأسه من النافذة ثم سألها بجدية:-
_أيوا يا أستاذة راحة فين؟!
كادت أن ترد عليه ولكن نظرات حمزة له وطريقة بالحديث جعلته يرحل:-
_أمشي يا سطا الله يرزقك يالا..!!
ثم قبض على يدها وفتح سيارته وقال بأمر:-
_إنتي لو نزلتي هتجبي لأهلك النكد
**************
جلس على مقعده الهزاز، حزين بشدة لما حدث، يعلم أن ابنته بتلك اللحظة تتعامل بطريقة سيئة ولكن ليس بيده أي حل لانقاذ ابنته من يد الوحش، تخرج أنفاسه بتقطع وبدأ يأخذها بتعب، بتلك اللحظةوضعت منال يدها على كتفه وقالت:-
_أنا حاسة أنه هيحبها وهيخاف عليها حاسة إن حمزة في حاجه كويسة ومش هيجيله قلب يظلمها معاه
لم يقتنع قط بكلامها، كل ما يشغله أن كل ما حدث بالماضي تدفع ابنته ثمنه
هز رأسه وقال بتعب:-
_أنا لو جت في يوم واشتكت لي مش هسامح نفسي أبداً
وضعت يدها على كتفه بدعم، لن تجد أحد تقف بجانبه غيره هو وابنتها، بسمة صغيرة زينت وجهها، تمحو الهموم، أضافت بحب:-
_قلبك مش هيكون أحن مني أنا أمها في الأول وفي الآخر بس والله حاسة إن حياة بنتك كلها هتتعدل للأحسن وهتشوف
أمسك يدها وابتسم ثم قال:-
_يارب يا منال يا بنت الأصول ووش السعد عليا وإن شاء الله على بنتنا كمان
جلست مقابل لمقعده وبأمل شديد قالت:-
_حاولت كتير تجوز بنتك وهي موافقتش لإن حمزة دا نصبها فبلاش تحاول لإن ربنا كاتبهم لبعض
...............................
وصلا إلى المول، ترجل من سيارته ثم أمرها بالنزول، تأففت بشدة ثم قالت بضيق:-
_أنا الجوازة كلها مش عجباني فبلاش فستاتين ونكتب أم الكتاب ونروح وهلبس بنطالون جنز وبلوزة
قهقه بقوة ثم أضاف على كلامها:-
_ضحكتيني وبعدين مين قالك إني ميت على عمايل فرح وبعدين فكرك المكان اللي هقعدك فيه التقاليد هناك تسمح إنك تلبسي بناطيل
انكمش حاجبيها ثم قالت باندهاش:-
_ليه راحين فين؟!
_بلد أبويا وأبوكي
قالها بضحكة مستفزة لتقول بعلو:-
_لا استحاالة أنا عمري ما روحت الصعيد هتجبرني إنت إني أروح لا مش هتجوزك و...
قاطع أحبالها الصوتية بحد:-
_صوتك يا هانم عالي مش ماشي ومعلق قرون عاوزهم يقولوا على حمزة السيوفي إن مراته صوتها أعلى منه وبعدين الجواز أمر مش بمزاجك ويلا أنزلي
بعصبية شديدة نزلت من السيارة، ليقفل سيارته بالمتحكم الالكتروني لها، أمسك يد ترنيم لتستغرب حركته وتسأله بصدمة:-
_مسكت إيدي ليه؟! إنت لسه مش جوزي ولحد ما تكون جوزي خليك بعيد عني
مازال يقيد يدها بثقة، ابتسم ببرود ثم رد عليها:-
_حبيبتي إنتي حاجة ملك حمزة السيوفي مش هيفرق قبل ولا بعد الجواز يا نن عيني
صمتت حتى لا ترتكب جريمة وتقتله مازالت بعز شبابها ولا تريد أن تصبح سجينة بتهمة قتله هو شيء ليس له أهمية لتخسر شبابها هكذا كانت تردد هذا الكلام في مخيلتها
بتلك اللحظة انتبهت لصوت الشاب الذي يناديها:-
_ترنيم!!!
قبل أن تلتفت استدار حمزة بغضب ليجد المنادي يقترب منهما ومعه فتاة بعمر ترنيم
رفع حاجبه ما أن وصل له ذلك الشاب وقال باستفزاز:-
_نعم يا حضرت في حد قالك إنها معهاش راجل عشان تنادي باسمها أنا خطبتي مابحبش حد ينادي عليها قي الشارع
أما عن ترنيم فـتجاهلت حديث حمزة، وبرغم من خجلها لما قاله إلا أنها ابتسمت وقالت:-
_نرمين ومحمود وحشتوني أوي رجعته أمتى من شهر العسل
سرعان ما نظر لها حمزة بغضب شديد، قبض على يدها بقوة لتشعر ترنيم بالم ولكنها حاولت بقدر الإمكان ألا تظهر ذلك
انتبهت لنرمين التي تضحك عليها بقوة وتقول:-
_الجميل وقع وماحدش سمه عليه هو دا اللي طول عمرك بتحلمي بيه ومادام بيغير عليكي يبقى بيقولك يا وحش الكون زي ما إنتي كنتي عاوزة
ولكن لمحمود رأي آخر حيثُ تكلم بانفعال:-
_أنا مش شايف غير واحد قليل الذوق بيتعامل معانا وحش إحنا فعلاً أسفين إننا جينا نسلم بقى ترفضي أخويا عشان دا وياريتك قولتيله بحب حد غيرك إنتي قولتيله هفكر
تركه يكمل حديثه ليقول بعنف:-
_أولا هي مكتوبة باسمي من قبل ما تخرج من بطن أمها ثانيا حضرتك تتكلم بطريقة أحسن من كدا هي معاها راجل ثالثا مراتي أنا اللي هقول لها تكلم مين ومتكلمش مين رابعا طز في أخوك
انهى حديثها وتركهم ورحل معها لتحاول هي تحرير نفسها كل ذلك وهي تجذ على نواجذها وتقول بغضب:-
_إنت حرجتني بجد وأسلوبك وحش إنت بجد إنسان متعلم ومثقف
بعين تزداد شرار قال:-
_قولتلك متتعصبيش عليا في الشارع ويالا خلينا نشوف فستان الهانم خلينا نغور
.........................
في صعيد مصر تحديدا في منزل السيوفي كان المنزل في حالة من الهرج والانشغال فـ الابن الأكبر سـ يتزوج
تعلقت زينة الأفراح وبدأ محمد السيوفي كبير العائلة باطلق النيران ليعلن عن قرب زواج حفيده الكبير
جاءت من خلفه ابنة ابنته قائلة بحزن:-
_طول عمري حاطة أمل كبير إن حمزة هيكون ليا يا چدي وإنت بنفسك كنت بتقول لي كدا بس مكنتش عارفة إنك بتدعمه ل جوازته من بنت عامر
ابتسم محمد ثم استدار لها بصرامة وقال:-
_كان زمان حمزة حب حياتك لكن من يوم ما حصل اللي حصل وهو حتى ما هيفكرش فيكي وبعدين يا نسمة هو قالك بيحبك
فكرت قليلاً قبل أن تعطيه أجابتها ثم قالت:-
_لا بس أنا طول عمرهم بيقولوا حمزة لنسمة ونسمة لحمزة
بحزمٍ شديد قال:-
_بس أنا بقى طول عمري بقول حمزة لبنت عامر ونسمة لعلي السيوفي ابن خالها
لم تكن تتصور بأنه يريد أن يجرحها من أجل أحد غريب، يريد زوجها من ابن خالها المهاجر للبلاد أيرد التخلي عنها وأرسالها له
تركته ورحلت من أمامه ليضحك بقوة عليها
...........................
في متجر الفستانين
وقفت تختار فستانها وبالفعل اختارت ما كانت تحلم به، ذلك الفستان سـ يجعلها كـ الأميرات هذا ما تمنته
_أنا هختار دا
جحظ بعينه وقال:-
_بس دا قصير أوي وأنا على جثتي إن مراتي تلبس حاجة زي كدا وبعدين بقولك راحين الصعيد مش فرنسا
كورت يدها بحد وبدأت تختار شيء آخر فوقفت عند فستان طويل ولكن يبدو ضيق بشدة
ابتسمت وقالت:-
_خلاص هختار دا
ولكن حمزة سخر منها وقال:-
_هتلبسي دا عشان يبين رفعك ونبي اسكتي أنا هشوف لك
نظر حوله فوجد فستان منفوش نوعً ما ويبدو جميل ثم قال باعجاب:-
_دا حلو وعجبني خشي قيسي
يعاملها وكأنها جارية لذلك تمردت وقالت:-
_بس مش عاجبني
ليقول حمزة بصرامة:-
_بس عاجبني وهو دا اللي هاخده غصب عنك
حتى وإن كان هو عنيد فـ هو أمام كيد النساء عاجز
ابتسمت بسمة صفراء واردفت:-
_تمام ياحبيبي برحتك اللي تشوفه
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول ( الفصل الثالث )
مرت الأيام بسرعة فائقة، وحان موعد الفرح، سافر الجميع إلى صعيد مصر بسيارة حمزة، كانت "ترنيم" تجلس بالمقعد الخلفي هي ووالدتها أما عن أبيها فـ كان يجلس بجانب حمزة، كانت ترنيم تفكر بأن الفرصة الآن معها ورقبة حمزة أمامها مباشرة، تمنت أن تقتله بالسكين الخاصة بها والتي تتواجد دائماً بحقييتها...
ولكن قاطع تفكيرها صوت حمزة والذي يرأ تقاصيل وجهها بالمرآة:-
_بتفكري في إيه يا "ترنيم"
_ها
ذلك التعبير الذي خرج من فمها نتيجة لاندهاشها، كيف له أن يعرف أنها تفكر، شعرت أنه يعلم ما تنوي فعله
ابتسمت بتوتر حين تحدث حمزة مرة أخرى:-
_بتفكري في الإجابة ولا إيه؟!
مازالت تحافظ على بسمتها، ردت عليه بتلعثم:-
_أكيد مش بفكر في حاجه بس متوترة كأي عروسة
ضحك بشدة على حديثها مردفًا بصوتً مازح:-
_ولسه يا حبيبتي بس دا ما يمنعش إن إنتي كنتي بتفكري في حاجة غير إنك عروسة وكدا
إنكمش حاجبيها بتوتر ثم سألته بهدوء:-
_أومال عن إيه؟
_زي إنك تقتليني مثلاً
قالها بكل برود وهو ينظر لعينها يالمرآة، شعرت بتفحصه فنظرت للأسفل
بتلك اللحظة تكلم عامر بضحك ولكن ما وراء هذا الضحك خوف شديد:-
_لا يا بني إيه اللي إنت بتقوله هي عمرها ما فكرت تأذّي نملة هتأذيك إنت
بسخرية شديدة رد عليه حمزة:-
_والله حصلت قبل كدا من عشرين سنة تقريباً أو من 15 كان عندي عشر سنين ساعتها يا عمي في صاحب قتل صاحبه بدم بارد
مازال الحادث بذاكرته دقات قلب عامر بدأت تتسارع بهلعٍ جم كما توقع ابنته دخلت على حرب كبيرة وكل هذا بسبب العائلات وما حدث من قبل
أحب أن يتعامل مع حمزة ويحاوره بطريقة ناعمة فـ قال:-
_ياريت يا بني تنسى اللي فات إحنا خلاص بنبدأ من جديد وإنت فاهم وعارف إحنا بنتكلم عن إيه
شعرت ترنيم أن أبيها يتعامل بطريقة حذرة ويخفي عليها شيء بعض الكلمات السطحية تعرفها كالثأر وما حدث بالماضي لكن ماهو الشيء الذي حدث
قربت قليلاً من أذن والدتها وسألتها بفضول:-
_ماما هو إيه اللي حصل زمان
تنهدت منال بقوة، كيف لها أن تصمت ولا تخبرها، تشعر بأنها ستعلم بعد الزواج مباشرة، لو حمزة صمت فأهله لن ولم يصمتوا
ابتسمت بسمة خفيفة ثم قالت:-
_مافيش حاجه يا حبيبتي خير يا قلبي إن شاء الله
.................................
في غرفة نسمة وقفت أمها أمامها تحايلها حتى تجهز ولكن كانت دموعها تتسابق بشدة، الشرار يخرج من عينها بقوة كيف لجدها أن يعاملها بتلك الطريقة القاسية وما السبب؟! تلك الفتاة التي دخلت حياتهما حتى تخربها
بكت وكأنها لم تبكي من قبل، قلبها يتلوى من جراح العشق الذي لم يكمل
وضعت والدتها السيدة صفاء يدها على كتفها وبحزن قالت:-
_يا بنتي هتفضلي حزينة كتير كل حاچة قسمة ونصيب وبعدين دا كان اتفاق والبت محچوزة لولد خالك يالا يا بنتي إنتي مكلتيش حاچة من الصبح وبعدين زمان ابن خالك چاي وهو كمان عاوز يعمل فرحه انهاردة
لا تريد سماع أي شيء من والدتها، صرخت بها بشدة:-
_كفاية بقى ارحمونا أنا مش عاوزة أسمع اسميهم چدي قتلني يا ماما
جذت صفاء على نواجذها بغضب من أفعال ابنتها لو سمعها جدها لقتلها فوراً:-
_يا بنتي بس بقى وما تتعبنيش وبعدين البت دي طول عمر حمزة عاوزها عشان يخليها تشوف النچوم في عز الضهر
كيف لها أن تصدق ذلك، هي لا تستطيع أن تفكر أن أحد آخر سـ يكون في غرفة حبيبها.
قالت بانفعال:-
_أنا بقى هقتلها وهتچوزه برضه
أمسكتها صفاء من معصمها ثم نبتها بصرامة:-
_لو البت حصل ليها حاچة أو اليوم دا معداش أنا هوريكي أيام سوداء يالا البسي هروح أشوف الوكل وأطلع لك
.............................
بغرفة محمد السيوفي الذي كان يقف في غرفة ابنه، حزين على فراقه، قائلاً بوجع:-
_ابنك انهاردة هيتچوز يا ابني ومن البنت اللي اتمنيت تچوزهله بس أنا عارف إنه مش هيمنع نفسه من الانتقام
وعارف إن عامر ملهوش ذنب بس صاحبك مخلاش في أيدنا حاچة نعملها
بتلك اللحظة دلفت صفاء الغرفة يملأ قلبها الحزن، كلما نظرت لصوره شقيقها كلما تذكرت حنيته التي فقدتها منذ رحيله، دمعت عيناها وهي تقول:-
_الله يرحمك يا أخوي وحشتني أوي بجد
رواية متيمة بحب القاسى بقلم اميرة انور الفصل الثالث
استدار لها محمد وبنبرة حنونة قال:-
_في الچنة ونعمها المهم چهزتي الحاچة يا بنتي
هزت رأسها بهدوء ثم سألته بفضول:-
_بوي هو إنت هتسمح إن حمزة يعذب في البنت
بغموض شديد قال:-
_مراته واللي عاوزه هيكون وبعدين اللي حيصل انهاردة مايمنعش أبداً إنه خلى قلبي يهدى شوية
شبكت يدها بتوتر ثم عادت تلقي على مسمعه سؤلاً أخرى:-
_نسمة بتعيط فوق وفاكرة إنك چيت عليها يا بوي
أعمل لها إيه؟
تنهد بقوة ثم أمسك على عصاه وقال:-
_لو شوفت ذرة حب من حمزة ليها كنت لغيت اتفاقي وچوزتها له
بثقة في أبيها قالت:-
_عارفة يا بوي
................................
وصل أمام منزل عائلته، نزل عامر أولاً، ثم ابنته وتفضل منال وحمزة الذي نظر لها وقال بترحيب:-
_منورة يا أم ترنيم منزلتيش ليه
بتنهيد شديد قالت:-
_أنا بنتي أمانة في رقبتك يا بني ومش هخاف عليها طول ما هي معاك
نظر لها وصمت ولم يرد عليها قط، نزل من السيارة ثم نظر لها من النافذة وقال:-
_انزلي يا أم ترنيم
استغربت ترنيم المكان أول مرة تأتي إلى الصعيد وترأ بيت عائلة حمزة
بتلك اللحظة وجدت عجوز يأتي من بعيد ويرحب بحمزة ويفتح له ذراعيه بحبٍ جم:-
_كبير العيلة الصغير واللي شبه چده نور الدنيا كلها أضرب نار يا ولد
صرخت ترنيم حين سمعت صوت النيران كادت أن تقع ولكن لحقها حمزة وأمسك يدها لتغمض عينها ولا تفكر من يمسكها، دخلت داخل أحضانه وبخوف شديد قالت:-
_يا ماما أنا خايفة
بتلك اللحظة همس حمزة لها بغضبٍ طفيف:-
_مجرد ضرب نار وبعدين مستعجلة على إيه
بتوتر شديد فتحت عيناها وابتعدت عنه ولكن ظلت تنظر بعينه ولا تعلم لما
بتلك اللحظة انتبهت إلى صفاء التي رحبت بها وأمرتها بـ:-
_ازيك يا عروسة وإزيك يا أم العروسة يالا معانا على چوا
بينما نظر محمد إلى عامر وأردف بجدية:-
_اتفضل يا عامر چو
بتلك اللحظة قاطع ترحيبه حمزة وهو يقول بصلابة:-
_جدي أنا عاوز الفرح يخلص على عشرة دلوقتي الساعة خمسة أنا وترنيم معانا ساعتين للبس أجهزوا انتوا كمان
انهى حديثه ثم تركهم ورحل في سرعة
.................................
بعد مرور ساعتين في غرفة ترنيم، صرخت منال، لقد أصابها الهلع من منظر ابنتها، أمسكتها من يدها بشدة ثم قالت بانفعال:-
_بت يا ترنيم إنتي هبلة عارفة اللي هيحصلك بسبب الخرا الفستان دا ممنوع هنا تلبسي حاجة قصيرة ولا لو حمزة شافك هيخليكي تنزلي بعباية
بخبثٍ شديد قالت:-
_لا ماهو نقاه معايا
بتلك اللحظة دلفت صفاء التي جحظت عيناها ما أن رأت ترنيم بهذا الزي، صرخت بها بشدة:-
_إيه يا بنتي فستانك دا إنتي عارفة إيه اللي هيحصلك لو أبوي شافك كده وبعدين حمزة موافق على فستانك دا
هزت رأسها بهدوء ولا تعرف ما الذي سـ يفعله بها حمزة وعائلته لقد اتحدت تقاليدهم وعاداتهم
لوت صفاء شفتها ثم قالت لـ منال بقسوة:-
_طب هي صغيرة ومتعودة على تقاليد مصر إنتي مش عارفة بلدك سروها إيه
بتوتر شديد ردت عليها منال:-
_بس أنا مروحتش معاها اللي راح معاها حمزة يعني أكيد موافق على لبسها دا
عزمت صفاء الأمر حتى تنادي حمزة ولكن صرخت بها ترنيم بخوف حاولت أن تخفيه:-
_لا يا طنط فال مش حلو لأزم يشوفني لما بابا ينزل بيا له
تأففت صفاء بشدة ثم قالت بضيق:-
_طب أنا هروح برحتكم
ثم وجهت حديثها لمنال:-
_وإنتي يا منال روحي نادي چوزك ينزل بيها
وبالفعل تركوها بمفردها تبتسم سعيدة لأنها انتصرت على حمزة حيثُ تذكرت
فلاش باك****
بعد أن أوصلها لمنزلها، خرجت من المنزل بحجة شراء بعد الأشياء الهامة لزيجتها، أخذت سيارة أجرة لمتجر الفساتين
وما أن دخلت قالت ببسمة صغيرة:-
_سلامو عليكم
ردت عليها موظفة المتجر ثم قالت بترحيب:-
_أهلا بعروستنا في حاجه عاوزة تضفيها على الفستان
بدون خوف قالت:-
_هغير الفستان لو سمحت عاوزة القصير
انكمش حاجب الموظفة وسألتها بندهاش:-
_بس خطيبك كان رافض يـ...
قاطعت حديثها بحد:-
_بعد إذنك دي خصوصية بيني وبينه وبعدين اقنعته
هزت رأسها ثم قالت بهدوء:-
_تمام يا فندم خشي قيسي وهيتظبط عليكي ويومين ونسلمه
انتهت الفلاش****
انتبهت لصوت والدها الغاضب منها:-
_إيه اللي إنتي لبساه دا أنا مسمحتش تلبسيه جاية تلبسيه هنا
اقتربت منه بحب ثم قالت بفرحة:-
_حبيبي طول عمري نفسي فيه
صرخ بها بحد:-
_هنا ما ينفعش وبعدين خطيبك لو شافك بيه هيقتلك ومش هتجيبي الكلام له وبس لا ولينا كمان
شعرت بالخوف بعد حديث والدها ولكن أكملت كذبتها وقالت:-
_بابا حمزة عارف
يعلم أن ابنته تكذب ولكن سـ يتركها تتحمل نتيجة غلطتها
جذ على أنيابه ثم حورها بعصبية:-
_إنتي ما بقتيش تحت رعايتي يا ترنيم خلاص هتكتبي كتابك وإنتي هضمتي على جوازك منه
دمعت عيناها بشدة ثم تحدث بقلق:-
_يا بابا ليه بتخوفني وبعدين هي البنت لما تتجوز أبوها بيكون ملهوش علاقة بيها
نهرها بشدة على حديثها ورد قائلاً:-
_أنا هفضل جنبك بس في الصح واللي إنتي بتعمليه أكبر غلط ولو جوزك مكنش موافق بالفستان مش هيحصل مني غير الشر
تأبط يدها وخرج بها أنزل السلم وكان حمزة والسيدات معه ينتظروا قدوم العروس، حين رأها هكذا غلت الدماء بعروقه فعلت ما كانت تنوي فعله، نظر حوله فوجد الجميع يتحدثون على عروسته، شعر بالسكينة ما أن تأكد أن من حولة سيدات فقط، حاول أن يحل الموضوع ولا يحرج نفسه فـ قال:-
_اللي هيتكلم على مرات حمزة السيوفي هيندم ندم عمره وبعدين أنا أخترت معاها الفستان على أساس إنها هتقعد مع الحريم هنا مش هتخرج
تسمرت بمكانها سـ يحرمها من حضور عرسها بالكامل لقد تمنت بشدة أن تفعل أشياء كثيرة به
اقترب منه عامر ثم أعطى يدها له وقال بقلق:-
_اتمنى تخلي بالك منها
ولكن وبحزم رد عليه حمزة:-
_ممكن يا عمي تيچي معايا إنت وترنيم!!
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول ( الفصل الرابع )
بالفعل اتجه عامر للغرفة الذي يشير إليها حمزة ولكن ترنيم مازالت تقف بمكانها لذلك أمسكها حمزة من يدها بقوة وقال بهدوء مخيف:-
_روح قلبي يالا معايا..!!
لا تعلم ما ينتظرها بالداخل ولكن تشعر بأن النيران سـ تفتح ما أن يغلق باب الغرفة عليهم، وبالفعل بعد أن وضعت أقدامها بأرض الغرفة وأغلق حمزة الباب سمعت صوته الحاد الذي يقول:-
_إيه دا يا هانم ها؟!
وضع يده بخصره بغضب، ينتظر ردها بفارغ الصبر ولكن ظلت تنظر له ولأبيه المنتظر جوابها هو الآخر، ابتلعت ما في حلقها وردت ببسمة صغيرة:-
_إيه يا حبيبي؟!
جذ على أنيابه ثم وبعلو قال:-
_فستانك
حاولت أن تكذب فـ قالت:-
_أنا برضه اتفاجئت لقيت الفستان بدل اللي إنت إختارته فـ قولت إنك حبيت تعمل لي مفاجأة
بعصبية مفرطة رد عليها:-
_وأنا هعمل ليكي مفاجأة ليه ترنيم أنا آه عرفك من أسبوع بس أسلوبك أنا حافظه أكتر من أبوكي وأمك
ربعت يدها ثم ردت بانكار:-
_يبقى أكيد البنت اللي هناك فهمت إني عاوزة دا
صرخ عامر بتلك اللحظة بها بقوة:-
_ترنيم إنتي كدابة لإنك فوق قولتي إنك نقتي الفستان مع حمزة
نظرت لوالدها وكادت أن تبرر موقفها ولكن صفعة شديد منه منعتها من الحديث، تكلم هو بـ:-
_هو دافع عنك ومنع أي حد يتكلم عليكي لكن إنتي كنتي عاوزة تخربي الفرح
رفع حمزة حاجبه باريحيه، لو لم يصفعها أبيها لصفعها هو، رفع يده بتحذير ثم قال:-
_أنا وأبوكي هنطلع برأ عشان نكتب الكتاب هخلي عمتي تدخلك تمضي على القسيمة وبعدها هقعد شوية في الفرح وهطلع لك
صرخت به بانفعال:-
_أبويا أول مرة يضربني بسببك بس أنا مجبورة على جوزتي عشانه بس مش همضي ومش هتجوزك وهروح أرجع بيتي
صدم أبيها من حديثها، يعلم أن ابنته لو عزمت أمرها على ذلك لذهبت، كاد أن يقترب منها بحنو ولكن أوقفه حمزة بحد:-
_ثواني كدا يا عمي معلش!!!
نظر لعينها بجموحٍ جم ثم قال بتحذير:-
_لو خرجتي من الباب دا بالشكل دا هموتك ثانيا لو جربتي بس ما تمضيش على ورقة الجواز هتندمي طول عمرك
لم تنكر خوفها منه ولكن تمردها لم يقل بل يزداد:
_أنا بكرهك يا "حمزة" وكره كبير ملهوش أول من آخر
_زيي بالظبط على فكرة
شعر عامر بأن الأمور تتعقد بشدة، انتبه إلى حمزة الذي خرج ثم نظر لـ ابنته بعتاب ولحق بالآخر...
..........................
_بارك الله لكم وبارك عليكما وجميع بينكم في خير
قالها المأذون لتنطلق صوت الزغاريد عند النساء الجالسات بالغرفة مع ترنيم كما أمرهم حمزة، بتلك اللحظة جاءت نسمة بخبث ومعها سيدة ما كبيرة في السن، جلست بجانب ترنيم ثم ووبسمة لئيمة قالت:-
_تعالي يا خالة فطيما أهي عروستنا مرات إبن خالي
أمسكت السيدة فطيما كتف ترنيم ثم بدأت تتفحصها بطريقة سيئة، انزعجت ترنيم وحاولت التخلص من يدها فـ أشارت لأمها حتى تنقذها:-
_ماما!!
اقتربت منال منها مبتسمة بسمة بسيطة متحدثة بهدوء:-
_بعد إذنك يا حاجة فطيما البنت بس بتتعب من النفس
نظرت لها باشمئزاز ثم حولت أنظارها إلى صفاء وقالت بخبث:-
_يا صفاء إحنا لأزم حد مننا يطلع معاها البت چاية من مصر ويا عالم
صرخت بها منال بانفعال:-
_قصدك إيه يا حاجة بنت الحاج عامر أشرف من أي حد
وضعت صفاء يدها على كتفها ثم أخبرتها بهدوء:-
_أهدي يا حبيبتي مش هيحصل حاچة بس ما يمنعش إن الكل هيفضل مستني لما العريس والعروسة يدخلوا
ولكن السيدة فطيما كان لها رداً أخرى:-
_لا لازم تكون دخلة بلدي
شعرت ترنيم بالخوف الشديد من تلك النساء، صرخت بهم جميعاً بتوتر:-
_ماما أنا عاوزة أروح حالا نادي بابا خليه يروحني بيتي
اقتربت منال من ابنتها حتى تجعلها تشعر بالأمان والسكينة، حضنتها بشدة وقالت بحب:-
_اهدي وحاولي ما تسمعيش لحد
بتلك اللحظة دلف حمزة بضيق حيثُ مازال منزعج من ترنيم ولكن حين رأها تبكي لا يعلم لما اقترب منها بذعر وسألها بخوف:-
_مالها يا أم ترنيم مالها مالك يا ترنيم
صوت شهقات ترنيم جعله يصرخ بعنف:-
_اللي مش هيقول مالها هكسر البيت على دماغه!!
سردت منال له كل شيء لينظر للسيدة فطيما بغضب قائلاً بقسوة:-
_مين إنتي عشان تدخلي في عيلتنا وبعدين الشيء دا يخصني أنا ومراتي وبس
ثم حدق بعمته وأكمل:-
_ومش عاوز مخلوق يستنى أنا ومراتي حياتنا هتبدأ لما نقفل على نفسنا بابا واللي وراء بابنا مش هحب حد يسمعه
شعرت ترنيم بالراحة نوعً ما بعد حديث زوجها، اقترب منها حمزة وقال بصرامة:-
_يالا يا ترنيم!!
رجفة شديدة أصابت قلبها، نعم الآن سـ يفعل ما يحل له وحتى وإن دافع عنها
أمسك يدها ثم صعد بها لغرفتهم، وأحكم أغلقها و...
........................
بدأ المدعون بالإنسحاب، واحد تلو الآخر وبقى فقط عامر أمام محمد السيوفي، نظر له عامر وسأله بفضول:-
_هو لسه قلب حمزة شايل من ناحية عيلتنا
بصلابة شديدة أجابه:-
_أيوا
قام من مكانه بحزم ثم قال بيقين:-
_اللي عملوا أخويا أنا مليش في هو خان صحابه وقتله وأنا عشان اربي بنتي قدمت كفني وطلبتوا مني اجوزها حمزة وهي بتدفع ثمن دا كله
هز محمد رأسه ثم تابع في هدوء:-
_بنتك بقت من عيلتنا وابننا راچل وأكيد مش هياخد حقه من حرمه مكسورة الچناج
يحاول أن يطمن نفسه ولكن لا يستطيع، تنهد بقوة بعد أن قال له برجاء:-
_طب بعد إذنك يا حاج خلي حد من الحريم ينادي مراتي عشان أروح
رفع محمد حاجبه ثم وبأمر قال:-
_بيتك عاوز يتروق أقعد انهاردة هنا وبكرا روح
بحزم شديد رد عليه:-
_بنتي أبوها راجل ولأزم حاجات الصباحية تطلع من عندي
......................................
اقترب منها ولكنها ابتعدت إلا أن التصقت بالجدران، صرخت به بقوة:-
_إنت عاوز إي مني
_اربيكي!!
قالها حمزة بغضب فـ هو لا ينسى أي شيء، لقد أهانته وكسرت كلمته وهذا كفيل أن يجعلها بالقبر بذلك الوقت
تلعثمت بكلمها:-
_.. طب إنت عاوز إيه؟!
أشار لفستانها بعصبية:-
_فستانك اللي شبه قميص النوم دا تخشي تغيريه وتلبسي حاجة تاني وتطلع
وبالفعل دخلت حتى تنفذ حديثه ولكن بتلك اللحظة صرخت باسمه حتى يدخل المرحاض:-
_حمزة يا حمزة!!!
استغرب صرخها فـ دفع الباب ودخل، رفع حاجبه بضيق حين قالت بتوتر:-
_ممكن تنادي ماما مش عارفة أفتح السوستة
اقترب منها ووضع يده على كتفها والأخرى ليفتح لها الفستان، لقد كان أول من يلمسها هكذا غير أبيها، اقترب منها أكثر وصار لهيب أنفاسه يخرج بحرارة
فتح الفستان ثم وضع يده على ظهرها ولكن سرعان ما تذكر ما ينوي فعله فـ قال بأمر:-
_غيري فستانك وتعالي يالا
هزت رأسها بهدوء، خرج هو ولم تكمل ربع ساعة وخرجت بعده، وجدته يجلس على الأريكة فـ اتجهت نحو الفراش بنعس كادت أن تنام ولكنه صاح بانفعال:-
_قولت لك تنامي
رواية متيمة بحب القاسى كاملة جميع الفصول ( الفصل الخامس )
جحظت بعيناها بشدة، ما الذي يريده منها، هل يريد حقوقه الزوجية كما قالت عمته والنساء بالأسفل، لا لن يطلب منها هذا الشيء، هي أجبرت على تلك الزيجة ولا تعلم شخصية زوجها حتى الآن، فقط تعلم أنه متعحرف ويشفع لغروره وعجرفته وسامته، عصبي ولكن طيبته ودفاعه عنها جعله ملاك في نظرها ولكن لو فرض نفسه عليها سـ تترك له البيت
أردفت باندهاش:-
_أنا تعبانة مش عاوزني أنام ليه؟!
قام من مكانه وبدأ في إزالة حزام بنطاله، لينكمش حاجبها وتضع يدها على أعيونها وتصرخ بهلع:-
_أوعى تعملها بالله عليك أوعى تقلع بنطالونك أنا عمري ماشوفت ولد بيقلع قدامي ولا عاوزة أشوف
بدأت تبكي من الخوف مما جعله يستغرب، صاح باسمها بغضب:-
_افتحي عينك يا هانم أنا مش من النوع اللي هفرض نفسي عليكي أنا هربيكي بس لأن مرات حمزة السيوفي ناقصها شوية تربية...
صُدمت من حديثه، هو لا يعرفها أبداً، ولكن المنزل الذي دخله لخطبتها منزل أبيها الذي علمها الكثير من القيم
جذت على نواجذها ثم رفعت سبابتها وقالت:-
_مسمح لكش إنك تقول لي كدا إنت بتوجه لأبويا إنه معرفش يربيني ودا في حد ذاته قلة أدب منك
صرخ بها بقوة:-
_قومي من على السرير وتعالى هنا
تجاهلته تماماً، هو لا يحق له أن يأمرها هكذا، عادت لوضع النوم ووضعت وسادتها فوق رأسها ونامت ولكن الوحش الثائر كان له ردًا آخر حيثُ اقترب منها ثم قبض على يدها بشدة وسحبها خلفه بعنف لتصرخ ترنيم بشدة:-
_ارحمني بقى وبعدين أنا عاوزة أنام
لف الحزام حول يده ثم أشار بعينه نحو الحائط وقال:-
_روحي أقفي هناك
وضعت يدها بخصرها ثم ردت بتذمر:-
_ليه هو الباشا فاكرنا في مدرسة ولا إيه؟!
رفع يده وظل يعد بأصابعه:-
_واحد اتنين لو قولت تلاتة مش هيحصلك أي خير
مازالت تعانده ولا تفعل ما يأمرها به، وهذا كان كفيل ليرفع يده لأعلى ثم ينزل بقوة على يدها التي تضعها على خصرها ويلقي حديثه بعصبيه:-
_أولاً البنت المؤدبة الشاطرة ما بتحطش إيدها على وسطها عيب
صرخت بقوة:-
_آااااه إنت همجي والله
أشار إلى الحائط لتعرف ما يريد وبدون مجادلة ذهبت ووقفت كما أمرها
جلس على الأريكة وقال:-
_أولاً غيرتي الفستان وأنا أكني مش راجل غلطة نبرة وان ثانيا عمالة تردي عليا ثالثا بتقولي على جوزك قليل الأدب
نظرت له بكره ثم تجاهلته ليرفع حمزة حاجبه باندهاش ويردف بهدوء:-
_اقفي على رجل واحدة يا ترنيم يالا
طفح الكيل، تشعر بأنها بالروضة، صرخت به بانفعال وأرهاك:-
_حمزة بجد أنا تعبانة ومش قادرة وأعصابي سايبة بالله عليك شغل الأطفال دا خليه بكرا
هز رأسه ببرود:-
_لا هتعملي اللي أنا قولته
رفعت أقدامها حتى ترأ إلى أي حد سـ ينتهي جنان زوجها
ليبتسم هو ويجلس يأكل تحت أنظارها الغاضبة منه
..............................
كسرت كل شيء في غرفتها، يبدو أن حمزة يحب تلك الأفعة التي دخلت حياتهم، كيف له أن يفعل بها ذلك
_بيدافع عنها وزمانه حضنها دلوقتي!!
أخرجت الحديث من فمها بغلٍ شديد، نظرت لصورتها المعكوسة بالمرآة ثم وبنظرات مليئة بالشرار توعدت بـ:-
_ماشي والله لهخليك تحزن عليها العمر كله أو أخليها هي اللي تحزن عليك
بتلك اللحظة دلفت صفاء الغرفة وبيدها عصاه كبيرة، نظرت لها بذعر وقالت بضيق:-
_هو إيه دا يا ماما مالك
بصوتٍ خافض تحدثت صفاء:-
_چايبة خالة فطيما عشان تطلع العفريت اللي عليها على ترنيم ها يا ختي اتوكسي عاوزة أهل البلد يتكلموا عليكي ليه يا بنت بطني خلاص فوقي حمزة مش ليكي
حتى أمها لا تحبها هذا كان تفكيرها، صرخت بقوة:-
_ماما بعد إذنك بلاش تدخلي في حياتي أنا هوريكي أنه بيحبني
كان يجب على صفاء أن تفوق ابنتها من تلك الأوهام التي تتعلق بجمجمته
رفعت العصاه ونزلت علي جسدها ببعض الضربات وهي تصيح بها بشدة:-
_انسى يا نسمة عشان ما موتكش أنا قولت لك إنهم محجوزين لبعض من زمان جوي جوي وعاوزكي تچهزي نفسك عشان يأخدك علي اللي بيحبك
لا تسطيع أن تتحمل سماع اسمه لذلك قالت من وسط شهقاتها:-
_متجبليش سيرة الإنسان البارد دا أنا بكره
.......................
بزغ فجر اليوم التالي ومازالت ترنيم واقفة بمكانها، لم يعفو حمزة عنها حتى الآن، لقد نبها مراراً وتكراراً أن تبعد عن بطش عصبيته ولكنها كانت عنيدة وبشدة
أما عنه فـ ظل يراقبها ولكن وهو جلس على الفراش
انتبه لنومتها وهي واقفة شعر بالشفقة عليها ولكن لن يتنازل عما بدر في فعله....
بذلك الوقت استقام في نومته حيث كان يفرد جسده على الأريكة ثم وبغضب مصطنع قال:-
_ياللي نمتي قومي يالا!!!
شعرت بثقل شديد في أقدامها فـ صرخت بقوة:-
_آااه رجلي!!!؟
_هو إنتي لسه شوفتي وجع؟!
ولكن كانت ملامحها جادة ولا تستطيع التحمل وقعت على الأرض وبدأت تبكي بشدة، ليسرع إليها بذعر ويسألها بخوف:-
_في إيه يا ترنيم
صرخت به بشدة:-
_حاولت أفهمك أمبارح إني عاملة عملية فيها بس إنت كنت أرخم حد في الدنيا
كور يده بغضب وقال بأمر:-
_ما تحاوليش تغلطي فيا
ثم حملها متجهاً بها إلى الفراش ولكن وقبل أن يضعها على السرير، سمع صوت الباب يدق فاتجه بها نحوه وقال لها:-
_افتحي!!!
وبالفعل فتحت الباب فوجدت عمته وابنتها وأمها التي فرحت حين رأت أبنتها بهذا الوضع
شعرت صفاء بالخجل فـ قالت:-
_طب نيچي بوقت تاني
أحمر خدي ترنيم فأشارت بعينها لحمزة حتى ينزلها ولكن ما قاله حمزة جعلها تدفن رأسها بأحضانه:-
_مراتي حلالي وكانت على الكنبة وحست إن رجلها وجعها ما شلهاش
انسحبت نسمة بغضب فـ تابعتها أمها بقلق، بعد أن أختفت عن أنظارها نظرت إلى حمزة وقالت:-
_طب يا ولد الغالي هروح أنا أم مراتك چايبلكم فطور من اللي قلبك يحبه حاچة عسل
هز رأسه وقال بهدوء:-
_طيب حطيه يا أم ترنيم وانزلوا الواحد عريس وعاوز يقعد مع مراته شوية وبعدين.....
توقف عن الحديث تحت أنظارهم المتابعة لحديثه، ليكمل وهو ينظر إلى ترنيم بخبثٍ:-
_أنا هفطر أنا ومراتي برأ البيت
رفعت ترنيم حاجبها باندهاش ما الذي ينوي على فعله، مازالت أقدامها تتعبها
انسحبت صفاء وخلفها منال التي حاولت ألا تزعجهما خصوصاً بعد تأكدها بأنهم بخير
بعد أن خرجا حدقت ترنيم إليه ثم سألته بضيق:-
_هنروح فين يا حمزة...!!
رفع حاجبه ورسمت على وجهه بسمة سعيدة ليقول بخبث:-
_ساعة وتعرفي يا روح قلبي
.....................................
عزمت صفاء أمرها في تعجيل زواج ابنتها حتى لا تفعل لترنيم شيء، وحتى لا تتعب أكثر من ذلك، ترأ الدموع التي تنام معها على وسادتها، تشعر بالوجع عليها لذلك فـ هي لن تتحمل أكثر
دلفت غرفة أبيها بعد أن سمح لها بالدخول، جلست بجانبه ثم أخبرته بقلق:-
_بابا أنا قلقانة على بنتي أوي اللي بيحصل ليها وجعني يا بابا أنا مش عارفة هتفضل فاكرة إنها لحمزة لحد أمتى
تنهد محمد بعمق ثم هتف:-
_علي هينزل الخميس الچاي أسبوع كمان ونعمل فرحهم
شعرت بالسكينة نوعً ما لأنها تعلم بأن علي يحبها وسـ يضعها بداخل أعيونه...
سألها محمد بقلق:-
_حمزة كويس هو ومراته
تعلم بأنه يشعر أن حمزة ينتقم من ترنيم ولكن عكس ذلك حيثُ أن الأمور بينهم على ما يرام
ردت على سؤاله بحب حتى تمنع قلقه:-
_ما تقلقش هما كويسين زي أي عروسين